عبدالله العيسى
2005-06-09, 04:27 AM
حديثنا اليوم عن فارس طوى من التاريخ أعذب صفحاته و من الشجاعة رأس سنامها من قوم عروفوا بالكرم و ضرب بهم المثل عند العرب ، من كبار شيوخ شمر و من أشهر كرمائهم أنه الفارس الشيخ بُنَيَّةَ بن قرينيس ابن محمد. قال ابن سند:" وبُنَيَّةَ من فرسان العرب وكرمَائهم، وكانت له كَعَمِّهِ فارس أيام الَوْزير علي باشا أُبهة عظيمة وصدارة وبُنَيَّةَ هاذا يكاد يضاهي بالبسالة فارس النعامة، ومحطم ابن الأرقم ذا الغزالة، وأمَا الكرم فهو الغيث بل البحر الخضم وأمَا منع الجار بكل رسوب بتار، فهو منه في الذروة، والناس إنمَا يحذون فيه حذوه، وأمَا غض طرفه عن جاراته، فأمر لا يُطمع فيه بمباراته" .وأمَا نسب فارسنا فهو من شمر من الاكارم طيء فابن سند ينسب مطلقا عم بنيه الى طيءو هذا واضح في البيت الذي يقول فيه
نماك الى الفر الاركام طيء= ضحوك المحيا هامر الكف مانح
كما انه يشير في قصيدة اخرى و هو يرثي بينه الجربا
للشرف العالي بنو ثعل = أسد الشرى و سراة القادة الاولى
و في رثائه أيضاًيقول :
وابيض منهم شمري بكيته = نماه الى الاصل الاصيل سموح
واروع أماجده فهو حاتم = وسعد واما مده فسفوح
كما قورن بعمه مطلق من فرط شهرته :
يا بنت مفارق بين الاثنيـن كـذاب = هـذي تعـاتب به صفـوف القبايل
أبوك رخو الكف من كل ما جـاب= هاتـف شليـل البيت وافي المضايل
واليا بدي لو بادبي راح كســاب= الصبـح تبـري لـه اخبار الاصايل
أما الخصيم امبطل كـل الاسبـاب = خطــة علـى كـل المخاليق طايل
اليا اخطت نجوم الوسم او الوسم ما صاب= وصفى السما والكيـل ما من صمايل
اليا دوحو بالنزل شينيـن الاسبـاب = وتحايـدت عنهـم اعيـال الحمـايل
للمي به الدبدوب والطـوق قصاب = قــداع فــوق الزاد بشطوط حايل
واليا جن اجموع من ورا الحزم ضباب = = يذبــح بحـد السيـف ما جاه عايل
سوالفه يا حلوهن عنـد الاجنــاب الحيــد شيــال الحمــول الثقايل
ثم يخاطب عبطه ذاكراً أبيها
لو تسـألين القوم ويـا الاصحـاب= فــلا عــدلوا حقك ولا جاك مايل
وهناك أيضاً
يابـو طلاس اليوم هلن أدمـوعي= والعقل مني يافتـة الجود كــدارح
الكبـد ما تأكل وأنا مت جـوعي= والقلب يسرح ما يـجي غير مرواح
عليك يا ابو عبطا عذي الظـوعي = عذيت يا الماخذ على الـخيل مسراح
لو سابق ترحجع لوجه الغزوعـي = تنزاح عنه سرد السبايا الـيا صـاح
عليت يا حرز الوانية والخموعـي = يـاوي خيال من أولاد ســــراح
نشدتها وأنا منهم تذارف أدموعـي = قلـت الصحيح وقالت الشمـري راح
قلتها وانا منهـم قليـل النفوعـي = بـس الحميه وأوجعن حكـى ميـاح
واحسرتي متى اجتمع مع أربوعي = ونـمشي جميع قبل نثــال الارواح
قصيدة ابن سند في الشيخ بنيه الجربا ابن أخ الشيخ مطلق الجربا الذي قتل عام 1231هـ في معركة مع المنتفق
تنميه للشرف العالي بنو ثعل= أسد الشرى وسراة القادة الاول
النازلون من البيداء فوق ربي= والشائدون بيوت العز بالأسل
