يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى ؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ). ويقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : ( الدال على الخير كفاعله ).


العودة   ][ موقع قبيلة شمر الرسمي ][WwW.aLlShMr.CoM > ۩ ◊ ملتقى قبيلـة شمّــــــــر العام ◊ ۩ > ۞ الـشـريـعـة و الـحـيـاة ۞
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-22, 05:37 AM   رقم المشاركة : 1

 

 

Almeer (11) !|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |! الموضوع للاطلاع فقط






كيف تكسب الناس وتؤثّر فيهم


احترام العقول أولاً !
(1)


إن من أعظم ما وهب الله للعبد عقلاً سليماً ، وفكراً ناضجاً ، وإدراكاً ثاقباً ، وسعة في الأفق ، واستيعاب للحق ، به يرتقي أناس ، وينحط به آخرون .
ميّز به الإنسان عن بقية الحيوانات ، بتعطيله ، أو انحطاط تفكيره يفقد الإنسان إنسانيته ، وينخرط في عالم الحيوان البهيمي {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} .
به يسود الفرد ، وينال الصدارة ، ويميز الخير من الشر ، ويعمل النفع ويبتعد عن الضر ، ويؤصل أمته إلى بحر الأمان حتى ولو كان نحيل الجسم ، وذميم الخلقة " إنما المرء بأصغريه بلسانه وعقله " .
ولعظم منزلة هذا العقل كان أحد الضرورات الخمس التي اتفقت الشرائع على حفظها ، فحفظه حسياً ومعنوياً غاية من غايات هذه الشرائع .

(2)

ومما يمدح به الفرد ، أو الشعوب حينما يتصف بصفات العقل السليم التي وهبها الله للعبد ، ولهذا فلا غروى أن يكون أغلى ما تملكه الشعوب من الثروات هي هذه العقول ، وإن كانت فقيرة بالثروات المادية ، لكنها استطاعت أن تتقدم على شعوب طغت عليها الثروات المادية في جميع الميادين ، وبعقولها استطاعت أن تسود الأمم . و تشجع هجرة عقول الأمم الأخرى جماعات ووحداناً ، وتحتضنها وتغذيها . وانحطت شعوب وأمم لما انحطت عقولها ، وزهدت في عقول رجالاتها ، وكان هم الواحد منهم لا يتجاوز أسقطة المتاع ؛ مع أنها من أغنى الشعوب بالثروات المادية .
ولمكانة العقول السليمة لدى الشعوب الواعية الطموحة المثمنة للكنوز يكون همها ليل نهار الحفاظ على هذه الكنوز ، واحترامها وتقديرها ، والاحتفاء بها ، والدفاع عنها ، وتسخير ما تستطيعها من قدرات لتطويرها وتفعيلها ، وتُهيأ الأسباب والأجواء لتنتج الكثير ، وما الاهتمام الفائق بالموهبين الصادق إلا نتاج ذلك .
وهذه العقول لا تخل منها أمة من الأمم ، أو شعب من الشعوب " إن بني عمك فيهم رماح "فهذا من عدل الله ورحمته وإحسانه بعباده المتتابعة .
ومن سنة الله في خلقة تفاوت هذه العقول تفكيراً ، ووعياً ، وإدراكاً ، وهداية ، واستفادة . مع اتفاق في أصل العقل وسلامته وأنها قابلة للزيادة في التعقل والتأمل ، وهيئت للسعي فيها قدماً ، و التوسع في المدارك والأفق .

(3)

ومن حق هذه العقول علينا احترامها وتقديرها والاستفادة منها ، وعدم الاستخفاف أوالاستهانة بها ، أو الإسقاط من شأنها ، أو السعي الحثيث لقصرها على ما يراد منها لا ما تريده .
والاستخفاف بالعقول له صور وأشكال ظهر الكثير منها والبعض الأخر في طريقه إلى الظهور ، لأن مشوار الاستخفاف بالعقول ما زال مستمراً ، وتعدد ممتهن هذا الاستخفاف بدلاً ما كان مقتصراً على أصحاب السياسة ، وأرباب الشعارات ، والذاتيين ، فبدأنا نسمعه ونشاهده ممن يدعي الإصلاح ، والسعي الحثيث لتوعية العقول وتوسعة المدارك ، والنقلة بالأمة .
وإن كان ظاهر صيحاتهم ونداءاتهم النصحة للأمة ، والخوف من المستقبل ، حلت بثوب الرحمة والشفقة ، إلا أن الحفاظ على رأس المال مقدم على الربح .

(4)

وللتطور الهائل في هذا العصر في وسائل المعلومات ، والاتصال ؛ حتى أصبح العالم كالقرية الواحدة ، فبدأ الوعي ينتشر في أوساط المجتمع ، ويحرص الناس على معرفة الحقيقة ، وأنهم ما عاد تنطوي عليه الأمور مثل ما كانت تنطوي عليهم في السابق ، فمصادر المعرفة تيسرت ، وتعددت ، وأحبوا أن يعرفوا الأمور بأنفسهم لا أحد يملها عليهم ، وبدؤوا يستقلون بتفكيرهم وأرائهم ونتائجهم الحاضرة والمستقبلية ليتحرروا من تبعية الغير وتسير الأخر لما يريده هو لا ما يريدونهم . وأن حبال الثقة المتبادل قد انقطع ، ويَردوا قانون " وما أريكم إلا ما أرى " إلى مقننه ومستحسنه . وأنهم لا يريدون السياسة الفرعونية أن تمرر عليهم ؛ سياسة " فاستخف قومه فأطاعوه " .

(5)

ومن صور وأشكال الاستخفاف بالعقول أنه عندما نقوم بطرح الأفكار والآراء سواءً كانت فكرية أو سياسية أو تربوية ..... نطرحها وفي قرارة أنفسنا أن المجتمع ما زال مصاب بسطحية التفكير وضحالته ، وقلة الوعي ، وأنه تمشي عليه بساطة الأمور فكيف بعظامها ، وأنه يجيد سرعة الاقتناع ، ونخاطبه على أنه مجتمع ما قبل التسعينات ؛ ولهذا تأتي الطرحات والأفكار هزيلة ومتميزة بالبساطة والسذاجة والشطط ، ومما يحزن المرء أن كثيراً ممن يتصف بهذا ممن يحمل شهادات عالمية عالية ، ويقال أيضاً أن مثل هذا الطرح يلق رواجاً ممن يحمل مثل هذه الشهادات .
ومن هذه الصور أننا نجيد التهرب من فشل طروحاتنا وخيبة أفكارنا ، وسذاجة تحليلاتنا، ومن ثَم نحمل هذا الفشل الذريع إلى فهم الآخرين له ، وأن ما قلناه لا غبار له ، وإنما أتى الخلل من هذا الفهم ، ولإصراره على هذا الاستخفاف يصعب عليه الاعتراف بمجانبة الصواب مع أن ما قاله لم يخصه بأفراد ، وإنما قاله على الملأ ، ولجودة هذا الطرح حُرص على حفظه واقتنائه فلهذا لا يمكن أن يندثر أو يطوي في عالم النسيان ، فالأفكار والآراء من أصعب الأمور نسياناً وتجاهلاً .

