( محاولة أولى )
قراءة متواضعة للقصيدة , وإذا أخطأت في فهم مراد الشاعر فأنا ملزم بالاعتذار له .
وسأخاطب الشاعر في قراءتي.
مرت بي الأيام وأنـا في ذراهـا يـتيم
لاالشمس مني بعيدة ولا القمر مني قريب
كان ذلك بسبب أحكام جائرة صدرت , في زمن أختلت فيه كثير من الموازين !!
أحكامهم كوعد بلفور : وعد من لا يملك إلى من لا يستحق !!
وضعوا الشمس والقمر بأيدي فئة , وحرموا نفس الفئة من نفس الحق .
وكأنها صكوك غفران يوزعها بابوات أوربا القديمة في عصورهم المظلمة .!!
على أنك لا تزال في ذراها .
لأن تسمية اللبن خمرا لا يغير من حقيقته !!
مدري ليه يجيني صوت جنح الظلام
يقول ترى مالك في المـعزه نصيبب
إذا كان من جنح الظلام فلا يستغرب الأمر !!
لأن الشيء إذا جاء من معدنه لا يستغرب !!
أما قوله فلا يلتفت إليه فصاحب الصوت لا يزال يعيش في الظلام , وأنت تغازل أشعة الشمس في فضاء الحياة .
ولذلك من يعيش في الظلام بحاجة إليك , وأنت استغنيت عنه .
فهو من يطرق بابك وأنت غني عنه .
مدري ليه كل مازرعت الحب في النهار
نـاحتعـلي هـوام لـيـل غريب
لأنهم لا يعرفون لغة الحب التي تتحدث بها !
فهم لا يعرفون إلا لغة الرمح والسيف الذي آذوا فيها (محيطهم) على مدى قرون !
فكيف تريدهم أن يفهموك ؟
فقبلك شكى شاعر محب من عدم الوفاء لأنه لم يلتفت لمشاعره :
هل تعلمين وراء الحب منزلة // تدني إليك فإن الحب أقصاني
يارفيق العنا تـرى الظلم جـايـر
وسطوته على النفس الكريمه صعيب
وهل بعد أن تقطع اليد اليمنى شقيقتها !! وتقول : إليك عني فلست مني !!!
هل بعد هذا الظلم ظلم ؟
هم يلطمون الأنف ولا يريدون العين تدمع !!!
وكان المفترض أن يذب عن عينه بيده !!
لكن مهما يكن فالنفس الكريمة ستتجاوز الآلام , وستعبر - غير مبالية بآلامها -إلى غد مشرق تتغير فيه الأحكام .
كتبت عن ربعي حـاديني الوفـا
وأقول الصدق ولا أخشى الرقيب
كتابك (قبيلة شمر متابعة وتحليل) كان دافع تسطيره الوفاء , لكن من يقدر الوفاء في زمن الجحود ؟
وقبلك سطرها الشيخ العلامة صالح ؛ ملحمة في سيرة عطرة فلم يلتفت إليها !!!
على أنك لو نافرتهم بمثل الشيخ لغلبتهم !!!
لأن هذه ملاحم لا تعرف في تاريخهم فكيف يقدرونها ؟
نعم (ربعك) هم من أصدر الحكم !! فهم الخصم والحكم !!
ولو كان الحكم من (غريب) لهان الأمر !!
وظُلْمُ ذَوي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً // على المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنْدِ
ولا تخشى الرقيب لأنك أنت الذي تمثل القوة والعلم , ومن ملك العلم فكيف يخشى الرقيب ؟
قلها ولا تردد , فهناك من أبناء عمك من يحمل آذانا صاغية لك , وينتظرك أن تقولها مدوية تصم آذانهم .
فقط انظر لعيون أقاربك حتى تعلم من هو معك على نفس الخط , ويحلم بالتغيير .
على أنه يصنف أنه من الجانب الآخر الموازي لك . لكن يعرف لك حق القرابة , ويعتز بالدماء التي تجري في عروقك .
هذا زمان التغيير في كل حال
أسأل ربي يجعلني مع الحبيب
نعم هو زمن التغيير و(الثورة) على الأحكام الجائرة , وعلى تصنيفهم الجائر .
وصرخة في وجه الظلم و(التصنيف) الظالم .
تغيير يحملك إلى المقدمة , لأنك ببساطة تستحقها .
لأنك ملكت سلاح العصر , بينما الآخرين تخلفوا ورائك .
ولا ينفعهم ثنائهم على أنفسهم وتاريخهم .....
وكان بالإمكان أن يكون زمن التغيير منذ عقود , لكنه تأخر بسبب (تركيبة المجتمع) الذي يأبى التغيير .
وبما أنك تملك السلطة والعلم فستكون هذه الأسلحة من روافد التغيير .
يجب أن نربى أبنائنا على أنهم هم الأفضل ماداموا يملكون علما وعقلية تجاوزت (مصنفيهم) بمراحل .
يجب أن نقول لهم : أن أولئك ناموا واستيقظوا على وهم كاذب .
وأنتم - يا أبنائنا _ لم تكونوا مثلهم , لأننا فهمنا (عصرنا) وما يتطلبه من أدوات تجعكم في المقدمة رغم جور أقاربكم .
فسعينا لكي تنالوها .
ولأننا آمنا بالتغيير , الذي يبدأ من البراعم .
.........................
أسأل ربييجعلني مع الحبيب
ونحن نسأل الله أن يجعلنا وإياك مع الحبيب .