يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى ؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ). ويقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : ( الدال على الخير كفاعله ).


العودة   ][ موقع قبيلة شمر الرسمي ][WwW.aLlShMr.CoM > ۩ ◊ ملتقى قبيلـة شمّــــــــر العام ◊ ۩ > ۞ الـشـريـعـة و الـحـيـاة ۞
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-05, 07:01 PM   رقم المشاركة : 11

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




أثـــرهـــا يــخــتـرق الــقــلــوب

سأتكلم عن لغة لا تحتاج إلى ترجمة ، هي أجمل شيء في الوجود ، وسلاح للحياة والعقل ، بل هي مفتاح ٌ للقلوب ، فعلها لا يكلف شيئا ، ولا تستغرق أكثر من لمحة بصر ، لكن أثرها يخترق القلوب ، ويسلِبُ العقول ، ويذهب الأحزان ، ويصفي النفوس ، ويكسر الحواجز مع بني الإنسان ، فعلها الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وتعبَّد بها خلق كثيرٌ ممن سار على نهجه ...

... إنها الإبتسامة ...
أخي الفاضل ... أختي الفاضلة ...
الإبتسامة الساحرة الإبتسامة الرائعة الإبتسامة الجذابة الإبتسامة الحارة ، لا بد أن يكون لها واقع عملي مع الزوجات والأولاد ، والجيران والأقارب وكل من نعرف ومن لا نعرف ، لأنها بلسمٌ شافي ، ونورٌ محبب ...

فقَدْ فَقَدَ بعض الزوجات تلك الإبتسامة الجميلة التي تعبر عن الحب والصفاء ، والروح النقية من ذلك الزوج ، حتى استمَدَّ هذه العادة الأبناء فتكونت أسرة تعادي بعضها بعضا بلمحات الوجه ، وقسوة التعامل ...

ولا شك أن المسلم في حياته تعتريه أكدار وهموم وأحزان وغموم ، مما يحتاج حقيقة إلى من يجلي حلكتها ، ويخترق ظلمتها بشيء من الابتسامة الرفيعة والضحكة المتزنة والدعابة المرموقة ، لأن ذلك هو البلسم الناجع والدواء النافع في ترويح النفس وطرد الآلام وتخفيف الأحزان عن المسلم ،

فيكفي مايعرضه بعض بني الإنسان ، من تقطيب الوجه ، وكتم الإبتسامة ، واللمحات التي تنبئ بالكراهية والعداء ... سواء كان ذلك

للوالدين ... أو الأقارب ... أو العمال ... أو من استحقر رؤيتهم والجلوس معهم ...

أيها المسلم /

يقول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه كما في البخاري " ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي " وهذا يدل على جمال روح الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ويدل أيضاً على تأثر هذا الصحابي بإستمرار إبتسامة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما يلاقيه ...

وليست هذه الإبتسامة مع جرير فقط بل ورد عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال " ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم " [ رواه الترمذي ]

لقد كان رسول الهدى ونبي التقى محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه من أشرح الناس صدرا وأعظمهم قدرا ، وأعلاهم شرفا وأبهاهم وجها ، وأكثرهم تبسما صلى الله عليه وسلم ، وما كان يتكلف الضحك ، ولا يختلق الابتسامة ، بل كان يمتلك نفوس أصحابه رضي الله عنهم بابتسامته المشرقة ، وضحكته الهادئة اللطيفة ، ليكسب قلوبهم ويفوز بودهم ، ومع ذلك الفعل المستمر مع صحابته ، يحثنا صلى الله عليه وسلم على التبسم ويقو ل ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) ، ويقول محمداً فصلِّ على محمد كما في صحيح مسلم (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " )

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه ويشاركهم في حديثهم ، ويتبسم صلى الله عليه وسلم لما يذكرونه من أمور الجاهلية ...

فقد كانت هذه ميزته حتى في غضبه ، فيقول كعب بن مالك رضي الله عنه كما في البخاري في قصة تخلفه وما كان من شأنه في غزوة تبوك : فجئته ـ أي النبي صلى الله عليه وسلم ـ فلما سلمت عليه تبسم تبسُّم المغضب "

يا أيها الآباء ، يأيها المعلمون ، يا أيها المربون ، يا أيها المسئولين عاملوا الناس بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ...

أنظروا إلى هذه الملاحظة الدقيقة التي لاحظها كعب بن مالك على رسول الله وهو يعلم أنه غضب عليه غضبا شديدا ً ، وأمر بهجر الصحابة له أكثر من أربعين يوما بسبب تخلفه في غزوة تبوك ومع ذلك قال " فتبسم تبسم المغضب" ...

هل تريدون مثالاً ثانيا على تعامل وابتسامة الرسول في المواقف الحرجة ؟

إليكم هذا المثال ...

يقول ‏أنس بن مالك رضي الله عنه كما في البخاري ‏‏، كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية ...

فأدركه أعرابي ...

‏فجذبه جذبة شديدة ، قال أنس : فنظرت إلى ‏صفحة ‏عاتق النبي ‏صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال هذا الأعرابي :‏ -

مر لي من مال الله الذي عندك ...

فماذا عمل الرسول مع هذا الموقف ...

، التفت وضحك ثم أمر له بعطاء "

دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 07:05 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




وصيـة لغرس الثقة والتغلب على الخـوف والخجل


إن أكبر مشكلة تواجه الإنسان سواء كان مدرباً أو محاضراً أو خطيباً مبتدئاً هو عدم الثقة بالنفس والتردد والخجل والحرج والخوف والرهبة أمام المستمعين، لذا فإنه يمكننا أن نوصي بالوصايا الخمسين التالية:


• استعن بالله تعالى، واخلص عملك له، واسأله التوفيق والتيسير .
• اقرأ شيئاً من كتاب الله تعالى قبل المثول بين يدي المشاركين .
• صل ركعتين ثم ارفع يديك بالدعاء .
• اطلب الدعاء من والديك أو من أهل بيتك .
• تصدق قبل المحاضرة، أو امسح على رأس اليتيم، أو تقرب إلى الله بأي عمل صالح .
• استغفر الله من ذنوبك ومعاصيك .
• تبرأ من حولك وقوتك، والجأ إلى حول الله وقوته، وتوكل عليه وحده .
• حضر تحضيراً جيداً، واقرأ كثيراً كل ما يخص موضوع البرنامج .
• يمكنك عمل خريطة ذهنية (Mind Mapping) .
• رتب الموضوع ترتيباً منطقياً ومتسلسلاً ليسهل تذكره .
• تفهم فكرتك جيداً قبل أن تتحدث بها .
• احفظ ما تريد قوله جيداً، واحرص على تكراره كثيراً .
• تمرن على ما تريد قوله، وجرب عرضك له في بيتك ، ثم تعرف على أخطائك وحاول تلافيها (اعمل بروفة) .
• احرص على إعداد مقدمة مركزة وقوية ومحفوظة حفظاً جيداً .
• خاطب نفسك وأقنعها بالمقدرة والنجاح، ولسوف تنجح بإذن الله تعالى .
• كن طبيعياً، وأحذر التكليف والتنطع .
• كن أنت، واستخدم كلماتك وعباراتك، ولا تقلد كثيراً، وإذا كان ولابد فقلد أفضل
الموجود ثم طورهُ وحسنهُ .
• حاول الارتجال، وتجنب القراءة الكثيرة من ورقة أو مذكرة .
• ضع أمامك رؤوس أقلام الموضوع .
• أعط تركيزاً خاصاً للدقائق الخمس الأولى .
• حسن مظهرك، وطيب نفسك، ورتب هندامك .
• افحص كافة المعدات والأجهزة والمساعدات المرئية، وتدرب على استعمالها .
• توقع المشكلات الممكن حدوثها، واستعد لها .
• تدرب على التعامل مع الأسئلة الصعبة والرد عليها .
• احرص على المبادرة والإقدام، وكن شجاعاً جريئاً .
• تحدَّ نفسك، وأرغمها على المجازفة، وأقنعها أن المراتب العالية لا تتأتي إلا بالمجازفة والإقدام والهمة العالية وخوض الصعاب .
• وافق على بعض الخوف على أساس أنه طبيعي وجيد .
• ذكر نفسك بأن كل رجل مشهور كان عرضة للخطأ، فلا حرج من الإخفاق في الأمر .
• تصور نفسك متحدثاً جيداً .
• اعتقد أن الجمهور في صفك .
• تخيل أن الحضور لا يفهمون شيئاً، أو افترض عدم معرفتهم تماماً بالموضوع أو ضآلة معلوماتهم في هذا الشأن .
• أقنع نفسك أن تبعات خوض هذا المضمار أخف وطأة من تبعات التراجع والتردد والرضا بالدون .
• استشر أولي الخبرة والاختصاص فلعلك تجد عند بعضهم ما يثبت فؤادك ويقوي جنانك ويثير همتك .
• تذكر دائماً أننا نخطئ كثيراً عندما نعتقد أن الحضور يحصون حركاتنا إحصاءً دقيقاً .
• تدرج في التدريب والإلقاء والخطابة، وابدأ في منتديات صغيرة ومع فئات قليلة ذات المستويات المحدودة .
• إن استطعت أن لا تبدأ التدريب والإلقاء والخطابة أمام أناس تربطك وإياهم صلات وثيقة فافعل .
• احضر دورة تدريب مدربين .
• أمسك بجسم صلب (عصا أو خشبة المنبر أو أطراف المنصة أو غير ذلك) إن تيسر لك ذلك .
• خذ نفساً عميقاً ثم أخرج الهواء إخراجاً هادئاً لتهدأ نفسك .
• ابتسم ابتسامة خفيفة .
• ابدأ الكلام بحمد الله والثناء عليه .
• إذا لم تستطع النظر إلى عيون المشاركين فانظر أعلى قليلاً من مستوى رؤوسهم أو انظر إلى جباههم .
• تصنع التمكن والاستعداد والثقة بالنفس(من حيث النظرات والالتفات والحركة وغيرها) .
• تحدث بهدوء واضبط أعصابك وان تكلفت ذلك .
• عرف نفسك للمشاركين، وتعرف عليهم .
• أذب الجليد، وأوجد وضعاً غير رسمي (ودي وأخوي) أثناء البرنامج .
• ابدأ بتناول الموضوعات السهلة والبسيطة والتي لا تثير جدلاً ولا اعتراضاً .
• استخدم لغة الجسم بإتقان مع تجنب التكلف .
• تحرك بخطوات ثابتة وهادئة داخل القاعة وفي أوساط المشاركين، وأحرص على حفظ أسماء المشاركين واستخدامها .
• أشرك المتدربين في الحوار والنقاش، واحرص على الرد على الاستفسارات والأسئلة وعدم التردد في مجابهة المواقف أو تمييعها .
دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 07:13 PM   رقم المشاركة : 13

