ابو يوسف
2008-07-17, 11:42 PM
http://www.up1up2.com/up/uploads/b5e61641c0.gif
والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين
محمد ابن عبد الله الخاتم الأمين
أخواني الأعضاء الكرام
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
أحببت أهديكم هذا الموضوع الذي فيه من الخير الكثير بإذن الله
عسي الله أن ينفعني وإياكم ما يحبه ويرضاه
http://www.up1up2.com/up/uploads/16abcb1d8a.gif
الكبر :
إن الكبر خلق باطن يصدر عن أعمال هي ثمرته فيظهر على الجوارح وذلك الخلق هو رؤية النفس على المتكبر عليه يعني يرى نفسه فوق الغير في صفات الكمال فعند ذلك يكون متكبراً وبهذا ينفصل عن العجب , فإن العجب لا يستدعي غير المعجب حتى لو قدر أن يخلق الإنسان وحده تصور أن يكون معجباً ولا يتصور أن يكون متكبراً إلا أن يكون مع غيره وهو يرى نفسه فوقه فإن الإنسان متى رأى نفسه بعين الاستعظام , حقر من دونه وازدراه وصفة هذا المتكبر أن ينظر إلى العامة كأنه ينظر إلى الحمير استجهالاً واستحقاراً . وآفة الكبر عظيمة وفيه يهلك الخواص وقلما ينفك عنه العباد والزهاد والعلماء . وكيف لا تعظم آفته وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه : " لا يدخلُ الجنةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كبر " . ومن شرع أنواع الكبر ما يمنع من استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له . وقد تحصل المعرفة للمتكبر ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق كما قال تعالى : [ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسُهم ظلماً وعلموا ] < النمل :14> . وهذا تكبر على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم .
ما هو الكبر : الكبر هو احتقار الناس واستعظام نفسه عليهم . وقد شرح الرسول صلى الله عليه وسلم الكبر فقال: " الكبرُ بطرُ الحقَّ وغمط الناسِ " ومعنى غمط الناس الازدراء بهم واستحقارهم .
درجات الكبر :
1ــ أن يكون الكبر مستقراً في قلب الإنسان , فهو يرى نفسه خيراً من غيره إلا انه يجتهد ويتواضع .
2ـ أن يظهر لك بأفعاله من الترفع في المجالس والتقدم على الأقران والإنكار على من يقصر في حقه .
3ـ أن يظهر الكبر بلسانه كالدعاوى والمفاخر وتزكية النفس وحكايات الأحوال في معرض المفاخرة لغيره .
4ـ أن التكبر يظهر في شمائل الإنسان كصُعر وجهه ونظره شزراً وإطراق رأسه وجلوسه متربعاً ومتكئاً وفي أقواله , حتى في صوته ونغمته وصيغة إيراده الكلام ويظهر ذلك أيضا في مشيته وتبختره وقيامه وقعوده وحركاته وسكناته , وسائر تقلباته .
من خصال المتكبر : ــ
1ــ أن يحب قيام الناس له .
2ــ أن لا يمشي إلا ومعه احد يمشي خلفه .
3ــ أن لا يزور أحداً تكبراً على الناس .
4ــ أن يستنكف من جلوس أحد إلى جانبه أو مشيه معه .
5ــ أن لا يتعاطى بيده شغلاً في بيته .
6ــ أن لا يحمل متاعه من سوقه إلى بيته .