(6)

ومن أشكال الاستخفاف والاستهتار بعقول الناس : الشعارات البراقة ، والوعود المطمئنة ، والدعايات الساحرة بدأً بالسياسة ، ومررواً بالاقتصاد وحقوق المرأة ، وانتهاءً بمحاضن التربية والتوجيه ولا أخالك ناسياً مسمار جحا هذا العصر " الإرهاب والتطرف " ومصطلحة الحرية والديمقراطية .
فيبدأ بمشواره رافعاً عبارات براقة مع وعود مؤكدة فتذهب الأيام والسنون فلا نراء لهذه اللافتات أثراً في الواقع ، وإنما نسمع جعجعة ولا نراء طحناً .
ولغلبت المادة على الكثير منا استغل ذلك ضعاف النفوس ، مع استغلال وسائل الدعاية الحديثة والمتنوعة ، فيبدأ بطرح مشاريعه التجارية مع وعود بأرباح باهرة مع وقت قصير تجعل المرء يقبل عليها بشراهة وبدون تروي فلا مكان له مع هذه الأرباح فالفرصة لا تعوض ، فيذهب الوقت المحدد وأضعافه ، وصاحبنا لم يستيقظ إلا وهو في وسط الفخ ، فوصل به الحال إلى أن يتمنى رأس ماله ، وعلم أن هذه الوعود ذهبت مع أدراج الرياح ، بل وصل ببعض هؤلاء النفوس أنه استغل الدين وأهله في ترويج نصبه وخداعه .

(7)

وممن الأسباب التي تجعل المرء يتمادى ويستميت بهذا الاستخفاف أن نظره مقصور على الساعة الحاضرة فهو وقتي فلا يفكر في عاقبة طرحه عند وقوف الآخرين على الحقيقة ، ولا يهمه ذلك ، ولا يستشعر حال الناس إذا فرغ صبرهم من طول انتظارهم للوعود التي دغدغت مشاعرهم ، والتوصيات ، والحلول الناتجة عن دراسات وتحاليل .
فهذا أحد النخب ! على الملأ في أحد القنوات الفضائية لم طُرح عليه عمله الذي خالف فيه أحد الأحاديث الصحاح مع أنه لا يمكن له بحال من الأحوال أن يتجاوز ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قيد أنمله ـ وهذا هو المؤمل من كل إنسان ـ أجاب بكل ثقة أنه بعد ما جمع طرق هذا الحديث ودرسها توصل إلى أن معنى هذا الحديث يختلف اختلاف جذرياً مع ما عَلمه من مشايخه وأساتذته وهو المعنى السائد لدى الناس ، والذي على إثره انبهر المستمعين ، وعندما ترجع إلى دواوين الحديث تجد أن هذا الحديث لا طريق له إلا طريق واحد عن أحد الصحابة ، فهل فكر صاحبنا بالساعة التي تلي البحث من الآخرين عن هذا الحديث ومعناه !؟ .
وهناك أستاذ آخر من عِلية النُخب مما طرحه من أفكاره في مجمع من المجامع الثقافية متعددة المدارس والأطياف أن من مميزات عصور طفرة الثقافة المتقدمة أنها لم تتقيد بمدرسة واحدة أو مذهب واحد يُقصر الناس عليه بل أن السلطة في ذلك الزمن ضمنت لكل فئام المجتمع وأطيافه حريته الثقافية ، وأراه العقدية أياً كان ما دام أن صاحبها مُستظل تحت مظلة الإسلام بخلاف حالنا الآن .
فهذه النتيجة يعلم صغار السن والمعرفة أن صاحبها قد أبعد النجعة ، وأن التاريخ يكذب ذلك .
فنقول لصاحبنا هل عصر المأمون ـ الذي يُعد من أزهى عصور الثقافة لدى فئام من المثقفين ـ ينطبق عليه ما طرحته ؟ فماذا يُعد امتحان خيرة علماء ذلك العصر ، وضرب خيارهم بعدما قيدوا بالأغلال ، وامتحن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ، ويدرك ذلك عوام الأمة فضلاً عن النخب .
وقل ذلك في ما بين القرني الرابع والتاسع في مصر ، وابن تيمية وكتبه ومدرسته وتلاميذه شاهد على خلاف هذا الطرح .
بل أن الدين الحق لا يمكن أن يرضى بذلك ، وأن الكثير يعلم ما هي مهمة درة عمر الخطاب التي في كل عصر يتمناه كل غيور .
فثقة المرء لدى فئام من الناس لعلمه وطرحه وإدارته وماضيه تجعله يتكئ على هذه الثقة عند طروحاته وأفكاره الحاضرة والمستقبلية ، ومن ثم تؤثر على جودة طرحه وصدقه ، بل قد يصل به الحال إلى الاستخفاف بالعقول واستتغفالها ، وبما أن الناس أغلاء ما يملكون هي عقولهم لا يتحملون ذلك منه فيبدأ مد ثقته ينحسر شيئاً فشيئاً ، فينفضون من حوله جماعات ووحداناً .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد هادي البشرية إلى الرشاد ، وعلى آله وصحبه أجمعين

المصدر
http://www.saaid.net/aldawah/index2.htm
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 05:30 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




من الجدير بالاهتمام لمن عرف أهمية الدعوة إلى الله تعالى ولمس الحاجة الماسة إليها في مجتمعاتنا أن يعرف بعض القواعد التي ينبغي استحضارها وتطبيقها في واقعنا لتكون دعوتنا مؤثرة ناجحة وتصل إلى مبتغاها. فهاك بعض القواعد العامة المعينة في الدعوة إلى الله تعالى:

1 - قبل أن ندعوهم لا بد أن نملك قلوبهم:

إن الداعية إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون ذا قلب كبير يسع الناس جميعاً بمختلف أوضاعهم ونفسياتهم وجنسياتهم، ويتعامل معهم برفق، ويقدم لهم أفضل ما عنده من فنون التعامل، ويتخير لهم أفضل القول وأجمل المنطق مع بذل الندى وكف الأذى. ولقد كسب النبي صلى الله عليه وسلم قلوب من حوله مع مجانبة تقليدهم في انحرافاتهم؛ فكانوا يسمونه: (الصادق الأمين) قبل أن يبعث؛ فقد ملك قلوب الناس بحسن خلقه وسماحته.
قال تعالى : وإنك لعلى" خلق عظيم {القلم: 4} وقال سبحانه : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم {التوبة: 128} .

