نايف الزوبعي
2011-07-29, 01:59 AM
مع المرأة القرآنية .......
إحدى أشهر القصص المرتبطة بعبد الله بن مبارك هي التي حاور فيها ما وصفت بـ'المرأة القرآنية} فقد نقل الرواة عنه قوله: {خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر المصطفى (عليه الصلاة والسلام) فيما أنا في بعض الطريق، فإذا بسواد عليها، كان لعجوز عليها درع وخمار من صوف فقلت لها: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقالت: سلام قولاً من رب رحيم. فقلت لها: يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان؟ فقالت: من يضلل الله فلا هادي له. فعلمت أنها ضالة عن الطريق فقلت لها: أين تريدين؟ فقالت: سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. فعلمت أنها قد قضت حجها وهي تريد بيت المقدس فقلت لها: كم لك في هذا الموضع؟ فقالت: ثلاث ليال سوياً. فقلت لها: ما أرى معك طعاماً تأكلين منه؟ فقالت: هو يطعمني ويسقيني. فقلت: فبأي شيء تتوضئين؟ فقالت: فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً. فقلت لها: إن معي طعاماً فهل لك في الأكل منه فقالت: ثم أتموا الصيام إلى الليل. فقلت لها: ليس هذا شهر صيام رمضان. فقالت: ومن تطوّع خيراً فإن الله شاكر عليم. فقلت: قد أبيح لنا الإفطار في السفر، فقالت: وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون. فقلت: لم لا تكلميني مثل ما أكلمك؟ فقالت: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. فقلت: فمن أين الناس أنت؟ فقالت: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً. فقلت: قد أخطأت فاجعليني في حل، فقالت: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم. فقلت: فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟ فقالت: وما تفعلوا من خير يعلمه الله. قال: فأنختها، فقالت: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم. فغضضت بصري عنها، لكن لما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها، فقالت: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، فقلت لها اصبري حتى أعقلها، فقالت: ففهمناها سليمان. فعقلت الناقة وقلت لها: اركبي، فلما ركبت قالت: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. قال: فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح فقالت: أقصد في مشيك وأغضض من صوتك. فجعلت أمشي رويداً رويداً وأترنم بالشعر، فقالت: فاقرؤوا ما تيسر من القرآن، فقلت لها: لقد أوتيت خيرا، فقالت: وما يذكر إلا أولو الألباب. فلما مشيت بها قلت لها ألك زوج؟ فقالت: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم. فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة فقلت لها: هذه القافلة فما لك فيها؟ فقالت: المال والبنون زينة الحياة الدنيا.
فعلمت أن لها أولاداً، فقلت: وما شأنهم في الحج؟ فقالت: وعلامات وبالنجم هم يهتدون. فعلمت أنهم أدلاء الركاب فقصدت بها الخيام وقلت هذه الخيام فما لك فيها؟ فقالت: واتخذ الله إبراهيم خليلاً، وكلم الله موسى تكليماً، يا يحيى خذ الكتاب بقوة. فناديت يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فإذا أنا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر منهم الجلوس قالت: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف. فمضى أحدهم فاشترى طعاماً فقدمه بين يدي فقالت: كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية. قلت: الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها، فقالوا: هذه أمنا لها منذ 40 سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن، فقلت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
إحدى أشهر القصص المرتبطة بعبد الله بن مبارك هي التي حاور فيها ما وصفت بـ'المرأة القرآنية} فقد نقل الرواة عنه قوله: {خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر المصطفى (عليه الصلاة والسلام) فيما أنا في بعض الطريق، فإذا بسواد عليها، كان لعجوز عليها درع وخمار من صوف فقلت لها: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقالت: سلام قولاً من رب رحيم. فقلت لها: يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان؟ فقالت: من يضلل الله فلا هادي له. فعلمت أنها ضالة عن الطريق فقلت لها: أين تريدين؟ فقالت: سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. فعلمت أنها قد قضت حجها وهي تريد بيت المقدس فقلت لها: كم لك في هذا الموضع؟ فقالت: ثلاث ليال سوياً. فقلت لها: ما أرى معك طعاماً تأكلين منه؟ فقالت: هو يطعمني ويسقيني. فقلت: فبأي شيء تتوضئين؟ فقالت: فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً. فقلت لها: إن معي طعاماً فهل لك في الأكل منه فقالت: ثم أتموا الصيام إلى الليل. فقلت لها: ليس هذا شهر صيام رمضان. فقالت: ومن تطوّع خيراً فإن الله شاكر عليم. فقلت: قد أبيح لنا الإفطار في السفر، فقالت: وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون. فقلت: لم لا تكلميني مثل ما أكلمك؟ فقالت: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. فقلت: فمن أين الناس أنت؟ فقالت: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً. فقلت: قد أخطأت فاجعليني في حل، فقالت: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم. فقلت: فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟ فقالت: وما تفعلوا من خير يعلمه الله. قال: فأنختها، فقالت: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم. فغضضت بصري عنها، لكن لما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها، فقالت: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، فقلت لها اصبري حتى أعقلها، فقالت: ففهمناها سليمان. فعقلت الناقة وقلت لها: اركبي، فلما ركبت قالت: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. قال: فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح فقالت: أقصد في مشيك وأغضض من صوتك. فجعلت أمشي رويداً رويداً وأترنم بالشعر، فقالت: فاقرؤوا ما تيسر من القرآن، فقلت لها: لقد أوتيت خيرا، فقالت: وما يذكر إلا أولو الألباب. فلما مشيت بها قلت لها ألك زوج؟ فقالت: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم. فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة فقلت لها: هذه القافلة فما لك فيها؟ فقالت: المال والبنون زينة الحياة الدنيا.
فعلمت أن لها أولاداً، فقلت: وما شأنهم في الحج؟ فقالت: وعلامات وبالنجم هم يهتدون. فعلمت أنهم أدلاء الركاب فقصدت بها الخيام وقلت هذه الخيام فما لك فيها؟ فقالت: واتخذ الله إبراهيم خليلاً، وكلم الله موسى تكليماً، يا يحيى خذ الكتاب بقوة. فناديت يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فإذا أنا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر منهم الجلوس قالت: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف. فمضى أحدهم فاشترى طعاماً فقدمه بين يدي فقالت: كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية. قلت: الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها، فقالوا: هذه أمنا لها منذ 40 سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن، فقلت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.