حذر الشيخ فيصل حروش الجرباء، أحد زعماء قبيلة شمر بالعراق، أبناء المملكة من مغبة الانجرار وراء الفكر الضال والفتاوى التكفيرية؛ لما لها من مساوئ كبيرة على الأفراد والمجتمعات، ودعاهم إلى الالتفاف حول قياداتهم الذين وفروا لهم الأمن والأمان والحماية، مستشهداً بتجربة العراق وحجم المآسي التي حلّت عليهم وفقدانه لجميع أملاكه.
جاء ذلك في حديث الجرباء لـ"سبق"، حيث سرد قصته ببلاد الرافدين قائلاً: "بعد سقوط النظام العراقي في العام 2003 أتانا الغرباء من الخارج، وتوزعوا داخل المدن والمحافظات، وكان يطلقون على أنفسهم اسم المجاهدين، وفي الحقيقة هم ليسوا إلا تنظيماً إرهابياً نشروا الظلم والبطش داخل العراق، وقتلوا أبناء الوطن، وأشاعوا الفوضى والتسيب في أرجاء الدولة، وتخلخل الأمن بسببهم، ولم يعد مسيطراً على الوضع في الداخل.
وأضاف: اضطراب الأمن في العراق ساعد الإرهابيين والانتهازيين على تمزيق اللحمة الوطنية والعبث بمقدرات الوطن ومكتسباته، حيث توسعت الطائفية والتصفيات المذهبية، ووصلت إلى أوجها، فقتل الرجال، وسُبِيت النساء، وتيتّم الأطفال، وتفشّت الأمراض والأوبئة، وانعدمت الخدمات التعليمية والعلاجية بكل أشكالها، وطغى الخراب على المشهد، حيث دمروا المساكن، ومسحوا منزلي ومكتبتي الشخصية من على وجه الأرض، واستولوا على جميع أملاكي في الموصل.
وأردف: دولة العراق في واقعها تعدّ من الدول الغنية بالنفط والأنهار والمعادن والزراعة والصناعة والثروة الحيوانية، حيث كان العراق من أوائل الدول المتقدمة في التعليم، وكان يسوده الأمن والأمان والتعايش بين الأفراد، لكنه تدهور؛ بسبب سياسات الحكومات الجمهورية التي تتّبع سياسة الاستحواذ على الخيرات وتجويع الشعوب، وزادها سوءاً تواطؤ المحسوبين مع المخربين والعمل بفتاواهم التكفيرية حتى أصبح العراق فريسة لهذه الوحوش الكاسرة.
وتابع: بعد الدمار الهائل الذي حلّ بوطني العراق، وبعد أن جرّدني الأعداء من أملاكي فضّلت التوجه إلى المملكة مهبط الحرمين الشريفين وديار الأمن والأمان، وحظيت هنا بالاحترام والتقدير سواء من الحكومة الرشيدة أو الشعب الكريم، وأحسست بالاطمئنان والراحة، وهذا يعود لتكاتف الحكومة مع شعبها، وعدم سماحهم للآخرين باختراقهم، وأصبحت الآن في وطنٍ جديد أمارس فيه الوجاهات وإصلاح ذات البين، وتربطني بالقبائل أواصر محبة وتقدير.
ونصح "الجرباء" أبناء المملكة بالالتفاف حول حكومتهم الرشيدة وموالاتهم في الرخاء والشدة وفي المنشط والمكره، مؤكداً أن حكومة المملكة أمّنت لهم الغذاء والدواء والمسكن، ورفعت مستواهم اقتصادياً وتعليمياً، وجنّبوهم المشاكل والويلات، وحققوا لهم ما يطمحون إليه من أمنٍ وأمان، مطالباً إياهم بالاستفادة من واقع العراق، والتجربة التي مر بها مواطنوه، وكيف أصبح العراق وكيف أمسى.