2 - عطاء من لا يخشى الفقر:

إن من السمات المميزة للدعاة إلى الله تعالى كرمهم وبذلهم كل خير للناس؛ فيبذلون للناس الخلق الحسن والجاه إن احتيج إليه، ويبذلون ما يستطيعون للناس من مرتفقات هذه الدنيا؛ ليبينوا لهم أنهم ليسوا طلاب دنيا وأن الدنيا آخر اهتماماتهم، فيبذلوا الدنيا للناس ليستجلبوا قلوبهم إلى الدين؛ فمنهج رسولنا صلى الله عليه وسلم هو منهج العطاء والبذل؛ فقد كان الأعرابي يرجع إلى قومه ويقول: يا قوم أسلموا؛ فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

3 - احترام الآخرين والاهتمام بقضاياهم:

فإن النفوس تميل إلى من يحترمها ويرفع من قدرها خاصة إذا كان أولئك أصحاب مكانة في قومهم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يُنَزَّل الناسُ منازلهم.
وإن من أهم أسباب إسلام كثير من الصناديد هو رفع منزلتهم في الإسلام: كالأقرع بن حابس، وأبي سفيان، وعيينة بن حصن، وثمامة بن أثال.
ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاهتمام بقضايا المسلمين حتى لقد كان يهتم بأمور العبيد والموالي.
فها هو يشفع لمغيث عند زوجه بريرة لكي ترجع إليه بعدما عُتِقَت وهو عبد، وغير ذلك كثير من أمثلة اهتمامه صلى الله عليه وسلم بقضايا أمَّته.

4 - الكلمة التي من القلب لا تخطئ القلب :

إن من أهم الأمور التي ينبغي استحضارها: أن يكون الداعية صادقاً في كلمته مشفقاً على المدعو، وأن تخرج الكلمات من قلبه بحرارة مباشرة إلى قلوب المدعوين، ثم تثمر الاستجابة بإذن الله.

5 - قوة الصلة بالله والاستعانة به:

إن أهم زاد للداعية في طريقه لتبليغ دعوة الله إلى الناس هو اتصاله بالله تعالى واعتماده عليه وتفويض جميع أموره إليه؛ فقلوب الناس بين أصابعه سبحانه كقلب واحد يقلبها كيف يشاء، ولو شاء لهدى الناس كلهم أجمعين؛ فبالاعتماد عليه وتفويض الأمور إليه تنفتح الأبواب، ويسهل الصعب، ويقرب البعيد.
ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أروع الأمثلة في قوة الاتصال بالله تعالى وخاصة عند الأزمات، وعندما يُعرض الناس عن دعوة الحق. فها هو الطفيل بن عمرو الدوسي يأتي شاكياً قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يستعديه عليهم ليدعو عليهم لما أعرضوا عن دعوته؛ فما كان من نبي الرحمة إلا أن رفع يديه إلى ربه وسأله أن يهدي دوساً ويأتي بهم؛ فما أن رجع الطفيل رضى الله عنه إلى قومه حتى استجابوا جميعاً.

6 - عندما نترفع عن دنياهم :

من أهم ما يزين الداعية ويلبسه ثوب وقار، ويجعله أقرب إلى الاحترام ومن ثم القبول: أن يكون مترفعاً عن ملاحقة كماليات هذه الدنيا؛ فليس يخوض إذا خاض الناس في الشاء والبعير وأنواع السيارات والحديث عن العقارات، والسباحة في بحور الأمنيات الدنيوية؛ فهو لا يجيد السباحة في هذه البحور التي لا ساحل لها؛ بل لا تراه إلا في الدعوة وحولها يدندن.
وليس معنى ذلك أن يهجر الداعية حياته وأصحابه، وأن يكون جاهلاً بواقعه، كلا، ولكننا نريد ارتقاء بالاهتمامات، وتميزاً في الرغبات، وألاَّ يغيب عن همِّ الدعوة، كيلا نكون كالهمج الرعاع الذين يجرون خلف كل ناعق.
فإن أهل العلم دائماً يستحقرون هذه الدنيا وإن عظمت صورتها وحقيقتها عند العامة والدهماء.
اقرأ إن شئت قصة قارون: فخرج على" قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم 79 وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون {القصص: 79، 80}.

قد هيؤوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

ومن الأمور المهمة أيضاً استغناء الداعية عن الناس قدر إمكانه، وعدم إراقة ماء وجهه ما استطاع، بل هو الذي يبذل الخير للناس.

7 - اعرفى واقعهم وسترحميهم :

إن مما يشد همة الداعية إلى الله لينطلق بقوة إلى الدعوة والإصلاح نظره في واقع مَنْ حولَه وبُعدهم عن الله تعالى، وعمق الهوة السحيقة التي وقعوا فيها أو أوشكوا... فعند ذلك يتدفق من قلبه شعور برحمة هؤلاء، ثم يثمر الرغبة في تغيير واقعهم كيلا يوافوا الله تعالى وهم على هذا الحال .

8 - تحت الرغوة اللبن الصافي:

نعم! فلا يغرنك المظهر، وكذا في واقع الدعوة؛ فإن الناس وإن وقعوا في مآثم ومنكرات بل حتى موبقات فإنهم لا يزال فيهم خير ما داموا موحدين.
ومن هنا ينبغي لنا ألاَّ نترفع عليهم ونكشر أنيابنا في وجوههم، بل ينبغي أن نجلِّي لهم أبواب التوبة المفتوحة، ونرغبهم برحمة الله ولا نقنطهم منها، وأن نحاول تنمية جوانب الخير عندهم.
ومن الطرائف في ذلك أن بعض الدعاة كانوا في فرنسا، فذهبوا إلى حديقة مليئة بالناس والمنكرات، فوجدوا شاباً عربياً معه آلات موسيقية ويغني، فما كان منهم إلا أن ذهبوا إليه ودار الحوار الآتي:
الداعية: مَنِ الأخ.. أعني ما اسمك؟
الرجل: محمد...
الداعية: ما شاء الله ما شاء الله! هذا اسم الرسول صلى الله عليه وسلم .
الرجل: ولكني لا أصلي.
الداعية: ما شاء الله. الله أكبر. دائماً المؤمن لا يكذب ومنهجه الصراحة. وأنت كذلك...
فما كان من ذلك الرجل إلا أن ذهب مع الداعية إلى سكنه، وثم هداه الله تعالى على يديه.
ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في ذلك؛ فها هو صلى الله عليه وسلم يسمع أبا محذورة يقلد الأذان؛ فما كان منه إلا أن أثنى على جمال صوته، ومن ثم علَّمه الأذان فصار بعدُ مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم .
وها هو يمنع أي أحد أن يتعرض لمن جلده في الخمر بعد جلده ويقول: "لا تعينوا الشيطان على أخيكم"(1).
إن بُعدنا عن صاحب المعصية والنظر إليه شزراً على أنه عاصٍ لَهُوَ من أسباب عون الشيطان عليه ونفرته من أهل الصلاح؛ ولكن عندما نفتح له قلوبنا ونتعامل مع أخطائه برفق وحنان فسينتج ما لم نره من قبل.

وبقي نقطتان منهجيتان في الدعوة ينبغي ألاَّ يغفلهما الدعاة وإن كانتا ليستا من طرق كسب الناس والتأثير فيهم:
الأولى: الصبر على ما يصيب الداعية في ذات الله؛ فإنه مأجور فيه، وله العاقبة بإذن الله إن صبر وثبت على منهجه الحق، وأظن أن عندك أخي القارئ من الآيات والأحاديث في ذلك ما يربو على ما عندي.
الثانية: أن على الداعية أن يؤدي ما عليه وهو واجب البلاغ، وأن النتائج ليست إليه ولا يؤخذ بها إذا أدى ما عليه. قال تعالى : إن عليك إلا البلاغ {الشورى: 48} .
تلكم كانت إضاءات وخواطر وقواعد دعوية اختلجت في صدري، فأبديتها ناصحاً نفسي وإخوتي، علها أن تؤدي ثمراتها .
وعلى الله قصد السبيل.
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 05:31 PM   رقم المشاركة : 3

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




الحلم يا معشر الدعاة

فلقد جاءت شريعة الإسلام بمنهج واف للحياة يلم شعثها ويصلح مافسد منها ويقوم ما اعوج من سبلها فلا يوجد خير إلا ودل الإسلام عليه ولا يوجد شر إلا وحذر الإسلام منه فلله الحمد والشكر على ما امتن به على عباده.

