هـل اْعفيت لحيتكـ و قصرت ثوبكـ ..؟
اْقراْ مايلي وفكر بهدوء ...
قال تعالى (( واطيعوا الله و اطيعوا الرسول ))وقال تعالى (( وما ينطق عن الهوى )) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (( اْعفوا اللحى وحفو الشوارب ))
(( واْرخو اللحى ...))
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال الرسول صلى الله عيله وسلم
(( عشرة من الفطرة قص الشارب و اعفاء اللحيه والسواك .... الحديث)) رواه مسلم في صحيحه . وقال تعالى
(( فطرة الله التي فطرالناس عليها لا تبديل لخلق الله ))
قال العلماء ان حلق اللحيه تغيراْ لخلق الله ,و معصيه لله
وخروج عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم لانه نهانا عن حلقها ,
والله امرنا بطاعة رسوله ,
يقول ابن القيم رحمه الله "
( واْما شعر اللحية ففيه منافع منها الزينة و الوقار والهيبة , ولهذا
لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة و الوقار ما يري على ذوي اللحى ,
منها التميز بين الرجال و النساء )
قلت وهل هناك اظهر من الوجه في الجنسين فاذا لم يكن حلق اللحية والشارب
داخل في تشبيه الصريح للنساء بقصد او بغير قصد فما هو التشبيه ؟!
اعفيتهما لان في اعفائها موافقة لسمة الانبياء و الصالحين وهديهم .
اقراْ ان شئت مخبرأ عم ما قاله هارون لاْخيه موسى عليهما السلام
( قال يا بنؤم لا تاْخذ بلحيتي ولا براْسي اني خشيت
ان تقول فرقت بين بني اْسرائيل ولم ترقب قولي ) طه,94 .
فهاذا يدل ان هارون عليه السلام كان عظيم اللحيه ,
وما رواه مسلم من حديث جابر بن سمره
ان النبي كان كثير شعر اللحية , وكذا كان الخلفاء الراشدين
ابي بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم ,
كما بينته كتب التراجم و السير , والرجال الذين اخذو كنوز كسرى وقيصر ,
ودانت لهم مشارق الارض و مغرابها ليس فيهم حالق كما يقول الشنقيطي رحمه الله .
وانظر الى كثير من الاحبار والرهبان كيف ورثو هذا الفعل ممن ينسبون انفسهم اليهم
فكان هذا من الحق الذي ورثوه غير محرف , السنا اولى بهاذا من المشركين بدلاٌ
من التشبه بمن لا اخلاق لهم ولا دين ..؟
اما عن التقصير لثوبي ":
فتلك سنه المؤمن كما اخبر بذلك رسول الله حيث قال :
( ازار المؤمن على نصف الساق )
( ثم قال بعد ذلك ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين )
رواه احمد وابو داود و صححه الاباني .
ومعنى قوله ( لا جناح ) أي لا اثم , وفي تقصيره تقوى الله سبحانه و تعالى ،
وعن ابو ذر رضي الله عنه قال قال الرسول صلى عليه وسلم
( ثلاثه لا يكلمهم الله يوم القيامه ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم قالها ثلاثة ,
قال ابو ذر خابوا وخسروا من هم يارسول الله , قال المسبل, و المنان , والمنفق سلعته
بالحلف الكاذب )
رواه مسلم وفي رواية ( المسبل ازاره )
وفي تقصيره تقوى الله سبحانه و تعالى وبعد عن اسباب الكبر التي قد تقضي الى غضب الله
ومقته , فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عيله وسلم
(من جر ثوبه خيلاء لم يظر الله اليه يوم القيامة فقال ابو بكر
ان احدى شقي ازاري يسترخي الا ان اتعاهد
ذلك منه , قال ( انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء )
رواه البخاري
والشاهد من هذا الحديث ان ابي بكر كان يتعاهد ازاره والذي يفعل هذا يكون
ابعد الناس عن الكبر والا لم تعاهده وهكذا كان اصحاب رسول الله لم يعتمد احدا
منهم ارخاء ثوبه .
وممن يزعم انه لا يطيله خيلاء بل الاسرار على اطالة الثوب داله على التكبر
كما يقول ابن العربي رحمه الله .
والا فما الذي يمنع من واقعة الى ما فوق الكعبين بقليل لاجل هذا بين رسول
الله ان الاسبال من الخيلة كما في حديث جابر بن سليم الطويل وفيه (
ارفع ازارك الى نصف
الساق فان ابيت الى الكعبين واياك واسبال الازار فانها من الخيلة وان الله لا يحب الخيله )
رواه الترمذي وصححه .
يقول الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله ( فجعل الاسبال كله من الخيلة لانه في القالب لايكون
الا كذلك من لم يسبل للخيلة فعمله وسيلة لذلك والوسائل لها حكم الغايات فرسول الله واصحابه
رضوان الله عليهم يقصرون ثيابهم و يتعاهدونه عن استرخائها
وفي تقصير الثوب صيانة له من الوصخ و النجاسه , ورحم الله عمر بن الخطاب فقد كان
يحتضر و عندما راْى شابأ ممن جاءو يعودونه وقد كان ازاره يمس الارض فقال له (
ارفع ثوبك فانه اتقى لثوبك و ربك ) رواه البخاري
وهذا يدلك على اهمية هذا الشاْن عند المتقين فالذي يسمع هذا من عمر و يقراْ حديث رسول
الله ( ما اسفل من الكعبين من الازار ففي النار )
ان الذي يقراْهذا الاحاديث ينبغي عليه ان يخشى الله عز وجل ولا يطيل
ثيابه الى ما اسفل من
الكعبين .