يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى ؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ). ويقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : ( الدال على الخير كفاعله ).


العودة   ][ موقع قبيلة شمر الرسمي ][WwW.aLlShMr.CoM > ۩ ◊ ملتقى قبيلـة شمّــــــــر العام ◊ ۩ > ۞ قسم الاسرة والمجتمع۞
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-07-12, 10:46 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية أبومعاذ
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 711
أبومعاذ is a splendid one to beholdأبومعاذ is a splendid one to beholdأبومعاذ is a splendid one to beholdأبومعاذ is a splendid one to beholdأبومعاذ is a splendid one to beholdأبومعاذ is a splendid one to beholdأبومعاذ is a splendid one to behold

 

 

Almeer (17) براءة الطفولة في طي النسيان



قديماً قالوا:
الطفل فيلسوف صغير.

ذلك أن الطفل يجمع في سماته التكوينية والمعرفية والنفسية صفة الاندهاش، الاندهاش من كل شيء، من كل ما يحيط به..
وما الفلسفة إلا حالة من الدهشة تعتري الفيلسوف ليبحث من خلالها عن الأجوبة التي أثارتها حالة الاندهاش مما يحيط به..
إن هذه المقولة تحمل في ثناياها مفهوماً مبسطاً عن براءة الطفل.

فحين نادى "جان جاك روسو" في كتابه الشهير "إيميل" بضرورة العودة إلى الطبيعة في تربية الأطفال، أحدث ثورة كوبرنيكية في ميدان التربية في القرن الثامن عشر.

وقد نادى بضرورة ترك الطفل على طبيعته وتلقائيته، وبأن كل ما جاء من الخالق فهو خيّر، فإذا مسته يد الإنسان أصبح شريراً.

وتوالت النظريات التربوية من بعده لتؤكد على أن الطفل كائن خيّر، خصوصاً على يد "فروبل" الذي أكد على الطبيعة الخيرة للطفل.

فبراءة الطفولة تعني أن هذا الطفل ما زال غير ملوّث بشرور البالغين وبتناقضاتهم وتعقيدات شخصياتهم المركبة..
هو ما زال بعد صفحة بيضاء ناصعة وعفوية.

إن عملية التنشئة الاجتماعية هي التي تنقل الطفل من حالته العفوية تلك إلى حالة التقيد بالأنماط الاجتماعية، والتعليمات المشددة، وتأطير شخصيته في قوالب اجتماعية تفرضها مؤسسات التنشئة بدءاً بالأسرة ومروراً بالمدرسة ووسائل الإعلام وانتهاء بمؤسسات العمل، لتعمل مجتمعة على تشويه أبنيته المعرفية بادعاء الحرص على نقل التراث الثقافي من الأجيال السابقة نحو الأجيال اللاحقة، فتدخل العادات والتقاليد ومعايير الضبط الاجتماعي وثقافة العيب في بنيته المعرفية والثقافية لتحد من عفويته..
بل وتقتلها.

يشدد علماء النفس على أن الطلاقة والمرونة هي أساس الإبداع عند الفرد، وأن طلاقة الطفل في أفكاره وفي تداعياته التصورية وفي طلاقته التعبيرية عما يدور في خلده هي شروط لتحقيق الإبداع والسعادة والصحة النفسية عند الطفل، أما قتل عفويته فهي طامة كبرى تؤثر سلباً على اتجاهات الطفل وعلى مقدرته على التكيف مع البيئة الطبيعية والاجتماعية المحيطة به.

إننا جميعاً مسؤولون عن تحقيق براءة الطفل وديمومتها واستمرارها، مع أن طفلنا العربي محكوم عليه بإعدام براءته وعفويته منذ اللحظة الأولى من ولادته وحتى انتهاء فترة طفولته.

فالأم تعمد إلى ربط طفلها الوليد بالقماط، ذلك القماط المسؤول عن كثير من الاضطرابات النفسية التي ترافق الفرد طيلة حياته، فهي بتقميط طفلها تحد من حريته وتجعله في قالب جامد، وإن صرخ الطفل صرخاته الأولى فإنها تعمد إلى محاولة إسكاته رغماً عن أنفه، متجاهلة أن هذا الصراخ مفيد في تنمية مهاراته اللغوية وفي تدريبه على صقل أوتاره الصوتية، وهي لا تدري في الوقت نفسه أن الحبسة الكلامية والتأتأة وكثير من اضطرابات النطق عند الإنسان مردها إلى هذا السلوك الخاطئ من قبلها.

وإذا أرادت فطامه فإنها لن تنسَ الصبرة المرة أو العلقم الذي تضعه على ثديها لكي يعاف الرضاعة، وإذا لعب أو تحرك أو تكلم أسكتته الأيادي من حوله بالصفع أو بضرورة التأدب لتسكن حركته، وإذا تحدث مع الكبار فإن كلمة عيب هي الطاغية على الموقف..
هذه الأمثلة، وغيرها المئات هي المسؤولة عن قتل عفوية الطفل وبراءته.

ناهيك عن ما يمارس ضد طفلنا العربي المسكين من أنواع الإساءة والضرب والشتم والعنف، ومن استغلاله في العمالة والتشغيل التي وصلت في بعض البلدان العربية إلى نسبة 39% من مجموع القوى العاملة، ومن استغلاله جنسياً بل ومن تعرضه للاغتصاب، ومن استغلاله في الحروب والنزاعات، وقد يكون هو بحد ذاته ضحية من ضحايا تلك الحروب.

مسكين ذلك الطفل العربي الذي أصبح يشاهد صباح مساء على شاشات التلفاز جميع أشكال القتل وألوان الدماء والدمار، ومسكين ذلك الطفل العربي الذي تمارس عليه جميع أنواع القيود والتخويف في البيت وفي المدرسة وفي المجتمع.

وبحسب الاتجاه الاجتماعي في علم النفس التربوي، فإن الطفل سريع التعلم بالمشاهدة، وأنه يحاول تقليد ما يراه وما يسمعه وما يمارس معه..
وهذا يعني أن هذه الممارسات قد تخلق طفلاً منحرفاً سلوكاً وأخلاقاً، وأنه سينقل ما تعلمه وما شاهده إلى مواقف حياتية ممارسة.

إن هذه الأسباب وغيرها، تدفعنا إلى عدم التفاؤل في مستقبل استمرار براءة الطفولة في عالمنا، فبراءة الطفولة صفحة سيطويها التاريخ إن لم نعمل معاً على تغيير واقع الطفل..
وأخشى أن يأتي اليوم الذي نقول فيه رحم الله يوماً كان فيه الطفل بريئاً.

منقول للفائدة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع

القلم .. أمانة

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd allshmr
جميع الحقوق محفوظة لموقع قبيلة شمر الرسمي * منتديات الطنايا * ولتفعيل اشتراكك اخي العضو عليك بأرسال رسالة نـصية للرقم / 0545554555 موضحا ً الأسم الذي اشتركت به بالمنتدى وفي أقل من 6 ساعات ان شاء الله سوف يتم تفعيل اشتراكك لتتمكن من المشاركة معنا تحياتنا لك وشكرا لأختيارك منتديات الطنايا .... إدارة الموقع