وإن من جوانب الحياة المهمة التي شملها هذا الدين العظيم وحرص على تقويتها جانب مهم ألا وهو جانب الأخلاق ، فلقد جاء نبينا متمما لصالح الأخلاق " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ".

ولقد تظاهرت النصوص الشرعية الدالة على أهمية الأخلاق وأن الخلق محصلة من محصلات التدين ومن لم يكن ذا دين فلن ينفعه خلقه عند الله عزوجل شيئا يقول الله عزوجل واصفا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم " وإنك لعلى خلق عظيم " ، يقول ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية ( لعلى دين عظيم ، لادين أحب إلي ، ولا أرضى عندي منه , وهو دين الإسلام ) ، وفي الصحيحين أن هشام بن حكيم سأل عائشة رضي الله عنهما عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن.

نعم خلقه القرآن ، فهو إذا خلق تدين وعبادة وخشوع وإخبات لله رب العالمين محركه حب الله ووقوده طاعة الله وماء حياته الرصيد الهائل من التقرب إلى الله والاعتصام بحبله المتين وصراطه المستبين ، وهو خلق ينبع من القرآن عنه يصدر وإليه يأرز ورايته المرفوعة وعلامته الموسومة الاحتساب وابتغاء ماعند الله عزوجل والدار الآخرة.
وإن من الأخلاق العظيمة التي حث الشرع المطهر عليها خلق الحلم ، والحلم بالكسر معناه كما قال صاحب القاموس المحيط هو " الأناة والعقل" وجمعه أحلام وحلوم ومنه الرجل الحليم والحليم يجمع على حلماء وأحلام
وأما معناه الاصطلاحي فهو : ضبط النفس عند الغضب ، وكفها عن مقابلة الإساءة بمثلها وإلزام هذه النفس حال غضبها بحكم الإسلام.

لقد أثنى نبينا صلى الله عليه وسلم على أشج عبد القيس بقوله : " إن فيك خلتين يحبهما الله ، قلت : وماهما يارسول الله ؟ قال : الحلم والأناة ....... الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد.

الله أكبر الحلم من الخصال التي يحبها الله فهل استشعرنا هذا المعنى حال هجوم سورة الغضب علينا ؟ هل نستشعر أن هذه الخلة من محبوبات الله عزوجل فيحملنا ذلك الشعور على الصبر الجميل والحلم العظيم ونحن نقول بلسان الحال والقال : " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير".

وصف شريف ورداء نظيف يلبسه الله لمن يشاء من أوليائه الذين لايرتدونه إلا احتسابا ولايرتدونه رياءا وسمعة وخيلاءا ، فهذا نبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام استحق وصف الحليم إن إبراهيم لحليم أواه منيب) ، ولقد بعث الله له من ذريته غلاما حليما ونبيا كريما إنه إسماعيل عليه السلام : ( فبشرناه بغلام حليم ) ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الحنفاء والحلماء قال عنه ربه ( وإنك لعلى خلق عظيم ) , وقد قال الله عزوجل موصيا نبيه عليه الصلاة والسلام ومربيا االأمة على هذا الخلق ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) ويقول سبحانه مثنيا على أصحاب هذا الخلق النبيل ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ** الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).

إنها معالم نورانية للسالكين وبراهين ربانية لشحذ همم السائرين ترشدهم إلى الخلق الذي يستوعبون به الناس لينقلوهم من ضيق النفوس إلى سعة القلوب والصدور , وإن من أحوج الناس لتلمس تلك الدلالات والمعاني الذين يتصدرون لدعوة الناس " فالذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لايخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " والنبي صلى الله عليه وسلم خالط الناس في دعوته بالاحتساب والصبر والحلم والأناة ولم يخالطهم بالفظاظة والغلظة والقسوة والغضب وصدق الله ( ولوكنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) .

وحياته صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة دليل الصدق على سمو نفسه عليه الصلاة والسلام فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته . ثم قال : يامحمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أمر له بعطاء " رواه البخاري في كتاب اللباس .

موقف رهيب ، وحلم عجيب ، وبهاء وروعة ، وسمو وتواضع ، وحنو مصدره إيمان وحلم يزين جبين الرحمة المهداة والمنة المسداة لهذه البشرية الحائرة التي كانت قبل محمد صلى الله عليه وسلم لا تعرف ما معنى الرحمة ولا ما معنى الخلق .

بالله عليكم يا أحبابنا لوكانت هذه المعاني مستحضرة في واقعنا وواقع تعاملنا مع عباد الله عزوجل كيف سيكون حال دعوتنا ؟ كيف لو استحضر المعلم هذا المعنى مع طلابه ورواد درسه؟ وكيف لو استحضرت المعلمة ذلك مع طالباتها ؟ وكيف لو تأمل الداعية والمربي والشيح والعالم في هذا الموقف من النبي صلى الله عليه وسلم وتمثله أصحاب الرسالات والدعوات في حياتهم ، كيف سيكون حال الناس ؟

إن الشعور النبوي الكريم والشفقة على الخلق قد فاضت حتى انطبعت في قلوب اتباعه وأصحابه حبا وتضحية يفوق وصف الواصفين وقبولا ماله نظير وكيف لا يكون الأمر كذلك وهو الرحمة التي أنقذ الله بها البشرية من غول التيه والحيرة.

يا معشر الدعاة يا معشر المربين يا معشر العلماء والفضلاء والنبلاء الحلم الحلم فإنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فلتسعوهم بأخلاقكم


؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 05:32 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




