نبذه عن حياة الشيخ موسى الصالح أبو الهيـــأل شيخ عشيرة البوليل

شيخ البوليل كافة و علمها الشامخ بين العشائر

نسبه:
موسى بن صالح بن حسن بن منصور بن مطر بن طالب
بن محمد بن خلف بن جمعة بن حسين بن عكال بن محمد البشر العلي
والدته: نبهة الحسين اخت مداد الحسين من المداد

ولد الشيخ موسى الصالح الملقب أبو الهيال عام 1863 م نشأ موسى أبو الهيال وترعرع في بيت ميسور الحال وكان مصدر رزقهم الزراعة وتربية المواشي من غنم وإبل وهذه صنعة أجداده .

و قد كان والد موسى أبو الهيال ( صالح الحسن ) فارسا شجاعا ويشهد له من عاصره من أبناء البوليل والعكيدات بذلك , وقد ورث موسى هذه الصفة علاوة على الكرم والمروءة وكان العرب يعتبرون الكريم من أشجع الشجعان وأغلبهم يفاخرون بالكرم ويعتبرونه من أنبل الصفات الإنسانية , وأبو الهيال كريم بالفطرة ومنذ طفولته كان يدعو إقرانه إلى بيت أهله ويكرمهم .

لقد ذاع صيت أبو الهيال في الحاضرة والبادية وأصبح مضرب مثل للكرم عند الناس وذروة كرمه في سنين الجوع إبان الحرب العالمية الأولى حيث روى بعض من عاصر أبو الهيال في سنة الجوع أنه طلع إلى الظهرة (بادية الشامية) ومعه حوالي سبعين رأس من الغنم وبعض الخيل والجمال وكان ذلك في بداية فصل الشتاء , ولكن تلك السنة كانت محل وقحط وجوع , ويقول كان في ربعة أبو الهيال طوال تلك الشتوية أكثر من مئة فقير مقيمين بشكل دائم عدا عائلته والرعيان والضيوف التي ترتاده بشكل يومي , وكان مخصص جملين لجلب الطحين من الزور بشكل دائم , وكان يعمل لهؤلاء وجبة رئيسية فقط باليوم حتى يكفيهم القوت المحدود ويعمل لهم الكرصة أو ما شابه , وفي باقي النهار ينتشر هؤلاء في البرية
اللي يلاقي دودة يأكلها أو جربوع وحتى بعض العشب .

وفي آخر الشتاء لعام 1916 تقرباً لم يبقى لدى أبو الهيال أي شيء من حلاله ولم يبقى
إلا بيت الشعر , حينها قرر النزول إلى الزور وأمر أهله بحزم الأمتعة مساء حتى يحدروا إلى الزور
في الصباح الباكر , ولكن فوجؤوا بضيوف وقت العشاء قادمين جياع إلى أبو الهيال ومعهم نساء وأطفال يتضورون جوعا وعددهم يزيد على الأربعين شخص , عندها ضاقت الدنيا على أبو الهيال فهو لم يعد يملك أي شيء يقدمه لهم , فأخذ يتجول حول البيت ويدعو ربه أن يفكه من تلك المحنة , وفوجئ الجميع
بأبو الهيال ومعه حوالي عشرين عنز يسوقها وأمر أولاده والحاضرين بذبح عشرة منها وإطعام الضيوف وإلى اليوم لم يعرف أحد من أين أتت تلك المعز والكل يقول أنها رسالة ألاهية لكريم و الكرم لله.
أما بقية المعز فبقيت عنده حتى بعد وفاته وكانت لا تلد إلا ثلاثة.

و يسمى أيضا بأبو شعوط لأن ثيابه كانت بالية من شدة كرمه و عندما يخرج للصيد و ينهي صيده يعود بالطريق فيجد المساكين على الطريق فيعطيهم صيده الذي اصطاده و يعود إلى البيت فارغ اليدين ؟؟؟

ومن الذين كانت له علاقةٌ حميمةٌ به هو الشاعر
حميد العقيلي من أهالي بريدة السعودية الذي قال فيه عندما كانت له تجارة مع عيان القصيم:

