يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى ؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ). ويقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : ( الدال على الخير كفاعله ).


العودة   ][ موقع قبيلة شمر الرسمي ][WwW.aLlShMr.CoM > ۩ ◊ ملتقى قبيلـة شمّــــــــر العام ◊ ۩ > ۞ الـشـريـعـة و الـحـيـاة ۞
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-05, 08:14 PM   رقم المشاركة : 21

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




لموقف الصحيح عند الاساءة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:-
قد يصاب الإنسان بخيبة أمل ودهشة وردت فعل تجرح الفؤاد ويعتصر القلب أساها عندما يسدي معروفا بصدق وحسن نية وإرادة نفع لشخص ما ويقابل هذا المعروف بالجفاء ولإعراض والتجاهل وكأن شيئا لم يكن وربما يسئ به الظن ويعتقد أن هذا الشخص شخص متلاعب ومراوغ لا يعرف للقيم ولا الأخلاق وزنا ألم بلا شك وأسلوب يحطم همم الجبال الرواسي فكيف بالإنسان الضعيف
لكن أخي الحبيب ما هو موقفك ممن يتصرف معك هذا التصرف هل تقابله بنفس الأسلوب ؟ أم تكون احلم منه ؟ فما هو إذا موقفك ؟
لتكون أنت الرابح إليك هذه التوجيهات وأظنها كفيلة بأن تعيد لك التوازن وتهدئ من روعك وحرقتك وتطفئ نار غضبك واشتياقك لمعرفة الأسباب التي جعلته يقابلك بهذه الغلظة والصد عنك .
فإليكموها
1. احمل تصرفه على أحسن محمل ولا تسئ به الظن فربما يكون معذورا والله جلا وعلى يقول (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن أثم )

2- لا تحزن من جفائه لك إذا كنت صادقا في النصح وربك يعلم نيتك وأنك لا تريد له إلا الخير وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى )

3- ليكن النبي صلى الله عليه وسلم قدوتك فها هو بأبي هو أمي لما جاء لقومه بالنور والهدى ليخرجهم من الظلامات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد آذوه أشد الأذى وأخرجوه من أرضه وصفوا له سمطين وسلطوا عليه سفهاءهم فحزن صلى الله عليه وسلم حزنا عظيما لأنهم لم يؤمنوا به فتكون عقبتهم إلى النار فقال الله له ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون ) وقال تعالى (واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )

4. كن ذا صدر واسع فلا تهزك الزوابع وكن جبلا شامخا لا يعلوه التراب ولا يمسك الماء في قممه بل يرسلها للسهول لترتوي وتذكر مقالة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذى عندما قال ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) ولما طرد من الطائف وكان بقرن الثعالب وجاءه جبريل معه ملك الجبال فقال يا محمد إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال بأبي هو وأمي صاحب القلب الرحيم ( لا إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا )

5. لا تنس فضل من جفاك فإذا كان اليوم أساء إليك فلابد أن يكون في يوم ما قد أحسن إليك وقابل هذه بتلك ولا نتنظر بعين واحدة فلكل إنسان زلة قدم وكل بني آم خطّأ والكمال لله وحده سبحانه .

6. قابل الإساءة بلاحسان وادفع الغضب بالصبر وتذكر محاسن من أساء إليك وقد قال الله عز وجل ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) هذا إذا كان بينك وبينه عداوة فكيف إذا كان هذا الإعراض لسوء فهم .

7. إذا اعتذر فاقبل عذره مهما كان حتى وإن لم تقتنع فليس من العدل أن تعتب عليه لإساءته ولا ترضى عليه لإحسانه

8. تذكر أنه بشر وأنه معرض للزلل وأنه يحمل بين جنبيه قلب فيه مشاعر ربما مع لإساءة توقت هذه المشاعر فخرج عن طوره فراع له هذا الجانب وجعل نفسك مكانه فماذا ستصنع ؟

9. لا تثنيك هذه الصدمة التي ربما تكون أحيانا كالصاعقة على قلبك عن مواصلة الطريق وبذل الخير ما استطعت فأنت تحمل رسالة وهدفك نفع الآخرين وهذا النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه لما جاء كفار قريش إلى عمه أبي طالب يشتكون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سفه أحلامهم .... فكلمه عمه فقال ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) لماذا ؟ لأنه حق وأنت على حق

10. لا ترى لك فضلا على أحد لأنك إذا نظرة هذه النظرة ستنتظر من الآخرين احترامك وتقديرك وهم لا يأبهون بك ولا يرون لك فضل عليهم فهم لن يكونوا لك كما تريد


دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:16 PM   رقم المشاركة : 22

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




وصيـة لغرس الثقة والتغلب على الخـوف والخجل

إن أكبر مشكلة تواجه الإنسان سواء كان مدرباً أو محاضراً أو خطيباً مبتدئاً هو عدم الثقة بالنفس والتردد والخجل والحرج والخوف والرهبة أمام المستمعين، لذا فإنه يمكننا أن نوصي بالوصايا الخمسين التالية:

• استعن بالله تعالى، واخلص عملك له، واسأله التوفيق والتيسير .
• اقرأ شيئاً من كتاب الله تعالى قبل المثول بين يدي المشاركين .
• صل ركعتين ثم ارفع يديك بالدعاء .
• اطلب الدعاء من والديك أو من أهل بيتك .
• تصدق قبل المحاضرة، أو امسح على رأس اليتيم، أو تقرب إلى الله بأي عمل صالح .
• استغفر الله من ذنوبك ومعاصيك .
• تبرأ من حولك وقوتك، والجأ إلى حول الله وقوته، وتوكل عليه وحده .
• حضر تحضيراً جيداً، واقرأ كثيراً كل ما يخص موضوع البرنامج .
• يمكنك عمل خريطة ذهنية (Mind Mapping) .
• رتب الموضوع ترتيباً منطقياً ومتسلسلاً ليسهل تذكره .
• تفهم فكرتك جيداً قبل أن تتحدث بها .
• احفظ ما تريد قوله جيداً، واحرص على تكراره كثيراً .
• تمرن على ما تريد قوله، وجرب عرضك له في بيتك ، ثم تعرف على أخطائك وحاول تلافيها (اعمل بروفة) .
• احرص على إعداد مقدمة مركزة وقوية ومحفوظة حفظاً جيداً .
• خاطب نفسك وأقنعها بالمقدرة والنجاح، ولسوف تنجح بإذن الله تعالى .
• كن طبيعياً، وأحذر التكليف والتنطع .
• كن أنت، واستخدم كلماتك وعباراتك، ولا تقلد كثيراً، وإذا كان ولابد فقلد أفضل
الموجود ثم طورهُ وحسنهُ .
• حاول الارتجال، وتجنب القراءة الكثيرة من ورقة أو مذكرة .
• ضع أمامك رؤوس أقلام الموضوع .
• أعط تركيزاً خاصاً للدقائق الخمس الأولى .
• حسن مظهرك، وطيب نفسك، ورتب هندامك .
• افحص كافة المعدات والأجهزة والمساعدات المرئية، وتدرب على استعمالها .
• توقع المشكلات الممكن حدوثها، واستعد لها .
• تدرب على التعامل مع الأسئلة الصعبة والرد عليها .
• احرص على المبادرة والإقدام، وكن شجاعاً جريئاً .
• تحدَّ نفسك، وأرغمها على المجازفة، وأقنعها أن المراتب العالية لا تتأتي إلا بالمجازفة والإقدام والهمة العالية وخوض الصعاب .
• وافق على بعض الخوف على أساس أنه طبيعي وجيد .
• ذكر نفسك بأن كل رجل مشهور كان عرضة للخطأ، فلا حرج من الإخفاق في الأمر .
• تصور نفسك متحدثاً جيداً .
• اعتقد أن الجمهور في صفك .
• تخيل أن الحضور لا يفهمون شيئاً، أو افترض عدم معرفتهم تماماً بالموضوع أو ضآلة معلوماتهم في هذا الشأن .
• أقنع نفسك أن تبعات خوض هذا المضمار أخف وطأة من تبعات التراجع والتردد والرضا بالدون .
• استشر أولي الخبرة والاختصاص فلعلك تجد عند بعضهم ما يثبت فؤادك ويقوي جنانك ويثير همتك .
• تذكر دائماً أننا نخطئ كثيراً عندما نعتقد أن الحضور يحصون حركاتنا إحصاءً دقيقاً .
• تدرج في التدريب والإلقاء والخطابة، وابدأ في منتديات صغيرة ومع فئات قليلة ذات المستويات المحدودة .
• إن استطعت أن لا تبدأ التدريب والإلقاء والخطابة أمام أناس تربطك وإياهم صلات وثيقة فافعل .
• احضر دورة تدريب مدربين .
• أمسك بجسم صلب (عصا أو خشبة المنبر أو أطراف المنصة أو غير ذلك) إن تيسر لك ذلك .
• خذ نفساً عميقاً ثم أخرج الهواء إخراجاً هادئاً لتهدأ نفسك .
• ابتسم ابتسامة خفيفة .
• ابدأ الكلام بحمد الله والثناء عليه .
• إذا لم تستطع النظر إلى عيون المشاركين فانظر أعلى قليلاً من مستوى رؤوسهم أو انظر إلى جباههم .
• تصنع التمكن والاستعداد والثقة بالنفس(من حيث النظرات والالتفات والحركة وغيرها) .
• تحدث بهدوء واضبط أعصابك وان تكلفت ذلك .
• عرف نفسك للمشاركين، وتعرف عليهم .
• أذب الجليد، وأوجد وضعاً غير رسمي (ودي وأخوي) أثناء البرنامج .
• ابدأ بتناول الموضوعات السهلة والبسيطة والتي لا تثير جدلاً ولا اعتراضاً .
• استخدم لغة الجسم بإتقان مع تجنب التكلف .
• تحرك بخطوات ثابتة وهادئة داخل القاعة وفي أوساط المشاركين، وأحرص على حفظ أسماء المشاركين واستخدامها .
• أشرك المتدربين في الحوار والنقاش، واحرص على الرد على الاستفسارات والأسئلة وعدم التردد في مجابهة المواقف أو تمييعها .
دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:18 PM   رقم المشاركة : 23

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




الحلم يا معشر الدعاة

فلقد جاءت شريعة الإسلام بمنهج واف للحياة يلم شعثها ويصلح مافسد منها ويقوم ما اعوج من سبلها فلا يوجد خير إلا ودل الإسلام عليه ولا يوجد شر إلا وحذر الإسلام منه فلله الحمد والشكر على ما امتن به على عباده.

وإن من جوانب الحياة المهمة التي شملها هذا الدين العظيم وحرص على تقويتها جانب مهم ألا وهو جانب الأخلاق ، فلقد جاء نبينا متمما لصالح الأخلاق " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ".

ولقد تظاهرت النصوص الشرعية الدالة على أهمية الأخلاق وأن الخلق محصلة من محصلات التدين ومن لم يكن ذا دين فلن ينفعه خلقه عند الله عزوجل شيئا يقول الله عزوجل واصفا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم " وإنك لعلى خلق عظيم " ، يقول ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية ( لعلى دين عظيم ، لادين أحب إلي ، ولا أرضى عندي منه , وهو دين الإسلام ) ، وفي الصحيحين أن هشام بن حكيم سأل عائشة رضي الله عنهما عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن.

نعم خلقه القرآن ، فهو إذا خلق تدين وعبادة وخشوع وإخبات لله رب العالمين محركه حب الله ووقوده طاعة الله وماء حياته الرصيد الهائل من التقرب إلى الله والاعتصام بحبله المتين وصراطه المستبين ، وهو خلق ينبع من القرآن عنه يصدر وإليه يأرز ورايته المرفوعة وعلامته الموسومة الاحتساب وابتغاء ماعند الله عزوجل والدار الآخرة.
وإن من الأخلاق العظيمة التي حث الشرع المطهر عليها خلق الحلم ، والحلم بالكسر معناه كما قال صاحب القاموس المحيط هو " الأناة والعقل" وجمعه أحلام وحلوم ومنه الرجل الحليم والحليم يجمع على حلماء وأحلام
وأما معناه الاصطلاحي فهو : ضبط النفس عند الغضب ، وكفها عن مقابلة الإساءة بمثلها وإلزام هذه النفس حال غضبها بحكم الإسلام.

