هذه قصة جرت بين الأمير عبيد بن رشيد والشيخ بن مجلاد في ساحة المعركة وفيها عفا ابن رشيد عن ابن مجلاد وتركه يمر من امامه -مع انه كان يستطيع قتله-وذلك تقديراً لحال ابن مجلاد الذي لم يكن يرتدي درعاً في المعركة ووردت هذه القصة في مذكرات الرحالة داوتي الذي زار نجد في بداية حكًم الأمير محمد بن رشيد رحمهم الله جميعاً.
واشير هنا الى نقطتين هما:
1- قول داوتي ان عبيد بن رشيد كان يبدو كريماً فأقول إن كرم الأمير عبيد رحمه الله واضح ومعروف ومشهور لدى الجميع فقد بينت الليدي آن بلنت والتي زارت نجد في نفس الفترة التي زارها فيها داوتي كرم الأمير حيث قالت نصاً ص 221" خلف بين العرب سمعة عطرة لشدة قراه بالضيف وسخائه واقدامه وهن رأس الفضائل في نظر بني يعرب بأسرهم" ثم قالت في نفس الصفحة "ومما يروى عنه انه لم يخلف اية ممتلكات فلقد اعطى كل مابيده اثناء فترة حياته ولم يذر شيئا خلا سيفه وفرسه وزوجته الشابة" كذلك نقلت قصة عن دليلها حمدان الشراري ومفادها ان والدة حمدان اشتكت ابنتها الى عبيد بن رشيد فما كان من ابن رشيد الا ان اصلح بينهما وامر لهما بذلول وكسوة واستمر يدفعها لهما سنويا الى وفاته ثم ذكرت الكاتبة ان محمد بن رشيد لازال يدفعها لهما الى اليوم بالنيابة عن عمه.
2-ماذكره داوتي من ان الخطر المحدق بالأمير عبيد كان قليلأً بسبب الدرع اقول هذا رأي خاطيء جملة وتفصيلاً .صحيح ان الدرع سبب من اسباب السلامة لكنه ليس ضماناً بل ان عدد من الفرسان (المداريع ) قتلوا في ساحات المعارك ومنهم من كان الدرع سببا لمقتلهم كقصة مقتل الشيخ تركي بن مهيد والذي كان درعه الثقيل سببا في تعب حصانه ومن ثم سقوطه ومقتله وبالمناسبة فقصة مقتله تختلف تماماً عما ذكره السديري في كتابه ابطال من الصحراء ذكر ذلك موزيل في احد مؤلفاته والذي كان شاهد عيان. ونحن نجل مقام الأنبياء ولن نقحمه في تاريخ القبائل وجاهليتها ولكن كما ذكر داوتي ان تاريخ صناعة الدرع يعود الى عهد داوود عليه السلام ثم هو معروف في عصر سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام ومن تبعه من اصحابه واتباعه. كذلك ذكر داوتي ان الفارس المطيري الذي قتل حزام بن حشر شيخ قحطان وخمسة من فرسان قحطان في معركة دخنة كان يرتدي درعاً ثم احد المستشرقين لعله فالين او غورماني تكلم عن الدروع لدى عرب الجزيرة مما يعني شهرتها لعلي اجلب نصه لاحقا ان وجدته وفي الختام هناك الكثير من القصائد التي تشير الى ارتداء العديد من الشجعان للدرع كقول خلف الأذن (يوم التهينا نلبس الجوخ ودروع ...)الخ القصيدة فالحرص على لبس الدرع هو مرتبط بامتلاكه لدى الفرسان.
والحقيقة ان شخصية الأمير عبيد بن رشيد والأحداث التي مرت عليه تحتاج الى جمع وتدوين في كتاب يجمع قصصه المدونة في الكتب او المنقولة شفهيا ونتمنى ان نرى ذلك من كتابنا وهم كثر ولله الحمد. واعتذر على الإطالة .