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




إنهم يُريدون الله

كانت حياتهم مضربا للأمثال في الإخلاص و التجرد , لهم في ذلك قصص و أخبار , إنما هي عبق الزمان الذي تعطّر به , قصص أخفوها و بالغوا في ذلك , حتى أظهرها الله لتكون منارا للسائرين , و عبرة للمعتبرين , و نبراساً يُنير الطريق للكسالى و المتهاونين .
أشبه ما يكون عملهم برجل عمل بليل , فطلع الفجر فرآه كل الناس , و صنف آخر يعملون بالنهار للناس فجاء الليل فطمس كل معالمه .
لما ولي حفص بن غياث- رحمه الله - قاضيا : قال أبو يوسف لأصحابه : تعالوا نكتب نوادر حفص ! فلما وردت أحكامه و قضاياه على أبي يوسف ، قال له أصحابه : أين النوادر التي زعمت تكتبها ? قال ويحكم ! إن حفصاً أراد الله فوفقه .
نعم أراد الله فوفقه , أراد الله فوفقه , إنها المعادلة التي لا تتغير و لا تتبدل و لا تتخلف .
وهذا الإمام مالك رحمه الله يقول : جلست إلى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة ، و استحلفني أن لا اذكر اسمه في الحديث !
فأبى الله إلا أن يُذكر و يُشكر , و يُدعى له و يُستغفر ، و نحن الآن و بعد مئات السنين , و ما زالت الأمة تسطر أخباره بكل فخر و اعتزاز , فيا لله ما أعظم العمل حين يكون لله , و ما أجمل عاقبته .
و هذا شيخ الإسلام طلحة بن مصرف رحمه الله اشتهر بالقراءة ، و كان يسمى سيد القراء , فلما علم إجماع أهل الكوفة على أنه أقرأ من فيها ، ذهب ليقرأ على الأعمش ليسلخ ذلك الاسم عنه ! و لتـنـزل رتبته في أعينهم ، و يأبى الله إلا رفعته .
و هذا إمام أهل السنة يقول عنه ابن معين : ما رأيت مثل أحمد صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشئ مما كان فيه من الخير
لأنهم يريدون الله ، انشغلوا به ليرضى عنهم ، فبماذا يفتخرون و هم يوقنون بأن الخير خيره ، و الفضل فضله .
كانت و صاياهم كما قال بشر : لا تعمل لتُذكر، اكتم حسناتك ، كما تكتم سيئاتك .
و كانت آمالهم كما قال الشافعي رحمه الله : وددت أن كل علم اعلمه تعلمه الناس أوجر عليه و لا يحمدوني !
يا للـه ! بمثل هذه العبارات الصادقة يبرز التميز ، و تفترق الطرق ، و يوفق من يوفق ، و يخذل من يخذل ، جمعوا الهم فجعلوه واحداً ، و اختصروا السفر مع اقرب و أسهل طريق ، فبانت لهم المعالم ، و ظهرت لهم العلامات ، حتى اطمأنت قلوبهم ، و فاضت مشاعرهم ، و لواعج الشوق تُزعجهم ، فشمروا و جدوا في السير ، حتى أصبحت أخبارهم مضرباً للمثل ، و نجوماً يهتدي بها السائرون ، قال ابن القيم رحمه الله : " كان الإمام أحمد رضي الله عنه شديد الكراهة لتصنيف الكتب و كان يُحب تجريد الحديث ، و يكره أن يُكتب كلامه و يشتد عليه جدا ، فعلم الله صدق نيته و حسن قصده فكُتب من كلامه و فتواه أكثر من ثلاثين سفرا ، منّ الله علينا بأكثرها إلا القليل ، و قد جمع الخلال نصوصه في الجامع الكبير فبلغ عشرين سفرا " ا.هـ
نعم " فعلم الله صدق نيته و حسن قصده " ما أجمل قراءتها ، و أبهى منظرها ، و أحسن عاقبتها .
و هذا إمام دار الهجرة ، له النصيب الوافر في هذا الباب ، فعن ابن إسحاق بن بابين قال : وجدنا في تركة مالك صندوقين مقفولين فيهما كتب ، فجعل أبي يقرأها ويبكي ويقول: رحمك الله إنك كنت تريد بعملك الله ، لقد جالسته الدهر الطويل وما سمعته يحدث بشيء مما قرأت .
إنهم يريدون الله بعلمهم ، و كلامهم ، و سكناتهم و حركاتهم ، و جميع أحوالهم و حالاتهم ، فهذا عالم المغرب يقول عنه احد تلاميذه : كان سحنون صمته لله ، وكلامه لله، إذا أعجبه الكلام صمت، وإذا أعجبه الصمت تكلم .
و قال ابن متعب: ما عمل سحنون قط شيئاً إلا لله ، ولا تكلم بشيء إلا لله ، فلذلك عظم خطره .
نعم و لذلك عظم خطره , و تعطّر ذكره , و بقي الثناء له و الترحم عليه , حتى إنهم لا يأبهون برأي الناس و لا يُعيرونه اهتماماً ، و لا تعني الاتهامات و الظنون لهم شيئا ، فهذا زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، كان يتهمه الناس بالبخل في حياته ، فلما مات نشر الله له الثناء الحسن ، و أظهر ما كان يُخفيه بالليل عن الناس ، حتى قال أهل المدينة : ما فقدنا صدقة السر إلا بعد ما مات علي بن الحسين .
و إذا كان هذا في العطاء لله ، فهناك من يترك لله ، فهذا أبو عبد الله محمد بن عتاب القرطبي خلّف صندوقاً مقفلاً قد أوصى ألا يُفتح إلا بعد موته، فلما مات فتح ، فإذا فيه أربعة كتب من أربعة رؤساء: ابن عباد وابن الأفطس وابن صمادح وابن هود، كل منهم يدعوه الى نفسه وتقلّد القضاء ببلده، وقد كتب على كل كتاب منها: تركت هذا لله .
سبحان الله ! تأتيه الطلبات من الملوك و الرؤساء ، لنيل المراتب و الوظائف العالية ، فيجعل هذا كله في صندوق ! نعم إنهم يُريدون الله .
و لا ننسى أن نذكر الصحابة رضوان الله عليهم ، لأنهم يتبوءون مركز الصدارة في هذا الباب ، فترك الله لهم الذكر الحسن ، و جُمعت أخبارهم و أقوالهم و أحوالهم في بطون الكتب و صدور الرجال ، و أصبحت سيرهم على كل لسان ، فلا ترى مسلماً إلا و يُثني عليهم و يُجلهم و يحفظ نبذة من أخبارهم و أحوالهم ، لأن ما كان لله يبقى و ينتفع الناس به ، قال علي بن الفضيل لأبيه يا أبت‏:‏ ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , قال يا بني‏:‏ وتدري بما حلا ؟ قال‏:‏ لا , قال‏:‏ لأنهم أرادوا به الله تعالى‏.‏
و قد ذكر الله أنهم ( يبتغون فضلاً من ربهم و رضوانا ) و أنهم ( يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ) ، و علق الذهبي على قصة لأمير المؤمنين عمر – رضي الله عنه – فقال : " و لم يكن سعيد بن زيد متأخرا عن رتبة أهل الشورى في السابقة و الجلالة و إنما تركه عمر رضي الله عنه لئلا يبقى شائبة حظ لأنه ختنه و ابن عمه ، و لو ذكره في الشورى لقال الرافضي حابى ابن عمه ، فأخرج منها و لده و عصبته ، فكذلك فليكن العمل لله " ا.هــ
نعم كذا فليكن العمل لله ، و ما أكثر هذه النماذج و القصص و الأخبار عن الصحابة في هذا المجال .
فالواجب على المربين و المتصدين للتعليم و التوجيه ، تعميق هذا المفهوم في النفوس ، لأن هذا هو الطريق للرضوان و الفوز و الفلاح ، فالمطلوب أن نكون دعاة لله عز و جل ، لا لأنفسنا و حظوظنا و شهواتنا ( و ما يُلقاها إلا الذين صبروا و ما يُلقاها إلا ذو حظٍ عظيم ) .

دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 07:36 PM   رقم المشاركة : 14

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




الباتك تنطق الأغلبية الصامتة..! ( ملامحُ ونظرات )

(1)

" هذه شخصية مُسلمةٌ مُتميزةٌ مُتكاملة"..

ربما تلفتُ عبارةٌ كهذه أنظارَ كثيرين وكثيرات ممن يرتقبون فجر النهضة الموعود..
ولربما كانت -لهم- حروفًا تستمطر تساؤلاتٍ غِزارًا :

-- كيف تُبنى هاتيك الشخصيات المُسلمةُ المُتكاملة..؟!

- وأين تُبنى..؟!
- ومتى..؟

- فأما الزمان :
فلا أحسب زمانًا مرَّ على الأمة كزماننا الذي انتفشت فيه صولة الباطل، وكاد يتوارى صوتُ الحق المُبين - أو صوتُ حَمَلَتِه على الصحيح! -..
زمانٍ باتت فيه تلك العينات المُتكاملة المُرتقبة أندرَ من الكبريت الأحمر.. وواقع الفتيات -مثلاً- خيرُ شاهدٍ على هذه النُدرة..

نعم.. المسلمون كثير كثير، بل المُستظلون -ولو عاطفةً- بأفياء الصحوة كثيرون وكثيرات..
لا أبالغ لو قلتُ إنهم في أغلبية.. لكنها أغلبيةٌ صامتة (*)..!

من أجل ذلك كله؛ صارت الأمةُ ترنو إلى بناء صفٍ يعلو هُتافه بالحق.. قادرٍ على المُدافعة وعلى الانطلاق..
صفٍ صالح مُصلح مُنتقى.. مُزودٍ بجرعاتٍ من العلم والثقافة والوعي.. صفٍ مُتوازن.. لا يميد أمام عواصف التغيرات المُتسارعة..!

كل ذلك بالأفكار المناسبة ، وبالعمل الجاد ، وبالتضحية والبذل والعطاء .. وبحسن القصد..
ويظل التوكلُ على إلهنا العزيز الحكيم الرحيم؛ ويظل دعاؤه ورجاؤه سبحانه؛ قبل ذلك كله وأثناءه وبعده ..!

- وأما مكان بناء النفوس المُسلمة المُتكاملة :
فكل مكانٍ يجتمع فيه المسلمون والمسلمات هو موضعٌ مناسب .. متى ما وُجد الباذلون أو الباذلاتُ .. واستبان المنهج.. وكانت الهمةُ العاليةُ وكان ارتقابُ الثواب وقودين لا انقضاء لهما..

عندنا المساجد؛ حيث انطلقت أنوار الحق لتملأ الآفاق..
وهناك المحاضن التربوية العصرية؛ مدارسًا كانت أم دورًا لتعليم القرآن أم مراكز صيفية أم غيرها..
وبين يدينا بيوتُنا.. ومنازلُنا.. فيها نعيش، وبها نُربي ونتربى، وعليها تُغرس البذرةُ الأولى..

- وأما كيف تُبنى الشخصية المُتكاملة..؟!
فهذا ما يُجاب عن شئٍ منه في جُزءٍ تالٍ بإذن الله..

(2)

كيف تُبنى الشخصيةُ المسلمةُ المُتكاملة..؟!

إنه سؤالٌ كبير ولا شك..!
وليس هذا الموضوع بكافٍ للإجابة عليه..

