احفظ لسانـــك أيها الإنســــــــــان
لا يلدغنك إنه ثعبـــــــــــان..
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين
"َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " [الحجرات : 12].
الغيبة
كغيرها من أمراض المجتمع المزمنة...
فهي تؤثر على المجتمع و لا تقتصر على الشخص فحسب....
وقد انتشر هذا الوباء في مجتمعنا, فقلما تجد من يصون لسانه عن أعراض الناس....
فتلك تسرع نحوالهاتف لتزيل بعض الملل فتقول:
--ألــــو..هلا ...كيف الحال؟ هل سمعت ما قالته فلانه؟....
لو رأيت تلك البدينة كيف تتكلم!...أم كيف هي تمشي!...
و تمضي الساعات الطويلة على الهاتف بين الأستهزاء و الضحك....
و كذا في حديثنا فلقد صارت الغيبة حلوى المجالس و السلوى من الملل....
نجلس تلك المجالس و نشاركهم [ أكـل لحـوم النـاس ]...
نرى من يخطئ فلا نعرف كيف ننصحه...لكننا نعرف كيف نفضحه و نغتابه !
وللغيبة أنواع كثيرة :
غيبة اللسان وغيبة الإشارة وغيبة التقليد والمحاكاة وغيبة الكتابة
وغيبة القلب ولاستماع إلى المغتاب
أما غيبة اللسان : فهي الغيبة المعروفة لدينا وهي أن
تذكر أخاك المسلم بما فيه ويكرهه ونهي الإسلام عنها قال تعالي
ولا يغتب بعضكم بعضا وقال صلي الله عليه وسلم "إياكم والغيبة "
وأما غيبة الإشارة : فهي أن تغتاب عن طريق الإشارة جاءت
امرأة إلى بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعدما مشت أشارت عائشة
عليها أنها قصيرة فقال الرسول لقد اغتبتيها ".
وأما غيبة التقليد والمحاكاة : فهي الغيبة عن طريق تقليد
الآخرين فيما فيهم من العيوب علي نحو السخرية والاستهزاء
وهو ما نهي عنه القرآن " ويل لكل همزة لمزة "
وللغيبة أسباب منها :
الغيظ والتشفي ومجاملة الأقران أو قد تظن
أن أحدا يغتابك فتغتابه وقد تبلغ أن أحدا يغتابك فتغتابه
وقد يكون السبب هو الهزل واللعب وقد يكون الغضب والانتقام
وقد يكون الحسد والسخرية والاستهزاء .
وتباح الغيبة في حالات :
عند التظلم وعن الاستفتاء وعند تغيير
المنكر وعند التحذير وعند المجاهرة بالمعاصي
وبعد هذا كله أما آن الأوان كي نحفظ ألسننا من الغيبة...
ومع هذا فلكـل داء دواء...وكذا للغيبة دواء وكفاره,
لقد وصفه لنا رسولنا الكريم
حين قال:((إن الله عزوجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده
بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها))...
أولا:إنها التوبه الصادقة,و العزم على عدم العودة...
ثانيا:تذكرو أن الله السميع البصير يعلم مافي سرك و نجواك وهو الذي خلقك
و رزقك و أعطاك مالم يعط غيرك,أنعم عليك بنعمة اللسان
و غيرك محروم منها ....فكيف تعصون الله بنعمه ...
تذكرو أن من أنعم عليكم بالنعم قــادر على أخذها منكم....
كفارتها
توبه وندم حتى يخرج من حق الله يستحل من صاحبها
وحتى يخرج من حق العباد ثم يستغفر لصاحبها
وأخيراً
قبل أن تلفظو أي كلمة تذكرو قوله تعالى:
(( و مـا يلفظ من قــول إلا لديه رقيــب عتـيد))
وأسأل الله العلي القدير أن يجنبنا و يعافينا من أمراض القلوب ويطهر ألسنتنا ويجعلها عآمره بذكرهـ..
كم في المقابر من قتيل لســــــــــانه
كانت تهاب لقــــــــــاءه الأقــــــران..
دمتم بسعادهـ وخير.