شاعر الطنايا ... المميز .. الأخ الفاضل ..
((( ( احمد بن ناصر المحرج ))))
شعر معبر .. رغم أنه موجع .. يحفر أخاديد أحزان .. ليتها
استقرت في قاع الأرض .. لكنها أبت إلا أن تأخذ طريقها
في قاع القلوب ... ليستنهض هممها .. ويستجدي إنسانيتها
نعم إنه اليتم واليتيم ؟؟؟؟؟ اليتم القادم من ويلات الحروب
يحفر في أعماق الإنسان أخاديدَ لا ترَمَم بيسر، فهي ذاكرة
الموت الذي يقتلع المرء من حياته وعائلته، وهي، أيضا، ذاكرة خطر الإعاقة والتشوه..
إنها الذاكرة الماثلة أمام عيوننا باستمرار،إذ ازداد عدد الأرامل والأيتام
والمعوقين والمشوهين يومياً بفعل المفخخات ..
ومع اتساع مساحات الدخان الأسود الذي يبتلع آثار الإنسان تتسع الفاقة والعوز.
. يموت المعيل في انفجار، وتصبح أفواه العائلة فاغرة، جائعة..
فيزداد هروب الأطفال إلى الشوارع غير الآمنة بحثاً عن الرزق..
وهي الشوارع نفسها التي قتلت آباءهم وإخوانهم الذين عملوا باعة جوالين
أو مارسوا أي أعمال أُخرى تضطرهم للوجود الدائم في الأسواق والأمكنة
المزدحمة التي تمثل فريسة دسمة للمفخخات.
يستحضرني ، هنا، وجه طفل ظهر على شاشة إحدى القنوات الفضائية، وقد
علاه دخان الحرب وغبار الألم.. قال، وهو يفتش بين أكوام النفايات
عن قمامة (صالحة) للبيع.. قال:
إن والده توفي في انفجار.. فماذا عساه يفعل ليوفر القوت لعائلته؟
وبعد أن وجد نفسه أمام ثلاثة خيارات:
السرقة، والتسول، والعمل في جمع القمامة وبيعها، كان الخيار
الثالث طريقه، وهوأهون الشر عنده
صورة ذلك الطفل تتكرر يوميا في شوارعنا التي خرجتُ اليها في
جولة ميدانية لأستمع الى اصوات بعض اليتامى الذين حُرٍموا من
معيليهم واضطروا للعمل في الشوارع ..
إذاأقبل الليل زادالعناء== وإن زارني الصبح ذقت الشقاء
تمنيت ألعب مثل الصغار== وألبس ثوب المنى والـــهناء
جريح وذنبي لعمري أليم== فذنبي أني غريـــــــــب يتيم
( دمت محلقا في فضاء الإبداع كما أنت )
( مجرد خاطرة .... وبتصرف ..)