أضع بين أيديكم هذه القصة التي مازالت عالقة بأذهان الجميع ومازالت تحفظ وتذكر في أكثر المجالس عندما يأتي لها طاري هذه هو الشيخ فايز بن هذيل الذي كتب عنه التاريخ هذه الحادثه المشرفة ...... واصبح رمزا للفزعه والنخوه .
.
.
قصيده شاعرة ... وطنيه شيخ ...!!
هل يقتل بيت ً من الشعر صاحبه ؟
هل يموت الرجل من أجل قصيده ؟
السؤال الأول كلنا يعرف قصته واجابته ايضا فقد راح ضحيته ( المتنبي ) عندما كمن له مجموعه من قطاع الطرق بينهم عدوله . وقد لكز حصانه طالبا الفرار لو لا أن خادما له صاح به لست أنت القائل :-
الخيل والليل والبيداء تعرفني = والسيف والرمح والقرطاس والقلم ِ
هنا قال المتنبي قولته المشهورة : قتلتني قتلك الله . وعاد ليلقى حتفه .
وفي الأدب الشعبي نجد أن الشاعرة / وحيشه المشلحيه تسكن هي واهلها حول أحد موارد الماء وهذا المورد يخص الشيخ / فايز بن هذيل شيخ العمود من قبيلة شمر الذي نزح هو وجماعته حتى استقر بأرض تسمى ( نقرة أيوب ) وهي على مشارف الشام وبعد رحيله من المورد طمعت القبائل الاخرى بالمورد وأخذوا يزاحمون قبيلة هذه الشاعرة على هذا المورد حتى حست بالغبن والقهر مما يفعلوه من مضايقتهم على هذا المورد ولم تجد حل سواء أن تقوم بصياغة قصيده وأرسالها للشيخ فايز لأخباره بماذا يحدث لها ولعشيرتها من مضايقات من القبائل الاخرى على هذا المورد فقالت هذه القصيده :-
قالت وحيشه يا ملا ليه ما شيب = غرس الجدود اللي غدا وقت الأفلاح
يا غيبت ابن هذيل يا غيبت الذيب = شفنا النكايل والنكد عقب ما راح
يا راكب حمرا تجيبه تحاضيب = تجدع يديها بالخلاء تقل زناح
حمرا هميمه من خيار المناجيب = اكوارها عن لمسه الزور طفاح
حمرا الى نيشت بروس العراقيب = اسرع من الشيهان لا شاف ملواح
ركابها من عزوتي منقع الطيب = ضد الحريب ان صاح بالنزل صياح
وأربع ليالي صدق ماهن تكاذيب = تلفي على ابن هذيل كساب الأمداح
قل ديرتك سقف ولتها للأجانيب = روح عليها من الشعب كل مصلاح
وتنخاك ديم يا ذعار الاجانيب = يا عين قنص على مذلفه راح
جانا ظعنهم مع دبشهم جناديب = وصار الخطر منهم علينا بالارواح
عجل علينا يا حصان الأطاليب = لك هده تاخذ مع الخيل مصلاح
وعندما وصلت هذه القصيده للشيخ فايز بن هذيل وهو في نقره ايوب وكان جالس ً في مجلسه بحضور عدد من ابنائه وجماعته واخذ يفكر بهذه القصيده وبتلك المسافة التي تحول بينه وبين سقف وبتلك المرأة التي استنجدت به . ثم التفت إلى جماعته بالمجلس وقال لهم : -
وش هقوتك مداد من نقرة أيوب = العصر ما يمسى حوالين الغزاله
على أشعل طرق الذراعين مرعوب = اسرع من الشيهان معلف عياله
وبعد هذه البيتين نظر الشيخ فايز بن هذيل الى جماعته وكان النظره الاخيره له فقد مات في مجلسه وبين ربعه بسبب هذه القصيده التي ارسلتها وحيشه لطلب النجده منه وعدم مقدرته على قطع المسافه في زمن قصير حتى يقدم المساعة لتلك المرأة ..
رحمك الله يا فايز بن هذيل ...!!
ورحم الله ابطال شمر الذي تركوا لنا تاريخ ً نفتخر بذكره للأجيال ...!!!
* قالت الصحراء لـ بدر الحمد ..