بسـم اللـه الرحمن الرحيم ..
حياتنا التي نعيشـها متقلبة الأطوار
لاشئ فيها يستمر .. ضيـق ! ثم فرج !
ابتسـامة تتبعها دمعـة حزن !
يعيش فيها الإنسان برتابة عجيبة عندما تصفو له ..
قد ينسـى كل كدر ! بل يحس أنه مخلد في الدنيا .. وقـد لا يحس بـ نعمة ماهو فيه .. وعندما يمر
به ضيق لا يتذكر أنه قد كان سعيداً يوما ما ..
وهكذا هو الإنسـان .. من طبعه النسيان ..
قد عاش سلفنـا الصالح في هذه الحياة لا يحملـون همـاً سوى العبـادة .. لم تكـن غفلتنا من
ميزاتــهم .. بـل !! كانت الفتـن تزيدهم إيماناً أما نحن
فمـا زادتنا سوى غفلــة على غفلتنـا !!
ففي أثنـاء رتابـــة الحياة نؤدي العبادات كأداء واجب ولا نستشعر لذتها .. ولكن اذا أصبنا
بوعكة صحية نحس بالجزع ونهاية الحياة ونلتزم فيها بالدعـاء
والتضـرع ونفعل من الطاعات ما كنا لا نبالي بها اثناء كمال صحتنا ونعاهد أنفسنا أن نظل على
ذلك حتى اذا ما كُشف الضر عنا عدنا كما كنـا سابقا
عجـــباً واللـــــه !!
قد عدنا وكـأن شيئاً لم يكن وهكــذا نظل حتى نفارق الحياة .. ولكن حينها ما الذي سنقوله ! وما
الذي سنتمناه !
نتمنى أن نعود إلــى الحياة حتى نلازم الطاعات ولكــن هيهااات هيهات ( حتى إذا جاء أحدهم
الموت قال ربِ ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت * كلا
إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون )
كم مرت بنا من المواقف التي ظننا انها نهايتنا ولكن .. عدنــا إلى الحياة من جديــد .. كم من
الأمراض التي جزعنا منهـا .. ولكن سرعان ما تشافينا منها
ونسينا وعودنا المسيرة من جديد .. أخواتــي :
لابد من وقفــة مع أنفسنا قبل أن يأتي يوم نقول فيه ربِ ارجعون .. لابد لنا أن نعود إلى بارئنا ..
فلنحاسب انفسنا قبل أن نحاسب ..
فاللهــم من علينا بتوبة قبل الممات .. |