06/06/2008 بقلم: الدكتور سعدالصويان
دغيم الظلماوي من الشلقان من الزميل من سنجاره من شمر عاش في فترة حكم المرحوم محمد العبدالله الرشيد ومن أشهر قصائده القصيدة التي مطلعها:
يا كليب شب النار يا كليب شبه
عليك شبه والحطب لك يجاب
وقد نشرت هذه القصيدة في ص96 من الأزهار النادية من أشعار البادية الذي جمعه محمد سعيد كمال ونشرته مكتبة المعارف بالطائف، كما نشر القصيدة مطلق محمد البادي البراق العتيبي في ديوانه الأنوار الهادية من أشعار البادية الطبعة الرابعة ص98. ونشر القصيدة مصحوبة بشرح وترجمة إنكليزية الواس موزيل Alois Musil في ص467 من كتابة عن الرولة وعنوانه Manners and Customs the Rwalah Bedouin. وتشرت ترجمة إنكليزية للقصيدة في ص35 ومن كتاب حرب الصحراء War in the Desert الذي ألفه غلوب باشا Sir.John Bagot Glubb. وتشرت ترجمة انكليزية أخرى للقصيدة نشرها كلنتون بيلي في مقالة له بعنوان Narrative Context of the Bedouin Qasidah Poem التي ظهرت في ص70 من المجلد الثالث من مجلة دراسات مركز البحوث الفولكلورية في إسرائيل.
وهذا يعكس مدى رواج القصيدة وانتشارها الواسع والقصيدة جزلة وجيدة السبك يفتخر فيها دغيّم بأنه شخص يكرم الضيوف ويرحب بهم وكان عنده خادم اسمه كليب مهمته الوحيدة في إعداد القهوة وتقديمها للضيوف. ونحن لن ننشر القصيدة هنا لأنها منشورة في المصادر التي أشرنا إليها سلفاً، ولكن نحب أن نشير إلى أن هذه القصيدة أثارت حفيظة محمد العبدالله الرشيد فأوحى إلى بعض شعرائه أن يردوا عليه فرد عليه علي القبالي بقصيدته التي مطلعها:
يا علي شب النار يا علي شبه
ليا مال فيّ مشمرخات الهضاب
وهذه القصيدة نشرت في ص99 من ديوان ابن بادي وفي ص97 من الجزء الثالث من الأزهار النادية. بل يقال ان ابن رشيد بعث مندوبين إلى الظلماوي وطلب منهم أن ينزلوا به في منتصف الليل ليختبر مدى كرمه فإن كان كرمه على ما ذكر في قصيدته فلا بد أن تكون ناره مشتعلة في ذلك الوقت والقهوة جاهزة وفعلاً وجد المندوبين أن كليباً خادم الظلماوي كان على أهبة الاستعداد حينما حلوا ضيوفاً عليه بعد منتصف الليل. وحينما علم دغيّم الظلماوي أن ابن رشيد كان مستاء من قصيدته في كليب ذهب للسلام عليه في حايل وألقى بين يديه هذه القصيدة يعتذر فيها عن القصيدة السابقة:
مدّه رهن لولاك ما قلت يا كليب
ولا قلت شبّ النار صر موقدٍ له
يالمسك يالناريز يا عنصر الطيب
يا عنبر من داومه ما يمله
يا بو اليتامى والعرج والمحاديب
وأبو لمن صار العصا ثالث له
ليا جا يتعكّز فوق عدل المذاريب
من صكّ.ته دنياه صرت والد له
تملى محاليب وتكفى محاليب
وكبدٍ تيبسْها وكبدٍ تبلّه
من كل صوب ينحرونك مراكيب
ما هو غلا يالضيغمي مير ذلّ.ه
المرجلة بيرٍ طويل المجاذيب
تسعين بوعٍ طولها كال قلّه
حزْته ونشته يانجاز الأجانيب
حشت المراجل كل د.قّه وجلّه
برّ.ق بنفسك يا قليل العذاريب
لو تستحي ما تجمع الطيب كلّه
وأثناء إلقاء القصيدة دخل إلى المجلس عبدالعزيز المتعب الرشيد
فألحق دغيّم هذين البيتين في القصيدة:
وعبدالعزيز ان راس حصن الاطاليب
ان تلّت المسمار بالقاز تلّه
ما كنّه إلا من زمول المزيريب
ان جا نهار غاش الزمل ظلّه
وفي إحدى المرات وفد دغيّم الظلماوي على محمد العبدالله الرشيد في أيام العميد فوزع خدم الأمير كسوة العيد على الوفود عدا دغيّم فإنه لم يحصل على كسوة وكان من الشيمة وعزة النفس بحيث لم يطالب بالكسوة، ولما ذهب للسلام على ابن رشيد في يوم العيد لاحظ ابن رشيد أن جميع من حضر للسلام كان مكتسياً بكساء جديد عدا دغيّم الظلماوي فسأله عن السبب فأجاب دغيّم بهذه القصيدة:
الله من الماهود قسّم ضحى العيد
كمخات شامٍ تقل نوّار وادي
من كيس معطي ليّنات المقاويد
ادنى عطايا طير شلوى جواد
ق.سّم وانا عنهم تقل من ورا الحيد
تقنطرت بي يوم نادي المنادي
يا طير شلوى مقتفينا حواصيد
لا خير في عمر وراه الحصادي
ان عاش راسك كل يوم لنا عيد
الله خلق كفّك لمالك نفاد
يا معزّل الصابور يا عين عربيد
يا كوكب وان كبّ.ه الورد زاد
ما لك حليّ. كود عنتر وأبا زيد
وابن الوليد وحاتم والمهادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(1) أي مد يدك لأراهنك وأقسم لك أنه لولا ما عمني من كرمك وعطائك لما كان لي القدرة على إكرام الضيوف فزنتك منحتني من الهبات ما أغناني ووفر لي إمكانات الكرم.
(2) كان قله: كان قلت، والتاء الأخيرة في لغة شمر عادة تنقلب إلى ياء أو هاء.
((القبس))