الجربا: أكتب في «الثالوث المحرّم» لكسره... وأصنّف نفسي «إسلامياً مستنيراً»
الثلاثاء, 24 أغسطس 2010
Related Nodes: الدكتور معن الجربا
لا يجد المتابع لمقالات المحامي والكاتب الصحافي الدكتور معن الجربا صعوبة في رؤية تمحور معظمها حول ما يسمى بـ«الثالوث المحرم» «الدين، الجنس، والسياسة»، ما لا يعتبره الكاتب أمراً مستغرباً خصوصاً أنه –على حد قوله- يتطرق لهذه المواضيع من خلال مرجعية إسلامية بهدف وضع النقاط على الحروف ويزيد: «لابد من كسر هذا الثالوث المحرم، إذ إنه ليس من الدين في شيء، فالإسلام دين العقل والنقل والتوازن بينهما».
ويرى الجربا في شهر رمضان نقطة تحول يجب الوقوف عندها كل عام لتغيير إحدى العادات السيئة، وبرأيه فالتقرب إلى الله طريقة لتحويل العادات السلبية إلى إيجابية بالعمل الصالح والتأمل في الحياة بعمق حقيقي وصادق ومحايد.
ويستغرب الجربا من اعتبار البعض شهر رمضان فرصة للتسلية والمتعة فقط، ويضيف: «لا أعني أن التسلية محرمة، فحتى أولاد الأنبياء كانوا يلعبون ويلهون، فانظر إلى قوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: «أرسله معنا غداً يرتع ويلعب»، و «إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا»، ولكن ما أقصده هو دعوة إلى التوازن بين حق الرب وحق العبد».
ويفضل الجربا الانتماء إلى دائرة التيار الإسلامي الحقيقي – على حد وصفه - ويتابع: «أرى نفسي في التيار الوسطي المستنير الذي يتمسك بالأصول ويتعامل مع الواقع بفعالية تنسجم مع روح الدين وروح العصر، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بالتجديد، فإن شئت صنفني في دائرة من يدعون علماء الأمة إلى التجديد ويحثونهم عليه».
وحول مطالباته من خلال مقالاته باستحداث قوانين فقهية يقول: «ما أود قوله هو وجوب النظر إلى جوهر الدين ومقاصده وروحه والعمل على تقديم الإسلام كمنظومة شاملة في شكل يفهمه جيل القرن الحادي والعشرين، هذا الجيل الذي تعمل التيارات الغربية على خطفه من بين أيدينا».
ويرى الجربا في الطائفية طوق النجاة الأخير لإنقاذ المشروع الغربي في المنطقة بعد أن بدأ يُهزم ويتكشف وجهه الحقيقي، ويعتبر كل من يغذّي الطائفية من خلال قول أو فعل أو إشاعة أو تضليل، خادماً لهذا المشروع الغربي من حيث يعلم أو لا يعلم.
ويرفض الجربا الأراء التي تتهمه بالإنحياز لطائفة من دون أخرى من خلال الصحيفة التي يمتلكها «حوار وتجديد»: «من يقول هذا فهو يطبّق ثقافة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش: «إن لم تكن معي فأنت ضدي»، ولكن الحقيقة هي أنني لست مع طرف دون آخر، بل أنا في المنتصف دائماً، أحاول إحباط الإشاعات التي يروجها أنصار الفتنة الطائفية».
وعلى رغم انتقاد الجربا لمن يسمون «بخفافيش الظلام» - من يستخدمون أسماء مستعارة لطرح أرائهم الصحافية- إلا أنه لا يرى في ما يطرح من خلال صحيفته دعماً لهذا التوجه: «قد نخفي من خلال عملنا بعض أسماء الكتاب لكن هذا يأتي من باب مراعاة خصوصية المجتمعات، فالذين يكتبون بأسماء مستعارة هن سيدات طلبن هذه الخصوصية، مع ملاحظة أننا لا نسمح لأي شخص يكتب باسم مستعار أن يوجّه انتقادات أو اتهامات لأي شخص بذاته».
جدة - حسن السهيمي
صحيفة الحيـــــــاة
الثلاثاء 24/8/2010م