المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفة القايد في قبيلة شمر


محمد الخريصي
2005-06-12, 08:03 PM
بــــــــــــســـم الـــلـــــله الـــرحـــمن الـــرحـــــيـــم


كانت القيادة في قبيلة شمر والعقلانية عند مشايخهم ذات شكل هادئ يسوده الحوار وطريقة متأنية قد لا تنتهي بالحسم العاجل وهي من خلال كل المؤشرات تتعدى الإطار والأسلوب القبلي حيث يتوافر في الموقف عندهم أبعاد ونتائج مرحلية وغير مرحلية ويمكن تأمل ماقاله أحد قادتهم وهو شائع الرمالي :
وحنا اليا كادت صبرنا لكوده---قول يخلد للجدود علام
وقول عبدالله بن رشيد أحد قادة قبيلة شمر وقد عاش في زمن أخر بعد شايع:
أحاول الدنيا بداخل ومطلوع
بالمال وإلا مرهفات الحداد
ولقد كان جيشهم منظما وتحركاتهم منضبطة في النزوح وفي العودة وان لم تكن قد برزت بشكل واضح في تاريخهم بسب السلبيات التي كانت تفرزها الظروف الاقتصادية والسياسية العامة.
وقد أكد انضباطهم الشاعر عايد الزميلي في قصيدة له:
قال الزميلي والزميلي عائد
سهرت أنا والعباد رقود
على السيافا من حرب الشريف غربوا
فازو حماد وداسوا النفود
يتلون بن صلا بن محمد
المانعي بعسر السنين يجود

وقد تواترت الأخبار مشيرة إلى إنهم تمكنوا من احتواء العديد من المخططات المعادية وكذلك التعايش مع سلبيات الإحداث الكبرى بأسلوب يمنع أو يخفف من الاعتداء على أعراضهم وأموالهم ونذكر في المقام هجمة الشريف محمد بن الحارث بن أبي نمى الذي الذي جرد لهم جيوش من مكة المكرمة والطائف ووسط الجزيرة العربية وشرقها حسبما قال في قصيدته المشهورة :
جزينا السبايا من الطائف والحرم
حلنا وحلينا بديار الدواسر
وقد أتاهم هذا الحاكم ظلما وعدوانا كما قال هو :
وعلنا عليهم عيلة من خطانا
وأنا على ما قدر الله صابر
فاضوا مع بيض وفضنا بأثرهم
ولاجو بموقق والتقن بالبيادر
كما أعترف بقصيدته تلك بهزيمته حيث يقول :
وتجاولنا بالجمع بأطراف موقق
وصارت علينا من كبار الجرائر
واستغرق زمن تلك الحرب ثلاثة شهور حسبما ذكرة في هذه القصيدة حيث قال
مناخنا لعبدة تسعين ليلة
بسحلول بزاخة لا سقتها القواطر
وقد وقعت هذه المعركة
وقد وقعت هذه المعركة في مابين عامي 1080و1100هجرية ولاتزال قبور قتلاها معروفة وخاصة أبناء عم الشريف الغازي (يرحمهم الله) وهي بديار شمر غربي مدينة حايل ولقد كانت طريقة معالجتهم لهذه البلية بتخطيط ذاتي نتج عنه مقولة
((الطنايا))وهو لقب حملته هذه القبيلة منذ زمان تلك الحرب وفحواه العزوف عند العدوان عليهم مقومات الحياة قدر الإمكان حتى يتم حماية الدار وسبب هذه التسمية أن أحد قادة قادة القبيلة أمر بعرض الطعام على المشاركين في مقاومة أول حصار يفرضه الشريف الغازي عليهم ولكن النساء عدن بالطعام كما هو دون أن يمسه أحد منهم ولما سألهن ذلك القائد قلن له إنهم ((طنايا))فأيقن عندئذ بهمزيمة المعتدي رغم عدم التكافؤ في العدد والعدة وقد أرخ الشاعر شايع الامسح الرمالي لهذه الحرب وقيل بأنه كان أحد فرسانها بقصيدة طويلة فيها قوله :
جانا الشريف بجمعة هزت الوغى
ياما على كل القبايل حام
حـــدر يبـــي مــنا مــثل ماخــذا
وواجه سناعيس عيال قرام
ومن الأدلة الواضحة على تمتع هذه القبيلة بقيادات حكيمة تصرف عبدالله بن سعيد كبير العليان من الدغيرات من هذه القبيلة فقد سمع الذئب يعوي فسأل فقيل له ربما هو جائع فأمر بذبح خروف له لكي يتعشى به وليس الشأن هنا مجرد التصرف بل هي حال تنطوي على اتساع في التفكير مقروناً بهدوء الحكماء مع نبل في النفوس
ومن الأمثلة على سعة الأفق في قيادتهم موقف آل سراح وهم من الجربا من هذه القبيلة وكان لهم هيمنة على منطقة الجوف بطريقة ربما لم يسبقهم أحد إليها فيما مضى حيث أقاموا أكثر من تسعين صالة استقبال في أنحاء متفرقة ضمن منازلهم لتكريم العابرين وإطعام الجائعين مع استقبال الضيوف وقد قاتلهم مسؤول مدينة حايل عبيد بن رشيد (رحمه الله) في الفترة التي تلت عام1275 هجرية بتأسيس دسائس ووشايات خارجية جعلت فؤاد بن عبيد يمتلئ بغضا لهم وهذا غالب بن حطاب وهو من كبار آل سراح يخاطبه بقوله :
إن جيتنا ياعبيد نفتح لك الباب
حنا نقيف وفن ربعك يخشون
يا عبيد ما قصدك زكاة ونواب
هذي بغاضي مير يا عبيد تكمون

