بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن هشال الخريصي
ولد في مدينة حائل عام 1313 هجرية ونسبه يعود إلى العوده من الدعالجة من البريك من الخرصة من قبيلة شمر
عاش رحمه الله في بيت تعيش فيه وتحيط به أسرته الكبيرة وشعارها الدين القويم وحسن الخلق والكرم ومعاشرة الآخرين بالمعروف والاحسان وكل رجالاتها أهل فروسيه ويعملون في تجارة المواشي وخاضة الإبل.
وكان عبد العزيز واقرانه يرتادون الكويت والعراق في تجارتهم وقد كتب الله عليه وهو سبحانه يفعل مايريد أن اشترك في "حرب جراب" الشهيرة التي وقعت بين بن سعود و بن رشيد في عام 1336هـ وأصيب فيها رحمه الله في ركبته اليمنى وصار أعرجاً وهي الصفة التي كانت تثير الإعجاب فيه فقد كان قائداًوعابداً وفارساً طيلة حياته لذكائه وقدرته على إدارة الرجال وفطنته وحنكته وخلط هذه الصفات بالكرم وحسن الخلق والتسامح مع الصغير والكبير وكان شاعراً وكان يقودالعرضة الحربية بمهارة.
وقد اشترك رحمه الله في مقاومة حصار مدينة حائل الذي صار في عام 1340هـ من قيل جيش الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله واستمر عاماً ونصف العام.
وكذالك اشترك بعد ذالك بزمن قليل في حصار المدينة ضد الاشراف في منطقة باب العنبرية لمدة عام وكان يترأس نخبة من أهل حائل منهم صالح بن عبد الكريم المديني رحمه الله وقيل بأن جيش الاشراف الرئيسي كان يعسكر في منطقة باب قباء وأن اكثرهم من الإخوة اليمنيين.
وبعد ذلك بفترة قصيرة صدر أمر الأمير عبد العزيز بن مساعد أمير حائل رحمه الله بتكليف عبد العزيز مدار الحديث في أن يكتب أسماء جند حائل الذين سيشتركون في حرب "السبله" المعروفه وقد رفض عبد العزيز الخريصي ذلك قائلاً أنا وأبناء عمي تحت الأمر وأما كتابة أسماءالآخرين فلن أفعل وأمر الأمير عبد العزيز بن مساعد بسجنه حتى يذعن للأمر لأن سموالأمير يعرف قدرات هذا الرجل وبقي محبوساً حتى جاء إليه خاله وعمه صالح الحسين الخريصي رحمه الله وكان اسم صفته الرسمية "أمير السوق" وهي وظيفة همها حل المشكلات الطارئة بين الناس وطلب منه رحمه الله أن يكتب جيش حائل كما أمر ابن مساعد وقد فعل عبد العزيز ذلك مضطراً وفقاً لأمر الله جلّ وعلا وأطيعوا الله والرسول وأولي الامر منكم وقد صارت الحرب.
وجاء جيش حائل من معركة السبلة برئاسة عبد العزيزالهشال إلى مكة المكرمة ونزل في الأبطح وصار خلاف بينه وبين سمو الأمير عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله حول حسابات تموين الجيش نتج عنه أن يلتقي الرجلان الكريمان نائب الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود وعبد العزيز الخريصي في قصر السقاف المعروف بمكة المكرمة ويأمر فيصل رحمه الله بتعويض أفراد هذا الجيش بما خسره كل منهم.
وعاد بعدها عبد العزيز الخريصي مع مرافقيه جيش حائل "وقيل بأن عددهم كان كبيراً " مروراً بالمدينة المنورة وقد كان عبد العزيز بن إبراهيم رحمه الله والياً عليها وكان بينه وبين عبد العزيز مدار الحديث صداقة ومحبة.
وقد كان عبد العزيز يحب المدينة المنورة ويتردد عليها وفي هذه الأثناء صدر الأمر عليه بترأس مجموعة من "الهجانه" قوامها أكثر من أربعمائة جندي ومجال عملهم حماية الساحل من منطقة ينبع إلى أملج إلى ضباء إلى حقل ثم استقر عملهم في مدينة حقل حيث تجري المراقبة على الساحل وعلى الحدود مع شرقي الأردن إلى تبوك وهنا صارت حادثه القبض على القائد البريطاني ((ابن تشمبرلن)) مع مجموعة من العسكر في منطقة حقل وقد نشرت عنها الصحف العالمية ثم أمر نائب الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود على عبد العزيز بإطلاق سراحه بعد اعتذار الحكومة البريطانية ,وبعد ذلك انتقلت مجموعة الهجانه مع رئيسها إلى تبوك وربما كان ذلك في عام 1350 هـ وكانت اقامتها في مكاتب الأتراك والتي لازالت موجودة حتى الآن .
ولأن عبد العزيز يحب المدينة المنورة فقد صار يرسل برغبته إلى نائب الملك الأمير فيصل بن عبد العزيز مدة ثلاث سنوات ,وفي هذه الفترة صار بينه وبين الأمير عبدالله السديري رحمه الله أمير تبوك آنذاك علاقة حميمه الأمر الذي نتج عنه والله أعلم صدور الموافقة السامية على انتقاله للمدينة المنورة دون مسؤلية الهجانه ليكون بمعية الأمير عبد الله بن سعد السديري الذي صدر الأمر الكريم بتعيينه وكيلاً لأمارة المدينة المنورة قبل ذلك.
وفي المدينة المنورة كان باب منزله مفتوحاً,ومما وكل إليه مراقبته أمن الطريق من المدينة المنورة إلى رابغ خلال مواسم الحج عبر الطريق القديم يساعده في ذلك مجموعة من منسوبي إمارة المدينة المنورة ,وكذلك القيام بتنفيذ ركن الزكاة في منطقة المدينة المنورة بالإضافة إلى معالجة المشكلات القبلية الكبيرة وصار معروفاً بين قبائل المنطقة حرب وجهينه وغيرهما ومن بين مساعديه ومرافقيه في مهماته محمد بن نها و غالب بن غميض وحمدان الضبعاني وسطام الحويفي وخصيوي بن مثال رحمهم الله وهم أهل صفات حميدة ونبيلة وكريمه.
وقد جاء حينذاك إلى المدينة المنورة الملك فيصل بن عبد العزيزآل سعود في زيارة قصيرة واستدعى عبد العزيز الهشال وعرض عليه إن كان يريد شيئاً لكن عبدالعزيز أجابه بالدعاء له بالنصر والتأييد وعندما خرج من عند الأمير فيصل وعلم أصدقاؤه بإعتذاره عاتبوه بشدّة وقالو له أن فيصل رجل غير عادي وعندما فعل ذلك معك كان يريد مكافئتك وتقديرك.
في عام 1385هـ وفي الثامن من شهر جمادى الأولى انتقل عبد العزيز الهشال الخريصي إلى جوار ربه ودفن في البقيع يرحمه الله رحمة واسعة وله عقب وقد كان دوره كبيراً في خدمة المملكة العربية السعودية
والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين.