من فضل رب العرش عدل الموازين .. صارت على القصمان واولاد وايل

وقعة بقعاء الشهيرة

اشتهرت هذه الوقعة من بين الوقعات التاريخية في الجزيرة العربية

سألخصها ،،

أغار غازي بن ضبيان رئيس الدهامشة من عنزه على ابن طواله من الأسلم من شمر بدون سابق إنذار ووقتها حين إنحدار الشمس ( تقريباً العصر ) ..

حيث كانو الأسلم متفرقين الراعي يرعى مع حلاله والقناص يقنص فأخذ منهم ابلاً وأغناماً وقتل من الأسلم كل من وقف بوجهه .

فلما علم الأمير عبدالله بن علي آل رشيد أمير الجبل تأهب لغزوهم وإستدعى الأسلم وتركهم بمقدمة الجيش .

فغضب أمير بريدة وكان غضبه من باب الحميّه .

لأن غازي شيخ الدهامشة من أهل القصيم ،فنادى أمير بريدة في الحرب على شمر ، وكان أهل القصيم قد اتفقوا فيما بينهم لمحاربة كل من يقصدهم بعداوة مهما كانوا وأجمعوا على حرب شمر .

فجهز يحيى بن سليمان بجنود كثيرة من أهل عنيزة واتباعهم ،وتجهز عبدالعزيز أمير بريدة بأهل بريدة وجميع بلدان القصيم ومن معهم من عنزه،واجتمعوا على موضع ماء ،يسمى ((بقيعاء))ومعهم حلفاء واتباع .

فأغاروا على شمر ،فأخذوا منهم أموالاً كثيرة من الابل والغنم واستردوا بعض حلال الدهامشه وكانت شمر هم تقريبا الرمالمن سنجارة وبعض الاسلم وعبده على اطراف حائل .

فقال يحيى أمير عنيزة لعبدالعزيز أمير بريدة : دعنا نرجع فهذا العز والنصر كفاية !!

فأقسم عبدالعزيز أن لا يرجع حتى يقاتل الامير عبدالله ال رشيد في بلده ( يقصد في حائل ).

فساروا الى الجبل ونزلوا ((بقعا)) المعروفة في جبل شمر فخرج اليهم أهلها .


فأمسكوهم عندهم ،ونزلت عربان عنزه على ساعدة الماء المعروف عند (بقعا) فلما علم بذلك الأمير عبدالله الرشيد ،أمر أخاه الأمير عبيد العلي الرشيد وفرسان شمر أمرهم ان يغيروا على عربان عنزه،فشنوا عليهم الغاره قبل الفجر ،فحصل بينهم قتال عظيم،مرة يهزمونهم العربان،ومرة يهزمهم عبيد وأتباعه.

هذا كله ويحيى وعبدالعزيز لا زالوا ينتظرون في بقعا الى طلوع الشمس .

فلم يأتهم أحد وصارت الهزيمة على أصحابهم.

ففزع أمير عنيزة يحيى بن سليمان بالخفيف من الرجال وأهل الشجاعه على أرجلهم فلما وصلوا فاذا بشمر بقيادة الامير عبدالله العلي الرشيد قد ورد عليهم مع أخيه الأمير عبيد الرشيد ومن معه من شمر ، فانهزم عربان القصيم .لا يلتفت أحد على أحد

تتبعهم خيول شمر يأخذون من الابل والغنم .

وتركوا يحيى بن سليمان ومن معه في مكانهم

لا ماء معهم ولا ركايب .

فلما رأى عبدالعزيز أمير بريدة هروب أهل القصيم هرب معهم .

وركبوا ركايب يحيى أمير عنيزه ورفاقه ،وتركوهم .

ثم وقع القتال بين يحيى والأمير عبدالله الرشيد

حيث قيل أن الأمير عبدالله نزل من خيله وترك سيفه في خيله وأخذ سيف يحيى واسره وفي نهايتها قدم يحيى للحكم الشرعي ثم أعدم .

وقيل أن الأمير عبدالله جبر الجسم عريض الصدر قوي طويل القامه يهابه من يواجهه ويعرف عدوه إن كان شجاع أم لا والدليل نزوله على يحيى ..