الناحرون جزر الاضياف نحرهم= اسد العرين، بما سلوا من النصل
والمانعوا الجار بالاسياف لامعه = بين الخمسين و العساله الذبل
وقاال ابن سند: ولَمْا لبُنَيَّةَ من الَمْكارم والشجاعة وارتفاع الصيت وللَمْودة بيني وبينه رثيته ارتجالا
وبُنَيَّةَ بن قُرَيْنِيْس الجرباء هو الذي أمر بغسل جواد الَوْضَيْحي ثلاث مرات بالصابون، لأنَّ بَصرياًّ الَوْضَيْحي فر عليها هارباً في حرب للجرباء مع الرولة. وبمناسبة قتل بُنَيَّةَ قال شاعر من الصديد من شمر، يفخر بقتل بُنَيَّةَ، ويشير إلى اعتداء آل الجرباء على الصديد:
سرنا من "الشِّمْبلْ" إلى قصر "شَلاَّلْ"=شهرين،والثالث ذبـحـنـا بُـنَـيَّةَ
أويْه والله يَاهَـل الـخـيْل خَـيَّالْ=وْعِزِّيْ لعقبه عِزْوَةَ الـشَّـمَّـريَّةْ
هذا جزا اللِّي بَاعْنَا بـابـنْ هَـذَّالْ=جبنَا دْمَاغِهْ لـلـبـواشِـي هَـدِيَّهْ
وذكر أنه قتل سنة 1231ه وأُتي برأسه إلى الَوْزير سعيد. وذكر لي الشيخ منديل الفهيد أن الذي قتل بُنَيَّةَ الرُّوَلَة في مِجْراد عنزة على الجربان أَخْذاً بالثار من سلبة حصة الَمْشهورة. وهي حصة بنت الحُميدي بن هذال. ذلك أن بنيه لَمْا علَمْ بقدوم الرولة أرسل يطلب النجدة من آل سعدون، رغم أن بينه وبين آل سعدون ثارات، فواعدوه يخرج للَمْفاوضة معهم، فخرج آمناً ليس معه غير أربعين فغدروا به. قال أبو عبد الرحمن: ثم وجدت في كراسات منديل مَا ملخصه: "حصلت معركة بين بُنَيَّةَ الجرباء من شيوخ شمر الَمْعروفين والأتراك، بقيادة ناصر الأشقر السعدون أيام الحروب السابقة، قيل: إن بُنَيَّةَ لَمْ يكن معه أحد من قومه أثناء الَمْعركة فعثرت جواده فيه فقتل، وقيل: إنه بُتر رأسه من جثته، فأُحضر في مجلس ابن سعدون، فوضع بمكان مرتفع وعلى مقربة من النار، بقصد بَطَرِ الاستيلاء أو التعجب من شجاعته، وكان يوجد رجلٌ شمريٌّ جارٌ لقوم السعدون، لا أعرف اسمه، إلا أنه فِدَاغيٌّ من سنجارة، فلَمْا شاهد رأس بُنَيَّةَ الجرباء، عرف ملامح وجهه، فتأثر فقام وجلس بالقرب منه، وبدأَ يمشط شواربه بيده أو عصاه ويقول: مَا يستاهل صاحب هذا الَوْجه ذو الهيبة والجاه العظيم.ثم قال أبيات شعر يمتدح بُنَيَّةَ ويغمز فيها ابن سعدون وانصرف إلى بيته. وبعد ذلك قال بعض الحاضرين بالَمْجلس لابن سعدون: هل سمعت كلام الشمري? قال: لا فبعث إليه من يحضره، وعندمَا وصل الرسول هناك سئل عنه فقيل: نائم بِالرَّفَّة، وبعد اقترابه منه لإيقاظه وجده ميتاً، وللأسف الشديد لَمْ أعثر على الأبيات التي قالها قبل مغادرته الَمْجلس، بالرغم من بحثي عنها وسؤال الكثير من الرواة، وهذه أبيات من قصيدة قالتها عَبْطاء رثاء لَوْالدها بُنَيَّةَ بعد أن قتل في هذه الَمْعركة تقول فيها:
***
حمَّع حْباله ثـم لَـمْـهْ وشـالـه =وتقنطرت من كثر الاِقْفَا والاقْبَـالْ
عزَّات يا ذيب السبـايا جـفـالَـهْ =يا نعم والله يَاهَلَ الـخـيل خَـيَّالْ
