في حوار مع الوطن القطرية..الشيخ الضاري يطالب القادة العرب بعدم المشاركة في قمة بغداد.

دعا الشيخ الدكتور حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين قادة الدول العربية الى عدم المشاركة في القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في العاصمة بغداد التي ترزح تحت نير الاحتلال الغاشم.
وأكد الشيخ الضاري في حوار صحفي اجرته معه صحيفة الوطن القطرية ان مشاركة أي دولة عربية في هذه القمة يعني انها تؤيد الاحتلال الامريكي الجاثم على صدور العراقيين منذ عام 2003 ، وانها تؤيد العملية السياسية الحالية التي هي جزء من مشروع الاحتلال السافر .. لافتا الانتباه الى ان هناك بندا من بنود جامعة الدول العربية ينص على عدم مشاركة الجامعة في أي مؤتمر يعقد في بلد عربي محتل .

واوضح ان عقد القمة العربية في بغداد مخالف للروابط الأخوية والقيم العربية التي تدعو الاخ أن ينصر اخاه المظلوم وان يقف إلى جانبه في الشدة وألا يعين الظالم عليه .. مشيدا بمواقف عدد من القادة العرب الذي اعلنوا انهم لن يشاركوا في هذه القمة كما طالب القادة الآخرين بالاقتداء بهم والصبر قليلا لأن العراق في طريقه إلى التحرير من الاحتلال والخلاص من الاوضاع الشاذة التي يعيشها الان.

وحمّل الشيخ الضاري الأحزاب والقوى السياسية الحالية مسؤولية التفجيرات الاخيرة التي تشهدها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات .. مشيراً إلى أن هذه التفجيرات تهدف الى تنفيذ مخططات ورغبات وليّ أذرع بمساعدة القوى الخارجية المتدخلة في الشأن العراقي وعلى رأسها الاحتلال الأمريكي المقيت والموساد الصهيوني والمخابرات الإيرانية ومن لف لفها .

وفي ختام الحوار الصحفي طمأن الشيخ الدكتور حارث الضاري، العراقيين والعرب واصدقاء العراق في العالم اجمع بعدم حدوث اية حرب اهلية او طائفية عند خروج قوات الاحتلال الامريكية بشكل نهائي من العراق، كما انه لن يكون هناك فراغا كما يشيع الاحتلال وأصحاب المصلحة والجهلاء من الناس والسذج والبسطاء من العرب .. معربا عن ثقته بان العراقيين الشرفاء والمخلصين مؤهلون لقيادة بلدهم والامساك بزمام اموره.

وفي ما يأتي نص الحوار :ـ

* الوطن : ما توصيفك لحالة العراق وهل تقولون أن العراق لا يزال تحت الاحتلال الأمريكي، أم ترون أن مرحلة جديدة بدأت مع مرحلة الانسحاب العسكري؟

// الشيخ الضاري : العراق لا يزال تحت الاحتلال الأميركي الرسمي وما أعلن عن انسحاب هو جزئي ونعتبر العملية عبارة عن إعادة انتشار للقوات الأميركية في العراق كما وصفها الجنرال بترايوس قائد القوات الأميركية في أفغانستان، والذي قال «لقد تم اعادة انتشار القوات الأميركية في العراق بلا مشاكل إلا ما تعرضنا له في بغداد وضواحيها وديالى والموصل من هجمات مسلحة عنيفة وتفجيرات في بغداد». هذا يدلل على أنهم لم ينسحبوا إنما أعادوا الانتشار وانه لم يتم كما قال بلا مشاكل لأنه قال «إلا»، فإذا واجهوا في بغداد والموصل وديالى ما واجهوا خلال فترة الانسحاب فهذا يدلل بل يؤكد أن الأميركيين ما انسحبوا إلا تحت وطأة المقاومة الشديدة لهم والرفض الشعبي المتصاعد من قبل العراقيين.

