حين تسلم صفوق بن فارس الجربا (الشيخ الاعظم لشمر ) مشيخة شمر في سنة 1818 او 1819 كانت القبيله قد فقدت بعضاً من وضعها السالف المتميز بالجزيره الفراتيه ولكن شمر وبقيادة هذا الشيخ البطل صفوق الفارس سرعان ما انتهزت الفرصه لاسيما وان داوود باشا حاكم ولاية بغداد يعد العده لهجوم فارسي (ايراني ) محتمل على العراق !!
وفي سنة 1818 سادة حالت الحرب بين الفرس وولاية بغداد وقد بدات تلك المعارك حينما قام محمد على مرزه حاكم كرمنشاه بالوقوف الى جانب الحاكم الكردي محمود بابان في نزاعه ضد داوود باشا وتفاقمت الامور كثيراً حينما طلب محمود بابان مساعدة الفرس له ضد داوود باشا وتسلم قوه قوامها 10000 جندي فارسي !!
شعر داود باشا بالخطر فارسل على فور جيشه بقيادة عمه عبدالله باشا الى كركوك ولكن وجد الفرس مسيطرين على كل شيء في تلك المنطقه لينسحب جيش داود باشا وليتراجع الى بغداد وليوافق داود باشا في ارجاع محمود بابان الى منصبه السابق !
لتنشب المعارك مجدداً بين الفرس وداود باشا ليهزم الفارسيون جيش داود باشا وليذهبوا باتجاه بغداد بعد ان حققوا الكثير من الانتصارات على بعض القبائل المواليه لـ داود باشا ولحسن حظ الباشا ان الجيش الفارسي سقط بضحية وباء الهيضه قبل ان يحاصر بغداد ويستولي عليها ..!!
ليرسل الفرس بعد ذلك عدة جماعات لمهاجة بغداد ولكن التقت هذه الجماعات الفارسيه بجماعه من شمر يقودهم صفوق بن فارس الجربا , فدحر المقاتلون الشمريون هذه القوه الفارسيه الكبيره في سلسلة مقابلات من الهجوم والانسحاب .
وبالنظر الى انتصارات شمر على الفرس والمشاكل التي خلفها وباء الهيضه حسم الفرس خلافاتهم مع داود باشا لينسحبوا من كردستان الغربيه .
ولكن هذه التسويه لم تدم طويلاً حتى ارسل الفرس وبقيادة محمد مرزه قوه قومها 40000 اربعين الف مقاتل الى العراق وتم طرد الترك وبعض القبائل هناك وشكلت هذه القوه خطراً كبيراً على العراق ولكن هذه القوه اوقفت لامد من قبل الشيخ البطل صفوق الفارس الجربا واتباعه المقاتلين من شمر بين شهربان والخالص , وبالنتيجه لحنكة وقوة وشجاعة صفوق استطاع الزعيم الشمري تقسيم القوات الفارسيه ودحر قوه تفوقه كثيراً !!
بعد هزيمة الفرس على ايادي ابطال شمر قامت قبيلة شمر بنهب المعسكر الفارسي وقد غنمت بغنائم وفيره ليأتي انسحاب الفرس من العراق بعد ان هزموا مرتين على يد الزعيم صفوق الفارس الجربا .
بلغ نفوس شمر وزعيمهم الشاب صفوق بن فارس اوجه بعد دحر الفرس , ولولا زعامة الزعيم الشاب صفوق على شمر لا استطاع الفرس ان يحققوا تدميراً اكثر على العراق , وقد قد داود باشا كل التقدير مساعدة شمر له في دحر الفرس والجيش الفارسي المهيب ليكافأ صفوق بلقب وزير !!
المصدر :
هذا ملخص ماجاء في صفحه 75 الى 78 من كتاب :
قبيلة شمر العربيه
مكانتها وتاريخها السياسي
1800-1958
للمؤلف والباحث المدقق الامريكي :
جون وليمسن