كان هناك رجل من البادية يدعى علي الأطرق السويدي الشمري تزوج من ابنة عمه وبعد زواج دام لفترة دخل الشيطان في نفسه ووسوس في عقله وقام بتطليقها وارسلها الى عمه الذي هو والدها بعد ذلك عرف غلطته وحسب لتسرعه في حق ابنة عمه وندم فعزم بعد ذلك على الذهاب الى عمه واخذ معه احد أصحابه المسمى مرعي لعل ان تراه بنت عمه وتتذكر احلى أيامهم ويحرك فيها المشاعر الزوجية وتقبل بالرجوع اليه بأي طريقة لأن طلاقه لها طلاق السنة المحمدية وفي الطريق الى عمه بصحبة صديقه مرعي قال علي: يا مرعي اذا حللنا على عمي اياك ثم اياك ان تأكل او تشرب حتى الماء لعلهم يشفقون علينا وعلى حالنا ويعطوننا مطالبنا وعندما وصلا وحلا على عمه ضيوفا طبعا كما هو المعروف من شيم العرب في البادية اكرام ضيوفهم حتى لو كان صاحب المنزل غائبا عن داره فترة ثم رجع يقوم اهل بيته باكرامه.
المهم ان عمه أكرمهم وقدم لهم أطيب الأكل وقدم لهم اناء كبيرا من اللبن طبعا علي لم يشرب القهوة ولم يأكل قط في بيت عمه وليس بين عينيه سوى رؤية ابنة عمه، صاحبه مرعي لم يتمالك نفسه فأخذ يأكل ويشرب من دون شعور بسبب طول المسافة التي قطعوها وتعبها بعد ذلك وفي احدى نظرات مرعي لمكان النساء في بيت الشعر المسمى رفة الحريم واذا به يرى بنت عم صاحبه وعلى ظهرها طفل وفي بطنها طفل حامل وحسب علمه انها لم تحمل من صاحبه علي فغمز لصاحبه غمزة معناها ان عليهم العودة الى ديارهم وان ما اتوا من اجله لم يحصل بل من سابع المستحيلات, لم يفهم علي ما قاله مرعي فقام واستأذن من عمه ولحقه صاحبه ورجعوا الى اهلهم وفي الطريق انشد علي قصيدة بمرعي قائلا:
أحسب مرعي ما يذوق المشبه
يا مار دمعه فوق الأوجان يحمر
شرب الجمل لاشاف لون الشهابه
لا جاله ربع من الرخل محتر
ويا طالع الخبز المحلى عثابه
حاطوب ظلما ان بغى زاد أو در
لابك حذا ياكود مسح راس الجرابه
لا معاون ربعك على خير أو شر
ولا شاف زول بالخلا قال طابه
ولا يتوكد شايف الزول ينهر
وعندما انتهى علي من قصيدته اجابه صاحبه مرعي قائلا
في بطنها ذيب وفي ظهرها ذيب
تعرضت كل الدغيرات يا علي من دونه
حالوا عليها متعبين المصايب
واللي يجيهم يا علي يذبحونه
هذا الموجود عندي
تحياتي لكم
البرجسيه