علاج الكبر : ــ
الأول : في استئصال أصله وقطع شجرته وذلك بأن يعرف الإنسان نفسه ويعرف ربه فانه إذا عرف نفسه حق المعرفة علم انه أذل من كل ذليل ويكفيه إن ينظر في أصل وجوده بعد العدم من تراب ثم من نطفة خرجت من مخرج البول ثم من علقة ثم من مضغة . وقد أشار الله تعالى إلى هذا بقوله : [ من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ] <عبس : 18 , 19 > . فأحياه بعد الموت وأحسن تصويره وأخرجه إلى الدنيا وأشبعه وارواه وكساه وهداه وقواه . فمن هذا بداياته فأي وجه لكبره وفخره ؟ على أنه لو دام له الوجود على اختياره لكان لطغيانه طريق بل قد سلط عليه الأخلاط المتضادة والأمراض الهائلة بينما بنيانه قد تم إذ هو قد وهى وتهدم لا يملك شيء لنفسه ضراً ولا نفعاً بينما هو يذكر الشيء فينساه , ويستلذ الشيء فيرد به ويدوم الشيء فلا يناله ثم لا يأمن أن يسلب حياته بغتة هذا أوسط حاله وذاك أول أمره وأما آخر أمره فالموت الذي يعده جماداً كما كان ثم يلقى في التراب فيصير جيفة منتنة وتبلى أعضاءه وتنخر عظامه ويأكل الدود أجزاؤه .
ثم بعد طول البلى تجمع أجزاؤه المتفرقة ويحضر عرصة القيامة فيرى أرضاً مبدلة وجبالاً مسيرة وسماء منشقة ونجوماً منكدرة وشمساً مكورة وأحوالاً مظلمة وجحيماً تزفر وصحائف تنشر , ويقال له : [ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ] < السراء: 14 > . فما لمن هذا حاله في التكبر ؟ فان صار إلى النار فالبهائم أحسن حالاً منه .
ومن العلاج العلمي : التواضع بالفعل لله تعالى ولعباده وذلك بالمواظبة على استعمال خلق المتواضعين , والينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقته وما كان عليه من التواضع والأخلاق الجميلة .
الثاني :التكبر بالأنساب : فمن اعتراه الكبر من جهة النسب فليعلم أن هذا تعزز بكمال غيره ثم يعلم أباه وجده فإن أباه القريب نطفة قذرة وأباه البعيد تراب .
الثالث : التكبر بالقوة : إن المتكبر بقوته ينظر إلى نفسه لو آلمه عرق عاد اعجز من كل عاجز وإن حَمّي تُحلَحِل من قوته مالا يعود في مدة , وان شوكة لو دخلت في رجله لأعجزته , وبقة لو دخلت في إذنه لأقلقته .
الرابع : التكبر بسبب الغنى : فإذا تأمل خلقًا من اليهود وجدهم منه فأفٍ لشرف تسبق به اليهود ويستلبه السارق في لحظة فيعود صاحبه ذليلاً .
الخامس : التكبر بسبب العلم : فليعلم أن حجة الله على العالم أكد من الجاهل وليتفكر في الخطر العظيم الذي هو بصدده , فإن خطره أعظم من خطر غيره كما أن قدره أعظم من قدر غيره . وليعلم أن الكبر لا يليق بالله سبحانه , وأنه إذا تكبر صار ممقوتاً عند الله تعالى بغيضاً عنده . وقد أحب الله منه أن يتواضع وكذلك كل سبب يعالجه بنقيضه ويستعمل التواضع .
واعلم : إن هذا الخلق كسائر الأخلاق له طرفان ووسط : فطرفه الذي يميل إلى الزيادة يسمى تكبراً , وطرفه الذي يميل إلى النقصان يسمى تخاسساً ومذلة . والوسط يسمى تواضعاً وهو المحمود وهو أن يتواضع من غير مذلة فخير الأمور أوسطها .
فمن تقدم على أقرانه فهو متكبر . ومن تأخر عنهم فهو متواضع . لأنه قد وضع شيئاً من قدره فأما إذا أدخل على العالم إسكافٍ أو نحوه فتنحى له عن مجلسه وأجلسه فيه ثم قدم له نعله ومشى معه إلى الباب فقد تخاسس وتذلل فذلك غير محمود بل المحمود العدل وهو أن يعطي كل ذي حق حقه لكن تواضعه للسوقة بالرفق في السؤال واللين في الكلام وإجابة الدعوة والسعي في الحاجة ولا يحقره ولا يستصغره .
