عندما تولى الشيخ صفوك بن فارس زعامه شمر حاول ان يعيدمجد شمر وقوتها على ارض
الجزيره مستفيد من الاوضاع الداخليه في العراق وانشغال والي بغداد في تحضير لغزو فارسي
محتمل على العراق داؤدباشا فنضم قواته القبليه وفرسانها وضبط القبائل المجاوره لشمر تحت
سلطته وعادت شمر من جديد بحنكه هذا الشيخ الشاب الشجاع الذي سنراه يحكم شمر حوالي
(3) عقود تميزت بالحروب الكثيره التي خاضها الشيخ دفاعآ عن عروبه ارضه ووقوف الى
جانب الحق العربي ضد الهجمات المشرقيه وضد الهيمنه العثمانيه ومتعاون مع كل يد تمد له
لنصرت الحق العربي كما تميزت خلال حكمه الطويل بالمد والجزر مع ولاده بغداد و السلاطين العثمانيين في حين انه كان الشيخ المهاب الجواد الكريم المطاع عند شمر وماجاورها من القبائل وقد سجل لنا القصيد البدوي الكثير من القصائد في مدح هذا الشيخ والتغني ببطولاته
وما قاله فيه الشاعر ( عبدالله بن ربيعه )
ويصف لنا الشاعر بصري الوضيحي المحزم يقولـــــــــ
وتعد مده مشيخه صفوك الجربا الممتده من 1819-1849م الذي كانت ولادته بعد عام 1791
فيما يعرف عند البدو (بمصافك الاكوان) لكثره الوقائع الحربيه التي خاضتها شمر مع القبائل
الاخرى على ارض نجد وهي من ادق الفترات في تاريخ المشرق العربي فقد عاشر الشيخ
صفوك الجربا العديد من الشخصيات التي لعبت ادوار في تاريخه امثال دؤد باشا والي بغداد
والسلطان محمود الثاني 1808-1839م ومحمد علي باشا والي مصر 1805-1849م
وشاه فارس فتح على الذي حاول ان يمد نفوذه واطماعه تجاه العراق ويضع هذه الارض الطيبه
تحت احتلاله مما كان لشمر وللشيخ صفوك بالذات الدور البارز في صد هذا العدوان وكانت
مده شيخه صفوك الاولى صعبه للغايه بالنسبه له ولشمر فقد عانت شمر اكثر من حرب وجاء
الي والي متسلط اراد ان يجمع الاموال لسد حاجه ولايته ويدفع الى السلطان العثماني ما
يتوجب عليه من ضرائب وكانت القبائل احدى المواردالتي اتجه اليها والي بغداد دؤد باشا لجمع الاموال وشمر بالذات حيث طلب الوالي من الشيخ صفوك ان يؤدي ماعليه من ضرائب في
الوقت الذي ادرك فيه الشيخ صفوك حال شمر غير المرضي وماعانته من قله الكلآ والمؤن
لاسيما وانها مرت بمواسم غير جيده فرفض الشيخ صفوك دفع الضرائب لدؤد باشا
انقلب الحال لصالح الشيخ صفوك أذ ان الوالي الذي اراد ان يجهز حملته ضد شمر فوجئ بوقوف قبائل الاصكور في وجهه وهزم هزيمه نكراء في وقت الذي كان فيه المحزم يعمل كل
جهده لاجل راب الصدع الداخلي في بيت الرئاسه ومصلحه العمام وتقويه شمر ومحاوله اعاده
سلطانها وهيبتها بتجريده بعض الغزوات على قسم ممن جاوره من القبائل لاعاده سلطه شمر
عليها وتحصيل الخوه التي هي رمز سلطته كي تستطيع شمر ان تكون القوة المافعه عن
الجزيره وقبائلها والعراق اذا جاز التعبير
ابن برزان