إنما هي "محاولة" لرسم شئٍ من جوانب تلك الشخصية..
محاولةٌ ساهم فيها بعض الإخوة الأفاضل.. فوضعوا لكل جانبٍ من جوانب الشخصية المتكاملة أهدافًا في إطار نظري، ثم جرَّبوه عمليًا في بعض المحاضن التربوية..
فكان نتاج التنظير والتجربة رصيدًا مُدونًا بإيجاز ؛ علَّه يكون "نواةً" لمزيد إضافة وتعديل وتحوير..

هي جوانب وأهداف لنسعى إلى تجسيدها في واقعنا :
واقعِنا الذاتي؛ فنُعزز الموجود، ونرمم الضعيف، ونبني المفقود..
وواقعِ مَن حولنا كذلك..

أولاً : الجانب العلمي

وأهدافه هي :
1 – تعليم عقيدة أهل السنة والجماعة .
وذلك عبر /
• التعريف بأصول الإيمان عند أهل السنة.
• التعريف بمنهج أهل السنة في التلقي في التلقي والاستدلال.
• التحصين من الأفكار المنحرفة والبدع الضالة.
• التعريف بمنهج أهل السنة والجماعة وصفاتهم.
• التعريف بأهم مصادر العقيدة.
2 – تعليم أسس العلوم الشرعية.
3 - الاعتناء باللغة العربية.
4 – تعليم آداب طلاب العلم ومنهج السلف في التعلم والتعليم.
5 – تعليم أسس البحث العلمي وأدواته.
6 – تحقيق التكامل العلمي قدر الإمكان.

ثانيًا : الجانب الإيماني

وأهدافه هي :
1 – غرس الإيمان وتقويته.
2 – تعميق العناية بأعمال القلوب، وإتيانهم بها.
3 – تقوية الاعتناء بأداء الواجبات والبعد عن المحرمات.
4 – تشجيع المسابقة في الخيرات.
5 – تربية التعلق بالآخرة والزهدِ في الدنيا.

ثالثًا : الجانب الأخلاقي

وأهدافه هي :
1– تنمية دوافع معرفة الأخلاق الفاضلة والتزامها.
2 – التعريف بالمنهج النبوي وهدي السلف في الأخلاق والسلوك.
3 – التعريف بالأخلاق الحسنة، ومهاراتِ اكتسابها، وتطبيقها.
4 – الوقاية من السلوكيات والأخلاق الذميمة.

رابعًا : الجانب الدعوي

وأهدافه هي :
1 – رفع الهمّ الدعوي.
2 – تنمية صفات الداعية.
3 – تعليم المهارات الدعوية.
4 – التعريف بطبيعة المنهج الدعوي، ومعالمِه.
5 – تنمية الثقافة الدعوية.

خامسًا : الجانب التربوي

وأهدافه هي :
1 – تنمية الاقتناع بأهمية التربية.
2 – إيضاح المنهج النبوي وهدي السلف في التربية.
3 – تنمية المعارف التربوية.
4 – تنمية المهارات التربوية.

سادسًا : الجانب الفكري والواقعي

وأهدافه هي :
1- تنمية القدرات العقلية، وتحسن آلية التفكير.
2 – التحصين من سموم الغزو الفكري.
3 – تنمية الاهتمام بأمور المسلمين، والتعريف بحاضر العالم الإسلامي.
4 – التعريف بالمنهج السليم لفهم الأحداث وإدراك الأمور.

سابعًا : الجانب الإداري

وأهدافه هي :
1 – الاقتناع بأهمية علم الإدارة.
2 – التعريف بأسس العملية الإدارية وتطبيقاتها.
3 – تنمية مهارات إدارة الذات.
4 – تنمية مهارات القيادة والتأثير والاتصال...

(3)

تلك سبعة جوانب..
وتحت كل جانبٍ منها أهدافٌ تتصل به..
وكل ذلك بمثابة الإطار النظري..

فماذا عن المادة التي يُفترض فيها أن تملأ كل ذلك الإطار..؟!

حسنًا.. ثمة مراجع ومواد مما كتبه الإخوة (*) أصحاب هذا المشروع -جزاهم الله خيرًا-..
لكن من الصعب -كما قلتُ- أن يُكتب كل شئٍ في سطور..

وإنما يُمكن أن تُدرج هنا بعض تلك المراجع المُعينة على تحقيق هدفٍ يسأل عنه أحدُكم..

لنتفترض أن أحدًا سأل عن الجانب الإيماني؛ وعن هدف ( تشجيع المتربين على المسابقة إلى الخيرات ) بالتحديد..

فحينئذ تُدرج مراجع كثيرة.. لتُساعد - بإذن الله - الراغبين والراغبات في بناء شئٍ من هذا الهدف المُعزز لجانب الإيمان..
سواءٌ كان البناء للذات؛ أو لبعض مَن حولنا..

ومن هذه المراجع المُناسبة لذاك الهدف :
* حوافز لعمل الخيرات ( من كتاب 20 حافزًا على الخير.. لخالد الدويش..)
* آثار النوافل في تزكية النفوس ( منهج الإسلام في تزكية النفوس لأنس كرزون 1 / 304 - 335 )
* الوقت في حياة المسلم ( الوقت أنفاسٌ لا تعود - الوقت في حياة المسلم للقرضاوي )
* كثرة طرق الخير ( باب كثرة طرق الخير من رياض الصالحين وشروحه )
* المداومة على الطاعة ( فتح الباري 1 / 101 ، 3 / 18 - الزهد لأحمد بن حنبل 227 - فيض القدير للمناوي 1 / 166 )



دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 07:39 PM   رقم المشاركة : 15

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




صنع البديل لكي تصلح الجيل

لا شك أن هذا الجيل الفريد يعيش في عصر معقد ، يتخلله صراعات تهدم الأسس والمسلمات التي تربى عليها من خلال تربيته في البيت أو المدرسة أو المسجد .
هذا الجيل بني على حبّ ما يحبه الله ورسوله ، وبغض ما يكرهه الله ورسوله ، لكن مع هذا البناء ... إلا أنه يحتاج إلى تدعيمه بالبدائل التي تزيد من هذا البناء ، وتسهم في دفع وسائل الهدم المطروحة ...

عندما نريد أن يكون لدينا جيلٌ يملك الوعي ، والقدرة على تجاوز البدائل السيئة ، فإنه ينبغي للدعاة والمربين أن يملكوا المقومات التي تساعدهم في صنع البديل لهذا الجيل .

قد يقول قائل ( إنني أوجه وأرشد أبنائي وطلابي وأهتمّ بهم وهذا يكفي ) أقول لمن كان هذا تفكيره هذا جيد ولا شك ، لكن يكون الجيد جيدا إذا كان الأجود هو الأحسن ، فلو أُقرِن هذا الخطاب والتوجيه بصنع البدائل لهم لكن هذا أدعى في الإستجابة أكثر.

• قناة المجد الآن متوفرة وهذه القناة بذاتها تملك بدائل لا تتصور، سواء كان ذلك للطفل أو للشاب أو للفتاة ، أو للمثقف ، أو لطالب العلم أو غيره ... لكن من هو الذي صنع هذا البديل لمن لا يملكه ؟
• المجلات الإسلامية تتوفر في الأسواق بالعشرات سواء كان للطفل أو للشباب أو الفتيات أو المرأة المسلمة 000 لكن متى نوظف هذه المجلات بشكل كبير بين من غفل عنها ولم يلقي لها بالاً ؟
• الأشرطة السمعية ... الكتب المقروءة ... أجهزة الحفظ المساعدة في القرآن الكريم ... المواقع الإسلامية في الإنترنت ... ال cd المنضبطة الموجودة في الأسواق .... الألعاب الترفيهية .... إلى غير ذلك من البدائل المتوفرة التي تحتاج إلى تفعيل إيجابي بين أفراد هذا الجيل الفريد ...

ينبغي للدعاة والمربين أن يكون لديهم جرأة في المراجعة والتطوير ، وأن يأخذوا بأسباب النجاح ، وأن يكون لديهم شعور بأننا مطلوبين بالنجاح ، وأن يخوضوا التجارب الناجحة في تفعيل البديل ، وأن يكون هناك ارتقاء بالحسّ الحضاري والذوق ، وأن يكون هناك تلائم مع المتغيرات الجديدة والعولمة من أجل أن نصلح هذا الجيل .


دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 07:42 PM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`





أيها المربي هل أنت قدوة ؟؟؟

حين نذكر مشكلة ما لا يعني الانتقاص . بل لترك العيب إن كان خطأ والعمل على تصحيح المسار والرقي لزكاة النفس ، خاصة حين يكون المربي متعدي النفع ، ليس كمثل من كان قدوة على نفسه فقط ، وأهم من يكونون قدوة هم أولئك الذين نصبوا أنفسهم ونذروها لله ، جلسوا في المساجد يذكرون ويتذاكرون كلام العلام الجليل ، فهم والله القدوة الحق ممشاهم ، وهم نبراس الدجى إذا أظلمت الليالي ، وهم والله من نشكو لهم بعد أن ترك أولياء الأمور أبنائهم بدون رقابة فضلاً عن التربية أصلاً..!
وحتى نكون جادين في التصحيح فهذه إشارات على الطريق أحببت سكبها فيما أحسست فقد ينسى القدوة نفسه والمربي كذلك فيزل الدرب قليلاً فتكون النتيجة ليست كما يحب:
فقد لاحظت أن بعض المشرفين وبعض المدرسين في بعض الحلقات قد لا يلقي بالاً لما يفعله.. ولا ينتبه لما يقوم به .. ! ولا هناك من يذكره.. وينبه ..!
ثم يكون ما قام به وبالاً. ويعمل ما لا يسيغ فعله ، فيكون على مر الأيام النتائج بلا ثمرة ..
وطعم ولا رائحة ..! -والأفعال هي نتائج القدوات الضعيفة-.
ومن ذلك مثلاً :
أن البعض قد يتعامل مع الطلاب (فعلاً أو قولاً ) بلا جسور المحبة ولا علاقات المحبة الطبيعية.. ولا أقصد أن يتكبر عليهم أو يجعل نفسه عالية في برج عاجي كما يقال ويكون هو الآمر الناهي فقط ..! كلا
بل يكون كمثل الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله ولطفه مع حزمه عند العمل ، ودعابته الصادقة مع قوته في العمل.
ولكن فيما أقصد أن لا يكون الطلاب في منزلته ، أي لا يزيد من النكت الكثيرة والمباحات السخيفة ليقال (متواضع!) محبوب ويتكلف أحياناً النكتة ليضحك القوم ليقال (ظريف) أو يزيد منها لملاطفة الطلاب .. كما يزعم .. وبعض الأخوة قد يتنزل في معاملته لكي يكون المشرف الأول عند الطلاب إذا غاب سئلوا عنه وهذا الأمر لم يكن إلا لأنه هو المهرج فإذا حضر كانت المزحة هي الأصل عنده ..! بل البعض قد يتغابي عند الطلاب ويمثل عندهم كما يسميه البعض (استهبالاً) ويكون معروفاً بذلك.
ولذا فإن المربي إذا سقط في هذه الهفوة كان المشرف الآخر يريد أيضاً أن يحبه الجميع فيكون هو أيضاً يتنافس مع صاحبه في هذا المرح والمزاح ، حتى يسقط صاحبه لكي يكون هو الأفضل منه في هذا الباب ،
والملاطفة إذا زادت عن حدها انقلبت إلى ضدها. وقد تنحرف الحلقة عن مسارها وتكون الشللية المقيتة ثم كون الحلقة وطلابها ومشرفيها وبالاً وكل هذا الأمر من نسيان القدوة المربي الهدف الذي من أجله جاء إلى هذا المكان.
إن المسكين الذي أصبح كالمهرج مع الأيام يصبح كالرجل الضائع الذي لا عامود أصلحه و لا إناء نضح فيه الماء لأن الطلاب أصبحوا لا يقبولون نصحه وإرشاده.
وما درى هؤلاء المساكين أن كل هذه الأفعال ليست من مصلحتهم أبداً بل ربما ندموا عليها في الغد القريب بل ربما إذا أصبحوا مربين حقاً لا اسماً فقط.
والحقيقة المهمة أيضاً ان هؤلاء الطلبة بعد عدة سنوات قريبة سيكبرون ، وربما يكونون معه في ذات المكان أو قريب منه ، ويتذكرون هل كانت طريقته صحيحة أم لا ؟ وهل كانت حقاَ تصب في مصلحتهم أم لا؟ بل ربما انتقدوه وهم صغار على أفعاله..! وحق لهم.