والله اعلم .
والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين
محمد ابن عبد الله الخاتم الأمين
أخواني الأعضاء الكرام
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
أحببت أهديكم هذا الموضوع الذي فيه من الخير الكثير بإذن الله
عسي الله أن ينفعني وإياكم ما يحبه ويرضاه
http://www.up1up2.com/up/uploads/16abcb1d8a.gif
الكبر :
إن الكبر خلق باطن يصدر عن أعمال هي ثمرته فيظهر على الجوارح وذلك الخلق هو رؤية النفس على المتكبر عليه يعني يرى نفسه فوق الغير في صفات الكمال فعند ذلك يكون متكبراً وبهذا ينفصل عن العجب , فإن العجب لا يستدعي غير المعجب حتى لو قدر أن يخلق الإنسان وحده تصور أن يكون معجباً ولا يتصور أن يكون متكبراً إلا أن يكون مع غيره وهو يرى نفسه فوقه فإن الإنسان متى رأى نفسه بعين الاستعظام , حقر من دونه وازدراه وصفة هذا المتكبر أن ينظر إلى العامة كأنه ينظر إلى الحمير استجهالاً واستحقاراً . وآفة الكبر عظيمة وفيه يهلك الخواص وقلما ينفك عنه العباد والزهاد والعلماء . وكيف لا تعظم آفته وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه : " لا يدخلُ الجنةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كبر " . ومن شرع أنواع الكبر ما يمنع من استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له . وقد تحصل المعرفة للمتكبر ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق كما قال تعالى : [ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسُهم ظلماً وعلموا ] < النمل :14> . وهذا تكبر على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم .
ما هو الكبر : الكبر هو احتقار الناس واستعظام نفسه عليهم . وقد شرح الرسول صلى الله عليه وسلم الكبر فقال: " الكبرُ بطرُ الحقَّ وغمط الناسِ " ومعنى غمط الناس الازدراء بهم واستحقارهم .
درجات الكبر :
1ــ أن يكون الكبر مستقراً في قلب الإنسان , فهو يرى نفسه خيراً من غيره إلا انه يجتهد ويتواضع .
2ـ أن يظهر لك بأفعاله من الترفع في المجالس والتقدم على الأقران والإنكار على من يقصر في حقه .
3ـ أن يظهر الكبر بلسانه كالدعاوى والمفاخر وتزكية النفس وحكايات الأحوال في معرض المفاخرة لغيره .
4ـ أن التكبر يظهر في شمائل الإنسان كصُعر وجهه ونظره شزراً وإطراق رأسه وجلوسه متربعاً ومتكئاً وفي أقواله , حتى في صوته ونغمته وصيغة إيراده الكلام ويظهر ذلك أيضا في مشيته وتبختره وقيامه وقعوده وحركاته وسكناته , وسائر تقلباته .
من خصال المتكبر : ــ
1ــ أن يحب قيام الناس له .
2ــ أن لا يمشي إلا ومعه احد يمشي خلفه .
3ــ أن لا يزور أحداً تكبراً على الناس .
4ــ أن يستنكف من جلوس أحد إلى جانبه أو مشيه معه .
5ــ أن لا يتعاطى بيده شغلاً في بيته .
6ــ أن لا يحمل متاعه من سوقه إلى بيته .
