" حديث عجيل الياور يتحدث عن زيارته لمصر وعن الوحدة "(1)
( حديث خاص لمجلة الرابط العربية مع مندوب الرابطة في فندق كونتننتال )
كان السؤال الموجه الى الشيخ عجيل الياور من المندوب وهو :
ــ هل هبطت مصر قبل الآن ؟
ــ الشيخ عجيل الياور : " نعم مررت بها مرتين في طريقي الى اوربا ولكني لم أزر حضارتها الا هذه المره وكانت الزيارتان السابقتان قاصرتين على الاسكندرية التي يقيم فيها ( نجلاي ) وهم ( أحمد ومشعل ) يتلقيان علومهما في كلية فكتوريا . . ولا استطيع ان اعتبر اسمي زرتهما غير هذه المره لان ما قبلها لم يكن الا مرورا لا يفي بغرض رجل عربي يزور بلادا عربية ، ولقد كان يهمني دائما ان اعرف عنها كل ما يدور فيها ، وكنت اتتبع حوادثها في الصحف ولكن ليس ما يقراء الانسان في الصحف كما يراه بعينه فانني على علمي بان مصر بلد متحضر سابق في مدنيتة ، لم يكن بخلدي ان اراه قد بلغ هذا الحد من التقدم والعمران فالقاهرة في نظافتها وحياتها قطعة من اوربا فيها كل ماتصبو اليه نفس المتمدن المثقف ، وكل ما فيها من معالمها يبشر بمستقبل ازهر واينع ان شاء الله ، ولقد دهشت كل الدهشة لتلك العظمه التي تكسوا القاهرة وتظهرها في مظهر اكبر بلدان العالم ، هذا فوق مالقيته من كرم ابنائها ورجالاتها امجاد الذين يحق لمصر بل للمشرق ان يفخر بهم وعلى راس الجميع الملك الشاب الصالح فاروق الاول ايده الله ، كل هذا جعلني اعتقد ان في مصر امة حية فتية لايمكن ان يصل اليها المعتدي يوما من الايام ".
"رأية في الاحزاب السياسية"
ـــ ما رأيك في احزابنا السياسية؟
ــ " في كل بلد من بلدان العالم حزبية والحزبية أينما كانت كان معها الشقاق في الرأي والأختلاف في الخطط ولكني أعتقد أن الخلافات السياسية القائمة في مصر كل عصورها هدفها واحد هو المصلحة الوطنية المشتركة ، كما أعتقد أن الخلاف في الآراء السياسية أمر لابد منه لتحفيز الهمم وشحذ العزائم .
وعلى كل حال أفهم ان كل من الزعماء المصريين قد نهج لنفسه نهجا يخدم به وطنه وإعتقد في قرارة نفسه انه على صواب ومن هنا ينشأ دائما التضارب الذي ترى مصر آثاره دائما في حياتها ، والله اسأل ان يوفق الجميع إلى خير السبل المؤدية إلى الغاية المنشودة وهي إسعاد مصر "
" رأية في الوحدة العربية "
ـــ وماذا ترى في الوحدة العربية ؟
ــ " ان هذا جواب بلا شك لايختلف عليه اثنان في ان من مصلحة العالم العربي ان يتحد ابناؤه جميعا لصيانة مصالحهم وحقوقهم وليس هناك مايحول دون تحقيق هذه الوحدة لاننا من دم عربي واحد ، ولنا لغة واحدة ودين واحد ، فكيف لانستطيع والحالة هذه ان نكون تلك الرابطة المنشودة ، واني اعتقد ان هذه الرابطه موجوده ، ولكن بصورة روحية وتحتاج الى ابرازها الى قالب اكثر انتاجا لصالح العالم العربي ، وهذا كما قلت ليس عسيرا "
ـــ وهل تظن ان تلك الرابطة العلمية تتم قريبا ؟
ــ " نعم قريبا ان شاء الله ، اذا وجهنا جميعا اليها جانبا كبيرا من العناية ، واني ارى بوادر الاهتمام والعناية بها تبشر بكل خير ونجاح ، فهاهم رجال العرب يتحول الدم العربي في عروق اكثرهم اليوم وينادون بها ، ولن يمر وقت كبير حتى نرى الكتابة العربية المقدسة تطالع العالم بخبرها وبركاتها ".