لقد أثنى نبينا صلى الله عليه وسلم على أشج عبد القيس بقوله : " إن فيك خلتين يحبهما الله ، قلت : وماهما يارسول الله ؟ قال : الحلم والأناة ....... الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد.

الله أكبر الحلم من الخصال التي يحبها الله فهل استشعرنا هذا المعنى حال هجوم سورة الغضب علينا ؟ هل نستشعر أن هذه الخلة من محبوبات الله عزوجل فيحملنا ذلك الشعور على الصبر الجميل والحلم العظيم ونحن نقول بلسان الحال والقال " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير".

وصف شريف ورداء نظيف يلبسه الله لمن يشاء من أوليائه الذين لايرتدونه إلا احتسابا ولايرتدونه رياءا وسمعة وخيلاءا ، فهذا نبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام استحق وصف الحليم( إن إبراهيم لحليم أواه منيب) ، ولقد بعث الله له من ذريته غلاما حليما ونبيا كريما إنه إسماعيل عليه السلام
( فبشرناه بغلام حليم ) ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الحنفاء والحلماء قال عنه ربه ( وإنك لعلى خلق عظيم ) , وقد قال الله عزوجل موصيا نبيه عليه الصلاة والسلام ومربيا االأمة على هذا الخلق ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) ويقول سبحانه مثنيا على أصحاب هذا الخلق النبيل ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ** الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).

إنها معالم نورانية للسالكين وبراهين ربانية لشحذ همم السائرين ترشدهم إلى الخلق الذي يستوعبون به الناس لينقلوهم من ضيق النفوس إلى سعة القلوب والصدور , وإن من أحوج الناس لتلمس تلك الدلالات والمعاني الذين يتصدرون لدعوة الناس " فالذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لايخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " والنبي صلى الله عليه وسلم خالط الناس في دعوته بالاحتساب والصبر والحلم والأناة ولم يخالطهم بالفظاظة والغلظة والقسوة والغضب وصدق الله ( ولوكنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) .

وحياته صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة دليل الصدق على سمو نفسه عليه الصلاة والسلام فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته . ثم قال : يامحمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أمر له بعطاء " رواه البخاري في كتاب اللباس .

موقف رهيب ، وحلم عجيب ، وبهاء وروعة ، وسمو وتواضع ، وحنو مصدره إيمان وحلم يزين جبين الرحمة المهداة والمنة المسداة لهذه البشرية الحائرة التي كانت قبل محمد صلى الله عليه وسلم لا تعرف ما معنى الرحمة ولا ما معنى الخلق .

بالله عليكم يا أحبابنا لوكانت هذه المعاني مستحضرة في واقعنا وواقع تعاملنا مع عباد الله عزوجل كيف سيكون حال دعوتنا ؟ كيف لو استحضر المعلم هذا المعنى مع طلابه ورواد درسه؟ وكيف لو استحضرت المعلمة ذلك مع طالباتها ؟ وكيف لو تأمل الداعية والمربي والشيح والعالم في هذا الموقف من النبي صلى الله عليه وسلم وتمثله أصحاب الرسالات والدعوات في حياتهم ، كيف سيكون حال الناس ؟

إن الشعور النبوي الكريم والشفقة على الخلق قد فاضت حتى انطبعت في قلوب اتباعه وأصحابه حبا وتضحية يفوق وصف الواصفين وقبولا ماله نظير وكيف لا يكون الأمر كذلك وهو الرحمة التي أنقذ الله بها البشرية من غول التيه والحيرة.

يا معشر الدعاة يا معشر المربين يا معشر العلماء والفضلاء والنبلاء الحلم الحلم فإنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فلتسعوهم بأخلاقكم


دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:21 PM   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




أين نحن من أخلاق الدعاة يا أهل القرآن

كم نحن بحاجة أيها الأحبة إلى تحقيق القاعدة الشرعية ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، بحاجة للحوار الهادئ والتعامل المهذب والاحترام المتبادل ، إلى أن تظهر محاسن هذه العقيدة لنصبح نحن المسلمين قدوات لبعضنا . ومفاتيح خير لغيرنا من أهل الملل والنحل . بحاجة إلى أن نكسب قلوب بعضنا وأن نكسب قلوب أهل الأديان الأخرى بصدق التوحيد وحسن المعاملة وجميل الأخلاق لتذوق طعم الإيمان ولتعرف حقيقة الإسلام .نريد أن نكسب القلوب ليس بالمجاملة ولا بالمداهنة ، ولا بتمييع ديننا ولا بتمزيقه ، ولا بالتنازل عن المبادئ والأهداف . وإنما بمكارم الأخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) يا أخي الكريم لقد من الله عليك بنعمة عظيمة بأن جعلك مسلماً وجعلك من أهل السنة والجماعة . لم تقع في ضلالات الشرك ، فأصبحت ترفض كل أمر طابل لأنك تملك عقيدة صافية نقيه فاحمد الله عليها .لكن ما بالك بمن نشأ وقد تلوث بشتى أنواع الشرك والبدع ألا يحتاج إلى يد حانيه تمسح عنه تلك الأدران التي علقت بقلبه ليرجع القلب صافيا كالجوهرة التي وقعت في الوحل والطين .
أخي الحبيب / هذا الكلام ليس نسجاً من الخيال بل من واقع أعيشه فلقد جربت هذه النهج فهدى الله تعالى به خلقاً كثيراً من الشيعة لما رأوا من حسن المعاملة والاحترام المتبادل وتاقت نفوسهم لتعلم المزيد من منهج أهل السنة والجماعة وعادوا إلى الطريق الطريق الصحيح ، وأصبحوا اخوة لنا في الدين وتابوا من تلك البدع والخزعبلات التي عاشوا فيها سنوات .
أخي الكريم / ما هو موقف الشيعي الذي دخل منهج أهل السنة والجماعة لتوه وهو يرى بعض إخوانه من أهل السنة يطلق عبارات غليظة على الشيعة عموما كأحفاد المجوس وأبناء الزنا ، أليس في ذلك إيذاء له ؟ أليس أولئك هم أهله وإخوانه أليس من بني جلدته ؟ . ما وقع تلك الكلمات في نفسه فضلا عن أبناء جنسه ؟؟؟؟؟ أيها المحب انظر إلى فن التعامل ومحاسن الأخلاق ماذا تفعل . هذا عكرمة بن أبي جهل ورث عداوة الإسلام عن أبيه ، وقاتل المسلمين في كل موطن ، وتصدى لهم يوم فتح مكة ثم فر إلى اليمن بعد أن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه ، فتأتي زوجه أم حكيم بعد إسلامها لرسول الله تطلب الأمان لزوجها فيقول لها بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم : هو آمن ... هو آمن ويقول لأصحابه : يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت ، فيأتي عكرمة … يأتي عكرمة بين يدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول عكرمة : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ، وأنت أبر الناس وأصدق الناس وأوفى الناس ، أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقتها في الصد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ،ولا قاتلت قتالاً في الصد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله . لمسة حانيه من نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ، نقلت ابن فرعون هذه الأمة إلى صف أولياء الرحمن وجعلته يندم هذا الندم ويعزم هذا العزم ويتحول هذا التحول … إنها الأخلاق تصنع الأعاجيب !فما أحوجنا لتك الأخلاق أيها الأحبـة .وليتك كنت معي قبل أيام لترى بعينك مجموعة منهم وقد تركوا مذهب الرفض وملذات الدنيا رغبة فيما عند الله هذا صغير السن يذكر كيف طرده أهله ولا يباي وذلك آخر فصل من وظيفته وآخر يقول هدوده بالقتل ولسان حالهم يقول كل ذلك في ذات الله .وليتك تسمع أحدهم وهو يعتب على بعض أهل السنة ويشكو الغلظه والشدة وسوء التعامل معهم ويقول لولا أن من الله علي بإخوة صادقين أحسست من تعاملهم أنهم يتألمون لما أنا عليه ويذكرونني بين الحين والآخر ويتلطفون معي بالكلام لكنت أرتع في دركات الزيغ والضلال ." لولا خشية الضرر على هؤلاء المهتدين لأسمعتكم شيئاً من كلامهم "إخواني / كيف نتلفظ بتلك العبارات الشنيعة التي تفسد ولا تصلح ما الهدف من ذلك ؟؟؟إنه الهوى والجهل بأحكام وآداب هذا الدين . ألم يعقد العلماء أبواباً في كتب العقيدة والفقه في معاملة المسلم لغير المسلم ومعاملة المحارب للمسلمين وغير المحارب !.كيف نريد أن نفخر بالإسلام ونحن أول من جهل أحكامه وتخلى عن آدابهأخي الكريم إن من صفات الدعاية أن يكون رحيما بالناس قال تعالى (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) . ولنا في رسول الله أسوة حسنة كيف كان يتعامل مع الكفار الذين هم أعظم من الرافضة ، كيف كان يخاطبهم كيف كان يصغي إليهم إذا خاطبه أحدهم لا يقطع حديث محدثه ، مع أنهم يتكلمون بالباطل .وانظر كيف نقيم الدنيا ولا نقعدها لأن أحد الشباب لان في حواره مع الشيعة ، ما المانع ، ما دام أنه يبغض ما هم عليه من باطل ويدعوهم إلى الهدى ، وهو لا يبغضهم لشخصهم وإنما لباطلهم الذي هم فيه ، فهم أناس زلت بهم الأقدام لأسباب عدة في مقدمتها التضليل من زعمائهم ودعاتهم الذين أملوا عليهم عقائد فاسده وبرهنوا عليها بحجج وبراهين واهيه لا يعلم بطلانها إلا من وفقه الله لذلك ومن آتاه الله علما من الكتاب والسنة الصحيحة . لا سيما أن أغلب هؤلاء قد تشرب تلك الأفكار منذ نعومة أظفارة ظناً منه أنها الصواب وغيرها الباطل ، أليس من الواجب عند المناقشة اللين في الكلام ؟؟؟ أم الأولى أن يكون التخاطب ، بعبارات ( يارافضه... ا أهل الشقاق والنفاق يا احفاد المجوس .. وأبناء اليهود ) إرضا الناس جميعاً مثل ما ترضى لنفسك ....... إنما الناس جميعـاً كلهم أبناء جنسـك غير عدل أن توخى وحشة الناس بأنسك ...... فلهم نفس كنفسك ولهم حس كحسك قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن منكم منفرين أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، وقال تعالى ( ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين )) وقال عز وجل (( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا )) . ... .
إن بعض الشباب يناقش وللأسف انتصاراً للنفس لا لأجل هداية الناس ، ولو تبين لمخالفه بطلان عقيدته لكانت تلك المعاملة السيئة في النقاش عائقاً لقبول الحق الذي معه إلا من رحم الله . وأعلم أنه ليس الهدف من النقاش هو إقامة الحجة على المخالف فقط ولو كان كذلك لأهلك الله تعالى أهل مكة من أول يوم بلغ فيها النبي صلى الله عليه وسلم رسالة ربه . ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون )) كيف لا يعلمون وقد دعى وبين وأنذر . ولكنها أخلاق الدعاة ، وصدق الله (( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين )) .