* الوطن : حصلت في الفترة الاخيرة تفجيرات عنيفة في العراق، هل لديكم تصور من يقف وراء هذه التفجيرات، وهل هي مرتبطة بإعادة الانتشار الأمريكي؟

// الشيخ الضاري : التفجيرات أغلبها وربما 90% منها تفجيرات سياسية يراد منها تنفيذ مخططات وتنفيذ رغبات ولي أذرع المتدخلين في الشأن العراقي ورموز العملية السياسية لانهم مختلفون ومتشاكسون فيما بينهم وكذلك الاحتلال وكل القوى الخارجية المتدخلة في الشأن العراقي لها مصلحة في إثارة الأوضاع بين فينة واخرى بهذا الأسلوب أو بغيره، تارة بالتفجيرات والسطو على مصادر الأموال وتارة بالاغتيالات واخرى بالاعتقالات وهكذا فالأساليب الشريرة في العراق متعددة ولكل جهة أسلوبها وطريقتها في خلط الأوراق، إذا ما رأت أن في ذلك مصلحة والخلاصة أنه فيما يزيد على 90% منها راجع لهذه القوى في مقدمتها الاحتلال الأميركي والمخابرات الأميركية والمخابرات الاسرائيلية والموساد ومن لف لفها وكذلك المخابرات الإيرانية والأحزاب وميليشياتها ومخابراتها الخاصة. حكومة العراق اليوم واجهزتها الامنية المتعددة المتوحشة تفتك بالشعب العراقي وبأساليب متنوعة ويومية، وهذه التفجيرات أغلبها من هذه الجهات ولكن دائماً ينسبونها إلى الإرهاب والإرهاب ينسبونه إلى القاعدة والتكفيريين وغيرهم من القوى المعارضة للاحتلال.

* الوطن فصائل المقاومة فوضتكم أن تتحدثوا باسمها ولكن لم نسمع لكم أي إعلان في هذا المجال، وهذا التفويض لماذا ولمن؟

// الشيخ الضاري : علينا أن نفصل بين التخويل وبين النشاط. لم يطلب مني أن أكون ناطقاً رسمياً لانه من المعلوم أن لكل فصيل ناطقه الرسمي وسياسته الخاصة به وقيادته، إلا انه تقديراً منهم لما يشعرون انني قدمته لبلدي وللحريصين على الدفاع عنه من تأييد عملي وإعلامي قدروني انه إذا رأيت أن هناك مجالا في التفاوض فأول ما يأتي به هو الانسحاب النهائي، لأن مطلب المقاومة في العراق الاول والرئيس الذي لا يمكن التسامح فيه هو الجلاء الكامل للاحتلال من أرض العراق. اما بالنسبة للنشاط والحركة فهذا تسأل عنه المقاومة ولكني أؤكد أن المقاومة مستمرة والمقاومة توقع في الاحتلال خسائر كثيرة ولكن لم يعلن منها إلا القليل.

* الوطن : هناك تصريح جديد لحزب البعث يتحدث بانهم قادرون على حكم العراق بعد خروج الأمريكيين في غضون ربع ساعة فقط، ما تعليقك؟

// الشيخ الضاري : هذا يسأل عنه البعثيون وكيف يعيدون انفسهم.

* الوطن : ما رأيكم بالعملية السياسية التي تجري في العراق حالياً والتحالفات التي تبنى وتفك كل مرة.. كيف ترسمون صورة المشهد السياسي في الفترة القادمة؟

// الشيخ الضاري : هذا الإحباط والربكة في العملية السياسية ناتج أن الكتل العراقية التي تسمى الكتل السياسية عاجزة عن تشكيل الحكومة دون مساعدة الاطراف المتنفذة في العراق. ومن المعلوم أن الطرفين الرئيسيين المتنفذين اليوم في العراق هما الاحتلال الأميركي وإيران. القضية كلها بيد هذين الطرفين اما هذه الكتل فهي مترددة بين هذا الاتجاه وذاك، منها ما يقبل ومنها ما يرفض ومنها ما يقدم ومنها ما يحجم ولذلك ستبقى العملية تراوح مكانها وتبقى العملية خائبة وفاشلة إذا لم يكف الاحتلال عن تدخلاته وتكف الجهات الاخرى المتدخلة عن تدخلاتها ويترك العراقيون لحالهم.