بعد أن تغربت كيف تدخل المجال الدعوي

بعض الشباب عندما يتغير عليه المكان وينتقل إلى بيئة جيدة قد يتعطل عن العمل الخيري ، مثل المعلمين الذين يتعينون بعيداً عن مدنهم أو طلاب الجامعات أو الموظفين أو ..... فيجدون أنفسهم قد أغلقت عليهم الأبواب بسبب عدم معرفتهم للتعامل مع هذه الظروف وأمثالها ، فنهدي له هذه الكلمات لعلها تنفعهم إنشاء الله وهي نقاط غير مرتبه ولكن خذ ما يناسبك منها :
1. ارتبط بإمام المسجد الذي تصلي فيه وحاول التعرف عليه والقرب منه ( دون أن يكون دخولك معه دخول شبهه فقد يخاف منك ) ومنه قد تنطلق للتعرف على الأعمال الخيرية وقد يكون هو الذي يدلك على من يقوم بها .
2. كلم إمام المسجد عن مشروع خيري واضح كتوزيع أشرطة مصرح به أو كتيبات أو مطويات أو .... وبعده تنطلق معه إلى ما تشاء .
3. لا تمانع من قبول دعوة من أحد جماعة المسجد وخاصة في أيامك الأولى حتى تتعرف عليهم وعلى عاداتهم أو ينفعونك في ما تريد .
4. قبل أن تغادر بلدتك اذهب لأحد المشائخ أو طلبة العلم الذين تعرفهم وقل له أنك انتقلت إلى تلك البلدة فيمكن أن يعرف أحد الشباب هناك أو المشائخ فيتولى أمرك وتوجيهك لما يناسبك . أو قد يرسل الشيخ معك بعض الأغراض لهم خاصة إذا كان الشيخ معروفاً منهم .
5. أن تقوم { بكتابة أفكار في ورقة أو نقل خبرة من الخبرات ( كنقل بعض الأمور الإدارية لتلك الجهة وقد نقلت لهم أرقام تلفونات المشائخ وطريقة تنسيق المحاضرات معهم ) أو تجمع مالاً أو تحضر بعض الأشرطة أو الكتيبات أو المطويات أو تذهب لأحد التسجيلات القريبة من بلدتك والبعيدة عن البلدة الجديدة وتأخذ منهم عروض وطرق مساعدة الأعمال الخيرية } وتذهب لأحد الجهات الدعوية كمكتب الجاليات أو جمعية تحفيظ القرآن الكريم أو مكتب الدعوة أو هيئة الإغاثة أو القاضي في تلك البلدة وتطلب مقابلة المدير وتسلم عليه وتعرفه بنفسك وعملك وتعطيه هذه الأشياء لعلها تكون الخطوة الأولى لبدء حياة دعوية جديدة .
6. أن تذهب لقاضي تلك البلدة وتعرفه بنفسك وعملك وأنك تريد المشاركة في الدعوة فيوجهك لما تشاء
.
وأخيراً : من كان دم الدعوة إلى الله يجري في عروقه فسيجد له طريقاً يسير به أو يفتح هو منفذاً جديداً لأنه يحمل همّ هذا الدين ويحترق من أجله .

إن الله رفيق يحب الرفق
قال ابن القيم رحمه الله نظما :

وهو الرفيق يحب أهل الرفق ... يعطيهم بالرفق فوق أمان

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في شرحه لهذا البيت :
ومن أسمائه سبحانه
الــرفيــق
وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها
وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال ..

والتفسير لهذا الاسم الكريم مأخوذ من
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" إن الله رفيق يحب الرفق , وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف "

فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئا فشيئا بحسب حكمته ورفقه ، مع انه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة ..

وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة ، بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم ، كما فعل ذلك سبحانه في فرضية الصيام وفي تحريم الخمر والربا ونحوهما ...

فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ، اتباعا لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب , لا سيما إذا كان ممن يتصدى لدعوة الناس إلى الحق فانه مضطر إلى استشعار اللين والرفق كما قال تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "

رسـائـل

~ 1 ~

رسالة إلى دعاة الحق والفضيلة والى كل ناصح مرشد مشفق نقول :

رفقا بالمنصوحين وقولا لينا ، فإن في ذلك مدعاة لقبول نصحكم والاهتمام به ...
فهلا تأملتم خطاب الله جل وعلا لكليمه موسى و أخيه هارون عليهما السلام في قوله تعالى :
" اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "
أي اذهبا إلى فرعون الطاغية الذي جاوز الحد في كفره وطغيانه وظلمه وعدوانه " فقولا له قولا لينا "
أي : سهلا لطيفا برفق ولين وأدب في اللفظ ، من دون فحش ولا صلف ولا غلظة في المقال او فظاظة في الأفعال " لعله " بسبب القول اللين " يتذكر " ما ينفعه فيأتيه " أو يخشى " ما يضره فيتركهفإن القول اللين داع لذلك والقول الغليظ منفر عن صاحبه وقد فسر القول اللين في قوله تعالى : " فقل له هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى "
فإن في هذا الكلام من لطف القول وسهولته وعدم بشاعته مالا يخفى على المتأمل فإنه أتى بـ " هــل " الدالة على العرض والمشاورة والتي لا يشمئز منها أحد ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس التي أصلها التطهر عن الشرك , الذي يقبله عاقل سليم ولم يقل " أزكيـك " بل قـال " تـزكى " أنت بنفسك ثم دعاه إلى سبيل ربه الذي رباه و أنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها وذكرها فقال : " و أهديك إلى ربك فتخشى "
(( فإن كان أسلوب الخطاب هذا لذلك الطاغية فكيف بإخوانكم المسلمين يرحمكم الله ))

~ 2 ~

رسالة إلى كل مسؤول نقول :
إلى كل من ولي أمر المسلمين سواء كانت ولاية عامة أو ولاية خاصة كن رفيقا بمن هم تحت مسئوليتك فقد قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم من ولي من أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه "
فكن معينا لهم على قضاء حوائجهم ، و إياك أن تماطل بهم أو تسعى للإضرار بهم فإن الله ســائلك عن ذلك فإن أحسنت أحسن الله إليك و إن أسأت جازاك الله على إساءتك بما تستحق وكنت مذموما في الدنيا والآخرة .

~ 3 ~

رسالة إلى كل أب و أم أنعم الله عليهما بالبنين والبنات والى كل معلمه ومعلم انعم الله عليهما بذلك العلم نقول :
رفقا بالقوارير من بناتكم ومربيات الأجيال ورفقا بالبنين من أبنائكم صناع المجد بإذن الله فإنكم برفقكم وحسن أسلوبكم تصلون إلى مالا تستطيعون أن تصلوا إليه بالشدة والعنف فالتربية بالرفق والإحسان أكثر نفعا و أشد قبولا في نفوس هؤلاء الأولاد ليكون ذلك أدعى لقبولهم ومحبتهم للخير و أهله فالعنف معهم دون سبب بين وكحالة استثنائية لا يولد إلا العنف والكراهية والانفعالات لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه "

~ 4 ~

رسالة إلى كل ابن كريم نقول :
أبني رفقا بوالديك وقولا لينا ...
ألم تشعر يوما ما بقسوتك في التعامل معهما وهما اللذان سهرا على تربيتك والإحسان إليك ....
فإذا كان الرفق مطلوب مع الآخرين فهو مع الوالدين أوجب و أولى بل إن التأفف في وجههما إثم وقطيعة وجريمة ...
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فأحسن صحبتهما وأرفق بهما فانهما باب من أبواب الجنة ...
أبني هل سمعت بوصيته تعالى لك في قوله جل وعلا : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "
إنها وصية الله لك من فوق سبع سماوات ... من كتاب الله جل وعلا ...
هاهما بجوارك قد بدأ المشيب إليهما واحدودب منهما الظهر وارتعشت الأطراف لا يقومان إلا بصعوبة ولا يجلسان إلا بمشقة أنهكتهما الأمراض وزارتهما الأسقام فعليك بالبر والإحسان ولا تبخل عليهما بمالك وجهدك وحسن خلقك وطيب معشرك يا رعاك الله ...

