حديث عن المرأة في قبيلة شمر
إن دور المرأة في قبيلة شمر ذو تأثير واسع في مجمل الحياة العامة عندهم وإذا قورن بدور المرأة في التجمعات القبلية الأخرى نراه يكاد غريبا في صفاته إذا توشك إن تكون نموذج عطاء وأمثولة رفق فهي تبدل المودة لتشمل الزوج و الأخ والجار وغير هؤلاء سواء بسواء وهي تسارع في صنع الطعام في أي وقت من الليل والنهار للطاعمين وتغزو وتحرس وتقول الشعر ببراعة وبطريقة مختلفة وهي قليلة الفرح وكثيرة الحزن إنها مخلوق يحتوي خليطا من الانفعالات والمشاركات الايجابية والتناقضات في الموقف الواحد مع البساطة المتناهية والحذق المستتر في كثير من الأحوال إن معيار المرأة في قبيلة شمر ليس في الشكل ومقياس مستواها ليس في كيف تلبس أو كيف تمارس العيش أو بماذا تشتغل بل ان دور المرأة عندهم يكمن في الوضوح والثقة والتفاعل ومن ذذلك انها تحاول جعل الجنس الأخر يعترف بحقها في المشورة والرآي ويكمن ذلك في شدة الشمروخية :
ياصحبي ياثمر جنة000اضراب بنا درب الانصاح
وان كان ما بك لنا لنه 000حنا بعد عنك ننزاح
إنها تطالبه بالنصح في معاملته لها وعدم الخديعة فان كان لديه ميل عنها فهي أيصا ستهجره.
وهي ترفض أو تقبل الرجل زوجا ولكن بعد ان تنظر بحزم في مدى قدرته على العطاء الايجابي تجاه مجتمعه ويتضح ذلك بجلاء في قول الدهماء بنت نزال
وان عاش راسي ماريد إلاش000حتى يجنب مواريدي
وان خلي عني انحاش000أصبر صبر مفخت الديدي
وهي أيضا طموحة لا تريد أن يكون زوجها غير مميز بمكارم الاختلاق مثل جوزا المنور:
يابنت ودي برفع الشوف000من متعبين المحاميس
واللي ماهو خير وبه نوف000جيزته جيزة لواليس
واذا سمعت امرأة شمريه يكاد ينصرف ذهنك عن الأنثى فيها إلى الصدق الأخاذ في حديثها والدلائل في هذا الاتجاه كثيرة ولكل قاعدة شواذ.
فأما بالحرب فقد قال الشريف محمد بن نمي في قصيدته عن معارك ((موقق))الشهيرة :
وجتنا الجحافل بين تالع والحضر000تسمع زغاريد البنات الجواهر
انه يعني بذلك نساء من القبيلة حيث سمعهن وهن يشاركن في تلك الحرب وأنهن يزغردن حينما رأين رجالهن يدافعون عن محارمهم في مواجهة أكثر عددا وعدة وفي ذلك ثقة وبهجة في يوم كريهة.
وتأملها كيف تستقبل زوجها عندما عاد من سفرة إنها تقول له ما لا يمكن تحتويه القصائد الطوال مما فاضت به مشاعرها:
هلا بذلولك وهلا بها الزول 00 عقب البطا وعقب الاياسِ
ترحيبة القاع بالهملول 00 ومن الظما القشع يباس
وهي تبكي عليه بحرقة وهلع ان عاد رفاقه من السفر ولم يكن هو معهم .
لا والله الا عشيري ميت00يوم جو ربعه ولا جاني
يا ما على صاحبي ونيت00وياما عليه الخفي باني
انه الحزن الشديد والأنين الدائم مما يجعلها تفقد اتزانها ويظهر للناس ما كان مخفيال عنهم منها جوازا وما ذالك سوى الصدق والمودة الخالصة المستمرة فإذا كانت هذه المواقف انسانية عامة ربما تتوحد عندها المشاعر في كل مكان فمن الملفت للنظر أن مثل هذه الظروف عند الكثير من نساء قبيلة شمر تأخذ بعدا يؤثر في حياتهن كما أشارات بذلك أحوالهن العامة ولعل الامر يتطلب دراسة أوسع سوف لا تكون كافية بدون أستخدام الأدب المسرحي بقدرات صادقة وكبيرة كوسيلة إيضاح.
من كتاب : قبيلة شمر للكاتب عبدالعزيز بن هشال الخريصي
وشكراااااااااااااااااااااا