الرجال مداخلها رضاها..، فحين يأتي “الخاطر” سامح وطيب المزاج، فمهما تطلب منها تعطيك “الرجال”، وخاصة حين يأتي من يستحق وبشيء يجوز إعطاءه وكسب موقفا به.
من هذا المدخل أردت الدخول إليكم، بقصة فارساً وشيخاً لطالما استهوتني سيرته وأقواله، أنه عبدالكريم الجربا..، والذي نشأ وينتسب لبيت كريم من أعتق بيوت شمر الكريمة، والتي بها شيخة ضاربة جذورها بالتاريخ.
وحتى لا أطيل فحين الكلام عن “الطِّيب” وأهله، لا أملك نَفَس الكتابة، وقد يطول..، لذا سأبدأ بقصة وقصيدة هذا الفارس مباشرة وبإيجاز شديد.
عبدالكريم صفوق الجربا وخاصة بعد ممات أبيه، لم تكن علاقته ذات ودْ وإستحسان، ما بينه وبين العثمانيين، وكان ذلك لأسباب عديدة لسنا بصددها، لكن ما جعل هذا اللا ودْ والتوتر يظهر على السطح ويتوثق، هي حادثة أعقبتها قصيدة قالها عبدالكريم.
وتبدأ تفاصيل هذه الحادثة..، حين بعث القائم بمقام العثمانيين بالعراق مبعوثه لعبدالكريم يطلب منه فرسه “الكحيلة”، وخصّها بالذات من بين خيل الجربا الكثيرة..، لعلمه بندرتها وأصالتها وقربها الخاص لعبدالكريم، حينها أستقبل الجربا الكتاب بإستهجان، ورد عليه بإرسال خط للبيك العثماني، يُبين ويُظهر جوابه صراحة وسريعا له، ومدى إستفزازه من طلب البيك، وذلك لأن البيك قال أجلبها لي بثمن أو بغير ثمن!..، يقول عبدالكريم الجربا/
===
أرســلــت لي يـا بـيــه خـــــطٍ يـــــروعي
تطلـب عـذاب ملاويـات الصـروعي
أبغـى اللـيا ما حضبـن الجـمـوعي
أثني عليهـا مـع جمـوع الطنايـا
الـبـيـع والله مـا نـبـيـع الكـحـيـلـة
إلا ولا نصخـي بـهـا ربــع لـيـلـة
أبي الـى ما سنـدوا مــع طويـلـة
أثني عليهـا عـنـد تـال الـردايـا
يا بـيـه مـا هــي قنبر بالـصـحـوني
هـذي كحيلـة مـثـل عـنـز الـبـدوني
أبغى الـى جـوا لابتـي ينتخـوني
فـي ساعـة حامـت طيـور المنـايـا
ماهو أنا يا بيه تطلب جوادي
يعاد أنا أمير سبع البوادي
أبغي عليها طردتن للحمادي
بيومن على العدوان ناخذ رعايا
مـا هـمـنـي لا بــيـــه ولا شــريـــفي
حـنـا منـزحـة الـعـدا والحـفـيـفي
بالغصب ما نعطي عدال الرغيفي
وعند الرضى حنا كبار العطايـا
=====================================
منقول
قصه البيه مع الشهيد باذن الله
الشيخ عبد الكريم