في يوم الإثنين (ثاني أيام بداية الدراسة للعام الجديد1435ــ1436هـ)كنت واقفاً أمام بوابة إحدى المدارس المتوسطة
أنتظر خروج أحد أبنائي، ولفت انتباهي مشهد لايمكن أن أنساه في حياتي
كانت البوابة مكتضة بالآباء وأولياء الأمور والسائقين ينتظرون خروج الطلبة
أخيراً سمعنا جرس الحصة النهائية وخروج الطلبة
بدأ الطلاب يخرجون من المدرسة والباب مزدحم وكان من ضمن أولياء الأمور أحدالوافدين(سوري)
وأثناء خروج الطلبة وبعد تقريباً خمس دقائق من الجرس شاهدت أحد الآباء المواطنين يوبخ إبنه ويقول له:
(وينك ليش تأخرت لي ساعة أنتظرك،أنت بارد)
فماكان من الإبن إلا أن نزَّل رأسه من الخجل!!
ولما خرج إبن الوافد السوري قال له والده:
(كيفك بابا إن شاء الله منيح،وقبَّل جبينه وانصرفا وهما ممسكي الأيدي)!!
أعجبني هذا الرجل في حسن تعامله مع إبنه،لله دره
أحسست فعلاً بتقصيرنا تجاه أبنائنا
وأدركت حينها لماذا بعض أبناءنا يعانون من الإحباط،والشرود الذهني،والفشل الدراسي،وعدم الثقة بالنفس
فلا أقل من أن نشجعهم،ونبتسم في وجوههم،ونصادقهم،ونحاول بكل ماأوتينا من قوة أن نحل ولوبعض المشاكل والعقبات
التي تعترض طريقهم،دون افراط ولاتفريط
أوعلى الأقل لانوبخهم أمام الآخرين
حتى نشعرهم بالأمان،وتقوى شخصيتهم،ويكونوا على قدر كبير من المسؤلية،ولايلجؤن إلى الكذب،حتى لو أخطأؤا.
ثم إذا كبروا وقد زرعنا بهم الثقة بالنفس وتحمل المسؤلية نجدهم يتصدون للمهمات ويكونون أهلاً لها
فيكفيهم هذا الكم الهائل من المقررات ـ والمناهج الدراسية ـ الصعبة في تنغيص حياتهم اليومية
ألا هل بلَّغت اللهم فاشهـــــــد.
موقف لفت انتبآهـــي .!
العرض العادي
