قصر فرحان باشا في الشرقاط وأثاره التاريخية
يقع هذا القصر في الشمال الغربي من مدينة أشور
الأثرية ويمكن إن يصله الزائر بعد إن يخترق سور المدينة 0 متجها نحو الزقورة فهو يقع في مكان فسيح وجميل 0 حيث يطل من الشرق على نهر دجله ومن الشمال الغربي على وادي أم الشبابيط 0 ويمكن للناظر إن يرى امتدادات السهل الواقع بشرق دجله و المسمى بسهل مخمور كما انه يشرف على سهل أخر منبسط وممتد بين دجله من الشرق وسلسله مرتفعات امتداد جبل حمرين غربا وبهذا يكون هذا الموقع مشرفاً على هذه المناطق 0اما من جهتي الجنوب والغرب فيحده امتداد إطلال مدينه أشور الاثريه وقد اكتشف الألمان هذا القصر العثماني يقوم على أنقاض معبد أشور وفوقه ادوار معبد من العهود الهلنستيه
سمي هذا القصر بعدة أسماء مازال عامة الناس في هذا المنطقة يتداولونها 0 لكن أشهرها قصر فرحان باشا وهو الاسم الحقيقي لهذا القصر نسبة إلى فرحان باشا بن الشيخ (صفوك) يرجع نسبة الى أل محمد الحرباء بيت رئاسة عشائر شمر وبني هذا القصر عام 1870 إبان الحكم العثماني وسكن فيه مدة أربع سنوات تقريبا 0 وقد أطلق الاهلون اسم القلعة أيضا على هذا المبنى حيث كانت هذا التسمية تطلق على مراكز الشرطة في ذلك الوقت 0 واستمرت هذا التسمية حتى بعد هجر القصر من قبل الشيخ فرحان باشا إلى إن جاءت البعثة الألمانية للتنقيب في مدينة أشور سنة 1903 حيث اشارت إلية بهذه التسمية كما سمي هذا المبنى بالقشلة والقشلة كلمة تركية تعني مركز الدوائر الحكومية 0 وجاءت هذه التسمية بعد ألت ملكية القصر الى السلطان العثماني وأصبح مقرا للجند رمة 0 وعلى الرغم من وجود التسميتين الأخيرتين إلا إن القصر معروف باسم قصر فرحان باشا 0 وهي التسمية الحقيقية والأصلية لهذا القصر الذي أصبح اليوم من المباني الأثرية المهمة 0 بني هذا القصر في سنة 1870 م إبان حكم الوالي مدحت باشا الذي سلك طريقة توطين البدو وجعلهم مزارعين بدلا من أن يكونوا رحلا 0 ونجحت الخطة بداية الأمر 0 وتم بناء (170 كردا) من قبل الدولة على نهر دجلة على طول السهل الفسيح الممتد مع حافة النهر 0 إلا إن هذه العملية لم تدم طويلا بسبب نشوب الثورة من جديد بقيادة فارس الصفوك واخية عبد الكريم الحرباء من حايل وإعلان الثورة على العثمانين 0 فالتحق رجال شمر تاركين الزراعة وكرودهم مما اضطر الشيخ فرحان الشيخ باشا إن يهجر القصر ويعود إلى البادية وبعدها أصبح القصر من املاك السلطان العثماني واتخذ سرايا (مقرا للجند رمة ) حتى بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 وخلال سنوات الحرب استخدم القصر مقرا للقيادة العسكرية العثمانية إلى عام 1918 م حيث خسرت الدولة معركتين حربيتين هما الخانوكة والحويش الفاصلتين بين البريطانيون والقوات العثمانية وحين انسحب العثمانيون اتخذه البريطانيون مقرا لقيادتهم العسكرية حتى عام 1926 م إذ هجرته القيادة البرطانية وتحول إلى مركز صحي يقيم فيه طبيب عسكري بريطاني
بقلم
محسن إبراهيم المرير
المصدر
تاريخ مدينة الشرقاط
تأليف
عبدالطيف إسماعيل
عيسى الجبوري