الشيخ حواس كنعان الصديد وثأره من قبيلة العبيد

تقع حويجة الصايح من شمرالى الشرق من مدينة تكريت وشرق نهر دجله يحدها من الشمال محافظة كركوك
ومن الجنوب محافظة بغداد ومن الشرق محافظة ديالى ويفصلها عن حويجة العبيد جبل حمرين
في هذه المنطقة تشكل حلف بين قبيلة العبيد وبين الصايح واطلق عليه (عمومة الصايح والعبيد) أي ابناء عم
وللذين يجهلون بالتاريخ ويتخبطون به بروايات مدسوسة ابين لهم ان سعدون المصطفى شيخ العبيد عندما تغلب
عليه ابن عمه عبدالله الشيوخ واخذ المشيخة منه بمساعدة الحكومه العثمانية واضطر الى ترك المنطقة
والتوجه الى منطقة خانقين على الحدود الايرانيه ارسل قصيدة الى ميزر الصديد يشكو له فيها ماجرى له
كما انه يطلب منه العون ومن ابيات هذه القصيدة

حمولتن شرقوا من ورى خانقين وغاد = راحوا لحد العجم ما واسلوا بغداد


وعندها انتخى له ميزر الصديد واعاد له الشيخة وهذه لها قصة مستقلة معروفة
عزيزي القاريء

بعد مقتل الشيخ كنعان الصديد على يد رجل زبيدي غدرآ اثناء نومه وهربه وعندما القي القبض عليه

من قبل الحكومه وصدور حكم عليه بالاعدام قام حواس بالتنازل والعفو عنه

لكون حواس يعلم بان هذا الرجل كان المحرض له شيوخ العبيد وعندما سئل في حينها لماذا تنازلت عنه

قال ثأر كنعان سيكون احد رؤس مشايخ العبيد وقد تمكن حواس بعد ذلك من قتل ابرز مشايخ العبيد حينها

وبعد هذه الاحداث اعلن حواس الحرب على العبيد عام 1943م التي استمرت الى عام 1955م تمكن

وبمؤازرة اخوته مشايخ الصايح وابطال وفرسان الصايح ( زيد ابن سراي – وخلف الدليان العيادة – من الاسلم

ومذخر البقار – عجيل ابن زهاده – ابن مغامس – والربع – واسود الدرويش – عايد ابن عجيل – ومناحي ابن عجيل –

ومنيف ابن بريطم – وحميد ابن حوضان - خليف الخويطر – مجباس ابن كطيفان – نغيمش

النوري – وخلف الدعاج – ومنديل ابن صقيهه – وعبار الجميعان – ونايف الزنيدا – وثاني ا

لعبيدي الهمزاني – علي السليمان الشاروكي – وسعدون الدليلي-

ومناور الترقصي –ومحدى الشناوي الوهبي – وقعود الصلفيج – ابن عجرف - وسوعان اللحلوحي ومشلح الشناوي –

وحنش العميري- وعبيد العمراوي – وفانوس الراوي الخماسي – وفريح المطرود الميموني )
والقائمة تطول وعذرآ لكل بطل لم اتطرق لاسمه

حيث تمكن الصايح من حرق 34 قريه للعبيد حيث اجلي جميع العبيد الى خلف جبل حمرين واخذ

الصايح يهاجمون العبيد خلف جبل حمرين على شكل غزوات متفرقه وكانوا يغنمون كثير من الابل والاغنام

و في هذا الاثناء كانت الروح المعنوية والقتالية في حالة تصاعد نتيجة لعب الشعراء

ومنهم النساء دور كبير ببث روح العزيمة والقتال بينهم وبرز بتلك الاثناء

اعظم شاعرات البادية فــي عصرها الا وهي ( وضحى الصديان العريفية الصبحاويه )

وكذلك الشاعرة(دوحه الترقصية البعيرية) وكذلك الشاعرة ( طرده الزبيدية البعيريه ) وهناك اخريات لايقلن عنهن شأنن

وكانت النساء يسابقن الرجال في البطوله وكسب الطيب واذكر منهن ( شعاع الدليلي

الحريريه ) التي كانت في معركة الدابة الاولى تركض امام الرجال وهي تتوشح السلاح وتنخى

المقاتلين وعندما سقط احد فرسان العبيد بالوسط بين جمع الصايح والعبيد

والنار مستعره بين الطرفين ركضت باتجاه الشخص القتيل والرصاص كزخات المطر وقامت بحل محزم الفشك

واخذ بندقيته وقد كتب الله لها السلامه هذه البطلة وافتها المنيه هذا العام رحمها الله

كانت هناك العديد من امثالها رويت لنا قصصهن ومنهن اللهيبيه الصايحيه التي عندما قتل ابنها اخذت تزغرد وتهلهل

وتقول الحمد لله قتل امام ربعه وليس خلفهم

في هذا الموضوع اعود الى الشاعرة الفذه

وضحى العريفيه الصبحاويه التي كانت شمعه من الحماس لم تنطفيء وهي ترفد الفرسان بالقصائد الحماسيه

والتي كانت من معلقات الشعر بجزالتها وسوف اقوم بتقديم احدى هذه القصائد والمناسبة التي قيلت فيها

بعد ان ازداد ضغط الصايح على العبيد قرر مشايخ العبيد جمع عشائر العبيد ومهاجمة الصايح مستغلين تفرق قبيلة الصايح

بسبب الجفاف الذي حل بتلك السنه وتفرق الناس كون حياة الباديه تجبر الرعاة على البحث عن الكلاء
وكان حواس الصديد معه حوالي70 بيت في منطقة الدابه بالحويجة حيث وصلت اخبار بان