~ 5 ~

رسالة إلى كل الأزواج نقول :
رفقا بزوجاتكم ورحمة بهن فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرفق وارحم بعائشة رضي الله عنها من أبيها أبو بكر رضي الله عنه حينما جرى بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام حتى دخل أبو بكر حكما بينهما .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " تكلمي أو أتكلم "
فقالت رضي الله عنها : تكلم أنت ولا تقل إلا حقا ..
فلطمها أبو بكر رضي الله عنه حتى أدمى فاها وقال : أو يقول غير الحق يا عدوة نفسها ؟
فاستجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدت خلف ظهره ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إنا لم ندعك لهذا , ولم نرد منك هذا " صحيح البخاري
فقد كان الزوج العظيم أرفق بزوجته من أبيها و أحلم عليها منه وأشفق عليها .
فهلا اقتديتم برسول الله صلى الله عليه وسلم يا رعاكم الله

~ 6 ~

رسالة إلى كل الزوجات نقول :
رفقا بأزواجكن ورحمة بهم تقديرا لظروفهم وعدم الإثقال على كاهلهم وتكليفهم بما لا يستطيعون خاصة بأمر الطلبات وكثرتها فالكفاف خير يا رعاكن الله
وليكن لنا في أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قدوة حسنة حينما آثروا واختاروا الباقية على الفانية بعد ان خيرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله تعالى : " إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما "

~ 7 ~

رسالة إلى كل ممن أنعم الله عليهم بالخدم والأجراء نقول :
ترفقوا في هؤلاء الخدم وتجنبوا ان تكلفونهم مالا يطيقون وامتثلوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم "
كما أننا ندعوكم للتصدق عليهم على أجرائكم وخدمكم زيادة على مستحقاتهم ففيهم أجر وصدقة وهم لها مستحقون وإلا لما تغربوا عن أبنائهم و أطفالهم ثم لتبرأ ذمتك من زلل أو خطأ أو قسوة وتقصير ...
يقول عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم , هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه "
وقال صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة , ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة : رجل أعطي بي ثم غدر , ورجل باع حرا فأكل ثمنه , ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يوفه حقه "

نماذج من رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحديث الأول

عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود : السام عليكم ( الموت عليكم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليكم قالت عائشة رضي الله عنها : السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلا يا عائشة !! عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش ) فقالت عائشة رضي الله عنها : أو لم تسمع ما قالوا فقال الرسول صلى عليه وسلم : ( أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم " فيستجاب لي ولا يستجاب لهم في " ) رواه البخاري ... وفي رواية مسلم :
( لا تكوني فاحشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش )

الحديث الثاني

عن أنس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يصيحون به : مه مه ( أي أترك ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزرفوه دعوه ( لا تقطعوا بوله ) فيترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعوا الرسول عليه الصلاة والسلام الأعرابي فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي : إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه دلوا من الماء . فقال الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لقد تحجرت واسعا ) " أي ضيقت واسعا " متفق عليه ...

فانظر أخي القارئ أختي القارئة إلى الآثار المباركة بالرفق فاعمل به تسعد وتسعد الآخرين وإياك والعنف فإنه شقاء لك وللآخرين ...

؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 05:33 PM   رقم المشاركة : 5

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




فن تهيئة النفوس

النفوس البشرية أشبه بالمعادن الصلبة . كلاهما يصعب كسره أو ثنيه أو تشكيله إلا في أفران خاصة عالية الحرارة . تلك الأفران التي يمكن فيها تشكيل النفوس البشرية هي أفران التهيئة النفسية .
وتهيئة النفس مرحلة متقدمه علي فعل الفعل . وهي مرحلة هامة . يقصد منها دفع الأفراد ذاتيا إلى تحقيق أعلى معدلات الإنجاز لأي فعل يقدم عليه الإنسان . فأي فعل يقدم الإنسان على فعله –كبر أم صغر - يحتاج إلى حسن تهيئه وجودة إعداد. فبدون هذه التهيئة لا تتوقع غير معدلات الإنجاز المتدنية . لأن حسن التهيئة يصهر البلادة, ويذيب الغفلة , ويذيل الفتور الذي قد يعتري النفس البشرية من حين لحين . كما وتساهم مرحله التهيئة النفسية في تطويع النفس وترويضها ودفعها لانجاز الأفعال التي قد تستثقلها ولا تستسيغها . والأكثر من ذلك إن مرحلة التهيئة النفسية تستنهض همم الأفراد وتجعلهم يخرجون الطاقات المخبوءة داخلهم . وقد يصعب على أي قوة استخراج مثل هذه الطاقات غير قوة التهيئة النفسية .

ويوم تبوك لما فكر الروم أن يعدوا العدة لضرب الإسلام في شمال الجزيرة العربية . استنفر الرسول المسلمين لملاقاة هذا العدوان . ولكن كانت الأيام أيام قيظ , وقحط , وعسرة . والسير إلي العدو م يتطلب جهد كبيرا ونفقات أكبر . إضافة إلى أن " قتال الروم ليس صداماً مع قبيلة محدودة العدد والعدة، بل هو كفاح مرير مع دولة تبسط سلطانها على جملة قارات، وتملك موارد ثرَّة من الرجال والأموال." كما يقول الشيخ محمد الغزالي . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث المسلمون على التبرع لتجهيز الجيش. فأخذ يهيأهم , ويشجعهم, ويمعن في الترغيب والتحفيز والحث على الإنفاق .استنهض صلى الله عليه وسلم همم أصحابه . وما أن لامست أذان الرجال صيحات الرسول المدوية والمحفزة :
((من جهز جيش العسرة فله الجنة، من جهز جيش العسرة فله الجنة))

حتى تسابق المسلمون في الجهاد بأموالهم تسابقا عجيبا . فهاهو أبو بكر الصديق يأتي بكل ماله. وعمر بن الخطاب يأتي بنصف ماله. وتبارى القوم في التبرع في صورة تُظهر ما في قلوبهم من إيمان راسخ ونفوس سخية. ولم ينفق أحد أعظم نفقة من ذي النورين عثمان بن عفان الذي جهز ثلث الجيش وحده، وجاء بثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها وبألف دينار استرخصها رضي الله عنه وبذلها في سبيل الله . حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه: "ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم" قالها مرارًا.

ولك أن تتساءل: ما الذي دفع هؤلاء إلى تحقيق معدلات الانجاز هذه ؟ . أسباب عديدة . أهمها حسن التهيئة . فالرسول صلى الله عليه وسلم استطاع أن يسمو بهمم الرجال, ويجعلهم يصلون إلي هذه الدرجة من العطاء لما أحسن تهيئة نفوسهم بالطريقة المناسبة . فحسن التهيئة يعني حسن التلبية . وهذا ما يجب ألا يغيب عن الأذهان .

