من النصيحة في الدين كما قال بن حجر في خطبة كتابه " اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة " التنبيه على ما يشتهر بين الناس مما ألفه الطبع ، وليس له أصل في الشرع ، قال : وقد صنف الإمام تاج الدين الفزاري كتاب في فقه العوام ، وإنكار أمور اشتهرت بين الأنام لا أصل لها أجاد فيها الانتقاد ، وصان الشريعة أن يدخل فيها ما يخل بالاعتقاد ، ولا بد من تبيين الأحاديث المشتهرة على ألسنة العوام وكثير من الفقهاء الذين لا معرفة لهم بالحديث ، وهي إما أن يكون لها أصل يتعذر الوقوف عليه لغرابة موضعه ، أو لذكره في غير مظنته ، وربما نفاه بعضهم لعدم اطلاعه عليه ، والنافي له كمن نفى أصلا من الدين ، وضل عن طريقه المبين ، وأما لا أصل له البتة ، فالناقل لها يدخل تحت ما رواه البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "
قال الإمام أحمد : "إن للناس في أرباضهم وعلى باب دورهم أحاديث يتحدثون بها عن النبي صلى الله عليه وسلم لم نسمع نحن بشيء منها " .انظر كشف الخفاء للعجلوني 1/7-8 .
قال ابن سيرين: " لم نكن نسأل عن الإسناد في الحديث حتى وقعت الفتنة فلما وقعت الفتنة سئل عن الإسناد في الحديث لينظر أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر أهل البدعة فيرد حديثهم " أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه .
وعنه أيضاً قال :" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه
قال عبد لله بن المبارك: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء" أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه.
ولهذا أفنى أئمة الحديث أعمارهم في الذود عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم , ضد أهل الأهواء والبدع , والتيارات المتصارعة من أئمة الضلال , فكل منهم يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم (لتسويق) ضلالته بين الناس.
بل هناك كذب سخيف لا يتورع عنه ممن لا دين له , فهذا عمرو بن الحصين الكذاب - ولعله بائع قرع وعدس - يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : عليكم بالقرع فإنه يزيد في الدماغ ، وعليكم بالعدس فإنه قدس على لسان سبعين نبيا!! انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة للألباني1 / 114.
وبائع الهريسة محمد بن الحجاج الوضاع كذب على الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال " أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل " انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة للألباني2 / 133.
ولكن لا يفزع المسلم من تكاثر أهل الضلال , فقد سئل ابن المبارك عن الأحاديث الموضوعة ؟ فقال : يعيش لها الجهابذة .انظر الموضوعات لابن الجوزي 1/46 .
ولخطورة الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " متفق عليه .
أديبنا الفاضل شكرا لك على هذا النقل المميز , وجعلك الله من الذابين عن سنة سيد المرسلين .