ويشير ذلك إلى وجود حوار هدفه رأب الصدع واجتماع الكلمة لكن حطابا
والد غالب رفض ذلك الحوار وعبر عن يأسه من اعتدال ابن رشيد
بقوله مخاطبا ابنه :
ما طعت شوري يوم أنا بالسقيفة
أنت تقول هنا وأنا أقول هانا
من عقب ما حنا زهاها وريفه
ا اليوم نتنى مقعد في غدانا
م قاد معركة انتهت بأسره بضع سنوات ولهذه الأحداث قصص متداولة وأما عبيد الرشيد فقد قيل بأنه ندم بعد ذلك وكما ذكر آنفا أن معاناة هذه القبيلة تلك المواجهات المسلحة التي تحدث أحيانا بين بطونها لأسباب يرونها حينئذ عادلة وتبرز الكياسة عند القيادة فيهم بالموقف المتخذ تجاه الأشخاص الأتباع الذين سيطروا على مدينة حايل في أواخر عهد آل رشيد والذين انفردوا بالسلطة مع إنعدام الخبرة وجهل بعضهم حيث حيث امتنع كل شيوخ القبيلة في كل المناطق الأخرى عن المشاركة في أية إجراءات صدرت حينئذ وأباحوا دم ومال كل من ساعد أولئك الأتباع أو والاهم وفرضوا حصارا عليهم بل وسمحوا لحادثة ما يسمى ((عودة السبهان)) حيث حمود السبهان (يرحمه الله) أثناء إقامته في المدينة المنورة بمراسلة الأعيان بداخل مدينة حايل ثم سعى إلى تجهيز مجموعة مسلحة دخل بها في عام1327هجرية مدينة حايل وقضى على تلك الشرذمة وقد أرخ الشاعر عبدالله السنيدي لتلك الأحداث بقصيدة مؤثرة اسمها الدامغة جاء فيها :
يا حمود حايل والعليا تنتظر
منك المداد وسقاي شرع الودي
إنشر وقدامك مفاتيح الفرج
لا جيت دار الشمرين فترشدي
وربما دار في الأذهان بأن القيادة في القبيلة كانت على علم تام بتردي الأوضاع في منطقة حايل في تلك الفترة التي سبقت عام 1330هـ حيث تعتبرها مركز التنظيم الإداري والأنشطة العامة دائما فلماذا لم تتدخل بالشكل الملائم لمعالجة الأوضاع فيها وهذا التساؤل يقودنا إلى الحديث عما كانت تمر به هذه القبيلة ولأول مرة في تاريخها الطويل ودون أن يفطن قادتها إلى أن مخطط إضعافهم إن يتيسر القضاء عليهم كان ومنذ زمن بعيد محل اهتمام وتنفيذ مرحلي من قبل مراكز القوى في المنطقة والتي كانت تخضع للسلطات العثمانية أو غيرها ومما يؤيد ذلك أن أساليب تلك القوى كانت تعتمد على الإيقاع بين رجالات القبيلة وإبراز حدث نتج عن هذه التوجهات مقتل أحد فرسانها وهو بنية الجربا في العراق في ظروف غامضة عام 1231هــ ومقتل الهادي بن العاصي الجرباء أيضاً هناك وكذلك مقتل صفوق بن فارس الجرباء عام 1255هـ وقد أكد تأييد السلطات العثمانية لتلك التوجهات أحد الشعراء حيث ذكر في قصيدة له بأنهم قدموا رأس بنية الجرباء هدية للوالي التركي هناك إذ يقول :
سرنا من الشمبل إلى قصر شلال
شهرين والثالث ذبحنا بنية
أويه والله ياهل الخيل خيال
وعزى لعقبة عزوة الشمرية
هذا جزا اللي باعنا بابن هذال
جبنا دماغه للبوشي هدية