العبيد يقومون بالتحشد قرب جبل حمرين وانهم على مسافة ليس بالبعيدة لمهاجمة الدابة لذا

امر حواس الصديد بارسال اشخاص ينذرون الصايح الذين ليس بعيدين عنهم للحضور الى

منطقة الدابه وبدأ الشيخ حواس الصديد والشيخ زيد السراي والشيخ عجمي الصديد برسم

الخطة لادارة المعركة حيث وقع الاختيار على حميد ابن حوضان من البعير وهوفارس مشهور

وعبار الجميعان من الخماس من الصبحي ان يكونوا طليعة رصد واستطلاع حيث يتقربون من

العبيد ويعرفوا نواياهم كون العبيد اذا ارادوا مهاجمة الصايح سوف يمشون بالليل حتى يصبحوا العرب مصباح

كما امر بدفع مجموعة مسلحة تقوم بحفر خنادق متفرقة على طول خط المنطقه المتوقعة للهجوم

ويكون فيها مسلحون يحملون رمانات يدويه واجبهم عند وصول الجموع الكبيرة للعبيد بالقرب من هذه الخنادق سوف يقومون بتفجيرها لايقاع الخسائر والارباك بهم

وخصصت اربع رشاشات فيكرز في اربع اماكن متفرقة خلف الخط الاول بحدود 500م وهي

ذات كثافة ناريه لابد ان توقع خسائر كبيرة بصفوف العدو ولاسيما ان الارض مفتوحة وهي

ساحة قتل ملائمة وهذين الخطين على بعد 5كم من المكان المتوقع للمعركة وامروا النساء

والاطفال في ايقاد نيران متفرقة شمال ويمين وامام العرب حتى يتبادر الى العبيد بان هناك تحشد كبير امامهم

وكان حواس الصديد لديه سيارتين كانتا تذهب الى مسافة من العرب وهي مطفئة الاضوية ثم

تعود وهي فاتحة الاضاءة و قادمه ثم

تذهب لمكان اخر وتكرر نفس العمليه وكررت عدة مرات وكانت هذه فن من فنون الحرب بايهام العدو بحجم قوتك الحقيقية

كما لاننسى بان بذلك الوقت اخذ ياصل العديد من مجاميع الصايح الى منطقة المعركة المتوقعة

مما حدى بالعبيد ان يوقنوا بان هناك مدد من قبيلة الصايح والدليل وصول سيارات كثيرة اليهم

فاخذوا يتشاورون بينهم بان لاينفذ هذا الهجوم كون الصايح مستعدين للمعركة

فتغير قرارهم ان يتركوا مهاجمة الصايح ويقوموا بمهاجمة قبيلة العزة في منطقة العظيم قرب ديالى التي كان لهم خلاف معها

كذلك حيث كانت قبيلة العزة من احلاف قبيلة الصايح بذلك الوقت متمثلة بالشيخ حبيب الخيزران

وبينهم خلافات مع العبيد حول بعض الاراضي في تلك الاثناء لاحظ رصد الصايح ان العبيد بدأو

بالانسحاب والتوجه نحو الشرق وبعد ان اكملوا انسحابهم رجعت مجموعة الاستطلاع الى

العرب وقالوا ابشروا شرهم تعدانا وفي هذا الاثناء كان الفزع والمدد لايزال يحضر على شكل جماعات جماعات .

اما العبيد عند اخر الليل وقبل بزوغ الفجر قاموا بمهاجمة العزة ودارت معركة كبيرة كان يرى ضوح شعال الاطلاقات من مكان المعركة

شمالذ منطقة العظيم وكان هذا اول يوم من ايام عيد الاضحى المبارك كان نتيجتها قتل مجوعة من الطرفين بحدود 40 شخص

وادت الى مقتل ابن الشيخ فندي محمد صالح من شيوخ العبيد ومقتل ابن الشيخ حبيب الخيزران شيخ العزة

وفي الصباح كانت الشاعره وضحى الصديان العريفيه ترى جموع الصايح التي اخذت بالتوافد

الى منطقة الدابة وترى فيهم قوة البأس وعنفوان البطولة حيث كانت الوفود التي تحضر تقوم بانشاد الهوسات ( القصائد ) الحربية والعرضات القتالية

لذا مشت الشاعرة وضحى ووقفت بين هذه الجموع واجادت قريحتها بهذه القصيدة الرائعة
تقول وضحى الصديان العريفيه

ياالصايح واركوا على العدوان بلكوده = كان العبيدي نواكم صج بحرابه
lاشروا سلاح وحــــطوا باالفشك زوده = لابد مـــن ساعتن تعرض لطلابه
لي لابتن هم زمـــــام الحرب والزوده = ياحيتن تلتقط والسم بانيابـــــــه
ليا حـــــــــــربنا حريبن نشتخل ذوده = وليـــــــــا صحبنا كمــا السكر لشرابه
حنا نحـــــــــــاير نحيره جاك باروده = ولا قيل حنا العمومه قبل خــــــــــنابه
كــــــــان العمومه علينا فاتت حدوده = دحام باك الـــــــــعهد والبوك يهقا به
عند المحارم نبيع العمـــــر بزهوده = لعيون سود الذرى للــــروح جلا به
اما نعاف الوطن والـــرحل مشدوده = والا نعز الـــــــــــوطن دوم نتهنابه
لعيون عسلوجه زينه زهـــــا عوده = تدوشهم سربتن للــــــــراس عشابه
واحسن عيوني تهنى بلــذة رقوده= يبرن جـــروحن غميقات من اسبابه
ولا تنسي ياجماعه صكت جـــروده = جموعن تجمع علينا مــــا حسبنا به
ا للـــــي يبي ديرته تبسط وماهوده = باالفعل والفــــــــكر والحيلات يسعا به

منقول