وقد قتل في هذه الوقعة كثير من أهل القصيم ووجهائهم وقتل الكثير من عنزه

وغنمت شمر كثيراً من المال والسلاح وذلك سنة 1257هـ.

وبعد الوقعة انشد الامير عبيد الرشيد هذه القصيدة :

يا من لقـبٍ فيـه تسعـة وتسعيـن=هجـسٍ وهاجـوس وعـدل ومايـل
يديرهـن دولاب الأفكـار تسعـيـن=بالصـدر ينشـر دقهـن والجلايـل
اصبحت منهـن خالـي كـود ثنتيـن=سعدى ومصقـولٍ يـداوي العلايـل
وخماسين غمـقٍ صوابـه وجوزيـن=ليا جذبـوه شـروا بـروق المخايـل
يادارنا مـن جـاك جينـاه عجليـن=بالليـل نسـري والصفـر والقوايـل
فان كانهـم عنـا بالانشـاد محفيـن=من الراس مـا يحتـاج رد الرسايـل
حضر الجبل والبدو نلحـق صليبيـن=يتلننـا حمـلات ســود الجـدايـل
جينـا صبـاح وهـم لنـا مستكنيـن=وثار الدخن من حر صلـوى الفتايـل
وحصل لنا عقب المواصل وفى الدين=وراع السلـف رده عليـه الجمايـل
ومن فضل رب العرش عدل الموازين=صارت على القصمان واولاد وايل
عجاجة تجلي صدى القلب يـا حسيـن=دبيـلـةٍ مــا مثلـهـا بالدبـايـل
كـم خيـرٍ داجـوا عليـه الغلاميـن=خلوا دماغـه عـن علابيـه سايـل
ربعي مرويـة السيـوف المسانيـن=خلـوا صفـا بقعـاء من الـدم سايـل
واللي ذبحت بشذرة السيـف تسعيـن=ايضا ولاني عـن طردهـم بسايـل
ذبحت ابو صالـح صعـوط المجانيـن=و أودعت دم الشيـخ بالقـاع سايـل
واللي وطينـا مـا نشوفـه محبيـن=والكـذب تنفـاه العلـوم الصمـايـل
جيته بمقـدم سربـة ٍ وقـم الألفيـن=كن الشهـر بـه ديدحـان المسايـل
جونـا يبـون ديارنـا والبساتـيـن=ويطـرون منزلهـم بقفـارٍ وحـايـل
يقولون جده يوم صولة هـل الديـن=قـادوا عليهـا ذاهبيـن الحمـايـل
ودلى على ربعـه يسـوق الفراميـن=فيـد عمـاهـم تايهـيـن الـدلايـل
ويصيح مثل البارحه ما هنـا شيـن=ولا حصـل ياكـود قطـع الوصايـل
واليـوم يبغونـا وحـنـا معيـيـن=نسند بحد السيف مـن جـاه عايـل
واذا عطوا حـق الديـار الهزازيـن=فحنـا الـى عـدت رجـال الحمايـل
ربعي على حرب المعادي ضريريـن=هـم مـن قديـم كاسبيـن النفايـل
أغراه بالمكحـول خضـر الفراقيـن=وعرضاتهـم بمشورفـات النثـايـل
أطـاع حكـي الذايـدي والسلاطيـن=وكـم واحـدٍ قبلـه رمـي بالحبايـل
نـاسٍ يبـون العـز منهـم ذليليـن=ويش شقول (مشعان) بهم الأوايل(1)
عند أهله اللـي يلبسـون التواميـن=لا جذبـوا شـروا بـروق المخايـل
يتلون عيد الصيف ريـف المساكيـن=الشيخ (ابو متعب) عزيز النزايـل(2)
إلى سلم راس الشيخ حنـا عزيزيـن=نرجيه من معطـي العطايـا الجزايـل
الى بغـى أمـرٍ مايطيـع المشيريـن=للحيـد شيـال الجـمـول الثقـايـل
وصلوا على قنديل سكنى الحجازيـن=راعـي المقـام المعتلـى والرسايـل
مني عدد مـا شمـع اللبـن بالطيـن=ومـا لبيـت الله تشـد الرحـايـل

(1) - مشعان / هو مشعان بن هذال الهذال شيخ مشائخ عنزه .
(2) ابومتعب / هو الامير عبدالله بن علي الرشيد حاكم الجبل وقائد المركة .