ويجمع المختصون على أن التهيئة النفسية الحقة تساهم في وضع فسيولوجيا الأفراد في أعلى حالات التأهب من أجل إنجاز المهام المكلفين بها بنجاح .كما ويجمع المختصون أيضا على انه " لا توجد نتائج قويه بدون فسيولوجيا قوية " وببساطة فان مرحلة التهيئة النفسية ما هي إلا تلك القوة الهائلة التي تساهم في خلق حالة نفسية وفسيولوجية عالية لدى الأفراد . لذا يجب الاهتمام بهذا البعد . فكما يقول أنتوني روبينز : " تعد الفسيولوجيا اقوي أداة لدينا لتغيير حالاتنا من اجل النتائج المبهرة" .

ولك أن تتخيل حجم التأثيرات الهائلة التي تحدثها التهيئة النفسية الحقة في طاقة الجسم الكهروحيوية . فهناك إجماع من المختصين علي إن طاقة الجسم الكهروحيوية تتغير بشكل ملحوظ مع تغير حالة الشخص النفسية والمزاجية. والتهيئة النفسية هي القوة الوحيدة القادرة على تحقيق كل هذه النتائج المبهرة .لكن من أجل الحصول على مثل هذه النتائج المبهرة يجب أن تكون التهيئة مبهرة أيضا . " وإذا ما حدث هذا التغيير فإننا يمكننا فعل أشياء تبدو غير ممكنه "كما يقول روبينز.

وهذا ما حدث يوم بدر .قبل التحام الجيشين . لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فهيأهم وحرضهم . أعطي للتهيئة وقتها الكافي . فهو اعلم الناس بحرج موقف جيش قوامه ثلث عدد جيش العدو . رفع معنويات الجنود . وغير حالتهم النفسية والمزاجية . وانعكس ذلك علي حالاتهم الفسيولوجية . هيأ صلى الله عليه وسلم نفوس الجند لما هي مقبلة عليه . وصاح فيهم قائلا :
والذي نفس محمد بيده ،
لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا ،
مقبلا غير مدبر ،
إلا أدخله الله الجنة .
فأقبل الجند . وأدبر الخوف من قلوبهم. وكان الانجاز . الانجاز الذي وصل معدله إلي 300% تقريبا . إذ استطاع 314 مقاتل أن يصمدوا في وجه . 1000 بل ويلحقوا بهم الهزيمة المذلة.

لذلك فليس من الحكمة أن نقدم على التنفيذ قبل استفراغ الوسع في التحفيز . وليس من الحكمة أن نطلب قبل أن نُرَغب . ولا أن نأمر قبل أن نهيئ . ولا أن يعمل من هم تحت إمرتنا قبل أن تهضم نفوسهم وعقولهم ما هم مقدمون عليه بحسن التهيئة , وبقوة الترغيب وببراعة التحفيز . القول الفصل هنا أن مرحلة التهيئة لابد وأن تسبق مرحلة العمل . عندها توقع الإقبال على تنفيذ الأمور بأفضل المعايير: الرئيس مع مرؤوسيه , والداعي مع مدعويه , والقائد مع جنده ., والمدير مع موظفيه , والمعلم مع طلابه , والأب مع زوجته وأولاده. الكل مطالب بإتقان هذا الفن وفي الأمور كلها .

وليس هناك مستوى معين من البشر يقف عند عتباتهم فن التهيئة. فالكل يحتاج إليه وإن تفاوتت النسب والدرجات . فأنبياء الله ورسله وهم أشرف الخلق وأكملهم هيأهم رب العالمين وأحسن تهيأتهم . هيأهم .للعديد من المشاق والصعاب التي ستواجههم في طريقهم أثناء الدعوة إلى الله .هيأهم بمختلف الطرق الوسائل التي تناسب حال وزمان ومكان كل منهم .وإذا كان هذا المستوى من البشر قد احتاج إلي كل هذه التهيئة فمن باب أولى فكل من هو دونهم صلوات الله وسلامه عليهم أولى ويستحق هذا الأمر . فأمر التهيئة لازم لكل من له نفس وعقل مهما علا شانه أو سمت مكانته في دنيا الناس.

حتى أولئك الين يتعاملون مع الحيوانات والدواب . فلا يعقل أن ينتظر فارس مغوار من فرسه أن يقفز الحواجز العالية وهو يتبختر أو يسير الهوينى . فان لم يحفزه من بعيد وقبل مواجهة الحواجز. إن لم يهيئه ويثير حماسته ويوثق لجامه بقوة .إن لم يرفع همته بصيحاته وحركات أقدامه. فقد يردي الفرس الفارس وقد يهلكا سويا .

انظر إلى رسول الله في احد رحلات العودة إلى المدينة . ففي هذا اليوم نزل المسلمون في الطريق، بمنزل بالقرب من قبيلة" لحيان ". وهي قبيلة مشركة تكن العداء الأسود لله ورسوله. كان يفصل بين المسلمين وبين قبيلة" لحيان " جبل . هذا الجبل قد يكون العدو مختبئاً فيه . ولن يغامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه قبل أن يرسل طليعة على الجبل تكشف الأكمة وما وراء الأكمة. فقرر الرسول انتداب احد الصحابة لاستطلاع الأمر واستكشاف الطريق وتأمينه قبل مرور الجيش . ولك أن تتخيل خطورة مهمة من هذا القبيل. ولك أن تتخيل خطورة حياة من سيقوم بها. ولكون رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم ثقل المهمة وخطورتها, فقرر أن يوقد نيران أفران التهيئة النفسية ليصهر فيها نفوس الجند. فاخذ صلي الله عليه وسلم يهيئ ويحفز ويشجع الأفراد قبل أن يكلفهم . ولكن دعنا تتساءل :

* ألم يكن في مقدوره صلى الله عليه وسلم أن يأمر أو يجبر أو يكلف احد أصحابه بتنفيذ هذه المهمة ؟

* ألم يكن في مقدوره صلى الله عليه وسلم أن يصدر التعليمات والأوامر- هو المسئول الأول عن الجيش -بتكليف احد قواده أو مساعديه بتنفيذ هذا الأمر قصرا ؟

* أليس مثل هذه الأمور شيئيا معتادا بل و متعارفا عليه في العرف العسكري ؟

لكنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن كل نفس مهما علا شانها فهي في حاجة إلي قدر من التهيئة والتحفيز قبل الإقدام على التنفيذ .وان ما تأتي به التهيئة لا يمكن لغيرها من الوسائل الإتيان به . حتى ولو كان الأمر مع كبار الصحابة رضوان الله عليهم .

قام صلى الله عليه وسلم أمام الجميع يدعو بالمغفرة لمن يصعد هذا الجبل الليلة ويأتيه بخبر العدو . جاء هذا الدعاء ليقول لهم : انه ليس بين هذا الذي سيصعد الجبل في الليل البهيم وبين مغفرة الله تعالى له ذنوبه إلا صعود هذا الجبل والإتيان بخبر القوم . وهنا اشرأبت الأعناق. وسمت هامات الرجال . وتنافس الجميع من اجل الفوز بتلك المهمة .