علاج الكبر : ــ
الأول : في استئصال أصله وقطع شجرته وذلك بأن يعرف الإنسان نفسه ويعرف ربه فانه إذا عرف نفسه حق المعرفة علم انه أذل من كل ذليل ويكفيه إن ينظر في أصل وجوده بعد العدم من تراب ثم من نطفة خرجت من مخرج البول ثم من علقة ثم من مضغة . وقد أشار الله تعالى إلى هذا بقوله : [ من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ] <عبس : 18 , 19 > . فأحياه بعد الموت وأحسن تصويره وأخرجه إلى الدنيا وأشبعه وارواه وكساه وهداه وقواه . فمن هذا بداياته فأي وجه لكبره وفخره ؟ على أنه لو دام له الوجود على اختياره لكان لطغيانه طريق بل قد سلط عليه الأخلاط المتضادة والأمراض الهائلة بينما بنيانه قد تم إذ هو قد وهى وتهدم لا يملك شيء لنفسه ضراً ولا نفعاً بينما هو يذكر الشيء فينساه , ويستلذ الشيء فيرد به ويدوم الشيء فلا يناله ثم لا يأمن أن يسلب حياته بغتة هذا أوسط حاله وذاك أول أمره وأما آخر أمره فالموت الذي يعده جماداً كما كان ثم يلقى في التراب فيصير جيفة منتنة وتبلى أعضاءه وتنخر عظامه ويأكل الدود أجزاؤه .
ثم بعد طول البلى تجمع أجزاؤه المتفرقة ويحضر عرصة القيامة فيرى أرضاً مبدلة وجبالاً مسيرة وسماء منشقة ونجوماً منكدرة وشمساً مكورة وأحوالاً مظلمة وجحيماً تزفر وصحائف تنشر , ويقال له : [ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ] < السراء: 14 > . فما لمن هذا حاله في التكبر ؟ فان صار إلى النار فالبهائم أحسن حالاً منه .
ومن العلاج العلمي : التواضع بالفعل لله تعالى ولعباده وذلك بالمواظبة على استعمال خلق المتواضعين , والينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقته وما كان عليه من التواضع والأخلاق الجميلة .
الثاني :التكبر بالأنساب : فمن اعتراه الكبر من جهة النسب فليعلم أن هذا تعزز بكمال غيره ثم يعلم أباه وجده فإن أباه القريب نطفة قذرة وأباه البعيد تراب .
الثالث : التكبر بالقوة : إن المتكبر بقوته ينظر إلى نفسه لو آلمه عرق عاد اعجز من كل عاجز وإن حَمّي تُحلَحِل من قوته مالا يعود في مدة , وان شوكة لو دخلت في رجله لأعجزته , وبقة لو دخلت في إذنه لأقلقته .
الرابع : التكبر بسبب الغنى : فإذا تأمل خلقًا من اليهود وجدهم منه فأفٍ لشرف تسبق به اليهود ويستلبه السارق في لحظة فيعود صاحبه ذليلاً .
الخامس : التكبر بسبب العلم : فليعلم أن حجة الله على العالم أكد من الجاهل وليتفكر في الخطر العظيم الذي هو بصدده , فإن خطره أعظم من خطر غيره كما أن قدره أعظم من قدر غيره . وليعلم أن الكبر لا يليق بالله سبحانه , وأنه إذا تكبر صار ممقوتاً عند الله تعالى بغيضاً عنده . وقد أحب الله منه أن يتواضع وكذلك كل سبب يعالجه بنقيضه ويستعمل التواضع .
واعلم : إن هذا الخلق كسائر الأخلاق له طرفان ووسط : فطرفه الذي يميل إلى الزيادة يسمى تكبراً , وطرفه الذي يميل إلى النقصان يسمى تخاسساً ومذلة . والوسط يسمى تواضعاً وهو المحمود وهو أن يتواضع من غير مذلة فخير الأمور أوسطها .
فمن تقدم على أقرانه فهو متكبر . ومن تأخر عنهم فهو متواضع . لأنه قد وضع شيئاً من قدره فأما إذا أدخل على العالم إسكافٍ أو نحوه فتنحى له عن مجلسه وأجلسه فيه ثم قدم له نعله ومشى معه إلى الباب فقد تخاسس وتذلل فذلك غير محمود بل المحمود العدل وهو أن يعطي كل ذي حق حقه لكن تواضعه للسوقة بالرفق في السؤال واللين في الكلام وإجابة الدعوة والسعي في الحاجة ولا يحقره ولا يستصغره .
والله اعلم .