ولذا أؤكد على الأخوة المصلحين عدة أمور :

1- التذكير بالهدف الدعوي الذي يقوم به أفرادهم وهي التي جاء بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
2- لا بد من العناية بالاختيار المناسب لفلذات الأكباد فالحلقة الهشة هي نتاج للمشرفين.
3- العناية بكتاب الله وسنة رسوله قولاً وفعلاً فهذا أهم ما تقوم عليه ركائز الدعوة.
4- التذكير بتربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وكيفية ملاطفتهم والخلق الذي كان مزاجاً لدعوته وقوله.
5- لكل جواد كبوة ولذا على المطلعون على شؤون الحلقات التأكيد على هذه النقاط والاقتراب من الوضع الحالي لكي ينصح من يراه منغمس في العمل المشين.


دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 07:45 PM   رقم المشاركة : 17

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




كيف تكسب قلباً

• فكيف تكسب قلباً؟

اقرأ هذه القواعد المهمة و راجعها من وقت لآخر وتجد لها الأثر بإذن الله:

1. أصلح ما بينك وبين الله يصلح ما بينك وبين الناس.
2. ضع نفسك في مكان الآخرين ثم أسمعهم من الكلام ما تحب أن تسمع وتصرف معهم كما تحب أن يعاملك به الآخرون.
3. اظهر اهتمامك بالناس الآخرين , في الهيئة والجلسة والاستماع و توجيه جميع الجوارح للشخص الأخر.
4. ابتسم..........ابتسم..............ابتسم.
5. لا تنتقد أحداً. النقد الجارح أو العقيم في أمور الدنيا, أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون بالأسلوب الحسن الرفيق.
6. تذكر أن اسم الإنسان وكنيته أغلى و أهم الأسماء بالنسبة له.
7. كن مستمعاً لبقاً , وشجع الآخرين للتحدث عن أنفسهم.
8. تحدث عن الأمور التي هي موضع اهتمامهم ومدخلاً إلى قلوبهم.
9. كن مخلصاً في تقديرك وكريماً في مدحك.
10. اسألهم عن آرائهم ومقترحاتهم في المواضيع المشتركة واستشرهم في المواضيع الخاصة.
11. كن لماحاً , كأن تثني على لباس الشخص أو جواله أو ساعته أو غترته, وكأن تقول مثلاً:"ما شاء الله اليوم عريس!" أو تبدي إعجابا بشيء يملكه وتسأل عن هذا الشيء باهتمام.
12. احتفظ بهدوئك ورباطة جأشك عند الاستفزاز.
13. اختر كلماتك بعناية خصوصاً في أول لقاء وكن متهللاً عند الكلام واحذر من جمود القسمات وغلظة الوجه و إن كانت كلماتك كالنسيم.
14. رصع حديثك بالنكت والطرائف والأمثال ولا تجعلها تطغى على حديثك ولا تقل إلا حقاً.
15. إفشاء السلام و رد التحية مفتاح لكل قلب.
16. البساطة وعدم التكلف في التعامل.
17. مظهرك النظيف الجذاب , وأسنانك وفمك وبدنك الطاهر تريح التعامل معك ولا تنفر منك.
18. اهتم بالتواصل الجسدي بأن تشد بحرارة على يده أثناء السلام ولا تسحبها قبله. إذا مشى بجانبك وترى من المناسب أن تمسك بيده حال المشي فافعل. احتضن وعانق من وصل من السفر. ربت على الكتف فالتواصل الجسدي له أثر عجيب على النفوس
دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 07:51 PM   رقم المشاركة : 18

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`





لإقناع: القوة المفقودة !

تروي بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه ؛ وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد والرجل يزداد تمسكاً بمعطفه وإصراراً على ثباته وبقاءه حتى حل اليأس بالرياح فكفت عنه ؛ واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا . وجاء دور الشمس فتقدمت وبزغت وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها فما أن شاهدها حتى خلع معطفه مختاراً راضياً...

إن الإكراه والمضايقة توجب المقاومة وتورث النزاع بينما الإقناع والمحاورة يبقيان على الود والألفة ويقودان للتغيير بسهولة ويسر ورضا . إن الإقناع كما هو الحوار لغة الأقوياء وطريقة الأسوياء ؛ وما ألتزمه إنسان أو منهج إلا كان الاحترام والتقدير نصيبه من قبل الأطراف الأخرى بغض النظر عن قبوله .

والقرآن والسنة وهما نبراس المسلمين ودستورهم وفيهما كل خير ونفع قد جاءا بما يعزز الإقناع ويؤكد على أثره ، فآيات المحاجة والتفكر كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها وكالملك الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه وكمناقشة مؤمن آل فرعون قومه ؛ وأما الأحاديث فمن أشهرها حديث الشاب المستأذن في الزنا ؛ وحديث الرجل الذي رزق بولد أسود ؛ وحديث الأنصار بعد إعطاء المؤلفة قلوبهم وتركهم ؛ كل هذه النصوص مليئة بالدروس والعبر التي تصف الإقناع وفنونه وطرائقه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

? ما هو الإقناع ؟

للإقناع عدة تعريفات منها :
استخدام المتحدث أو الكاتب للإلفاظ والإشارات التي يمكن أن تؤثر في تغيير الاتجاهات والميول والسلوكيات .

تعريف آخر :

عمليات فكرية وشكلية يحاول فيها أحد الطرفين التأثير على الآخر وإخضاعه لفكرة أو رأي .

تعريف ثالث :

تأثير سليم ومقبول على القناعات لتغييرها كلياً أو جزئياً من خلال عرض الحقائق بأدلة مقبولة وواضحة .
ويظهر جلياً من التعريفات السابقة أن الإقناع فرع عن إجادة مهارات الاتصال والتمكن من فنون الحوار وآدابه .وتتداخل بعض الكلمات في المعنى مع الإقناع مع وجود فوارق قد تكون دقيقة إلى درجة خفائها عن البعض ؛ ومن أمثال هذه الكلمات : الخداع ، الإغراء ، التفاوض . فبعضها تهييج للغرائز وبعضها تزييف للحقائق وبعضها مجرد حل وسط واتفاق دون اقتناع وهكذا .

? عناصر الإقناع :

1- المصدر : ويجب أن تتوافر فيه صفات منها :
الثقة : ويحصل عليها من تأريخ المصدر إضافة إلى مدى اهتمامه بمصالح الآخرين .
المصداقية : في الوعود والأخبار والتقييم .
القدرة على استخدام عدة أساليب للإقناع : كلمة ، مقالة ، منطق ، عاطفة ، ...
المستوى العلمي والثقافي والمعرفي .
الالتزام بالمبادئ والقناعات التي يريد إقناع الآخرين بها .

2- الرسالة : لابد أن تكون :
واضحة لا غموض فيها بحيث يستطيع جمهور المخاطبين فهمها فهماً متماثلاً .
بروز الهدف منها دون حاجة لعناء البحث عنه .
مرتبة ترتيباً منطقياً مع التأكيد على الأدلة والبراهين .
مناسبة العبارات والجمل حتى لاتسبب إشكالاً أو حرجاً ولكل مقام مقال .
بعيدة عن الجدل واستعداء الآخرين ؛ لأن المحاصر سيقاوم ولا ريب !

3 – المستقبِل: ينبغي مراعاة ما يلي :
الفروق العمرية والبيئية .
الاختلافات الثقافية والمذهبية .
المكانة العلمية والمالية والاجتماعية .
مستوى الثقة بالنفس .
الانفتاح الذهني .

? يعتمد نجاح االإقناع على :
1- القدرة على نقل المبادئ والعلوم والأفكار بإتقان .
2- معرفة أحوال المخاطبين وقيمهم وترتيبها .
3- الجاذبية الشخصية بأركانها الثلاثة : حسن الخلق ، أناقة المظهر ، الثقافة الواسعة .
4- التفاعل الإيجابي الصادق مع الطرف الآخر .
5- التمكن من مهارات الإقناع وآلياته من خلال إمتلاك مهارات الاتصال وإجادة فنون الحوار مع الالتزام بآدابه .
6- التوكل على الله ودعائه مع حسن الظن به سبحانه .

? ما يجب عليك فعله :

• قبل الإقناع :
1- الإعداد الكامل فالأنصاف إتلاف للجهد ومضيعة للأوقات .
2- البدء بالأهم أولاً خشية طغيان مالا يهم على المهم .
3- اختيار التوقيت المناسب لك وللطرف الآخر .

• في أثناء الإقناع :

1- توضيح الفكرة بالقدر الذي يزيل اللبس عنها .
2- المنطقية والتدرج .
3- العناية بحاجات الطرف الآخر .
4- تفعيل أثر المشاعر .

• بعد الإقناع :

1- دحض الشبهات والرد على الاعتراضات .
2- التأكد من درجة الإقتناع من خلال إخبار الطرف الآخر أو مشاركته في الجواب عن الاعتراضات أو حماسته للعمل المبني على إقتناعه .
3- التفعيل السلوكي المباشر .