ـــ هل ترى ان الاتصال الثقافي الموجود الان بين العراق ومصر اثمر الثمرة المطلوبة ؟
ـــ " مصر بلا شك ذات فضل كبير فهي توفد كل عام طائفة من ابنائها الكرام للمساهمة في التدريس في مدارس العراق من غير انتظار نف مادي كل الامر يرجع الى كرم اخلاقهم وميولهم الى تقديم المعونه الصادقة الى اخوانهم ابناء العراق الامة الشقيقة الناهضه وذلك بلا شك اتصال ثقافي محمود ، الا ان في الامكان ان يكون اوسع وأجدى لو فكرت الحكومتان المصرية والعراقية في توسيع وتيسير كل مايعترضه من عقبات بسيطة ".
ـــ هل تستطيع ان تصرح لي كرجل عربي له شأنه برايك في الحالة السورية الحاضرة ؟
ــ " صدقني انا لم ار سوريا منذ سنتين ، فكانت كل صلتي باخبارهم في الصحف وتلك لاتكفي لان اكون على اساسها حكما صادقا ولكنني استطيع ان اقول لك ان النزاع القائم بين الزعماء والحكومة منشؤه غيرة ابناء سوريا المخلصين على مصالحها لانها امة ما كان يجب ان تتخلف عن زميلاتها الامم العربية التي نهضت وقد جاء دورها فهي اذن تجاهد ولاتتحمل من احد ابنائها ان يغلط غلطة تضر ولوليلا بمصلحتها ".
ـــ اذن فسعادتكم ترى ان الحكومة المردمية قد اخطأت ؟
ــ " ليس من شك في هذا ولكني لا احكم بناء على هذا بشئ وانما ارجو ان يهدي الله الجميع الى ما فيه الصولب ، فعد بنا الى مصر والحديث عن مصر فانها والله قد اعجبتني كثيرا ".
ــ هل شاهدت معالمها وآثارها ؟
ــ " اجل شاهدت كثيرا من تلك المعالم والآثار الجليلة ورأيت النيل الساحر ينساب في وسط الوادي بعظمته وخيره وسرني كل هذا وبقي علي ان ازور (الاقصى) وارى ما فيها من آثار وسيتم ذلك بعد ايام ان شاء الله ، حتى اكون قد رويت شوقي الى الاطلاع على كل ما في مصر الشقيقة الحبيبة للعراق ".
ــ ألم يصادفك في مصر ما يستحق ان تعيبه ؟
ـــ " لا والله كل ما رايته حتى اليوم سار ومفرح ينبئ ظاهره عن بواطن مليئه بالعظمة والكمال ولايمكنني بعد كل ما رايت ان احكم على مصر وابناء مصر وأخلاقهم وعاداتهم الا انها منطوية لى احسن ماتنطوي عليه دخائل البلاد ".
ــ وهل تطول هذه الزيارة السعيدة ؟
ــ" تطول ولكن ليس كثيرا ، وستتكرر مرات ومرات بمشيئة الله ، لانني احببت مصر واهلها كل الحب ".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامش
(1) الشيخ عجيل الياور يتحدث عن زيارته لمصر وعن الوحدة العربية ، حديثا خاصا لمجلة الرابطة العربية العدد (غير واضح) ص 24 ، حيث زار مندوب الرابطة سعادة الشيخ عجيل الياور شيخ قبائل شمر في محل نزوله بفندق الكونتننتال ثم كتب يقول ، اي المندوب قامة مديدة وجسم ممتلئ صحة وعافية ونشاطا وذكاء يشرق من ذلك الوجه الصبوح المشرق وطلاقة في الكلام ومقدرة في التعبير والاداء ومنطق عذب بشر وايناس ، يملك على الزائر وعيه ومشاعره ويزيد كل ذلك تواضع جسم وادب رفيع امتاز به امراء الجزيرة وشيوخها وصار جزءا
من اخلاقهم ذلكم هو سعادة الشيخ عجيل الياور شيخ قبائل شمر العراقية واحد اقطاب العراق وعظمائه زرته بالفندق بعدما طالت اقامته بمصر وبعدما اختلط باهلها وابنائها فانزلوه على الرحب والسعه وفتحوا له القلوب قبل الابواب فرحب بي وبادر الى تلبية طلبي ، حينما عرف غايتي فدار بيننا الحديث.