فيا أيها الدعاه كونوا رحماء . واقتدوا برسولكم صلى الله عليه وسلم فإن من أكبر الوسائل في التأثير على القلوب والنفوس هو التميز في الأخلاق المتمثل في القدوة الصالحة بل هو أعظم وسيلة لنشر الإسلام في كل مكان . ومن تتبع سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وجد أنه كان يلازم الخلق الحسن في سائر أحواله ، وخاصة في دعوته إلى الله تعالى فأقبل الناس ودخلوا في دين الله أفواجاً بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حسن خلقه عليه الصلاة والسلام ، فكم دخل في الإسلام بسبب خلقه العظيم ، فهذا يسلم ويقول والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلىّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلىّ ، وذاك يقول اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً ، تأثراً بعفو النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتركه على تحجيره رحمة الله التي وسعت كل شيء بل قال له لقد حجرت واسعاً ، والآخر يقول فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، والرابع يقول يا قومي اسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ، والخامس يقول والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلىّ فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلىّ، والسادس يقول بعد عفو النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، جئتكم من عند خير الناس ثم يدعو قومه للإسلام فأسلم منهم خلق كثير ، والأمثلة كثيرة جداً في سيرته صلى الله عليه وسلم . ولا يظن أحدكم أن الإنتقال من معتقد إلى معتقد بالأمر الهين لا والله ... لا والله.. ولا يظن أحد أن العقل المجرد يستطيع أن يدل الإنسان على طريق الإستقامة ... فلو كان الأمر كذلك لما أرسل الله تعالى الرسل ، ولأوكل الله العباد إلى عقولهم يتفكرون في ملكوت الله ، ولكن الله تعالى بعلمه علم أن العقل قاصر فأرسل الرسل وجعلهم الحجة على الخلق ولم يجعل العقل الحجة فتأمل . إن الهداية فضل من الله .. نعم فضل من الله يؤتيه من يشاء (( فمن يرد الله يهديه يشرح صدره للإسلام )) . فهو فضل من الله وحده .فكم من رجل شديد الذكاء والفراسة مات على الكفر والشرك ، وتأمل قول الله تعالى عن المؤمنين (( وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله )) .

أيها الأخوة كم نخطئ عندما نحكم على الآخرين بمجرد النظر للظاهر ، فهذا عمرو بن العاص يحدث عن نفسه ويقول : لقد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله مني ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ، وبعد أن أسلم وعرفه عن قرب انقلب الحال فقال وما كان أحد أحب إلي من رسول الله ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملئ عيني منه إجلال له ، ولو سالت أن أصفه ما أطقت لأني لم أملئ عيني منه .يا أهل القرآن ، ألم نقرأ في القرآن (( وقولوا لناس حسنا )) ألم نقرأ قول الحق (( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينـزغ بينهم )) في الآية الأولى قول ( حسناً ) وفي الثانية ( أحسن ) ، فأين نحن من قول الحسن فضلاً على قول أحسن الحسن .

أيه الأخ الكريم / هل تحسن فن المداراة ، وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة ، روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : بئس أخو العشيرة ، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه ، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة : يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة متى عهدتني فاحشا ، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ) ، قال ابن حجر في الفتح ( وهذا الحديث أصل في المداراة ) ونقل قول القرطبي والفرق بين المداراة والمداهنة ، أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معاً وهي مباحة وربما استحبت . والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا .إذاً فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة ، أولاً اتقاء لفحشهم ، ثانياً لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين وإنما في أمور الدنيا فقط ، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة ، فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك ، كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مداراة الناس صدقة ). وقال ابن بطال المداراة من أخلاق المؤمنين وهي خفظ الجناح للناس وترك الإغلاظ لهم في القول وذلك من أقوى أسباب الألفة . انتهى كلامه رحمه الله تذكر أن هذا الكلام قبل مناقشة المخالف صديقك من صدقك لا من صدّقك


دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:23 PM   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`





تفاعل التربوي

المقصود بالتفاعل التربوي هو حدوث اقتناع وتجاوب نفسي بين طرفي العملية التربوية ( المربي والمتربي ) يؤدي لاستجابة الطرف الثاني المعرفية والسلوكية للطرف الأول وللتأثر به .
ويمثل التفاعل التربوي عنصراً مهماً في العملية التربوية ، حيث يعكس العمق والحيوية التي تكتسبها المعلومات والخبرات المنقولة للمتعلم ، ويعكس المدى البعيد لأثر المتربي استيعاباً وتطبيقاً ، هذا إضافة إلى الإسراع في العملية التربوية .
والمربون من آباء ومعلمين ودعاة وغيرهم يعانون – في كثير من الأحيان – من عدم القدرة على التأثير في أولادهم أو طلابهم أو مدعويهم ومن عدم استجابتهم ، بل إنهم – أحياناً – يعاندون ويعرضون ويحولون بين المربي والتأثير فيهم . ومن أهم الركائز لمعالجة هذه الشكوى اختبار المربي لدى حرصه على التفاعل مع المتربي ، واهتمامه لإقامة علاقة جيدة معه ، وهذه أول خطوة جوهرية في طريق التأثير .

قواعد التفاعل :
أصَّل المنهج التربوي الإسلامي المبني على الفقه الشامل لطبيعة النفس البشرية هذه القواعد مبكراً ، وأثراها وخصوصاً في الجانب التطبيقي . ونشير هنا إلى بعض هذه القواعد :

قاعدة التبادل في العلاقات :
إن حسن التجاوب ، وحرارة الاتصال بين طرفين والتفاعل بينهما يعتمد اعتماداً كبيراً على مفهوم "التبادل في العلاقات" ، فعلى قدر ما يبذل كل طرف من جهده وماله ومشاعره نحو الطرف الآخر ، تقوم العلاقة وتتصاعد إلى أعلى .
وعلاقة المربين بالمتربين قائمة على ذلك ، فمثلاً : في علاقة الآباء بالأبناء ، بقدر ما يقدم الآباء للأبناء من عناية ورعاية ونفقة ويبذلون من رحمة وشفقة ، وبقدر ما يحيطون به أبناءهم من نصرة ومعونة وحماية ، بقدر ما يعيد هؤلاء الأبناء هذا العطاء والبذل براً وطاعة ومعروفاً وخفضاً للجناح ، والعكس بالعكس : فالشدة والقسوة والجفاء ، وعدم النفقة أو تقتيرها أو المن بها ، وعدم العناية بالتربية والتعليم ، والسخرية والاستهزاء ، والإهمال والنبذ والطرد ، والغفلة والبعد، كل ذلك يؤدي إلى الجفاء والشدة وعدم الاهتمام ، ويورث النبذ والبعد والقسوة على الآباء من قبل الأبناء .
والمربي أو الداعية إذا كان بارد الأحاسيس، جاف المشاعر، رسمي المعاملة، ساخر اللسان، الغافل أو المتغافل ، البعيد أو المتباعد ، قد يقابل من المتربين في معاملتهم ومسالكهم ومشاعرهم بالرفض والكره والاشمئزاز .
ومما يدل على هذه القاعدة ، قوله تعالى : (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) [ الرحمن: 60 ] ، وقوله تعالى : (إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً) [ الإنسان : 22 ] ، وقوله تعالى : (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) [ النساء : 86 ] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (من استعاذ بالله فأعيذوه ، ومن سأل بالله فأعطوه ، ومن دعاكم فأجيبوه ، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ) [ سنن أبو داود : 1672 ] .

قاعدة الحقوق والواجبات :
هذه القاعدة تحكم العلاقات بين الناس ، فالحقوق لفرد معين في مجال معين هي واجبات الشريك الآخر "المقابل" ، والعكس كذلك ، فحقوق المتربي هي واجبات المربي ، وحقوق المربي هي واجبات المتربي .
والرضا بين الطرفين المعنيين أمر ضروري لحدوث التداخل والتفاعل بينهما على وجه مقبول ، ورضا أحد الطرفين وإقباله يعتمد على رضا الطرف الآخر وإقباله ، وذلك وفق قيام كل منهما بواجباته تجاه الآخر .
وإذا مارس الفرد سلوكه بالطريقة التي تتفق مع ما يتوقعه الآخرون منه ( أي بقيامه بواجباته تجاههم ) فإن الآخرين يحمدون له ذلك ويقومون بأداء ما يستحقه أو ما يتوقعه هو منهم.
والعكس بالعكس ، فهو عندما يسلك بخلاف ما يتوقعه الآخرون منه ، يقطع على الآخرين الطريق لتحقيق المتوقع منهم ، فيغضبون منه ويحجبون الثقة عنه .
وقيام المربي بواجباته تجاه المتربين من تعليمهم وتربيتهم ، وتفقد أحوالهم ، وتشجيعهم بالسبل المختلفة ، ومعالجة الحالات الخاصة فردياً ، ومخاطبتهم على قدر عقولهم مع تقديرهم ، كل ذلك يؤثر على مسالك المتربين تجاه المربي محبة أو كرهاً ، طاعةً أو عناداً ، احتراماً أو احتقاراً ، صلةً أو قطيعةً .
ومن الأدلة على هذه القاعدة القصة التالية : " جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه ، فقال الولد : يا أمير المؤمنين : أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال : بلى . قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر : أن ينتقي أمه ، ويحسن اسمه ، ويعلمه الكتاب (أي: القرآن) . قال الولد : يا أمير المؤمنين ، إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك ، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي ، وقد سماني جَعَلاً (أي: خنفساء) ، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً . فالتفت عمر إلى الرجل وقال له : جئت تشكو عقوق ابنك ، وقد عققته قبل أن يعقَّك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك " .

قاعدة رأي المربي في المتربي له أثر على شخصيته :
وهذه القاعدة تقول " إن فكرة الفرد عن نفسه هي انعكاس مباشر لفكرة الآخرين عنه ، وأن الفرد يبني كثيراً من علاقاته على أساس من الرأي السائد فيه " .
فالمتربي يتأثر بأقوال وآراء المربي عنه ، ويبني الآراء عن نفسه وفقاً لما يقوله الآخرون عنه ، فإذا كان المتربي محلاً لثقة المربي ، ومعروفاً أو مذكوراً عنده بالقدرة والنشاط والمبادرة ، وموكولاً إليه من المهمات والأعمال ما يتطابق مع الرأي فيه ، وإذا كان يلقى من التشجيع والتأييد ومن التوجيه والتكليف ما يمثل اتجاها ورأياً يتناسب مع قدراته وإمكاناته ، فإنه يسعى لتأصيل ذلك في ذاته ، وجعله صفة من صفاته وسمة من سمات شخصيته ما أمكن . وكذلك الصفات السلبية تتأصل من خلال مسالك وآراء المربي فيه .
وهكذا فالمتربي يقدم أو يحجم ، وينشط أو يجبن ، ويجتهد أو يكسل ، ويجرؤ أو يسكت ، وفق ما يعلمه من رأي المربي فيه ، ووفق ما يقوم به من معاملة مبنية على ذلك .
ومن الأمثلة على هذه القاعدة : أن المربي إذا كلف المتربي بمراقبة بعض الأعمال ، أو إدارة عمل تربوي ، أو قيادة مجموعة معينة ، أو متابعة قضية معينة ، فإنه يُكوِّن فكرة عملية عن ذاته ، وعن قدراته الإدارية والعلمية .
ومن الأمثلة عليها في الجوانب العبادية ، استثارة النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما لقيام الليل بناءً على رأيه فيه ، فعنه قال : كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر ، وإذا لها قرنان ، وإذا فيها أناس قد عرفتهم ، فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ، قال : فلقينا ملك آخر ، فقال لي : لم تُرَعْ. ومعنى "لم تُرَعْ": لا خوف عليك بعد هذا ولا ضرر.
فقصصتها على حفصة، فقصّتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل" ، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً . [صحيح البخاري: 1122].

أساليب وأنواع التفاعل
يمكن أن نقسم الأساليب والإجراءات التي تمهد أو تحدث التفاعل والاندماج بين المربي والمتربي إلى مجالين هما: مجال المشاعر والمفاهيم ، ومجال السلوك والأعمال .

أولاً : مجال المشاعر والمفاهيم :
وهي أنواع وأساليب التفاعل المتعلقة بمشاعر الإنسان وتوجهاته الداخلية ، وبرصيده من الوعي والمعرفة حول مبادئ التفاعل وقواعده .
ويشمل هذا المجال الأعمال الآتية :
1) التوجه والسعي للحصول على محبة الله ورضاه : فإن محبة الله للعبد ورضاه عنه يورثان محبة الناس له ورضاهم عنه ، وقد ورد ذلك نصاً في خبر المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس" [تحفة الأحوذي : 7 / 97].
وكذلك محبة الملأ الأعلى للعبد تنتج محبة الله العباد له ، ورغبتهم فيه وإقبالهم عليه . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا أحب الله عبداً نادى جبريل إن الله يحب فلاناً، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أ÷ل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض " [البخاري : 6640] .
فعلى العبد أن يتقرب إلى الله ويطيعه بأنواع الطاعات المفروضة والمستحبة ، وسيجد لذلك أثراً واضحاً في اتجاه الناس إليه ، وقربهم منه ومحبتهم له ، وهذا مرتكز أساس للتفاعل والاندماج في العملية التربوية .