? قواعد الإقناع :

1- أن يكون القيام خالصاً لله سبحانه وتعالى لا يشوبه حظ نفس .
2- الالتجاء لله بطلب العون والتوفيق ووضوح الحق .
3- وجود متطلبات الإقناع الرئيسة وهي :
الاقتناع بالفكرة . وضوحها .
القدرة على إيضاحها . القوة في طرح الفكرة .
توافر الخصال الضرورية في مصدر الإقناع .
4- معرفة شخصية المتلقي وقيمه واحتياجاته مع تحديد ترتيبها . وقد ينبغي عليك تقمص شخصيته لتتعرف على دوافعه ووجهة نظره .كما يجب معرفة حيله وألاعيبه حتى لا تقع في شراكها .
5- حصر مميزات الفكرة التي تدعو إليها مع معرفة مآخذها الحقيقية أو المتوهمة وتحليل المعارضة السلبية المحتملة وإعداد الجواب الشافي عنها . وأعلم أن أسلم طريقة للتغلب على الاعتراض أن تجعله من ضمن حديثك .
6- اختيار الأحوال المناسبة للإقناع : زمانية ومكانية ونفسية وجسدية ؛ مع تحين الفرصة المناسبة لتحقيق ذلك .
7- تحليل الإقناع إلى :
مقدمات متفق عليها كالحقائق والمسلمات .
نتائج منطقية مبنية على المقدمات .
8- الابتعاد عن الجدل والتحدي واتهام النوايا ، لأن جعل الطرف الآخر متهماً يلزمه بالدفاع وربما المكابرة والعناد .
9- إذا كنت ستطرح فكرة في محيط ما : فروج لها عند أركان ذلك المحيط قبل البدء بنشرها .
10- تعلم أن تقارن بين حالين ومسلكين لتعزيز فكرتك .
11- حدد مسبقاً متى وكيف تنهي حديثك .
12- لخص الأفكار الأساسية حتى لا تضيع في متاهة الحديث المتشعب .
13- اضبط نفسك حتى لا تستثر ؛ وراقب لغة جسدك حتى لاتخونك .
14- أشعر االطرف المقابل باهتمامك من خلال :
ربط بداية حديثك بنهاية حديثه ما أمكن .
تعزيز جوانب الاتفاق .
إشعره بمحبتك وعذرك إياه .

? عوائق الإقناع:

1- الاستبداد والتسلط: لأن موافقة الطرف الآخر شكلية تزول بزوال الاستبداد.
2- طبيعة الشخص المقابل : فيصعب إقناع المعتد برأيه وتتعاظم الصعوبة إذا كان المعتد بنفسه جاهلاً جهلاً مركباً .
3- كثرة الأفكار مما يربك الذهن.
4- تذبذب مستوى القناعة أو ضعف أداء الرسالة من قبل المصدر .
5- الاعتقاد الخاطئ بصعوبة التغيير أو استحالته : وهذه نتيجة مبكرة تقضي على كل جهد قبل تمامه .
6- اختفاء ثقافة الإشادة بحق من قبل المصدر تجاه المستقبل .

? وقفات مهمة:

1- " ماكان الرفق في شيء إلا زانه " .
2- الصدق في الحديث خلة حميدة يكافئ عليها الصادق حتى لو كان في حديثه ما لا ينبغي ؛ فلا تعارض بين تصحيح الخطأ ومكافأة الصادق .
3- سوف تمتلك مهارة الإقناع بدراية وتمكن من خلال متانة المعرفة وسلامة الممارسة؛ وإذا وجدت الموهبة فخير على خير وإلا فالمقدرة وحدها تفي بالغرض.


دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 07:59 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




كيف تغرس مفهوماً لدى شاب؟

س: كيف تغرس مفهوماً لدى شاب؟

ج: قبل أن نغرس المفهوم لابد أن نعرف ما المفاهيم الأساسية التي لابد أن تغرس لدى الشاب.

س: ما المفاهيم الأساسية التي لابد أن تغرس لدى الشباب؟

ج: المفاهيم كثيرة جداً ولكن ثمة مفاهيم مهمة ومشتركة بين الشباب المتقدم والشباب المبتدئ يحسن بنا أن نذكر بعضها. لأهميتها ولأنها قاسم مشترك بين الشباب:

1- الخوف من الله.
2- مراقبة الله في السر والعلن.
3- توحيد مصدر التلقي.
4- ترسيخ الإيمان بالله في القلب.
5- الإخلاص لله.
6- التفاعل مع البرامج بشكل عام.
7- الأخوة في الله وتعميق هذه الأخوة.
8- الاستشارة .
9- توضيح صورة الملتزم الحقيقي.
10- مفهوم الاحتساب.
11- مفهوم العبادة الحقيقية الشاملة.
12- خطورة المعاصي وأثرها.
13- الاستجابة والاستسلام لله.
14- إدارة الوقت وأهميته والمحافظة عليه.
15- هجر رواسب الماضي (الجاهلية).
16- غرس الأخلاق الحسنة والصفات الحميدة مثل (التواضع، الحكمة، البذل، حفظ الجميل، الكرم، الشجاعة، العفو، السماحة).
17- إشعاره بنعمة الهداية والاصطفاء.
18- الجماعية في العمل وعدم التفرد.
19- مفهوم العفة.
20- التنافس على الخيرات.
21- حب المعرفة وحب العلم والسؤال عنه.
22- مفهوم المبادرة الذاتية.
23- مفهوم الجدية في الالتزام وتطبيقه والجدية في تلقيه والجدية في نشره.
هذه بعض المفاهيم الأساسية، وقد يغفل الذهن عن البعض الآخر المهم كذلك.

س: بعد أن عرفنا هذه المفاهيم الأساسية كيف نستطيع أن نربي الشباب عليها؟

ج: قبل ذلك هناك أمر مهم جداً وهو أن المربي لابد له أن يعزز الثقة بينه وبين المتربي حتى يستطيع أن يغرس هذه المفاهيم في قلبه.

س: وكيف يستطيع المربى أن يعزز الثقة بينه وبين المتربي؟

ج: تستطيع ذلك بما يلي:
1- بالصدق والإخلاص واستشعار معونة الله.
2- الاهتمام بالمتربي ومعايشته وإشعاره بأنه له قيمة وذلك بـ:
الاتصال به هاتفيا
إذا دعاك فأجبة.
تناديه بالكنية.
السؤال عنه إذا غاب.
تكرمه وتجلس بجواره.
تهديه هدية.
تعوده إذا مرض.
تناديه بأحب الأسماء عليه.
الصلاة بجانبه.
حفاوة اللقاء به والسلام عليه.
التبسم في وجهه.
زيارته في بيته.
تقديم العون له.
المواساة بكل أنواعها (مالية ، قولية ، عملية).
اصطحابه إلى محاضرة أو درس أو زيارة لأخ.
اصطحابه إلى التسجيلات الإسلامية والمكاتب الدعوية والمكتبات وغير ذلك.
مشاورته وتكليفه ببعض الأعمال والثناء عليه بعدها وإكرامه.
3- استئمانه للأشياء الغالية والثمينة التي تخص المربي (الجوال، السيارة، الساعة ..إلخ).
4- محادثة المربي للمدعو بأشياء خاصة للمربي.
5- إخبار المدعو بأخبار مفرحة وتسر خاصة أو عامة ثم يخبر المربي بأنه لم يخبر أحداً قبله.
6- الجلوس مع المدعو جلسة إيمانية فيها صراحة ووضوح.
وقبل ذلك وبعد (أصلح مابينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس).

س: إذا تم تعزيز الثقة بين المربي والمتربي، ما هي الخطوة التالية لغرس هذه المفاهيم؟

ج: الخطوة التالية هي التخلية قبل التحلية والقلب لا يصلح إلا بهاتين العمليتين التخلية والتحلية فقبل أن نحلي في قلبه هذه المفاهيم لابد أن نزيل رواسب الجاهلية التي في قلبه ثم بعد ذلك نحلي هذا القلب بهذه المفاهيم وغيرها،
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : "فإن امتلأ القلب بالباطل اعتقاداً ومحبة لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع، وسر ذلك أن إصغاء القلب كإصغاء الأذن فإذا امتلأ القلب بالشكوك والخيالات .. والمفاكهات والمضاحكات والحكايات ونحوه .. جاءته حقائق القرآن والعلم فلم تجد فيه فراغاً ولا قبولاً فتعد".
وهذا يدل على أهمية تطبيق هذا المفهوم التخلية قبل التحلية وهذه العملية عظيمة لذلك مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشر عاماً بمكة ليخلي تلك القلوب مما سوى الله فتم له ذلك.
ونلفت النظر: إلى أن هذه العملية التخلية والتحلية عملية مستمرة إلى الممات ومما يدل على أنها منهج مستمر:
1- أن الشيطان عداوته مستمرة إلى قيام الساعة.
2- أن الأعداء متفرقين متعددين.
3- وأنهم متفاوتون في وجودهم على حسب الزمان والظروف فهناك الشيطان، المال، الزوجة ، الولد ، والدنيا ، والمناصب ، وغيرها. فقد يواجه بعض الأعداء في أول عمره ويواجه البعض الآخر في آخر عمره وهذا يجعلنا نجزم بأن عملية التخلية عملية مستمرة إلى الممات لا تنقطع.

ونستطيع بعد ذلك أن نغرس هذه المفاهيم في قلب المتربي بوسائل عدة منها:

1- القدوة وهي أهم وسيلة.
2- التربية بالحدث.
3- الجلسات الإنفرادية.
4- الدروس والكلمات والمواعظ.
5- الزيارات الإيمانية والأخوية.
6- عمل بعض المسابقات في الأشرطة والكتب تربي في القلب هذه المفاهيم.
7- إهدائه الأشرطة والكتيبات التي تخدم هذه المفاهيم.
8- الرحلات والمراكز الصيفية.
9- حضور المحاضرات والندوات التي تتعلق بهذه المفاهيم وحثه على الحضور إليها بل إحضاره معك.
10- الرسالة.
11- اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لغرس المفهوم.
12- إشعاره بهذه المفاهيم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وليس هناك من وسيلة أنجع ولا أجدى من المخالطة والمعايشة حيث يستطيع المربي غرس هذه المفاهيم من خلالها لذلك كانت المعايشة قضية بارزة في حياته صلى الله عليه وسلم، يؤكد هذا المعنى عبدالله بن شقيق رضي الله عنه عندما سأل عائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو قاعد؟ قالت: نعم بعدما حطمه الناس" رواه مسلم.
فقد كان صلى الله عليه وسلم يتصدى للناس ويخالطهم ويعايشهم ويستقبلهم ويودعهم. ويتحمل أخطاءهم لذلك حطمه الناس وأثروا في بدنه صلى الله عليه وسلم حتى أصبح يصلي جالساً وأسرع إليه الشيب بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ويؤكد هذا المعنى أيضاً حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا
عمير مافعل النغير" رواه البخاري ومسلم.

ولقد استطاع صلى الله عليه وسلم أن يغرس كثير من المفاهيم عن طريق المعايشة والمخالطة فمن ذلك مثلاً:

أ--- مفهوم سعة رحمة الله وأنه أرحم بأنفسنا من أمهاتنا بنا:

عن عمر بن الخطاب أنه قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي، إذا وجدت صبياً في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها" رواه مسلم.

ب--- وكمفهوم عبودية هذا الكون لله:

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : حين غربت الشمس تدري أين تذهب ؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها. ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها. يقال ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم" رواه البخاري.