يامَا عطَا من كلِّ قُـبـا سـلالَـهْ=سباقة الغارة من الخيل مِـشْـوَالْ
يامَا شرِبْتـو مـن حَـلاَوِي دْلاِلـهْ=وَقْتَ القسا يرخصْ لكم غاليَ الَمْالْ
يامَا نَحَى بالسيف من صَعب قالـهْ=ويامَا لطَمْ من دونكم كلّ منْ عـالْ
مَحْد زَرَقْ رمحِه، ولا احْدٍ ثَنى لـه=مَا حصل عنده عركةٍ تِسْمِحِ البَـالَ
هذا الموضوع ينشر للأول مرة في النت و حصرياً هنا
نماك الى الفر الاركام طيء= ضحوك المحيا هامر الكف مانح
كما انه يشير في قصيدة اخرى و هو يرثي بينه الجربا
للشرف العالي بنو ثعل = أسد الشرى و سراة القادة الاولى
و في رثائه أيضاًيقول :
وابيض منهم شمري بكيته = نماه الى الاصل الاصيل سموح
واروع أماجده فهو حاتم = وسعد واما مده فسفوح
كما قورن بعمه مطلق من فرط شهرته :
يا بنت مفارق بين الاثنيـن كـذاب = هـذي تعـاتب به صفـوف القبايل
أبوك رخو الكف من كل ما جـاب= هاتـف شليـل البيت وافي المضايل
واليا بدي لو بادبي راح كســاب= الصبـح تبـري لـه اخبار الاصايل
أما الخصيم امبطل كـل الاسبـاب = خطــة علـى كـل المخاليق طايل
اليا اخطت نجوم الوسم او الوسم ما صاب= وصفى السما والكيـل ما من صمايل
اليا دوحو بالنزل شينيـن الاسبـاب = وتحايـدت عنهـم اعيـال الحمـايل
للمي به الدبدوب والطـوق قصاب = قــداع فــوق الزاد بشطوط حايل
واليا جن اجموع من ورا الحزم ضباب = = يذبــح بحـد السيـف ما جاه عايل
سوالفه يا حلوهن عنـد الاجنــاب الحيــد شيــال الحمــول الثقايل
ثم يخاطب عبطه ذاكراً أبيها
لو تسـألين القوم ويـا الاصحـاب= فــلا عــدلوا حقك ولا جاك مايل
وهناك أيضاً
يابـو طلاس اليوم هلن أدمـوعي= والعقل مني يافتـة الجود كــدارح
الكبـد ما تأكل وأنا مت جـوعي= والقلب يسرح ما يـجي غير مرواح
عليك يا ابو عبطا عذي الظـوعي = عذيت يا الماخذ على الـخيل مسراح
لو سابق ترحجع لوجه الغزوعـي = تنزاح عنه سرد السبايا الـيا صـاح
عليت يا حرز الوانية والخموعـي = يـاوي خيال من أولاد ســــراح
نشدتها وأنا منهم تذارف أدموعـي = قلـت الصحيح وقالت الشمـري راح
قلتها وانا منهـم قليـل النفوعـي = بـس الحميه وأوجعن حكـى ميـاح
واحسرتي متى اجتمع مع أربوعي = ونـمشي جميع قبل نثــال الارواح
قصيدة ابن سند في الشيخ بنيه الجربا ابن أخ الشيخ مطلق الجربا الذي قتل عام 1231هـ في معركة مع المنتفق
تنميه للشرف العالي بنو ثعل= أسد الشرى وسراة القادة الاول
النازلون من البيداء فوق ربي= والشائدون بيوت العز بالأسل
الناحرون جزر الاضياف نحرهم= اسد العرين، بما سلوا من النصل
والمانعوا الجار بالاسياف لامعه = بين الخمسين و العساله الذبل
وقاال ابن سند: ولَمْا لبُنَيَّةَ من الَمْكارم والشجاعة وارتفاع الصيت وللَمْودة بيني وبينه رثيته ارتجالا