2) الإخلاص والصدق في العلاقة بالناس : الإنسان الذي يريد أن يبني علاقة مؤثرة ومثمرة مع الآخرين لا بد أن يخلص في هذه العلاقة، والإخلاص عمل قلبي ينبعث من قلب الإنسان ومشاعره تجاه الآخرين ، حيث يحس بأهمية العلاقة وعمقها ، ويصدق في إقامتها من داخله أولاً ، ومن ثم ينعكس هذا الإخلاص والصدق على أقواله وأعماله عند الاحتكاك بالآخرين ، فيبادلونه الشعور ذاته ، ويتفاعلون معه .
وإذا كان المربي غير صادق أو كان إخلاصه للآخرين مشوب بدخن ، رأيت الناس ينفرون منه ، ولا يثقون به ، وذلك من علامات ضعف التفاعل أو فقده في العملية التربوية .
ومن نواتج الإخلاص المؤثرة في التفاعل التربوي تطابق أقوال المربي مع أفعاله ، فالناس تتفاعل مع المربي العامل ، وتبتعد عن المربي الذي يخالف قوله فعله .
ومن نواتج الإخلاص – أيضاً – المبادرة بالأعمال ، والسَّبق في الطاعات ، والناس يتفاعلون مع من يسبقهم إلى الميدان ومع من يأخذ بزمام المبادرة .

3 ) الوعي بالقواعد التربوية التي تنشئ التفاعل : في كل عمل تربوي يحتاج المرء إلى زاد فكري وقاعدة من المعلومات المتعلقة به ، وللتفاعل التربوي نظريات وقواعد وأساليب ، لا بد أن يلم بها من كان حريصاً على قيام تربية متفاعلة ومؤثرة.
وقد أشرنا إلى هذه القواعد في الحلقة الأولى ، ونضرب بعض الأمثلة على هذه القواعد : التيسير مقابل التعسير ، الرحمة والشفقة مقابل القسوة والشدة ، التأني مقابل العجلة ، التواضع والتبسُّط مقابل التكبر والتكلف.

ثانياً : مجال العمل والسلوك :
وهي أساليب التفاعل المتعلقة بالسلوكيات التي يمكن أن يمارسها الفرد لإحداث الاندماج والتفاعل مع الآخرين . وهذه السلوكيات التفاعلية كثيرة جداً ومتداخلة ، بل إنها في بعض الأحيان متماسكة بحيث لا ينفك بعضها عن بعض ، إلا أننا سنتناول كل سلوك منفرداً ليسهل توضيح وتحديد هذا المجال ، ولكي يكون المربي على علم جيد بجزئيات سلوكه – مهما صغرت – وأثرها في عملية التفاعل والاندماج مع المتربي.
وفيما يلي بيان هذه الأنواع السلوكية :
1) السلوك اللغوي : ويتعلق بلغة الفرد وطريقة تخاطبه مع الآخرين ، وأساليبه في السؤال والجواب والحوار ، ونوع الكلمات المستخدمة . فالفرد كلما كان سليط اللسان ، أو كثير الكلام ، أو متكلفاً متفيهقاً ، أو فظاً غليظاً ، أو متعصباً متنطعاً ، أو مستخدماً للكلمات النابية والألفاظ القاسية كلَّما تدنى أو فقد تفاعله مع الآخرين.
قال تعالى : ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) [آل عمران: 159].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سباباً ولا فحّاشاً ولا لعاناً ، كان يقول لأحدنا عند المعتبة : " ما له تربت جبينه " [ البخاري : 6031 ] .
وكلما كان المرء لين الحديث ، بعيداً عن المراء ، غير جارح في حديثه وخطابه ، ينتقي الكلمات اللطيفة والأجوبة الرفيقة ، كلما كان متفاعلاً محبوباً مقبولاً لدى الآخرين .

2 ) سلوك السيما والهيئة : ويتعلق بهيئة الفرد وملامح وجهه ، والطابع المميز لقسماته ، والسيما التي تغلب عليه عند ملاقاة الآخرين، والفرد إما أن يعرف بأريحيته وطلاقة وجهه وانبساط أساريره ، فيكسب الناس ويملك مشاعرهم ، وإما أن يكون مقطب الجبين ، عابس الوجه أو صلباً جامداً غير متفاعل في هيئته ، فيعرض عنه الناس ويجتنبوه ، أو يتعاملوا معه تعاملاً رسمياً وفق الحاجة ، أما التعامل التربوي المؤثر فلا بد فيه من مراعاة سلوك الهئية والسيما واعتبار ملامح الإنسان وقسمات وجهه عنصراً مهماً في التفاعل ، ورسالة لا غنى عنها للإذن بالاندماج أو عدمه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " [ أخرجه البزار بسند حسن ، وانظر ابن حجر ، فتح الباري : 10 / 474 ] .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تبسُّمك في وجه أخيك صدقة" [ الترمذي : 2022 ] .

3) السلوك التعاملي العادي : ويتعلق بطريقة الفرد المعتادة في التعامل ، وأسلوبه المتبع عند الاحتكاك بالآخرين من حيث الأمر والنهي ، والتوجيه والتكليف ، والنصح والتعليم ، ومن حيث مدى مراعاة اختلاف الأحوال والقدرات والإمكانات .
فالفرد إذا اعتاد أن يكون سهلاً ميسراً ورفيقاً شفيقاً ، وإذا لمح فيه الناس الميل إلى اليسر والسماحة ، وكان دائماً يختار الطريق الأرفق ، والبديل الأحسن ولو على حساب نفسه ، أحبه الناس وتقربوا إليه وتفاعلوا معه وشاركوه مشاعره ، بل ربما صار العدو ولياً حميماً بسبب هذا التعامل .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك ، فقد اعتاد التيسير والسماحة ، وكان رفيقاً شفيقاً سهلاً ليناً حسن التعامل ، يرأف بالناس ويبتغي التيسير عليهم ، ويختار الأرفق بهم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ، ما لم يكن إثماً ، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم بها لله" [ البخاري : 6126 ] .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لاتخاذ هذا الأسلوب والاعتياد عليه في دعوة الناس وتربيتهم ومعالجة قضاياهم، وفي توجيههم والتعامل معهم .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يسروا ولا تعسروا ، وسكنوا ولا تنفروا " [ البخاري : 6125 ] .

4) السلوك العلاجي : وهو السلوك الذي تواجه به المشكلات المستجدة والمواقف المفاجئة ، ويتعلق بطبيعة معالجة المربي لما يحدثه الناس من أمور غير متوقعة ، ولما يتخذونه من مواقف أو يقومون به من أعمال تثير الغيظ وتوغر الصدر أو تحمل على التشفي وإيقاع العقاب ، ويدخل في هذا ما يقع فيه المبتدئون والصغار والجهال من مخالفة للعرف أو تساهل بالنظام أو عدم اكتراث بمقامات الناس .
والفرد كلما كان قادراً على مواجهة هذه المواقف والتعامل معها تعاملاً مناسباً من الناحتين النفسية والموضوعية كلما نجح في إقامة العلاقة وبناء الصداقة وتأليف الناس وكسبهم ومن ثم التأثير فيهم ، ومن ذلك القدرة على تقدير ظروفهم وإنزالهم منازلهم ، ومخاطبتهم على قدر عقولهم ، واعتبار مستوياتهم العمرية والثقافية والنفسية ، فليس المتربي الجديد كالقديم ، ولا المبتدئ كالمتمكن ، ولا الصغير كالكبير ، ولا الهادئ كالغضوب والجاهل كالعالم وهكذا .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً بال في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دعوه وأهريقوا على بوله ذَنوباً من ماء – أو سجلاً من ماء – فإنما بُعثتم ميسرين ولم تُبعثوا معسرين" [البخاري: 6128].

5) السلوك التعاوني : ويتعلق بطريقة المربي في التعامل مع احتياجات الآخرين المادية والصحية والنفسية والاجتماعية ، وبمدى إيجابيته في مجالات البذل والصلة والتفقد ، وبمدى مبادرته وكفاءته في أنشطة التكافل الاجتماعي ، فالفرد كلما كان عطوفاً متعاوناً بذولاً لماله وجاهه ووقته وجهده ، كلما مالت إليه قلوب الناس ، وأقبلت عليه وأحبته .
والمجال التعاوني يعد من أهم وأوضح المجالات السلوكية المرتبطة بدعوة الناس وتربيتهم ، والمؤثرة في تقبلهم وتفاعلهم مع المربي ، كثيرة هي الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، والنماذج، والسِّيَر التي تبين هذا وتحث عليه . كما أن رجال التربية وعلم النفس والاجتماع أشاروا إلى دور السلوك التكافلي في التربية .
ومن السلوكيات التعاونية التي عُني بها المنهج الإسلامي : الصدقة ، والهدية ، والمكافأة ، والقرض الحسن ، والشفاعة ، والزيارة ، وعيادة المريض ومواساة المصاب ، ونصرة المظلوم ، وقِرى الضيف ، وإجابة الدعوة ، والإيثار ، والسعي في حاجات الآخرين ، وحسن الجوار ، والنصيحة والمشورة ، والدعاء في ظهر الغيب ، وغير ذلك من أنواع البر والإحسان .
وشواهد وأدلة الأنشطة التعاونية في الإسلام كثيرة جداً ، يعقد لها العلماء فصولاً كبيرة في كتبهم تحت عنوان : الآداب أو الأخلاق أو البر والصلة أو الفضائل .

6) السلوك التكميلي ( الترفيه والدعابة والمزاح ) : ويتعلق بكماليات السلوك وملطفاته ، حيث يُتخذ من أساليب الترفيه ، وأنواع الترويح ما يُخَفف به ثقل التربية وجفافها وقسوة البيئة العلمية والعملية وجديتها .
من ذلك الدعابة ، والممازحة بين الحين والحين ، والملاطفة والتورية في الحديث على سبيل الإلغاز ، والمعاتبة ، والتعليق دون جرح للمشاعر ، والملاعبة بما لا يذهب الهيبة ولا يغلب على المربي .
ولا بد من مراعاة الناس في هذا ومدى حاجتهم إليه ، فالحاجة إليه عند الحديث إلى الصغار أكثر من الكبار ، وإلى العامة أكثر من الخاصة ، وإلى المبتدئين أكثر من المتمكنين ، والكلّ يحتاج ذلك بقدر .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالوا : يا رسول الله : إنك تداعبنا ؟ قال : "إني لا أقول إلا حقاً" [الترمذي: 2058].


دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:26 PM   رقم المشاركة : 26

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




بعد أن تغربت كيف تدخل المجال الدعوي

بعض الشباب عندما يتغير عليه المكان وينتقل إلى بيئة جيدة قد يتعطل عن العمل الخيري ، مثل المعلمين الذين يتعينون بعيداً عن مدنهم أو طلاب الجامعات أو الموظفين أو ..... فيجدون أنفسهم قد أغلقت عليهم الأبواب بسبب عدم معرفتهم للتعامل مع هذه الظروف وأمثالها ، فنهدي له هذه الكلمات لعلها تنفعهم إنشاء الله وهي نقاط غير مرتبه ولكن خذ ما يناسبك منها :
1. ارتبط بإمام المسجد الذي تصلي فيه وحاول التعرف عليه والقرب منه ( دون أن يكون دخولك معه دخول شبهه فقد يخاف منك ) ومنه قد تنطلق للتعرف على الأعمال الخيرية وقد يكون هو الذي يدلك على من يقوم بها .
2. كلم إمام المسجد عن مشروع خيري واضح كتوزيع أشرطة مصرح به أو كتيبات أو مطويات أو .... وبعده تنطلق معه إلى ما تشاء .
3. لا تمانع من قبول دعوة من أحد جماعة المسجد وخاصة في أيامك الأولى حتى تتعرف عليهم وعلى عاداتهم أو ينفعونك في ما تريد .
4. قبل أن تغادر بلدتك اذهب لأحد المشائخ أو طلبة العلم الذين تعرفهم وقل له أنك انتقلت إلى تلك البلدة فيمكن أن يعرف أحد الشباب هناك أو المشائخ فيتولى أمرك وتوجيهك لما يناسبك . أو قد يرسل الشيخ معك بعض الأغراض لهم خاصة إذا كان الشيخ معروفاً منهم .
5. أن تقوم { بكتابة أفكار في ورقة أو نقل خبرة من الخبرات ( كنقل بعض الأمور الإدارية لتلك الجهة وقد نقلت لهم أرقام تلفونات المشائخ وطريقة تنسيق المحاضرات معهم ) أو تجمع مالاً أو تحضر بعض الأشرطة أو الكتيبات أو المطويات أو تذهب لأحد التسجيلات القريبة من بلدتك والبعيدة عن البلدة الجديدة وتأخذ منهم عروض وطرق مساعدة الأعمال الخيرية } وتذهب لأحد الجهات الدعوية كمكتب الجاليات أو جمعية تحفيظ القرآن الكريم أو مكتب الدعوة أو هيئة الإغاثة أو القاضي في تلك البلدة وتطلب مقابلة المدير وتسلم عليه وتعرفه بنفسك وعملك وتعطيه هذه الأشياء لعلها تكون الخطوة الأولى لبدء حياة دعوية جديدة .
6. أن تذهب لقاضي تلك البلدة وتعرفه بنفسك وعملك وأنك تريد المشاركة في الدعوة فيوجهك لما تشاء

بضاعة الأنبياء

هل تخيلت أيها الحبيب جعفر الطيار رضي الله عنه في غزوة مؤته ؟
تلك الغزوة المباركة ... التي لم تكن متكأفئة في العتاد والعدة , ولكن النفوس كانت كباراً , والأماني تجاوزت حدود الدنيا الفانية لتستقر في جنات النعيم ... فهان كل شيء في سبيل الله .
جعفر رضي الله عنه يستعد للقيادة ... وهاهو يرى زيد بن حارثة رضي الله عنه يقضي نحبه ... ويسقط مضرجاً بدمائه الطاهرة .. والغبار منعقد فوق رؤوس المقاتلين بين كرّ وفر , ولا يُسمع إلا صوت صهيل الخيول و سليل السيوف فكفى بها فتنة ... أشلاء ممزقة ودماء تسيل فيا لهول المعركة.
عندها تقدم البطل يترنم بإرجوزته الرائعة:

ياحبذا الجنة واقترابها = طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها = كافرة بعيدة أنسابها
عليّ إن لاقيتها ضرابها

يتقدم البطل ليذود عن حياض الإسلام وهو يواجه أعداداً من علوج الكفر فتقطع يداه ولا يتخلى عن الراية .. يضمها بعضديه وكأنه يضم حورية من الجنة قد فاح ريحها في ساحة المعركة , ويموت البطل شهيداً في سبيل الله فيكرمه الله بجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء.

ترى ماهو السبب في خروج هذه النماذج الفريدة التي لم تكتحل عيني الدنيا بمثلها؟
إنه الأسلوب النبوي الكريم في التربية والدعوه .. ومن هذه الأساليب التشويق في الجنة...

أيها الكرام إن التأميل في الجنة هي بضاعة الأنبياء الرابحة التي لاتكسد ولا تبور.
فالرسول صلى الله عنه وسلم حينما دعا الناس إلى الإسلام لم يمنيهم بالأموال والدور والقصور ...إنما قال للصحابة لكم الجنة , فقالوا والله لا نقيل ولا نستقيل.
وقس على ذلك وانهل من معين السيرة العطرة ليتبين لك المنهج النبوي المبارك . لقد كان من كلام المصطفى في التشويق والتثبيت :
- صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة .
- ربح البيع أبا يحيى .
- والله لا يقاتلهم اليوم الرجل مقبلاً غير مدبر فيقتل إلا دخل الجنة.
فكان من أتباعه من يقول :
- فزت ورب الكعبة ( حين طعن ) .
- و اهاً لريح الجنة إني لأجد رائحة الجنة من وراء أحد .
- بخ بخ يارسول الله ليس بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء .

وقبل ذلك كله كان المصطفى صلى الله عنه وسلم يقرأ على مسامعهم "مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهارٌ من ماء غير آس وأنهارٌ من لبن لم يتغير طعمه وأنهارٌ من عسلٍ مصفى وأنهارٌ من خمرٍ لذة للشاربين ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرةٌ من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاهم "
إن الواجب على العلماء و الدعاة أن يتأسوا بالرسول صلى الله عنه وسلم ويمنوا الناس بهذه البضاعة الرابحة ( جنة الفردوس ) فإنها من أعظم الحوافز للبذل والتضحية في سبيل الله .

ولنبتعد عن المكافأة بالماديات أو المناصب الدعوية والإمتيازات الخاصة.
لقد سلك البعض للأسف مسلكاً خطيراً , وذلك بإخراج جيل يتعلق بالحظوظ الشخصية والمتع الدنيوية , بل وأصبحت الرئاسة والتصدر هدفاً بعيداً عند الأجيال الصاعدة . فأين التأميل والتشويق في الجنة ؟!

يا شباب الإسلام :
ما أجمل أن تتعلق القلوب بالجنان والفوز برؤية الرحمن , فإن الجنة ورب الكعبة لريحانة تهتز ونور يتلألأ ونهر مطرد وقصر مشيد وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون .

وهل يصح التعلق بغير الجنة ؟
إن التعلق بالدنيا وما يتبعها من أمال وأماني ما هي إلا بضائع الحمقى ورؤوس أموال المفاليس ( ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة).

دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:30 PM   رقم المشاركة : 27

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




ثلاثون طريقة للتأثير

بطريقة القدوة : من أنت وكيف تتصرف ؟

1- امتنع من قول الكلام القاسي أو السلبي : وانتبه لهذا خاصة حينما تُستثار أو تكون منهكًا . إن نجاحك في الامتناع عن هذا في الظروف المذكورة هو شكل راقٍ من ضبط النفس . إننا ننجح في عمل هذا حينما نمتنع من قذف الكلمات التي هي من صنع فورة الهيجان .
2- مارس الصبر مع الآخرين : في أوقات الضغط النفسي ، يكون فقدان الصبر لدينا طافيًا على السطح ، متحفِّزًا ليجعلنا نقول ما لا نقصد . وقد يظهر فقدان الصبر على شكل التجهم والتقطيب ، وقد لا يكون هذا أفصح من الكلمات . إن الصبر هو التعبير العملي عن الثقة والأمل والحكمة والحب . وليس الصبر شيئًا سلبيًا ، بل هو سلوك عملي ، إنه ليس الصمت الغاضب . إنه قبول لحقيقة التقدم والنمو الطبيعي . وفي الحياة مواقف كثيرة تظهر فيها قدرتنا على الصبر ، مثل انتظار شخص متأخر ، والاستماع الصبور للصغير وهو يفرغ عواطفه برغم إلحاح المشاغل .
3- ميز بين الشخص وسلوكه أو فعاليته : إن من الواجب أن نبقى على التواصل مع الإنسان على فرض أن له قيمته الذاتية ، وهذا لا يعني أن نغض النظر عن سلوكه الخاطئ أو الشائن .
4- قدم خدمات لا يدري أحد أنك أنت الذي قدمتها : إننا كلما قدمنا أعمالاً طيبة للآخرين دون أن يدروا بمن قدمها فإن شعورنا بقيمتنا الأصلية يزداد ، كما يزداد احترام الذات لدينا . كما إن مثل هذه الخدمة هي من أهم عوامل التأثير على الآخرين .
5- ليقع اختيارك على الرد الإيجابي : لماذا يقصر ما يفعله أكثرنا عما يعمله ؟ إن السبب أننا لا نمارس قدرتنا على اختيار استجاباتنا . إن الاختيار يعني أننا نحصل على رؤية للأمر المطروح ثم نقرر ما سنفعله ، كما إن الاختيار يعني قبولنا للمسؤولية عن مواقفنا وسلوكنا ، وأننا نرفض إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف .
6- حافظ على ما قطعته من وعود : إن محافظتنا على الوعود تعني أن يكون لنا تأثير على الآخرين . وحتى نعطي الوعود التي سوف نفي بها نحتاج أن نفهم أنفسنا ، وهذا يعني أننا نقوم بعملية انتقاء دقيق لما سنعطيه من وعود ، إن قدرتنا على إعطاء الوعود والوفاء بها هو أحد مقاييس سلامة شخصيتنا .
7- ركز على دائرة التأثير : حينما نركز على المجال الذي نستطيع أن نتحكم فيه فإن دائرة تأثيرنا تتوسع . مثال على ذلك : يشكو كثيرون أن رئيسهم في العمل لا يحاول فهم برنامجهم أو مشكلاتهم . ولكن نفس الذين يشكون قد لا يحاولون أن يعدلوا عرضًا يتوافق مع عقل الرئيس ومشكلاته ، بحيث لابد أن يستمع إليه .
8- تمثل قانون الحب : حينما نتمثل قانون الحب فإننا نشجع الناس على قبول قوانين الحياة ، إن الناس لديهم جانب من الليونة في داخلهم ، خاصة أولئك الذين يتظاهرون بالشدة . وحينما نعرف كيف نستمع ونصغي إليهم نحصل على تجاوبهم ، ويزداد تأثيرنا إذا أبدينا حبًا غير مشروط ، أما العلاقات السطحية ومحاولة التحكم فإنها تفقد الناس الثقة .

العلاقة : أن تفهم الآخر وتشعر بالاهتمام به .

9- افترض أفضل الاحتمالات في الآخرين : إن افتراض حسن النية يؤدي إلى نتائج طيبة ، وحينما يكون تعاملك مع الآخرين على افتراض أنهم يفعلون أحسن ما لديهم بحسب ما يرون الأمور يعطيك القدرة على أن تستثيرهم على فعل أفضل ما يستطيعون فعله . بينما بالمقابل حينما نجهد لنصنف الآخرين ونصدر عليهم أحكامنا فإن هذا يدل على أننا لا نشعر بالأمان . إن لكل إنسان أبعادًا كثيرة ، بعضها ظاهر وأكثرها هاجع كامن ، ويميل الناس إلى أن تكون استجابتهم لنا بحسب ما نعتقده عنهم . فلا تسء الظن في الأكثرين بسبب الأقلين .
10- حاول أولاً أن تفهم : لتكن محاولتك أن تفهم الآخر قبل رغبتك في أن يفهمك الآخر . تقمص دور من أمامك ، أي افهم كيف يفكر ولو لبعض الوقت . مثل هذا السلوك يتطلب شجاعة وصبرًا وشعورًا بالأمان .
11- كافئ الكلام والأسئلة المخلصة : من المؤسف أن الناس يسيئون إلى من يتكلم بانفتاح واستقامة ، وأكبر عقبة في العلاقات المثمرة المستقيمة إصدار الأحكام والانتقاد .
12- أشعر الآخر أنك تفهم عليه : فحين تفعل ذلك تنبني علاقات الثقة في أثناء التواصل ، ولكن مثل هذا التجاوب يجب أن يكون موقفًا صادقًا ، وليس تلاعبًا بسحنة الوجه والكلام .
13- إذا أساء إليك أحد فكن المبادر بإصلاح العلاقة : فإن من أحس بالإساءة وانكب بتفكيره عليها سوف يجعل المشكلة تتضخم حتى تخرج عن السيطرة ، وحينما تصلح العلاقة فافعل ذلك بطيب نفس ، دون أن يكون في قلبك غضب وغيظ .
14- اعترف بأخطائك ، واعتذر ، واطلب الصفح : حينما تتأزم العلاقات فعلاً فقد يكون الحل أن نعترف أننا مسؤولون على الأقل عن الأزمة . ولا يكفي أن نشعر هذا في السر ، بل كثيرًا ما يكون الحل الوحيد أن نعترف بالخطأ ونعتذر ، ولا نقدم أعذارًا ودفاعات .
15- دع الجدال يفرغ نفسه بنفسه : في حال صدور اتهامات غير مسؤولة وجدال متعنت من الآخر فلا تفعل مثله ، دعه يتكلم حتى يفرغ ما في جعبته ، استمر في عمل ما عليك عمله بهدوء ، وهذا سيجعل الآخر يواجه النتيجة الطبيعية لجداله . أما إذا انسقت إلى دائرة الجدال فإنك ستذوق الحسرة مثلما سيذوقها الآخر ، كما أن دخولك في ذلك سوف يهيئ بذور مزيد من التباعد في المستقبل .
16- أعط الأولوية للعلاقة الشخصية : قد تجد مدير أعمال له نشاط كبير في عمله وفي مساعدة كثير من الناس ، ولكنه لم ينجح في تطوير علاقة عميقة مثمرة مع زوجته أو مع أبنائه . إن النجاح في تطوير هذا يتطلب نبلاً في الشخصية وتواضعًا وصبرًا أكثر مما يتطلبه النجاح مع المجتمع . وقد يدافع المرء عن نفسه بقوله إنه أهمل الواحد لينجح مع عدد كبير ، وهذا يخفي رغبته في الحصول على التقدير والامتنان . إننا ندرك أننا بحاجة إلى أن نخصص وقتًا نعطي فيه كل اهتمامنا لشخص محدد .
17- أعد بلا ملل ذكر الجوانب التي تجمع بينك وبين الآخرين : سلط الضوء على الجوانب التي توحد بينك وبين أصدقائك وعائلتك والعاملين معك . لا تجعل دور المشكلات أكبر من جوانب التوحيد وأعمق المشاعر .
18- اجعل تأثير الآخرين عليك سابقًا على تأثيرك عليهم : إن تأثيرنا على الآخرين يوازي شعورهم بتأثيرهم علينا . إن اهتمامك بمشكلات الآخر الخاصة تجعله يعلم بتأثرك بشؤونه ، وعندها سيفتح لك قلبه بشكل مدهش .
19- تقبل الشخص كما هو : إن أول خطوة في تغيير الآخر أن تتقبله كما هو . فإذا لم تتقبله فإنه سيتخذ موقفًا دفاعيًا ويتوقف استماعه لك . ولا يعني التقبل أنك تقبل بالعيب الذي لديه ، ولكنه يعني إدراك قيمته الأصلية .