ت--- وكمفهوم أن للمؤمن قيمة عند الله:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً وكان صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلاً دميماً فأتاه الني صلى الله عليه وسلم ، يوماً وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال من هذا؟ أرسلني فالتفت، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري هذا العبد؟ وهو بلا شك عبد الله فقال يا رسول الله إذن والله تجدني كاسداً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لكن عند الله لست بكاسد" رواه أحمد مختصر الشمائل للألباني.

س: الجلسات الانفرادية لها أهمية كبيرة في ترسيخ هذه المفاهيم فهل هناك ماهية معينة في تلك الجلسات ؟

ج: هناك أطر عامة تنفع في مثل هذه الجلسات الانفرادية وفي غيرها من ذلك:
- البدء مع المتربي من نقاط اتفاق.
- تأصيل هذا المفهوم وهذه القضية.
- بيان أهميتها.
- فصاحة اللسان (لغة عربية – كلمات منتقاه).
- حسن الكلام
- الملاصقة في التعامل معه وإكرامه.
- تحديد خط رجعة مع المتربي لجلسة أخرى.


دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 08:11 PM   رقم المشاركة : 20

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




ذوقيات الداعية

معنى الذوق في اللغة :

هو إدراك طعم الشيء بواسطة الرطوبة المنبثقة بالعصب المفروش على عضل اللسان ، يقال: ذقت الطعام ، أذوقه ذوقا، وذوقانا ومذاقا، إذا عرفته بتلك الواسطة ، وتعدى إلى ثان بالهمزة ، فيقال:أذقت الطعام وذقت الشيء:جربته، ومن يقال: ذاق فلان الباس:إذا عرفه بنزوله بعده"(1).
وانتقلت كلمة الذوق من موضعها الأصلي الذي قيلت فيه إلى مواضع عدة استعيرت لها، وصار الذوق يستعمل في الإحساس العام الذي تشترك فيه قوى الحس من سمع وبصر ولمس وشم ، وصار الذوق تعبيرا عن الإحساس بالألم والحزن ، أو الفرح والهناء ، أو الجوع والخوف ، وما إلى ذلك(2).

أهمية الأدب والذوق:

قال القرافي في كتابه (الفروق)(3/96،4/272) " واعلم أن قليل الأدب ، خير من كثير من العمل ، ولذلك قال رُويم – العالم الصالح –لابنه : يابني اجعل عملك ملحا ، وأدبك دقيقاً. أي استكثر من الأدب حتى تكون نسبته في الكثرة نسبة الدقيق إلى الملح ، في العجين"

أسباب ضعف الذوق (3) :

(أ) غياب التربية الصحيحة عن كثير من أبناء الإسلام ، بسبب غياب دور الأب والأم ، ووجود المجتمع المفكك ، ربما كان الفرد في السابق يستحيي من كثير من النقائص ،وقد ضمر هذا المعنى الآن، وإنكار عامة الناس سابقا أقوى منه في هذه الأيام.
(ب) غياب القدوة الحسنة ، فسمت العالم وهديه له أثر عظيم على الأتباع " قال الذهبي " كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أويزيدون ، نحو خمس مئة يكتبون ، والباقون يتعلّمون منه حسن الأدب والسمت "(4).
(ج)ضعف المؤسسات التعليمية والثقافية وسلبيتها:أهلية كانت هذه المؤسسات أو رسمية،كالمدارس، ووسائل الإعلام،بل تقدم وسائل الإعلام أحيانا،رسائل ضارة بالدين والخلق.
(د)ضعف التناصح بهذا الأمر ،وضعف الاهتمامة به رغم أهميته،بل ربما عد الكلام في مثل هذا الأمر ضرب من الترف ،أو الليونة التي لايسمح بها وقت الدعاة.

تهذيب الطبائع :

يزعم البعض أن أخلاق الإنسان فطرية فقط . وهذا ادعاء يرده الواقع من وجوه منها:
(أ) أن الأخلاق لو كانت الأخلاق لاتقبل التغيير لم يكن للمواعظ والوصايا معنى ولم يكن للتهذيب والتربية والأمر بهما فائدة
(ب) ولو لم يكن للتهذيب والتربية أثر لما كان للحدود والزواجر الشرعية عن اقتراف الآثام معنى.
(ج) كما أن الواقع المشاهد يدل على فائدة هذا التهذيب وإمكانه في الحيوان فضلا عن الإنسان فالصيد الوحشي يستأنس ويعلم الكلب عادات ، وتدرب الفرس(5).

- الأمر بالخلق – النهي عن سوء الخلق – وتميز الشخصية المسلمة بذلك :

انظر لكمال الأدب والذوق في قول أنس رضي الله عنه " خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولالشيء تركته لم تركته ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه من أحسن الناس خلقاً ، ولامسست خزاً ولا حريراً ، ولاشيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولاشممت مسكاً قط ، ولاعطراً كان أطيب من عرق النبي صلى الله عليه وسلم(6) تأمل يارعاك الله هذه المدة الطويلة- عشر سنين- استمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم على ذات الخلق الرفيع ، رغم أنه لايخشى من خادمه شيئا ، ولايتوقع عتبه عليه، لكنها أخلاق النبوة ، ولعلك تقارن هذا بما ترى عليه حال المسلمين اليوم في معاملة خدمهم ، بل في معاملة من يحتك بهم-من إخوانهم- ممن ليسوا خدما، بل هم زملاء وجيران ، والله المستعان.

الذوق في المظهر العام للإنسان:

( ويتمثل ذوقه في لباسه وزينته (فيلبس لباسا حسنا جميلا نظيفا،وإن لبس الأبيض فهو حسن ، وأن يكون اللباس رجوليا ويبتعد عن لباس الميوعة ، وأهل الفسق ) وقد حث الشرع على أخذ الزينة ، اتخاذ الرائحة الزكية، فلا يشم منه إلا رائحة حسنة ، وقد شرعت بعض الأحكام لإزالة الرائحة الكريهة (مثل النهي عن تناول الثوم والبصل لمن شاء صلاة الجماعة ، والاغتسال للجمعة من أجل رائحة العرق والملابس فيرى بعض الفقهاء وجوب الغسل في هذه الحالة) - ، وكذلك البعد عن المظاهر غير الرجولية كالقصات المنكرة التي نراها شائعة بين الشباب ، وفيها من التكسر ، والتشبه بالكفار ، وأهل الفسق مافيها).

ذوق اللقاء والتحية :

ويتمثل في البدء بالسلام وحرص الإسلام على إفشائة بين المسلمين ، صغارا وكبارا، ولايقتصر على من يعرف بل يسلم على الجميع ولايحتقر أحدا ، والسلام سنة ، ورده واجب ، ومن الذوق في هذا المجال البشاشة والبشر والإيناس ، قال الشاعر الكريم:

أضاحــك ضـــيفي قبل إنزال رحله ويخصـــب عندي والمكـــــان جديب
وماالخصب للأضياف أن يكثرالقرى ولكنمــــا وجـــــه الكــــريم خصيب

والبشر قد يدفع به شرور كثيرة ، ويدل لذلك حديث "بئس أخو العشيرة"، وينبغي أن يحرص المسلم على إشعار أخوانه بمحبته ، ويخبرهم بذلك ، ومن الإشعار بالمحبة: المصافحة، فإنها تزيد الود كما قاله الحسن البصري ، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم لاينزع يده من يد مصافحه حتى يكون الآخر هو الذي ينزع(7).
والعناق وارد ومشروع عند القدوم من السفر ، وهو من أقوى الأدلة على الشوق والمحبة ، ويتمثل ذوق اللقاء كذلك في: المناداة بأحب الأسماء ، لما في ذلك من إدخال السرور على أخيك المسلم، ومن ذلك الكنية فلها وقع حسن في نفس الإنسان :

أكنيه حين أناديه لأكرمــه ولاألقّبه والســــــوأة اللقب

الذوق في الحديث : ومنه : اختيار الألفاظ الحسنة ، والبعد عن البذاءة قال الشافعي لتلميذه الربيع لما أغلظ في الكلام على بعض الجالسين (ياربيع أكس ألفظك) حتى وإن كان الكلام مزاحا، ويجب البعد عن الطعن في الآخرين،والتشهير بهم واغتيابهم، ولو كانوا خصوما،فليس المؤمن بالطعان ولااللعان ولاالفاحش البذيء(8).
ويبتعد المسلم عن تزكية نفسه (فلاتزكوا أنفسكم)ويحرص على خفض صوته أثناء الحديث إلا بقدر الحاجة قال تعالى(واغضض من صوتك) ويحرص أيضا على إتقان أدب السماع والإصغاء لغيره، وهو أدب لابد من تعلمه ، فليس من الذوق احتكار الحديث ، وعدم إعطاء الفرصة للآخرين ليفصحوا عما في أنفسهم .
ولابد من قبول تصحيح الخطأ عند حدوثه، فكلنا ذو خطأ ، ومن المناسب ترك الإشارة أثناء الحديث إلا لحاجة خشية أن يشير إلى بعض السامعين بما يؤذيهم ، ويحرص المسلم في حديثه على استعمال اللغة العربية السهلة مع البعد عن اللهجة غير المفهومة(مثل استخدام العامية التي لايعرفها الآخرون)
ويتكلم بالمناسب على الطعام ويتجنب مايستقبح من الكلام حتى ولو كان تعريضا ، فإن ذلك من قلة الذوق ، وكثير من الناس تعزف نفسه عن الأكل بسبب هذا الكلام النابي عن الذوق .
وينبغي أن يبتعد عن المداخلة ومقاطعة المتكلم ، كما أن ذكر نهاية القصة أو الحادثة قبل أن ينهيها المتحدث عيب لانرضاه لمسلم فضلاً عن داعية ، قال أبوتمام :

من لي بإنســــان إذا اغضبتـــــه وجهلت كان الحـلم رد جـــــــوابه
وإذا صبوت إلى المـدام شربت من أخلاقــــه وســكرت مــن آدابـــه
وتراه يصغي للحـــديث بطرفــــه وبســـمعـــه ولعـــله أدرى بــــه

يقال : حدث رجل بحديث ، فاعترضه رجل فغضب عطاء ، فقال ماهذه الأخلاق ، ماهذه الطباع ؟ والله إن الرجل ليحدث بالحديث لأنا أعلم به منه ، ولعسى أن يكون سمعه مني ، فأنصت إليه وأريه كأني لم أسمعه قبل ذلك(9).

وإذا سئل جليسك عن شيء فلا تبادر أنت بالإجابة فإن ذلك أحفظ لأدبك ، وأنبل لمقامك ، قال مجاهد بن جبر : قال لقمان لابنه : إياك إذا سئل غيرك أن تكون أنت المجيب ، كأنك أصبت غنيمة أو ظفرت بعطية ، فإنك إن فعلت ذلك ، أزريت بالمسؤول ، وعنفت السائل ، ودللت السفهاء على سفاهة حلمك ، وسوء أدبك . وقال ابن بطة الحنبلي : كنا في مجلس أبي عمرو الزاهد الملقب بغلام ثعلب ، فسئل عن مسألة ، فبادرت أنا فأجبت السائل ، فالتفت إلي أبو عمرو الزاهد فقال لي : تعرف الفضوليات المنتـقبات ؟ ! أي : أنت فضولي ، فأخجلني(10).

