قال مشعل السلطان السليمان الرشيد : أجال الأمير حمود العبيد الرشيد نظره في أرجاء مكتبته العامرة , لتقع عيناه فجأة على كتاب معجم البلدان , فعاد به شريط الذكريات إلى جليسه ( أبو حماد ) الذي كان يحمل له السراج ليقرأ ما بين دفتي المعجم, فتذكر جليسه المتوفي وهاضت قريحة الأمير بقصيدة وللأسف لم يصلنا منها إلا بيتاً واحداً أورده لما له من دلالة على ما وصل إليه أجدادنا من رقي ثقافي في تلك الحقبة التي لم يعرف فيها الكتاب إلا عند خاصة الناس .
يقول الأمير حمود العبيد الرشيد مخاطباً كتاب ( معجم البلدان ) :
يا معجم البلدان هبيت والويت ////// من عقب أبو حماد مابك شفاتي (1)
قال ناصر الناصر: أبو حماد المذكور هو الشيخ جارالله الحماد من علماء حائل البارزين ,وله ترجمة في كتاب البسام : علماء نجد خلال ثمانية قرون .
وغير صحيح أنه كان يحمل السراج للأمير حمود - ولا عيب في ذلك - بل كان يقرأ المعجم للامير, والبيت يدل دلالة واضحة على ذلك فالسراج يستطيع أي واحد من حاشية الأمير أن يحمله لكن القراءة لا يعرفها إلا قلة في ذلك الوقت لذلك تذكر ابن رشيد الشيخ جار الله لما رأى الكتاب .
والأمر الأخر فإن البيت الذي أورده مشعل السلطان غير يتيم بل له شقيق آخر وهو قول الأمير حمود :
من بعد منته عنبرٍ صرت حلتيت ////// لو نجلبك للسوق مابك غناتي
والكتاب الذي جمعه مشعل السلطان فيه قصائد نادرة لا تجدها في غيره وله جهد مشكور في تتبع قصائد آل رشيد وما يتعلق بهم فجزاه الله خيرا .
الهامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انظر نبذة مختصرة عن قصائد أمراء آل رشيد , جمع وإعداد مشعل السلطان السليمان الرشيد ص 89 (بترقيمي حيث أن الكتاب غير مرقم ومطبوع على شكل مذكرة ), ط1 2003م .