* الـتـلـقـيـن :

20- كن مستعدًا في قلبك وعقلك قبل أن تكون مستعدًا بلسانك : إن طريقة قولنا للأشياء قد تكون أهم مما نقوله ، فقبل أن يعود أطفالك من المدرسة وكل منهم سيعرض حاجاته فكر واضبط نفسك ، قرر أن تكون لطيفًا مرحًا ، وقرر أن تستمع إليهم بكل اهتمام . وهكذا قبل أن تلقى زوجتك ( أو زوجكِ ) ، راجع قدراتك على أن تدخل على الآخر السرور ، مثل هذا القرار سيمكنك من التغلب على عنائك ويستثير قدراتك .
21- تجنب مواقف الهجوم أو الدفاع : في حالات الخلاف تجنب ما يفعله كثر من الناس حينما يحيلون الخلاف إلى عنف ، سواء أكان العنف بالغضب الظاهر أو بالكلام الساخر أو بالعبارات الجارحة أو بالانتقاد . وتجنب كذلك الدفاع سواء أكان بصورة الانسحاب والحسرة ، والدليل لكل ذلك هو الحديث الهادف لإنهاء الخلاف .
22- اختر الوقت الصحيح للتعليم : ليس كل وقت مناسبًا للتعليم ، فالناس مستعدون للتعليم حينما لا يشعرون أن هناك ما يهددهم ، وحينما لا تكون أنت غاضبًا أو في حالة إحباط ، وإنما تظهر احترامًا وعطفًا وتكون أنت في أمان في داخل نفسك ، ولا يناسب التعليم كذلك حينما يحتاج الآخر إلى المساعدة ، تذكر من جهة أخرى أننا نقوم بالتعليم غير المباشر كل الوقت ؛ لأننا نشع باستمرار ما يدل على حقيقتنا .
23- اتفق مع الآخر على الحدود والقواعد والتوقعات والنتائج : إن شعورنا بالأمان يرجع إلى حد بعيد إلى شعورنا بالإنصاف والعدل ، وبالعكس فإن الحياة يفقد فيها الأمان حينما تكون القواعد والتوقعات مفاجئة مزاجية .
24- لا تستسلم ولا تيأس : ليس من الرفق بالناس أن نحميهم من نتائج أعمالهم ، فمثل هذه الحماية تمكن للسلوك غير المسؤول وتعلم الناس أن يسمحوا لأنفسهم أن تكون رغباتهم هي النظام السائد ، ومن جهة أخرى فحينما نتغافل عن محاولات الناس فنحن نثبط محاولاتهم .
25- كن حاضرًا عند مفترقات الطرق : قد يتخذ من نحبهم ويهمنا أمرهم قرارات لها آثار بعيدة المدى على أساس رؤى انفعالية آنية ، فكيف نحميهم ؟ إن أول ما علينا فعله أن نفكر قبل أن نبدي رد فعلنا ، فلا ننساق وراء الانفعال نحن كذلك ، وإلا أضررنا بما لنا من تأثير عليهم ، وعلينا ثانيًا أن نعرف أن المشاعر تحرك دوافع الناس أكثر من التفكير ، فعلينا أن نتعلم اللغة التي تؤثر فيهم كما نتعلم لغة أجنبية ، فلا ندينهم ولا ننبذهم .
26- استخدم كلاً من لغتي المنطق والمشاعر : إن هاتين اللغتين تختلف إحداهما عن الأخرى كما تختلف اللغة العربية عن الصينية ، حينما لا يحدث التواصل الجيد بينك وبين الآخر فامنحه الوقت الكافي وأصغ إليه بإخلاص ، وعبر عن مشاعرك بصدق .
27- فوِّض الآخر بالعمل بثقة : إن تفويضنا الآخر بالعمل ومنحه الثقة ليتصرف يدل على الشجاعة من قبلنا ؛ لأنه سيعمل أخطاء أثناء العمل ، وسنتحمل بعض الخطأ نحن ن وإذا أحسن فسيأخذ من سمعتنا وربما ما لنا ، ويجب أن يكون التفويض بالاتجاهين ، أنت تعطيه المسؤولية ، وهو يحمل المسؤولية .
28- أدخل الناس في مشاريع ذات قيمة : إن مشاركة الإنسان في مشاريع ذات قيمة له أثر حميد على نفسيته ، ولكن المشروع الذي له قيمة عند الرئيس قد لا يكون له قيمة عند المرؤوس ، فالمشروع الذي له قيمة هو الذي يشارك فيه الفرد في التخطيط والتفكير ، إن كلاً منا يحتاج أن يشارك في رسالة لحياته ، وإلا فقدت الحياة معناها . فالحياة هي توتر بين ما نحن عليه وبين ما نصبو إليه .
29- دربهم على قانون الحصاد : لنعلم من حولنا قانون إعداد الأرض ونثر البذور والعناية بالنبات وسقايته وإزالة الأعشاب الضارة والحصاد ، فهذه الطريقة الطبيعية تعلمنا أننا نحصد ما زرعناه .
30- دع النتائج الطبيعية تُعلِّم من حولك السلوك المسؤول : إن من أنفع ما نقوم به أن نترك النتائج الطبيعية لسلوك الناس تعلمهم السلوك المسؤول ، قد لا يحبون أن يواجهوا هذا وقد لا يحبوننا حينما نتركهم لنتائج عملهم ، ولكن كسب الشعبية أمر زائل لا يعتمد عليه ، فليكن العدل هو مطلبنا ، وحينما نترك العدل يأخذ مجراه فإننا نكون قد منحنا الآخرين حبًا أكثر من عرقلة طريق العدل ، فترك العدل يترك مجراه الذي يؤمن نموًا سليمًا وأمانًا على المدى الطويل .

** ثلاثة أخطاء يجب التغلب عليها :

هناك ثلاثة أخطاء شائعة في مجال التأثير على الآخرين :
- الخطأ الأول : أن ننصح قبل أن نفهم : قبل أن تؤثر فيَّ لابد أن تفهمني ، إنَّ لي وضعي الخاص ومشاعري الفريدة ، فقبل أن تحاول التأثير عليَّ يجب أن تتأثر أنت بوضعي الفريد .
- الخطأ الثاني : محاولة إصلاح العلاقة من دون إصلاح الموقف أو السلوك : لقد كان ( إيمرسون ) حكيمًا حينما قال : ( إن ما أنت عليه يصيح في أذني بصوت يمنعني من أن أسمع ما تقول ) .
- الخطأ الثالث : افتراض أن القدوة الطيبة والعلاقة أمر كافٍ : حينما نخطئ هذا الخطأ نغفل أهمية التعليم الواضح ، والحل أن نتحدث كثيرًا عن الرؤية والمهمة والأدوار والغايات والمقاييس .
ونهاية المطاف هنا أن حقيقتنا هي ما يحقق التواصل بشكل أكثر فعالية وأكثر إقناعًا مما نقول .

دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:35 PM   رقم المشاركة : 28

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




أختي الداعية .. قبل أن تترجل .. ( وقفة )

أخي الداعية …
إلى أخي الذي جملت كلماته آذان السامعين .. وأحيت نصائحه قلوب الغافلين ..
أي منزلة قد بلغتها .. لقد ارتقيت منبر الداعية الأول عليه الصلاة والسلام .. وورثت ميراثه .. وها أنت تسير على أثر سيره .. قل لي بربك ما شعور ذلك الضال بعد أن هداه الله على يديك ؟ ! كم دعوة في الأسحار قد دعا الله تعالى أن يجزيك جناته على أن هديته طريق الآخرة … هل تفكرت يوماً في الكم الهائل من الحسنات التي تصل إلى من وفقه الله لهداية الناس ( لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) ..
لقد وقف الناس يدعون إلى الدنيا .. ووقفت تدعو إلى الله والدار الآخرة .. ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) .. هل شعرت بأنك تتفوه بأحسن القول بشهادة الله تبارك وتعالى ..
كل هذا وذاك من الخير الكثير ، والمرتبة العالية ، والمنزلة الرفيعة لمن دعا إلى الله تعالى .. لكن هناك شرط عظيم ألا وهو ( وعمل صالحاً ) عمل صالحاً فلم يخالف قولَه عملُه ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) ..

الداعية الموفق .. هو من يدعو إلى الله .. وعينه تتأمل السماء يريد الأجر من الله لا من الناس .. جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان في حجراته .. فنادوه بأن يخرج إليهم وقالوا له : " إن مدحنا زين وذمنا شين " قال عليه الصلاة والسلام : ( ذاك الله ) نعم ذاك الله الذي إن مدحك فلن يضرك أي ذم ..

أيها الداعية .. ها أنت سنوات تدعو إلى الله تعالى .. لكن هل علمت فعلاً أنك تدعو إلى .. ( اللــه ) .. قف قليلاً مع هذا الاسم العظيم .. أما علمت بأنك تدل الناس إلى .. ( الله ) .. قل لي بربك كيف حالك أنت مع الله .. جل جلاله .. كيف هي صلاتك ؟ .. كيف هو خشوعك ؟ .. هل علمت أنك ومن تدعو معنيون بهذه الآية : ( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ) ..

أيها الداعية .. قبل أن تفكر في النزول من درجات هذا المنبر الشريف .. وقبل أن تترك هذا الميراث النبوي .. قل لي بربك .. إلى أين تسير ؟! .. أإلى أحسن من ذلك .. فلن تجد أحسن منه ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله ) .. أم إلى أفضل منه وأكثر أجراً ؟! .. أو ما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن معلم الناس الخير ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر وحتى النملة في جحرها .. ) ..