ويجب أن ينزل الناس منازلهم في كل شيء ومن ذلك (الحديث) فإذا كان في المجلس من هو عالم أو صاحب تخصص يظن أن لديه علم أكثر من المتحدث فليعط المجال وذلك من توقير العلم وأهله "قال أبو سعيد سمرة بن جندب رضي الله عنه " لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً ، فكنت أحفظ عنه ، فما يمنعني من القول إلا أن هاهنا رجالاً هم أسن مني " رواه البخاري ومسلم .وبعض شباب الصحوة يتصدر أحدهم في المجالس مع وجود من هو في مقام شيوخهم.

ذوق الزيــارة :

• إذا طرقت على باب أخيك أو صديقك ، أو من تقصده ، فليكن دقك برفق يعرّفه فقط بوجود طارق ، وإياك أن تطرق بابه بعنف كدق الظلمة والزبانية فتروعه وتخل بالأدب (دقت امرأة على الإمام أحمد الباب دقاً فيه عنف _ وكانت تريد أن تسأله عن مسألة من أمور الدين _فخرج وهو يقول " هذا دق الشرَطْ"-جمع شرطي- والصحابة كانوا يقرعون باب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأظافر (11).

• ولا يسيء الظن بأخيه إن طرق عليه ثلاثاً فلم يخرج ، فلعله في وضع لايتمكن معه من الخروج ، وللإنسان في بيته أحوال خاصة لايحسن كثرة التمحل بالسؤال عنها (قال رجل فضولي- لصبي أرسلته أمه بطبق مغطى - " ما الذي في الطبق يا صبي ، فقال الصبي " يا أحمق : فلم غطته أمي ").

• إذا زرت أخا لك دون موعد أو على موعد فاعتذر ، فاعذره فإنه أدرى بحاله ،وقد قال الإمام مالك "ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره" وكان من أدب السلف إذا زار بعضهم بعضا يقول الزائر للمزور " لعله بدا لك مانع" تمهيدا لبسط العذر من المزور فيما لو اعتذر.قال تعالى ( وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم )(12)سواء كان القول بالرجوع تصريحا أو تلميحاً.

• لا تنظر داخل البيت المزور ولـتأخذ يمنة أويسرة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أتى باب قوم لم يستقبله من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر "رواه أبو داود ، وفي الأدب المفرد قال صلى الله عليه وسلم " لايحل لامرىء أن ينظر في جوف بيت حتى يستأذن ، فإن فعل فقد دخل" أي صار في حكم من دخل بلا استئذان وهو محرم عليه.

• ويجلس حيث يجلسه صاحب الدار حتى وإن كان أحد تلاميذه ، فإن الرجل أدرى ببيته وبما يصلح لضيفه. يقال: "دخل خارجة بن زيد على ابن سيرين زائراً له فوجد ابن سيرين جالسا على الأرض إلى وسادة فأراد أن يجلس معه وقال: قد رضيت لنفسي ما رضيت لنفسك ، فقال ابن سيرين : إني لا أرضى لك في بيتي بما أرضى به لنفسي ، فاجلس حيث تؤمر ".

• استعمال الهاتف لايكون إلا بإذن صاحب الدار فلعل من النساء من تكون شاغلة لخط الهاتف ، ولاتأخذ الهاتف وتضرب الرقم فإذا أطل عليك صاحب البيت قلت له : عن إذنك فهذا ليس استئذانا.

• و لا تفتح مغلقا ليس لك من درج أو باب ونحوه فإن هذا من الذوق النابي ، واعلم أن طول المكث في الزيارة غير صحيح بل تكون الزيارة خفيفة وبقدر الحاجة خشية الإثقال، وربما كان لدى صاحب البيت مواعيد مهمة عقل الحياء لسانه أن يبوح بها.

ذوق المخالطة:

مما يحسن التنبيه له في هذا المقام مجموعة من الأمور ومنها : تجنب العطاس بصوت مرتفع فإنه مما يفزع الجليس ويقزز نفسه ،وكذا التثاؤب بصوت مرتفع ، وإياك ومسارقة النظر إلى أوراق الآخرين المجاورين لك في مقعد الطائرة ، أو كراسي الانتظار في المستشفى فإن هذه المسارقة خصلة ذميمة.

ارجع المستعار أحسن مما كان:
في استعارة الكتب تجنب أموراً منها:

1- تأخير الكتاب عن وقت الإعارة (أعرف رجلا من الزملاء لا يعيد الكتاب المستعار حتى يكلم خمس مرات أو أكثر ، وقد أخر كتبا لأحد زملائه ما يزيد عن خمس سنين ، ومن الطريف أنه إذا جاء للاستعارة جاء في هيئة السائل الذي تحل له الصدقة.
2- التهميش والتعليق على كتاب ليس لك.
3- إهمال العناية بالكتاب وتركه للأولاد ليمزقوه (أحدهم: أعار غيره كتابا فأرجعه المستعير وعليه آثار طعام ، ثم استعار منه كتابا آخر فأعطاه المعير الكتاب وأرفق معه صحنا ، فقال :ما هذا ؟ قال (الكتاب للقرآءة ، والصحن للأكل).

لاتضحك على غيرك:

إذا سأل أحد الحاضرين سؤآل الجاهل أو المستفهم فلا تضحك عليه ، فإن ذلك خلاف المروءة ، وذلك يوغر صدر المضحوك عليه ، وربما منعه ذلك عن سؤآل يحتاج إليه في أمر دينه خشية أن يُضحك عليه . والله أمر بسؤآل أهل العلم عند الجهل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون "(13)، وفي الحديث (ما تضحكون من جاهل يسأل عالما).

إنزال الناس منازلهم: مثل الأب ، والمعلم ، والكبير ، وهذا خلق نبوي كريم ، ومن أحق الناس بالإكرام العلماء، وذوي الفضل ، ومن له مكانة وشرف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرم وجهاء الناس وفضلائهم ، ويلبس لاستقبالهم أحسن اللباس.

ذوق المائدة:

وفي هذا الذوق لاتجعل يد تطيش في الصحن ، ولاتتكلم وأنت تأكل فإنه خلق ذميم يجعل الأكل يتطاير، والجليس يتقزز ، وإياك والشره ، ومتابعة اللقم ، ولهذا نهينا عن القران في التمر كما في صحيح البخاري (3/445- المطبعة السلفية ) والقران هو أكل تمرتين معا ، وهو يدل على النهم ، والشره.
وقد وصف الرصافي (الديوان 151) أكولا نهما في مقطوعة جميلة صدّرها بقوله:

أكب على الخوان وكان خـفا فلما قــــام أثقلـــه القـيـــــام
ووالى بينها لقــما ضخــــاما فما مرئت لـه اللقم الضخــام
وعــاجـل بلعهن بغير مضــــغ فهن بفــيه وضـــع فالتهـــــام
فضـــاقت بطنه شبعا وشـالت إلى أن كـاد ينقطع الحـــــزام

والنظر للآكلين من قلة الذوق ،فهو يحرج الآكل.
قيل (حضر أعرابي مأدبة أحد خلفاء بني أمية ، فأنشأ يأكل ، والخليفة ينظر إليه ، فرأى الخليفة في لقمة الأعرابي شعرة ، فنبهه إلى ذلك . فقال الأعرابي : أتنظر إلى نظر من يرى الشعرة في اللقمة ، والله لا أصبت من طعامك بعد هذا . فقال الخليفة : أسترها علي يا أعرابي ، ولك ألف دينار).
وكذلك استعمال الخلال يحتاج إلى ذوق لايخفى عليك.

– الذوق في استعمال السيارة:

البعض لايهتم بموقف سيارته فتجده حينا يقف خلف سيارة ، ويسد عليها الطريق ، وربما كان صاحبها في عجلة من أمره . وصاحبنا شغله شاغل ، فتأخر ، فأحنق صاحب السيارة ، فنال من السباب أو العتاب ماكان سبباً فيه ، وربما أوقف سيارته أمام بيت أوباب فضيق على الناس وهو لايشعر .
–والسفهاء في الطريق كثر وربما نالك منهم شيئا ، فلا تجاريهم ،فمن الخطأ مجاراة السفيه ، فقد يتطور الأمر ، وربما أفضى إلى ما لا تحمد عقباه
قال أبو تمام:

إذا جاريت في خلــــق دنيئا فأنت ومن تجــاريه ســــواء

فليتحمل الإنسان وليصبر . واسمع لقول القائل:

لاترجعن إلى السفيه خطـــابه إلا جـــــواب تحـــية حياكها
فمتى تحركـــه تحرك جيـــفة تزداد نتناً إن أردت حراكـها(14)

• والتفرج على الزملاء وهم يعملون ، والاشتغال عنهم بعمل شخصي آخر، من قلة الذوق ، وقد يتحملون ، ولايمتعظون ، ولكن يجب عليه أن يقدر مشاعرهم ، وبأي حق ينقسم الزملاء إلى فريقين : فريق يخدم إخوانه ويتعب نفسه من أجلهم ، والفريق الآخر متكىء ، لايشارك إلا في القيام إلى الوجبة ، ولايشارك في إعداد طعام ولارفعه من الأرض ، ففي أي عقل أو شرع ،أوذوق هذا . لكن إذا ألحوا عليه في ترك مساعدتهم ، تقديرا منهم ، فلا بأس.

• كثرة التعليق الساخر على أحد الزملاء والتغامز بين البعض من قلة الذوق، وربما كان هذا الأخ مبتلى بعادة يصعب عليه الفكاك منها ، فيكون ذلك من مداخل الشيطان في إيغار صدره ، وقد رأينا بعض آثار هذا الأمر في نماذج لاتخفى ، ومراعاة حال النفوس أمر لازم.

• كثرة التمحل بالسؤال عن الخصوم والأقران،من فساد ذوق الداعية،فتراه يسأل ؟ماذا قالوا وهل أحدثوا اليوم شيئاً ، وهل قالوا في ّ بالذات كلاماً ، ويظل هذا ديدنه وهجيراه ، وربما أورث هذا لتلاميذه فأصبحت أنفسهم عدوانية ، ونشأ لديهم مايسمى بنفسية الصراع ، فلا يعيش الواحد منهم إلا في هذه الأجواء الساخنة ، ويذهب في هذا الخضم هدوء المؤمن وسكينته ، حتى لكأن هذا الداعية من أصحاب الصراع الدنيوي في مكاتب العقار، أو صراع الساسة من أهل الأحزاب والتكتلات السياسية .وما أجمل قول أبي العلاء الحضرمي الصحابي المعروف :

وحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم *** تحية ذي الحسنى فقد يرقع النقـل
فإن دحسوا بالشــر فاعف تكـرما *** وإن كتموا عنك الحـديث فلا تسل
فإن الذي يؤذيك منــه سمــاعـــه *** وإن الذي قــالوا ورائـك لم يقـــل

• ونفس المؤمن الصافية لاتحبذ العيش في هذه الأجواء المحتدمة ، فضلاً عن تطلبها ، قال بعض السلف كما نقله النووي في (الأذكار ص 330 ) " قال بعضهم : مارأيت شيئاً أذهب للدين ، ول أنقص للمروءة ، ولاأضيع للذة ، ولاأثقل للقلب من الخصومة" وكم من كلمات الغيبة التي يزينها الشيطان ، تحت رونـق النصح ومعرفة الواقع ، بينما هي في الحقيقة نفثات مصدور ، وتمضمض بالأعراض ، يكر على الحسنات فيفنيها . والله المستعان .

