الحمد لله القائل :{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن
رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}
والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله خير من صبر على الأذى وتحمل العناء صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين
أما بعد ....
حديثنا اليوم عن قلعة حصينة لا يقتحمها جيش .. ولا يدخلها عدو ..لا ينفذها سهم .. زاد لا ينفذ .. ومعين لا ينضب ... وصاحب لا يمل مجاهدة للإحباط ... ومراغمة للفشل ... ومنازلة للخطوب ... وسلوة للمهموم .. ومسرة للمغموم .. وعزاء للمصاب ... قبض على الجمر .. وستر للجراح وكتمان للمصيبة فلا يعالج الحزن ولا يغمد الجرح
إلا الصـــــبـــر
قال تعالى { إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } البقرة153
الصبر من أعظم العبادات التي امتن الله به على عباده المؤمنين يبتليهم بالأسقام وينزل عليهم البلاء ليختبر قوة صبرهم وشدة جلدهم
فهنيئا لمن صبر واحتسب الأجر يكفيك جزاء أيها الصابر أن الله معك فالله مع الصابرين إضافة إلى ما يدخره لك في الآخرة من الجزاء جزاء صبرك وشكرك...
وقد ضرب رسولنا صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال في الصبر وتحمل شدة الأذى من قريش بأبي هو وأمي في سبيل نشر الدعوة
وهذا هو يخرج من الطائف بعد أن رموه بالحجارة ويسيل دمه فيأتيه ملك الجبال يسأله أن يطبق عليهم الاخشبين فيأبى صلوات ربي وسلامه عليه ويقول لعل يخرج من أصلابهم من يعبد الله ويصبر على ما لاقاه منهم من أذى في سبيل نشر الدعوة الإسلامية
نماذج ضربت أروع الأمثال ,,,,
وكان سلفنا الصالح نساءاً ورجالاً أورع الأمثال في الصبر فهذه زنيرة الرومية [ بكسر النون والراء وتشديدها ] من السابقات إلى الإسلام عذبها المشركون في الله حتى عميت فقال لها أبوجهل : أعمتك الللات والعزى فما لانت ولا هانت بل ازدادت يقيناً وقالت : وما تدري اللات والعزى ولكنه أمر من السماء وربي قادر على يرد بصري
فأصبحت تلك الليلة وقد رد الله بصرها حتى اشترها أبو بكر الصديق فاعتقها فرضي الله عنها هكذا جعل الله صبرها أن رد الله عليها بصرها أم أين أنت من هذا الذي مر عليه أحدهم وهو رجل أعمى مشلول يقول (( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه وفضلني عليهم تفضيلاً )) فقال : مم عافاك وبماذا فضلك وأنت على هذا الحال ؟ فقال الرجل جعل لي لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وبدنا على البلاء صابراً
نعم هكذا يشكر المؤمن على البلاء ويحمد الله أن جعله من الصابرين
نعم أخوتي احمدو الله واسألوه أن يرزقكم الصبر عند كل ضراء والشكر عند كل سراء اسأل الله سبحانه أن يجعلنا من الصابرين ويجعلنا ممن قال فيهم
{ وَبَشِّرِ الصابرين الذين إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
هذا وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب أليك