* الوطن : أنتم ترفضون المشروع السياسي بكامله بعد الاحتلال الأمريكي، ولكن العراق مقبل على استحقاق سياسي مهم وهو استضافة القمة العربية عام 2011 ، وفي حال انعقاد القمة في بغداد فهذا يعطي الحكومة في بغداد شرعية، ما موقفكم من استضافة العراق للقمة؟

// الشيخ الضاري : نحن نقول إذا كان العرب تخلوا عن العراق وأساء بعضهم إلى العراق في التحريض أو في إيذاء الشعب العراقي أرجو منهم ألا يسيئوا إلى مشاعر الشعب العراقي مرة اخرى. وهذه الإساءة نفسية وستسجلها ذاكرة الشعب وهي ألا يأتوا إلى العراق في ظل الاحتلال لأن أي دولة عربية تشارك في مؤتمر للجامعة العربية في العراق معناها انها تؤيد الاحتلال لأنها تؤيد العملية السياسية التي ما هي إلا مشروع للاحتلال وأعتقد أن بنداً من بنود الجامعة العربية هو ألا تشارك الجامعة في أي مؤتمر في أي بلد عربي محتل. لذلك أنا أرجو رجاءً حاراً من الاخوة العرب ألا يسيئوا إلى مشاعر الشعب العراقي كما أساؤوا إلى العراق نفسه في عدم الوقوف إلى جانبه طيلة الفترة الماضية فترة الاحتلال وفترة التدمير والإيذاء.

* الوطن : هل يمكن وصف ما ذكرت بأن عقد القمة العربية في بغداد مخالف لبنود الجامعة العربية؟

// الشيخ الضاري : هو مخالف للروابط الأخوية العربية ومخالف للقيم العربية التي تدعو الاخ أن ينصر اخاه المظلوم وان يقف إلى جانبه في الشدة وألا يعين ظالمه عليه، ومخالف أيضاً لما ذكرت أن من بنود الجامعة ألا تشارك الجامعة في مؤتمر أو أي عمل لأي دولة عربية محتلة أو واقعة تحت الاحتلال. لهذا ولغيره عليهم أن يقتدوا ببعض اخوانهم الذين أعلنوا من الآن انهم لن يحضروا وقد شكرناهم باسم الشعب العراقي على هذه المواقف النبيلة. وأقول التاريخ يسجل والتاريخ لا يرحم وعليهم أن يصبروا ولو قليلاً لأن العراق في طريقه إلى التحرير والخلاص وما تعقيد هذه الامور إلا عوامل مساعدة وليست عوامل مؤخرة لهذا الاستقلال والتحرير بعون الله تعالى.

* الوطن : في ظل رفضكم للعملية السياسية بكاملها وبقاء الاحتلال الأمريكي، ما هي الأفق في العراق وكيف تنظرون إلى مستقبل هذها البلد خصوصاً وان الامور تبدو مغلقة امامكم؟

// الشيخ الضاري : نحن نقول أنه كلما تعقدت العملية السياسية وكلما فشل رموزها فشل الاحتلال وأحبط وهذا ما يؤخذ من ألسنة الكثير من قادة الاحتلال عن الوضع العراقي. قبل أيام صرّح قائد القوات الأميركية السابق الجنرال «أدرنو» أن العراق متجه إلى مجهول ولا نعرف ماذا سيكون في العراق ولذلك هذا الاتجاه والاوضاع كلها تبشر أن الاحتلال قرب زواله وان مشاريع الاحتلال بعون الله ستنتهي بزواله وننتهي من العملية السياسية ورموزها الفاشلون والبائسون الذين لا تهمهم إلا مصالحهم ومصالح أسيادهم وليس وارداً في أذهانهم مصلحة العراق وشعبه وأمته.

* الوطن : انتم في هيئة علماء المسلمين هل تعتقد أن تأثيركم في الساحة العراقية لا يزال كما كان في السابق، خصوصاً مع وجود العديد من شخصيات الهيئة خارج العراق حالياً؟

// الشيخ الضاري : رموز الهيئة ليسوا كلهم في الخارج بل لا يوجد في الخارج إلى 3 أو 4 أشخاص من رجال الهيئة، الامين العام واثنان آخران، أما اعضاء الهيئة الباقون كلهم في الداخل. أعضاء الامانة العامة في الهيئة ثلاثة عشر عضواً منهم أربعة فقط في الخارج وتسعة في الداخل يعملون ومجلس الشورى للهيئة 45 شخصاً، منهم خمسة أو ستة في الخارج والباقي كلهم في الداخل. أعضاء الهيئة العامة وهم بالمئات، فروع الهيئة في أغلب المحافظات عاملة وتقوم بواجبها بشكل وبآخر وبالتالي الهيئة ليست في الخارج، اما تأييد الهيئة وشعبيتها فهذا لا نريد أن نتكلم فيه إنما اسألوا الآخرين عن الهيئة وأدائها إذا كانت مقبولة لدى الشعب العراقي أم ليست مقبولة.

