تذكرة أهل الإيمان ... ببعض فضائل شعبان
إن المسلم لا يترك الفرص تمر عليه دون اغتنام, من أعمال صالحة كصلاة وصيام, فهو في دار جد وبذل وعمل, لا راحة ونوم وكسل!
إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها *** فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة سُكُوْنُ
... ولا تغفل عن الإحسان فيها *** فلا تدري السكونُ متى يكونُ
ومن تلك الأوقات العظيمة, ذوات الفضل والقيمة, شهر شعبان, الذي تُرفع فيه الأعمال للرحمن؛ عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: (ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين, وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) [أخرجه أحمد والنسائي, وصححه الألباني].
لذا فإنه يستحب الصيام فيه والإكثار, كما ثبت عن النبي المختار, فيما يرويه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر, ويفطر حتى نقول لا يصوم, وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان, وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان ".اهـ
ومن فضائل هذا الشهر الواردة, أن الله يغفر فيه للأنفس الموحدة, عن أبي ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه) [رواه أحمد وغيره, وقال الهيثمي في المجمع: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات". وهو في صحيح الجامع, حديث رقم: 771].
فالبدار البدار, أيها الأخيار الأبرار, وإياكم والعجز والتسويف والتأني, فإن الله غني عنكم وعني!
منقووول