سـموك أبـو الهــيال مـن هـيـل يمنـاك وألا انت بـيّـن من هـذيج الحمايل

لي شح كـوت الـناس يـرجون حسناك يـامـا أعطيت عـداك كـُبٍ أصــايـل

حــظــك جـبـيـر وبالـمخــاليـج جــداّك شــيـخٍ عــديـم ووافــيٍ بالـفـعـايــل

علمك تعدى من ورى الجوف وسكاك مـر العـواجـي بـراس بيـضا نفــايل

عـلمـك صـنعته مـن كـثر فـعـل يمنـاك ما أوجست بالشيخان اسمه بفعايل

بـانـي المـسـوبـع للـرجاجيل ما أحلاك ذولا ضـــيــوف وهـــــذا مـســايـل

انـتـوا الضـياغم ما بـها ظـن وشـكـاك طــوال الأيـدي من سناعـيس حايل

أنـا أشـهد إنـه بأوسط الـزور مربـاك إنـتـوا وضــنى غـنام نـعــم القبايل

ويقول آخر:

ينـعونــك البـوليــل لســـنين اطــوال وإنـت ذراهم بالـيمين الســخية

واشعـلمهم يانـاس يـوم الغـلا صــار إباني المسوبع بالفجاج الخلية

وتشرع على حـدباك شيبان وازغار وانـت تـنـدبهــم بعـيـن فضــية

وطول الليل معذب الوكاد بشبة النار وتلفي على بيتك من كل دعية
محاولة إعدام أبو الهيال:
في عصر الاحتلال الفرنسي قامت حملة فرنسية مؤلفة من ضابط و حوالي مائتين و خمسون جندي
بنصب منصة لشنق أبو الهيال في منطقة زور عرب و بالقرب من منزل هذا الشيخ و أمر الضابط الفرنسي
بجلب أبو الهيال و تنفيذ حكم الإعدام به أمام أعين البوليل لعدم رضوخه لأوامر حكمهم
و كان مع الحملة مترجم ديري من بيت الدعيجي و عندما وضعوا حبل المشنقة في عنقه
شب البطل رجب الموح و خليف الحمد الحسن يهوسون بجناتهم و شب معهم أبناء عمومتهم من زلم البوليل
فنادى الملا وردي المترجم و الضابط الفرنسي قائلاً إذا أعدمتم هذا الشيخ سوف يذبحوكم جميعاً
حتى و لو أطلقتم عليهم النار و ثار أبناء البوليل و قطعوا حبال المشنقة
و هم يقولون هوسه فراتية جميلة يقول فيها البطل رجب:

العـصملي جـر اطـوابـه
نلكد عالموت ومانهابه
الـشــيخ البأول شــبابه
صــادر بيـه قرارٍ أكـشر

يالعـصمـلي اشــلك بيـه
أبــو صــالح مانعـطـيـه
بـالـمــوازر لانـحـمـيــه
كل سلاحنا كجك ونختر

الضــيـاغـم عـكــيــدات
نـذبـح لـعيـون البـنــات
والــطــواب مــكـبـــلات
راس الضابط لازم ينـكـر

رجب ينخـى السناعيـس
يـالله نحـفـر الـمـتاريـس
وخليف الجاسب نواميس
ينخى ذبحــوا كل العسـكر

أخــو صــبـحـة لاتـهــتــم
كــلـنا شـبـولـة وولد العم
نـمـلـى الـربعـة زلــم ودم
وندعـي مـخ السـاك منـثّر

رجــب لمـن كـام يصــيـح
ربـعـه شــبولة وفـلالـيـح
تســلم يا مهـبـوب الـريـح
فـك الشــيخ الكـان ميـسـر


أخــو صـبحـة كـام يـهــوم
سـبـع ويـكـضـيـلـك لـزوم
تسـلم فــرحة الـمـضـيـوم
خـلّى جيش العرضي منثـر

فدب الرعب في قلب الحملة هربوا راكبين خيولهم من الخوف وبذلك سطر الضياغم بهذا العمل البطولي صفحة مشرفة و انقذوا شيخهم من الإعدام .


و من مناقب هذا الشيخ أنه كان شب يخطب فتاة ولكن قلة ذات اليد أعسرته عن دفع المهر والظفر بها
فتقدم لخطبتها شخص ثان وهؤلاء كانوا في الجهة الثانية من نهر الفرات فجلس على شط النهر
وقال بيت شعر سمعه "أبو الهيال" حيث كان من الجهة الثانية قرب النهر،
وهذا البيت لا أتذكر منه الآن سوى الشطر الأول
(اشكي هموم القلب لله ومن ثم لأبو الهيال)
فسأله "أبو الهيال" عن قضيته فلما عرفها عبر النهر وذهب إلى أهلها ودفع المهر وزوجوه
،فهذه إحدى مناقب "أبو الهيال" رحمه الله.
وفاته رحمه الله:

وعاش أبو الهيال عمراً يناهز 93 عاما قضاه بالبر والتقوى وإيواء المساكين والبائسين

وإطعام الأيتام وتوفي في نهاية عام 1956م.