أخي لقد مرت بك أيام أحسستَ بلذتها في قلبك .. وشعرت بسرورها .. كم تمنيت أن ترى هذا الدين منصوراً عزيزاً .. وكأنك بعد طول الأمل .. بدأت تحس بفتور في قلبك .. وملل في دعوتك .. فلا ضير .. فإن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة .. لكن إلى أي حد هي هذه الفترة .. فإن كانت في إطار السنة ولم تدم طويلاً فالحمد لله .. وإلا فاستمع أيها العزيز إلى قول الله تعالى : ( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) ..
إني أذكر نفسي ونفسك أن يبدو لنا هناك .. ما لم نكن نحتسب ..
كلنا يسير .. في طريق مرسوم .. ونهايته معلومة .. لكن الفرق العظيم هو في المصير الأخروي الأبدي عند دخول الأبرار إلى الجنة نسأل الله تعالى أن نكون منهم ..

أتركك أيها الداعية .. تتأمل هذه الآيات المباركات علك أن تعود فتمتطي جوادك .. وتجد في سيرك وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .. أتركك مع قول الله تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (*) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ .. )

كيف أصبح داعية ناجحاً

سؤال :
فضيلة الشيخ: أثابكم الله كيف أصبح داعية ناجحاً ؟
الجواب :
هناك عوامل مهمة لبناء شخصية الداعية، ومنها:
أولا: إصلاح النفس وتربيتها على الإيمان والتقوى؛ فإن الداعية يدعو بعمله قبل أن يدعو بقوله، وهو عرضة لآفات عدة، فما لم يكن متسلحاً بسلاح التقوى فلن يستطيع أن يقوم بالواجب على الوجه الذي ينبغي.
ثانيا: لابد من تنقية النفس من الصفات المذمومة، كالعجلة والسفه والطيش والجبن والبخل والكسل... وغيرها من الصفات.
ثالثا: أن يتعلم العلوم الشرعية التي يحتاجها، والعلم الشرعي درجات ورتب متفاوتة، وكل يأخذ منه بحسب ما آتاه الله من حرص وقدرة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
رابعا: أن يتعلم ويتقن المهارات الاجتماعية التي تعينه على بناء علاقة جيدة مع الناس، وتجعله شخصية محبوبة.
خامسا: أن يتعلم المهارات الدعوية، كمهارة الحوار، والإقناع، والتأثير، والاتصال... وغيرها.
سادسا: أن يتعلم ويتقن الوسائل الدعوية التي تعينه على إيصال رسالته الدعوية للناس.
سابعاً: أن يتعلم المهارات الشخصية التي تعينه على تنظيم حياته ووقته بما يخدم دعوته، كإدارة الوقت، وإدارة الاجتماعات... ونحو ذلك.

ومن المصادر التي تعينه على تعلم وإتقان هذه المعارف والمهارات: مصاحبة أهل العلم والدعاة إلى الله عز وجل، والمشاركة في الأعمال الدعوية والتدرب عليها، وزيارة المؤسسات الدعوية، والالتقاء بأصحاب التجارب الدعوية والإفادة من تجاربهم، والقراءة فيما سطره الدعاة إلى الله قديما وحديثا.

ومما ينبغي أن يعلم أن الدعوة مراتب ودرجات، وكل مسلم يستطيع أن يدعو بحسب ما آتاه الله تعالى، فاحرص على بلوغ المراتب العالية، لكن لا يصدك عن الدعوة استصعاب الطريق واستطالته، فابذل جهدك وطاقتك، وفي الوقت نفسك احرص على الارتقاء بمهاراتك وقدراتك.

دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:37 PM   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




رصيد الداعية

يعتقد بعض الشباب المتحمسين أنه يكـفي لإقناع الآخرين بصحة دعوتهم أن تكون الحجة جليّة واضحة وأن يكون البيان فصيحاً بلـيـغاً، ولكنهم ـ مع حرصهم على إتقان ذلك ـ قد يُفاجؤون بعدم استجابة مدعويهم، فـيـلـقــون التـبعة من على أكتافهم ظانين أنهم أدوا ما عليهم و((ما على الرسول إلا البلاغ)) و((ليس عـلـيك هداهم، ولكن الله يهدي من يشاء))، ثم يحمّلون من كانوا محلاً لدعوتهم المسؤولية كـامـلـة لعدم استجابتهم للهدى؛ ((بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم، فمن يهدي من أضل الله؟))، أو يسندون سبب إخفاقهم إلى محض المشيئة الإلهية ((ولو شاء الله لجمعهم على الهـدى)) ((ولـو شــاء الله لآمـــن من في الأرض كلهم جميعاً)).
ولا شـك أنـــه لا يخرج شيء عن المشيئة الإلهية، وأن الذين لم يستجيبوا لوضوح الحجة وبلاغة البيان لـيـسـوا بمـنـجـى عــن الـمـحـاسـبـة والسؤال، ولكن لا شك أيضاً أن هؤلاء المتحمسين الطيبين لم يلتفتوا إلى غاية الدعوة التي لا تقـتـصـر فـقــط عـلـى إقـامة الحجة لاستحقاق الجزاء، بل تهدف بالمقام الأول إلى إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب الـعـبـاد، وإنـقـاذهم من غضب الله (تعالى) وناره إلى رضاه وجنته؛ قال -صلى الله عـلـيـه وسلم-: إن مثلي ومـثــل الناس كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاء ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل الرجل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن الـنـار وهم يقـتـحـمــون فيها(1)، وهذا المعنى هو ما وصف به الله (سبحانه) رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث يقول (عز وجل): ((لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم))[التوبة: 128].
وغالباً ما يكون دافع هؤلاء المتحمسين هو الإخـــلاص ومحـبــة رؤيـــة الخير منتشراً بين الناس، ولكن.. هل يكفي هذا الدافع للتنصل من المشاركة في مسؤولية الإخفاق؟
إن المدقق في عناصر (عملية الدعوة) يخرج ـ ولابد ـ بأن قيام أمر الدعـــوة لا يقـتـصر على إيـضــــاح حجة وبلاغة بيان، فهما ـ بالرغم من أهميتهما ـ يشتركان جنباً إلى جنب مــع عناصر أخرى عديدة لإنجاح حجية البلاغ من قِبَل الداعي.
ومن هذه العناصر ما يمكن أن نطلق عليه: (رصيد الداعي) لدى المدعو، ونعني بذلك: رصيده من الثقة ـ في أمانته وعلمه ـ والطمأنينة إليه، ليكون هذا الرصيد مُوَطّئاً لاستجابة المدعو إذا أراد الله له الهداية، أو أبلغ في استحقاق النقمة إذا انتكس وأبى إلا الغواية.
وهناك إشـــارات عديدة في الكتاب والسنة إلى هذا العنصر الهام في (عملية الدعوة)؛ فمن ذلك:

* ما جاء في قصة نبي الله يوسف:
((ودخل معه السجن فتيان، قال أحدهما: إني أراني أعصر خمرا، وقال الآخر:إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه، نبئنا بتأويله إنا نراك من المحـسـنـيـن* قال: لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما، ذلكما مما علمني ربي،إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون))[يوسف: 3637]، فالـمـلاحــظ فـي الآية الأولى: أن الفتيين أقبلا على يوسف (عليه السلام) وهما في حالة تسليم بأمانته وإذعــــان لعـلـمــــه، ولكن هذا التسليم وذلك الإذعان لم ينشأ من العدم، بل كانا نتيجة ما رأوه من إحسان يوســف عليهم؛ ((إنا نراك من المحسنين))، وإذا تنبهنا إلى أن هذين الفتيين كانا على ملة الكـفــر لأدركنا أن الإحسان المقصود عندهم ليس هو الإحسان بالمصطلح الشرعي، ولكنه إحسان بالمعنى الذي تعارف عليه جميع الناس ـ وهو فعل ما اتفقت العقول السديدة والفطر السليمة أنــــه حسن ـ، ويلزم لنا أن نتخيل ما هي حياة السجون حتى نعرف قيمة الإحسان إلى الآخرين فيها، سواءً أكان إسداء جميل، أو بذل نصيحة، أو اهتمام عام بأمر الآخرين في مثل هذه المحنة(2).
وبعبارة أخرى نسـتـطـيـع الـقـول: إنه للوصول إلى هذه الثقة وهذا التسليم والإذعان، فقد حدثت (عملية تفاعل اجتماعي إيـجابي) بين يوسف (عليه السلام) والمسجونين الآخرين، وذلك من خلال شبكة اجتماعية مـصـغــرة كـونـهـــا يوسف (عليه السلام) مستغلاً قنوات الاتصال المتاحة والرابطة الاجتماعية الواقعية رابطة إحساس السجين بالقهر.
وفي الآية الثانية: نلاحظ أن يوسف (عليه السلام) استثمر الموقف استثماراً كاملاً، وقطف الثمرة في أوانها؛ فإنه لما رأى إتيانهما إليه واثقين فيه مسلّمين بأمانته مذعنين لعلمه، أكد عليهما ما وقر في نفوسهما بأنه أهل لهذه الثقة ومـحـــل لهذا العلم ـ مما يؤكد أهمية هذا العنصر في الدعوة ـ، ثم أسند كل هذا الفضل إلى ربه، وبدأ عرض دعوته في وضوح وجلاء ويسر وسهولة.

* وما جاء في قصة موسى (عليه السلام) مع القبطي والإسرائيلي:
حيث يقول الله (عز وجل): ((فلما أراد أن يبطش بالذي هــــو عدو لهما، قال: يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس؟، إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين.))[القصص: 19]، فاحتجاج القبطي بعدم ملاءمة هذا السلوك ـ من موسى (عليه السلام) ـ مع دعوى الإصلاح يدل على أن موســى (عليه السلام) كان معروفاً عنه أنه صاحب دعوة إصلاحية قبل نبوته؛ يقول الأستاذ سـيـــد قطب (رحمه الله): أما بقية عبارته ((إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض، وما تريد أن تكون من المصلحين)).. فتلهم أن موسى كان قد اتخذ له في الحياة مسلكاً يُعرف به أنه رجـــــل صالح مصلح، لا يحب البغي والتجبر، فهذا القبطي يذكره بهذا ويورّي به، ويتهمه بأنــــــه يخالف عما عــــرف عنه، يريد أن يكون جباراً لا مصلحاً، يقتل الناس بدلاً من إصلاح ذات الـبـيــن وتهدئــة ثائرة الشر(3) ولعل هذا المسلك كان تمهيداً للدعوة الكبرى التي جاء بها موسى (عليه السلام) بعد إرساله بالنبوة.

* وفي قصة نبي الله صالح (عليه الصلاة والسلام):
يقول الله (سـبـحـانـــه) حاكياً عن قوم صالح: ((قالوا: يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا...))(هود: 62)، جـــــاء في محاسن التأويل: ... أي: كانت تلوح فيك مخايل الخير وأمارات الرشد، فكنا نرجوك لننتفع بك وتكون مشاوَراً في الأمور، ومسترشداً في التدابير، فلما نطقت بهذا القول انـقـطـــــع رجاؤنا عنك وعلمنا أن لا خير فيك(4). وهذا من أبلغ التناقض في منطق الكافرين، إذ إن اعترافهم بأن صاحب الدعوة هو الذي كان يُعد للخير والرشد فيهم ـ لما ظهر عليه من أمـــــارات ذلك ـ كان يقتضي تسليم قيادهم له وإذعانهم لدعوته، ولكنهم ارتكسوا وكفروا به وبدعوته.