وتشير الأحداث إلى أنه كان للإنجليز مساهمات خفية وتعاون من أجل تنفيذ المخطط الساعي إلى هدم كل عناصر الاجتماع في هذه القبيلة حيث يستمر التأثير بأساليب مختلفة على بعض أجنحتها لضرب الجناح الأخر بغية تمزيق أوصالها ومن الأدلة على ذلك قول الشاعر دخيل بن غانم الصبحي وهو يتحدى ويتوعد أبناء عمه برئاسة صفوق :
ولو تركب الأورام كله بأثرنا
لا بد لنا يا صفوق من رفعة الرأس
كان المحزم شبر حنا ذرعنا
رمى المدرع من قديم لنا ساس
كما أن من أسباب عدم التئام القيادة في الفترة التي تلت الأعوام الأولى من النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري سوء الأحوال الاقتصادية عامة وكذلك اتساع دائرة النزوح بسبب الضعوط السياسية والعسكرية التي صاروا يواجهونها حتى وصل أوائل النازحين منهم إلى ديار بني بكر شمالي العراق بالقرب من البلاد التركية كما اتجهت مواكب النزوح إلى البلاد السورية ولا زالت هناك ومركز حركتها هناك مدينة القامشلي وبطبيعة الحال انفصمت عرى القيادة إلى حد كبير وتعددت أماكن انطلاقها وتأثيرها في ذلك الوقت تذكر المعلومات من خلال كل المراجع الواردة في هذا الكتاب وغيرها وجود أسباب كثيرة نتج عنها القضاء إلى حد كبير على المكانة الذائعة الصيت التي كانت تحظى بها هذه القبيلة في المشرق العربي ويتطلب الأمر بحثاً أوسع غير انه بالإمكان الإشارة إلى أهم الأسباب
مثل:
1-استمرار رفض النازحين منهم للهيمنة العثمانية بعد تركهم لمواطنهم ومقدرتهم على الانتشار بمشيئة الله عن طريق الجود ومكارم الأخلاق والفروسية والتأثير في القبائل الأخرى بسجاياهم إلى حد جعل الخصم يكشر عن أنيابه ويكشف عن حقيقة قي محاكمة عبدالكريم بن صفوق بن فارس الجرباء وإعدامه علنا إثر تنفيذ سلسة من المواجهات العدائية.
2-تلك الحروب الأهلية التي استعر أوارها في الجزيرة العربية طوال قرن من الزمان والتي كانت قبيلة شمر أحد طرفيها أما الطرف الآخر فهو معظم القبائل الأخرى وسواء كانت في إطار عشائري أو في صورة تنظيم توحي به جهات دولية ..


وشكرااااااااا

سيف الطنايا
2005-06-12, 11:28 PM
مشالله علي يابوحميد موضوع متعوب عليه تقبل كل الشكر والتقدير اخي العزيز

متميز ومتنوع فسر الي الامام

اخوك عواد

محمد الخريصي
2005-06-13, 01:18 AM
الف شكر أخوي عواد على المرور

تشكرااااااات

ربد الشمال
2008-02-21, 02:01 PM
يعطيك العافيه علي المشاركه

والله لايهينك

تحيتي

المستمع
2008-02-21, 02:12 PM
يعطيك العافيه

ابو النوري
2008-02-21, 02:34 PM
سلمت اخوي محمد

لك وافر التقدير

أبو حواس
2008-02-21, 06:13 PM
مشكوووووور أخوووووووووي على هذي المشاركه الرائعهـ,,,

وننتظر جديدكـ...

تقبل مروري السريع...

تحياتي لكـ....