وبُنَيَّةَ بن قُرَيْنِيْس الجرباء هو الذي أمر بغسل جواد الَوْضَيْحي ثلاث مرات بالصابون، لأنَّ بَصرياًّ الَوْضَيْحي فر عليها هارباً في حرب للجرباء مع الرولة. وبمناسبة قتل بُنَيَّةَ قال شاعر من الصديد من شمر، يفخر بقتل بُنَيَّةَ، ويشير إلى اعتداء آل الجرباء على الصديد:
سرنا من "الشِّمْبلْ" إلى قصر "شَلاَّلْ"=شهرين،والثالث ذبـحـنـا بُـنَـيَّةَ
أويْه والله يَاهَـل الـخـيْل خَـيَّالْ=وْعِزِّيْ لعقبه عِزْوَةَ الـشَّـمَّـريَّةْ
هذا جزا اللِّي بَاعْنَا بـابـنْ هَـذَّالْ=جبنَا دْمَاغِهْ لـلـبـواشِـي هَـدِيَّهْ
وذكر أنه قتل سنة 1231ه وأُتي برأسه إلى الَوْزير سعيد. وذكر لي الشيخ منديل الفهيد أن الذي قتل بُنَيَّةَ الرُّوَلَة في مِجْراد عنزة على الجربان أَخْذاً بالثار من سلبة حصة الَمْشهورة. وهي حصة بنت الحُميدي بن هذال. ذلك أن بنيه لَمْا علَمْ بقدوم الرولة أرسل يطلب النجدة من آل سعدون، رغم أن بينه وبين آل سعدون ثارات، فواعدوه يخرج للَمْفاوضة معهم، فخرج آمناً ليس معه غير أربعين فغدروا به. قال أبو عبد الرحمن: ثم وجدت في كراسات منديل مَا ملخصه: "حصلت معركة بين بُنَيَّةَ الجرباء من شيوخ شمر الَمْعروفين والأتراك، بقيادة ناصر الأشقر السعدون أيام الحروب السابقة، قيل: إن بُنَيَّةَ لَمْ يكن معه أحد من قومه أثناء الَمْعركة فعثرت جواده فيه فقتل، وقيل: إنه بُتر رأسه من جثته، فأُحضر في مجلس ابن سعدون، فوضع بمكان مرتفع وعلى مقربة من النار، بقصد بَطَرِ الاستيلاء أو التعجب من شجاعته، وكان يوجد رجلٌ شمريٌّ جارٌ لقوم السعدون، لا أعرف اسمه، إلا أنه فِدَاغيٌّ من سنجارة، فلَمْا شاهد رأس بُنَيَّةَ الجرباء، عرف ملامح وجهه، فتأثر فقام وجلس بالقرب منه، وبدأَ يمشط شواربه بيده أو عصاه ويقول: مَا يستاهل صاحب هذا الَوْجه ذو الهيبة والجاه العظيم.ثم قال أبيات شعر يمتدح بُنَيَّةَ ويغمز فيها ابن سعدون وانصرف إلى بيته. وبعد ذلك قال بعض الحاضرين بالَمْجلس لابن سعدون: هل سمعت كلام الشمري? قال: لا فبعث إليه من يحضره، وعندمَا وصل الرسول هناك سئل عنه فقيل: نائم بِالرَّفَّة، وبعد اقترابه منه لإيقاظه وجده ميتاً، وللأسف الشديد لَمْ أعثر على الأبيات التي قالها قبل مغادرته الَمْجلس، بالرغم من بحثي عنها وسؤال الكثير من الرواة، وهذه أبيات من قصيدة قالتها عَبْطاء رثاء لَوْالدها بُنَيَّةَ بعد أن قتل في هذه الَمْعركة تقول فيها:
***
حمَّع حْباله ثـم لَـمْـهْ وشـالـه =وتقنطرت من كثر الاِقْفَا والاقْبَـالْ
عزَّات يا ذيب السبـايا جـفـالَـهْ =يا نعم والله يَاهَلَ الـخـيل خَـيَّالْ
يامَا عطَا من كلِّ قُـبـا سـلالَـهْ=سباقة الغارة من الخيل مِـشْـوَالْ
يامَا شرِبْتـو مـن حَـلاَوِي دْلاِلـهْ=وَقْتَ القسا يرخصْ لكم غاليَ الَمْالْ
يامَا نَحَى بالسيف من صَعب قالـهْ=ويامَا لطَمْ من دونكم كلّ منْ عـالْ
مَحْد زَرَقْ رمحِه، ولا احْدٍ ثَنى لـه=مَا حصل عنده عركةٍ تِسْمِحِ البَـالَ
هذا الموضوع ينشر للأول مرة في النت و حصرياً هنا