* وفي سيرة المصطفى ص أوضح الدلالات على أهمية (رصيد الداعية):
حيث يقول الله (سبحانه): ((قل لو شـــــاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به، فقد لبثت فيكم عمراً من قبله، أفلا تعقلون؟!))[يونس: 16]، ففي قوله ((أفلا تعقلون)) توبيخ شديد لهم وتسفيه لعقولهم؛ لأنهم لم يلتفتوا إلى قــــوة الحـجـة الملزمة لهم، وذلك أنهم شهدوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما يوجب تصديقه والإيـمــان به، ولم يكن ذلك عن موقف واحد أو أكثر، بل كان على امتداد عمره -صلى الله عليه وسلم- ممـــا يكون أبلغ وأوكد في الإلزام بالحجة؛ يقول ابن القيم (رحمه الله): ... الحجة الثانية [في الآية]: أنـي قــد لـبـثـت فـيـكـم عمري إلى حين أتيتكم به، وأنتم تشاهدونني، وتعرفون حالـي، وتصحبونني حضراً وسفراً، وتعرفون دقيق أمري وجليله، وتتحققون سيرتي... ثم جئتكم بهذا النبأ العظيم الذي فيه علم الأولين والآخرين، وعلم ما كان وما سيكون على التفصيل، فأي برهان أوضح من هذا؟!(5).
وقد استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هـــــــذا الـرصـيد لديهم، وأكد عليه، بل استنطقهم به، وذلك عندما جهر بالدعوة إليهم كافة، فـقــد قـــــال لهم -صلى الله عليه وسلم- ـ بعد أن اجتمعت بطون قريش على جبل الصفا إثر دعوته لهم بالحضور ـ: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقيّ؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديـــد(6)، فقد أبى -صلى الله عليه وسلم- أن يدعوهم إلى الدعوة الجديدة عليهم قبل أن يستخرج منهم رصيد الثقة فيه.
وهذا الهدي النبوي من نور الوحي القرآني؛ حيث كان إيذان التحرك العلني بالدعوة هو قوله (تعالى): ((وأنذر عشيرتك الأقربين))[الشعراء: 214]، فإن (العشيرة الأقربين) أدعى إلى الثقة فيمن هم يعرفون سيرته ويخبرون طويته لما بينه وبينهم من صلة القربى والنسب، ولا شك أنه لابد لبناء هذا الرصيد من كمال في المحاسن وسلامة من النقــائــص وحـضـور ومتابعة في الواقع، وتتراكم آثار كل ذلك لصنع هذا الرصيد لدى المدعوين، وهذا ما تشهد به سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

* وهذا ما نشاهده في قصة الصحابي نعيم ابن النحام:
حيث رُوي أنه حين أراد أن يهاجر جاءه قومه بنو عدي، فقالوا له: أقم عندنا وأنت على دينك، ونحن نمنعك ممن يريد أذاك، واكفنا ما كنت تكفينا ـ وكان يقوم بأيتام بني عدي وأراملهم ـ، فتخلف عن الهجرة مدة ثم هاجر بعد ذلك(7)، فنعيم (رضي الله عنه) كان له من أعمال الخير لدى قومه ما جعله أحد المكونات الرئيسة لنسيج مجتمعه، بحيث يتهتك هذا النسيج إذا تخلى عن أفراد مجتمعه، فلا يستطيع هؤلاء الاستغناء عنه، مع استطاعته هو تركهم والهجرة عنهم، أو استغلال هذه المكانة وهذا الرصيد في الدعوة لما يؤمن به دون أن يكون عنصراً بنّاءً لدعوى الجاهلية في المجتمع الذي يعيش فيه.

* معالم أخرى:
هــــذا.. وقـــد يستدعي الداعية ما تركه دعاة آخرون من رصيد محفور في أذهان المدعوين الجدد مستفيداً مــن ظلال المواقف الناصعة والدعوة الواضحة لهؤلاء الدعاة، معتبراً نفسه امتداداً طبيعيّاً لهم ـ وإن باعـــدت بينهم السنون والأيام ـ؛ وذلك كما فعل ونطق مؤمن آل فرعون: ((ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات، فما زلتم في شك مما جاءكم به، حتى إذا هلك قـلـتم لن يبعث الله من بعده رسولا، كذلك يضـل الله من هو مسرف مرتاب))[ غافر: 34]، فلـقــد اقتبس مؤمن آل فرعون الذكرى الطيبة ليوسـف (عليه السلام)؛ ذكرى العفة والعلم والأمانة والكفاءة، مذكّراً إياهم بوضوح سابق دعوته، فلقد جاءهم (بالبينات) ليربط بينه وبين صاحب الدعوة المعاصر لهم ـ موسى (عليه السلام) ـ الذي ((جاءكم بالبينات من ربكم))[غافر: 28]، كما أوضح المؤمن لهم من قبل، فهو يربط بين الداعيين ـ نسباً ودعوة ـ لتكون محصلة الدفع النهائية في أقوى صورها.
فعلى ذلك يستطـيع المسلم توظيف (الرصيد الإيجابي الجمعي للدعوة) في دعوته الآخرين، كما يحسن له أن يشارك في بناء رصيد الثقة لدى آخرين ـ قـد لا يستطيع دعوتهم ـ ليأتي مسلم آخر فيستثمر هذا الرصيد مباشرة حين تحين فرصة الدعوة.
وكما أنه قد يُستدعى رصيد الدعوة لصالح داعية ما، فإنه قـد يـبـدده أفـــراد منتسبون إلى الدعوة، وذلك بسوء سلوكهم الشخصي أو الدعوي أو عدم اتباعهم للحكمة في الدعوة، كما يحدث ـ أحياناً ـ في واقعنا المعاصر، فعلى المسلم الواعي أن يحرص ألا يكون معول هدم لما شيده الآخرون إذا لم يستطع أن يكون لبنة في صرح الدعوة المباركة.

---------------
الهوامش :
(1)أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد.
(2) لك أن تتأمل قوله (تعالى): ((ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))[فصلت: 34]، لتعرف أثر الإحسان إلى الآخرين في كسب حبهم وولائهم.
(3) في ظلال القرآن، م5، ص2684.
(4) محاسن التأويل للشيخ محمد جمال الدين القاسمي، جـ9، ص145.
(5) بدائع التفسير، جمع يسري السيد محمد، جـ2، ص395.
(6)أخرجه البخاري ومسلم وأحمد، وانظر الرحيق المختوم، ص79، ط. مكتبة السلام.
(7)انظر المغني لابن قدامة المقدسي، جـ2، ص868.

دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:42 PM   رقم المشاركة : 30

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`





أختي الداعية ..أخي الداعي .. قبل أن تترجل .. ( وقفة )

أختي الداعية …
إلى أخي الذي جملت كلماته آذان السامعين .. وأحيت نصائحه قلوب الغافلين ..
أي منزلة قد بلغتها .. لقد ارتقيت منبر الداعية الأول عليه الصلاة والسلام .. وورثت ميراثه .. وها أنت تسير على أثر سيره .. قل لي بربك ما شعور ذلك الضال بعد أن هداه الله على يديك ؟ ! كم دعوة في الأسحار قد دعا الله تعالى أن يجزيك جناته على أن هديته طريق الآخرة … هل تفكرت يوماً في الكم الهائل من الحسنات التي تصل إلى من وفقه الله لهداية الناس ( لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) ..
لقد وقف الناس يدعون إلى الدنيا .. ووقفت تدعو إلى الله والدار الآخرة .. ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) .. هل شعرت بأنك تتفوه بأحسن القول بشهادة الله تبارك وتعالى ..
كل هذا وذاك من الخير الكثير ، والمرتبة العالية ، والمنزلة الرفيعة لمن دعا إلى الله تعالى .. لكن هناك شرط عظيم ألا وهو ( وعمل صالحاً ) عمل صالحاً فلم يخالف قولَه عملُه ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) ..

الداعية الموفق .. هو من يدعو إلى الله .. وعينه تتأمل السماء يريد الأجر من الله لا من الناس .. جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان في حجراته .. فنادوه بأن يخرج إليهم وقالوا له : " إن مدحنا زين وذمنا شين " قال عليه الصلاة والسلام : ( ذاك الله ) نعم ذاك الله الذي إن مدحك فلن يضرك أي ذم ..

أيها الداعية .. ها أنت سنوات تدعو إلى الله تعالى .. لكن هل علمت فعلاً أنك تدعو إلى .. ( اللــه ) .. قف قليلاً مع هذا الاسم العظيم .. أما علمت بأنك تدل الناس إلى .. ( الله ) .. قل لي بربك كيف حالك أنت مع الله .. جل جلاله .. كيف هي صلاتك ؟ .. كيف هو خشوعك ؟ .. هل علمت أنك ومن تدعو معنيون بهذه الآية : ( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ) ..

أيها الداعية .. قبل أن تفكر في النزول من درجات هذا المنبر الشريف .. وقبل أن تترك هذا الميراث النبوي .. قل لي بربك .. إلى أين تسير ؟! .. أإلى أحسن من ذلك .. فلن تجد أحسن منه ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله ) .. أم إلى أفضل منه وأكثر أجراً ؟! .. أو ما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن معلم الناس الخير ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر وحتى النملة في جحرها .. ) ..

أخي لقد مرت بك أيام أحسستَ بلذتها في قلبك .. وشعرت بسرورها .. كم تمنيت أن ترى هذا الدين منصوراً عزيزاً .. وكأنك بعد طول الأمل .. بدأت تحس بفتور في قلبك .. وملل في دعوتك .. فلا ضير .. فإن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة .. لكن إلى أي حد هي هذه الفترة .. فإن كانت في إطار السنة ولم تدم طويلاً فالحمد لله .. وإلا فاستمع أيها العزيز إلى قول الله تعالى : ( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) ..
إني أذكر نفسي ونفسك أن يبدو لنا هناك .. ما لم نكن نحتسب ..
كلنا يسير .. في طريق مرسوم .. ونهايته معلومة .. لكن الفرق العظيم هو في المصير الأخروي الأبدي عند دخول الأبرار إلى الجنة نسأل الله تعالى أن نكون منهم ..

أتركك أيها الداعية .. تتأمل هذه الآيات المباركات علك أن تعود فتمتطي جوادك .. وتجد في سيرك وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .. أتركك مع قول الله تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (*) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ .. )

د: عايض عبد الله القرني

, أمين بن عبد الرحمن بن محمد الغنام
عضو الدعوة في عنيزة

مقالات في التربية لمحمد الدويش
الدعوة الفردية ليحي صواب
الدعوة الفردية للمقطري
قواعد الدعوة إلى الله لهمام سعيد
من صفات الداعية محمد الصباغ
وغيرها كثير في باب الدعوة والتربية ..
و المرجع :كتاب وصايا للداعية الجديد ( وقد ذكرته هنا مختصرا ً ليسهل قراءته واستيعابه )
وا لمؤلف : عادل بن محمد العبدالعالي ..
وكتــا ب : القيادة على ضوء المبادئ ، ص94-99 ، إعداد الدكتور : عبداللطيف الخياط .

وقفات مع داعية

أحاول في هذه اللحظات أن أقف مع أخواني وأخواتي الدعاة حول بعض ما يعتري دعوتنا من نقص أو تقصير أو خلل ، وذلك محاولة لإيجاد الكمال البشري لدى الداعية ، إذ أنه محط أنظار المدعوين خاصة والناس عموما .
فأول ما يهتم به الداعية أن تكون دعوته لرضاء الله سبحانه، فالله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) ( الا لله الدين الخالص)
كما يجب على الداعية أن تكون دعوته كدعوة النبي صلى الله عليه وسلم أسلوباً وطريقة ومنهجا
فالناس في هذا طرفان ووسط طرف يتسخط ويتضجر من المنكر ومن صاحب المنكر فيبدأ بتوجيه السهام والسيوف على العاصي وكأنه خرج من دائرة الإسلام
وطرف متساهلين متهاوينين يرون المنكر نصب أعينهم وكأنهم لا يرون شيئاً ولا إنكار حتى ولو بالقلب
والطائفة التي هي على الصواب هم من يشفقون على العاصي ويكرهون المنكر ويسعون لإزالته دون المساس من شخصية العاصي أو التهكم عليه.
هذه خاطرة من القلب كما أرحب بالمداخلات والأسئلة والاستفسارات.
والله ربي وربكم أسال ان يجعل دوعتنا دعوة مباركة موفقة على مناهج الكتاب والسنة

دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd allshmr
جميع الحقوق محفوظة لموقع قبيلة شمر الرسمي * منتديات الطنايا * ولتفعيل اشتراكك اخي العضو عليك بأرسال رسالة نـصية للرقم / 0545554555 موضحا ً الأسم الذي اشتركت به بالمنتدى وفي أقل من 6 ساعات ان شاء الله سوف يتم تفعيل اشتراكك لتتمكن من المشاركة معنا تحياتنا لك وشكرا لأختيارك منتديات الطنايا .... إدارة الموقع