• ومما يلاحظ على بعض الدعاة ، عدم مراعاتهم لوقارهم وأعراف مجتمعاتهم فيأتون مايستهجن في بلدهم ، وإن لم يكن حراماً ، لكن الداعية الذي هو قدوة لغيره يأبى أن يكون مضغة في أفواه الناس ، ولايقولن لنفسه طالما أن هذا الفعل ليس بحرام فلا علىّ من الناس ! فإن الداعية قدوة ، وقد قال بعض السلف : لقد كنا نفعل أفعالا ، فلما أصبحنا قدوة للناس تركناها.

• والتفسخ في المجالس من ذوق الداعية : فإذا أقبل أحد ، ولم يجد مكانا في المجلس ، فعلى من كان لديه مكان مناسب أن يفسح له في مجلسه " ياأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم "(15).
قال الأصمعي "كان الأحنف إذا أتاه إنسان وسّع له ، فإن لم يجد موضعاً تحرّك ليـريه أنه يوسّع له"(16).

وللزوجات نصيب من ذوق الداعية فهي صاحبته في طريق الدعوة ، فلنحسن التعامل معهن ، وتثني على حسن صنيعهن ، ونقلل معاتبتهن ، ونسرق الأوقات للبقاء معهن ومع الأولاد ، ونشعرهن بأنهن يشاركن في هذا الطريق ، بخدمة الضيوف ، والخلف في البيت وتربية الأولاد ، ومن الجفاء أن يظل الزوج يهدد زوجته دائما بالزواج عليها ، فليس ذلك من شأن الكرام .

وللأولاد نصيب من وقت الداعية فإن بعض أولاد الدعاة غير مهذبين ، وبلا ذوق أوحياء أو احترام للكبير حتى لكأنهم أولاد عوام ويتضح ذلك في القاموس الذي تحويه ألسنتهم من السباب والشتائم ، وربما تساهل الداعية في الزيارات لبعض الأقارب الذين لايربون أولادهم ، فيقبس منهم أولاد الداعية الخلق الرذيل ، وأبوهم مشغول بأولاد المسلمين ، وشبابهم.

• والداعية نسّاء للهفوات من إخوانه، ينسى الإساءة ، ويستغفر لإخوانه فإن بقي في صدره شيء صارح بها إخوانه ، والعجيب من بعض دعاة الإسلام حين ينقب عن زلات إخوانه ويحفظ هناتهم ، ويخزنها في صدره ، فما أن تأتي مناسبة حتى يخرج كشف الحساب بالتواريخ والأرقام ، يتذكر التفاصيل التي يترفع عن ذكرها كل ذي مروءة ، مما يشف عن نفس غير صافية.وفيه يصدق قول القائل :

احــــذر مـــودة مــاذق شاب المرارة بالحلاوة
يحصي العيـــوب عليك أيام الصداقة للعـــداوة(17)

أما نفس الداعية صاحب ذي النفس السوية والذوق الرفيع فهي تقول :

لاأنت قلت ولاسمعــــــت أنـــا هــــذا كــــــلام لا يليــــق بنــا
إن الكــــــرام إذا صحبتهمــــوا ستروا القبيح وأظهروا الحسنا

• والبعض يدير مجالسه كإدارة المؤسسات التجارية الربحية ، فيحاسب على القنطار والقطمير ، ولايقبل عذراً ولايتغاضى عن هفوة ، بل ربما تعمد إحراج بعض إخوانه ، وألجأه إلى الكذب حتى يخرج من بعض المواقف ، والكريم يتحاشى إحراج الأبعدين ، بله الأقربين :

تســامـــح ولاتستــوف حقك كله *** وأبق فلم يستـــــوف قــــــط كــريم
ولاتعدفي شيء من الأمر واقتصد *** كلا طرفي قصــــد الأمــــور ذميم

قال ابن الأثير عن صلاح الدين " بلغني أنه كان جالساً وعنده جماعة ، فرمى بعض المماليك بعضهم بسرموز (قشر موز) فأخطأته ، ووصلت إلى صلاح الدين فأخطأته ، ووقعت بالقرب منه ، فالتفت إلى الجهة الأخرى ، يكلم جليسه ، ليتغافل عنها(18)".
وقد تفحم غيرك وتعلوه بالحجة لكنك لاتقنعه ، ومع ذلك فقد تملأ قلبه غيظا وحَنَقاً ، ويزداد الأمر شدة ، والجرح نكآءة ، حين يكون ذلك بمحضر من الآخرين ، ويظل الأمر يكبر في نفسه ، والشيطان يؤزه حتى يظهر هذا المخزون في أقرب فرصة على شكل نافورة تمج غلاً وكراهة وصاحبنا القاسي ، يفتح فمه ، دهشة وأسفاً.

• وكثرة الحديث عن النساء من الذوق النابي ، والمقصود كثرة مايدور في مجلس بعض النبلاء من ذكر التعدد ، والتفاخر به ، والتحدي لمن لم يعدد .قال الأحنف " جنبوا مجالسنا ذكر النساء و الطعام ، فإني أبغض أن يكون الرجل وصافا لبطنه وفرجه"

• والسخرية من أعمال الآخرين _خاصة _ الدعوية ، واستعمال كلمات مثل هذا العمل ،لعب ، وعبث ، ومضيعة للوقت ، سقطة لا تليق بالداعية. ولعل الله عز وجل قد اطلع إلى نية هذا المستهزأ به فقبل عمله القليل ، ويخشى على الآخر أن يكون ممن يدل بعمله ، فإن الشيطان يأتي للإنسان من طريق العجب أحياناً ، ثم إن المحافظة على مشاعر الآخرين واجب شرعاً ليس لأحد أن يتخفف من ذلك ، والتوجيه يكون برفق ومحبة ، يشعر بها الآخر ، وليس لأحد أن يقول : هذا أنا وهذه طباعي ، فلا تؤآخذوني ، أو يكون كما قال الشيخ الطنطاوي- على لسان (صلبي) - عن أهل الحضر:أنهم يسيئون إساءة العدو ، ويعتذرون اعتذار الصديق .(صور وخواطر ، مقالة:أعرابي في سينما).

قال د.عبد الله الرحيلي : وقد يزهد بعض الناس في التزام حسن الأدب والخلق مع أخيه ، بحجة أنه أخوه ، وليت شعري مع من يلزمه حسن الخلق إذن .(الأخلاق الفاضلة)

وهاك أخي القارىء كلمة عظيمة لابن حزم يحسن إيرادها في هذا المقام ، قال رحمه الله " لم أر لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق ، من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته : إحداهما:
اعتذار من أساء بأن فلانا أساء قبله . والثانية : استسهال الإنسان أن يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس . أو أن يسيء في وجه ما لأنه قد أساء في غيره (19)".

وهناك صنف من الناس يصوب نظره إلى عنصر الخير في الناس ، ويتعامل معهم على أساسه ، وينشره فيهم ، فهو كالنحل ، وهذا ممكن جداً فإن الخير مركوز في الفطر ، وربما كانت عليه غشاوة رقيقة ، من جهل أو سوء خلق . وصنف آخر يصوب نظره إلى عنصر الشر في الناس وإلى الرذائل فيهم ويتعامل معهم على أساسه وينشره فيهم ، فيؤذي نفسه ويؤذي الآخرين ، فهو كالذباب .فكن كالأول ، ولاتكن كالثاني.

وأخيرا فإن من الأمور المعينة على تحصيل هذه الذوقيات وأمثالها ما يلي :

1. المطالعة في كتب الأخلاق الإيمانية ، والطرق الإحسانية. مثل : مدارج السالكين ، ,وتهذيبها لعبد المنعم العزي، وصيد الخاطر لابن الجوزي، وإحياء علوم الدين مهذباً . وتلمس مثل هذه المعاني في دواوين السنة وسيرة المصطفي ، وسير النبلاء من أصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
2. المطالعة الأدبية في كتب الأدب ، والنظر في دواوين الشعر ، قديما وحديثاّ ، فإن أكثر الأدباء لهم أحاسيس رقيقة ، مكنتهم من اكتشاف الأذواق الرفيعة .
3. المخالطة الاجتماعية لأهل الفضل ، وأبناء العوائل الأصيلة ، والعلماء والكتاب ، وذوي الذوق حتى من غير أهل الالتزام ، والخروج من مجتمع الدعاة إلى المجتمع الواسع ، فإن في أشراف الناس بقية خير وافر ، وإن قصروا عن إدراك معنى الدعوة ، ولم يسلكوا درب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.والله الموفق.

--------------------------------------
أهــم المراجـــع
1.من أدب الإسلام ، لعبد الفتاح أبو غدة،مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب.
2.فنون الذوقيات والاتيكيت الإسلامي،عبد الله البوسعيدي، دار ابن حزم.
3.تقرير ميداني ، محمد أحمد الراشد،سلسلة رسائل العين.
4.الأخلاق الفاضلة، د.عبد الله الرحيلي، دار المسلم.
5. مجتمع الذوق الرفيع ،د. يوسف العظم.دار القلم

--------------------------------------
الهوامش
(1)- المصباح المنير،للفيومي.
(2)- مجتمع الذوق الرفيع ، د.يوسف العظم.
(3)- فنون الذوقيات ، البوسعيدي،ص8.
(4)- نزهة الفضلاء، د.محمد الشريف 2/835.
(5)- أنظر:الأخلاق الفاضلة، د.عبد الله الرحيلي.
(6)- رواه الترمذي ، وهو حديث حسن صحيح.
(7)- رواه الترمذي.
(7)- أخرجه الترمذي وأحمد.
(9)- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
(10)- من أدب الإسلام،لأبي غدة ص66 .
(11)- رواه البخاري في الأدب المفرد.
(12)- سورة النور:28.
(13)- سورة النحل:43.
(14)- الحلم ، لابن أبي الدنيا ص 32، وأخطاء في أدب المحادثة والمجالسة ، للحمد ص 23.
(15) - المجادلة:11.
(16)- عيون الأخبار 1/306.
(17)- العزلة، للخطابي ص 193،194.
(18)- الكامل 9/225.
(19)- "الأخلاق والسير ص31.

دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd allshmr
جميع الحقوق محفوظة لموقع قبيلة شمر الرسمي * منتديات الطنايا * ولتفعيل اشتراكك اخي العضو عليك بأرسال رسالة نـصية للرقم / 0545554555 موضحا ً الأسم الذي اشتركت به بالمنتدى وفي أقل من 6 ساعات ان شاء الله سوف يتم تفعيل اشتراكك لتتمكن من المشاركة معنا تحياتنا لك وشكرا لأختيارك منتديات الطنايا .... إدارة الموقع