* الوطن : إذا كان لا بد من تأييد شخصية معينة لقيادة البلاد في هذه المرحلة سواء من خلال حكومة أو غيرها، من هي الشخصية التي يؤيدها الشيخ حارث الضاري في سبيل البدء بعملية التخلص من الاحتلال وتشكيل حكومة عراقية وطنية؟

// الشيخ الضاري : نحن لا نؤيد أي شخصية من الشخصيات الموجودة في الساحة العراقية السياسية لأننا أساساً لا نؤيد العملية السياسية، لتقديرنا بأن العملية السياسية هي التي جرّت العراق إلى هذه المآسي لانها عملية سياسية بنيت على باطل، وما بني على باطل يبقى باطلاً وفاشلاً. هذه العملية بنيت على المحاصصة الطائفية والعرقية وكانت نتائجها من تدمير للعراق والفشل السياسي والخراب الاقتصادي والنهب للثروات والتجويع لأبناء الشعب والتشريد والقتل وما إلى ذلك، وبالتالي العملية السياسية فاشلة ولا تأتي إلا بالفاشلين وإن تفاوتوا في فشلهم وفي إساءتهم للشعب وللعراق.

* الوطن : هل هناك تواصل مع أي أطراف سياسية أو أحزاب في هذه الفترة للعمل على تحقيق أي مسعى معين؟

// الشيخ الضاري : لا أبداً لا يوجد صلات، لأن أغلبهم يخشون الصلة بنا وهم يخافون من الاحتلال أو من إيران أو من بعض الجهات المشاركة لهم في الحكم، ولم يتصلوا بنا ومنهم من لا يحب مسارنا وما نحن عليه وتوجهاتنا ومنهم من أسرف في عدائه للهيئة وأساء في أدائه للشعب العراقي، وإذا لم يقدم للشعب العراقي شيئاً فالقرب منه لا مصلحة فيه لا له ولا للهيئة لأنه لم يحسن حتى يمكن أن يواجه الهيئة أو أي طرف عراقي وطني لا يؤيد الاحتلال ولا يؤيد السير في ركابه أو في ركاب العملية السياسية الفاشلة التي خدمت مشروع الاحتلال والتدمير والتقسيم ومشروع ضياع الشعب العراقي ومآسيه وأذاه.

* الوطن : ألا تخشون فضيلة الشيخ أن تقع الفتنة والحرب الاهلية في العراق إذا خرج الاحتلال في ظل الظروف السائدة والاحزاب التي تعمل في العراق الآن ووجود الطائفية والعرقية وغيرها؟

// الشيخ الضاري : لا يخشى أبداً من حرب اهلية ولا طائفية كما يشيع الاحتلال وأصحاب المصلحة في وجود الاحتلال والجهلاء من الناس والسذج والبسطاء من العرب، ولن يكون هناك فراغاً، وإذا كان هناك فراغ فسيكون مؤقتاً وسيملأ هذا الفراغ أبناء العراق بعون الله تعالى، والعراقيون إجمالاً مؤهلون لقيادة بلدهم، وأنا أسأل الآن: هل هؤلاء الذين يحكمون اليوم مؤهلون لحكم العراق أم هم دمروا العراق مع الاحتلال عن عمد أو غير عمد، بسوء نية أو بحسن نية إذا افترضنا، لكنهم اشتركوا مع الاحتلال في تدمير العراق فهل يعتبرون انهم أداروا العراق إدارة مقبولة ونتخوف من القادمين من أبناء العراق على العراق.

نقول بكل تأكيد للعرب وللعراقيين ألا يخافوا وعلى أصدقاء العراق وشعبه في المنطقة وفي كل العالم ألا يخافوا على البلد إذا خرج الاحتلال فسيعود العراق بسرعة إلى وضعه الطبيعي إذا مسك زمام اموره اهله المخلصون وأبناؤه الشرفاء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شكــــــراً لك ,,, ابوحذيـــــــــــــــــــفه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حياك الله اخي محمد والشكر لله وحده.