جاءت المهمة من نصيب الصحابي الجليل : سلمه بن الأكوع : يقول سلمه رضي الله عنه وأرضاه : ( فرقيت الليلة الجبل مرتين أو ثلاث ) . ويا للعجب . لقد كان المستهدف انجازه صعود الجبل مرة واحدة لاكتشاف أمر العدو . وهذا يكفي . ولكن التنفيذ تحقق بنسبة300% . لقد كان صعود الجبل على قلب سلمه أشهى من العسل – كما يقول الأستاذ منير الغضبان الذي أضاف معلقا :
( ترى أي جني هذا الذي يصعد الجبل وحده ثلاثة مرات ،
لا يعرف الرعب سبيلاً إلى قلبه ، وهو وحده . ) .

إنها عظمة الرسول وبركات التهيئة النفسية التي كان يجيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أحوجنا أن نتتبع خطاه أن نتعلم منه كيف نتقن فن تهيئة النفوس البشرية مع من نتعامل معهم .

إن تهيئة النفوس فن وعلم . نجح من أتقنه ووعاه في تحقيق أفضل معدلات الانجاز لفعل فعل . لذالك وجب على كل من يتعامل مع النفس البشرية بكل مستوياتها ألا يغفل عن تفعيل هذا الأمر. وألا يقصر في تحقيقه. وان يعطيه الوقت الكافي والجهد المناسب أيضا . وان يضع هذا الأمر نصب عينيه مهما كانت الأعمال بسيطة . والأمور العظام من باب أولى .
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 05:35 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`





وسيلة للتأثير التربوي


لاشك ان العملية التربوية عملية تراكمية تحتاج الى الكثير من الوقت والجهد وقبلها الاخلاص والصدق, لكي تؤتي ثمارها يانعة باذن الله ,
وانا في هذا المقال احاول ان اعدد ابرز عوامل التأثير التربوي التي تنقل المتربي وترفع من مستواه ,
والآن مع هذه العوامل :

1

- تفوق المربي في أكثر من جانب .
2- قوة الصلة بالله( وهذا من ابرز العوامل) .
3- اليقظة التربوية ( والمقصود أن يكون للمربي حس يعرف من خلاله ما يمربه المتربي من احوال ويستطيع تقييم المواقف التي تصدر من المتربي والتعاطي معها)
4- العلم الشرعي .
5- المعايشة مع المتربي( وهي مشاركة المتربي في بعض الجوانب الحياتيه ونقل القيم والمبادي من خلال هذه المعايشة )
6- القناعة بالفكرة .
7- الهم لهذه التربية .
8- الانفتاح والمرونه .
9- البذل والعطاء .
10- مراعات احتياجات المتربي ( النفسية - المالية - الإجتماعية ) .
11- استغلال الاحداث والمواقف ( والسيرة ملئية بالتربية بالاحداث ) .
12- قاعدة التبادل (كلما اقتربت من المتربي اقترب منك - وكلما صارحته ببعض الامور صارحك, وهكذا ) .
13- سعة ثقافة المربي .
14- حسن الاعطاء ( لايكفي أن تعطي بل لابد من اختيار الطريقه الانسب والافضل,) .
15- إيجاد الحوافز .
16- التجديد والتنويع .
17- وعي المربي( فقه الواقع - فقه الموازنة - فقه الاولويات ) .
18- القدرة على اكتشاف الطاقات وتنميتها .
19- التخطيط والتنظيم .
20- قاعدة ( رأي المربي في المتربي له أثر كبير )فاذا وصفته بوصف فانه يتأثر بذلك الوصف سلباً أو ايجاب .
21- سعة الأفق .
22- إتقان مهارات المتابعة .
23- التعزيز والثناء .
24- إيجاد وسائل مساعدة للتربية .
25- محاولة إزالة أو تقليل العوامل الموثرة على المتربي سلب .
26- التقييم المستمر .
27- الشمولية في البرامج والتوازن فيه .
28- الإهتمام بالوسائل العملية في التربية ( العمرة - قيام الليل- زيارة المكتبات -........الخ ) .
29- المشاركة الإجتماعية للمتربي في افراحه واتراحه .
30- اشعاره بالنُقلة ( المقصود أن يُشعر المتربي بأنه انتقل من مرحلة إلى مرحلة أعلى وأكبر)
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 05:36 PM   رقم المشاركة : 7

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`





دعوة وتربية ... خطوات في الاصطفاء

فتعاني شعوب الأمة الإسلامية من بعد عن معالم الإسلام الصافية وضعف في تطبيقه مع انقلاب في فهم كثير من معانيه العلمية والعملية في جميع نواحي الحياة ، مع هزيمة نفسية وتبعية لأعداء الإسلام .. صاحب ذلك الرضى بحياة الذل والهوان وخوف من التغيير مع شُقَّة كبيرة بين الشعوب وعلمائها ودعاتها.

ولذا كان لزاما على الدعاة الذين وهبوا أنفسهم لدين الله أن يعيدوا الناس إلى جادة الصواب في جميع الميادين ،وإن ذلك ليأخذ زمنا كبيرا وجهدا هائلا ، خاصة وأن الشعوب الإسلامية لا ترى بعدها عن الدين ولا ترى مستوى الذل والهوان الذي وصلوا إليه.

لذا فالدعاة مطالبون بتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وإعادة الناس إلى الدين وإلى اتباع العلماء وإلى تصحيح كثير من المعاني العلمية والعملية ورفع ما كان من ذل وهوان عن طريق الوصول إلى أفرادها المؤثرين وكسب ثقتهم ومن ثم إيصالهم إلى الدين الصحيح وتحويلهم من أفراد لا قيمة لهم يعيشون على مُتع الحياة إلى دعاة مؤثرين ، يقومون بتبديل حال الناس بعون الله عز وجل .. وتخريج الدعاة والخطباء وطلبة العلم وغيرهم .. ليقوموا بدورهم في إصلاح حال الأمة كل من خلال موقعه

المرحلة الأولى : التعارف

التعـارف : وهي المرحلة الأولى التي يجب أن يقوم بها الداعية حتى يستطيع أن يصل إلى ما يصبو إليه من التربية والتوجيه للمدعو .

ويستغل الداعية جميع الوسائل الشرعية في التعرف على من يتوسم فيه الخير ، وهنالك وسائل عامة يمكن أن يستغلها الجميع . منها المسجد وصلة القرابة والجيران وزملاء العمل والدراسة ومن يمكن التعرف عليهم عن طريق الأصدقاء . وهنالك طرق أخرى شتى تخص كل شخصية بذاتها ..

وهنالك محاذير في توسعة رقعة التعارف أكثر مما ينبغي للمنشغلين بالدعوة ، فإن كثرة التعارف تصيبهم باتصالات وارتباطات تزيدهم شغلا وتقطع عليه ارتباطاتهم الهامة لذا وجب التوازن في هذا الأمر.

وبقدر كون الداعية جريئا ومحبوبا وصاحب علاقات اجتماعية وبذل ونفس سمحة وابتسامة مشرقة كان باستطاعته الوصول الى هدفه بأسرع الطريق وأقواها .. ويجب أن تكون أخي الداعية صاحب صفات عالية تجعل المدعو يفتخر بالتعرف على مثلك..
أكرم مدعوك بالعبارات الجميلة .. لا تجعل أخطاء المدعو تجاهك تقضي على علاقتك به .. اعتذر من أخطائك بطريقة لبقة تقوي علاقتك به .. حاول أن تسمع منه كما تحب أن تتكلم معه .. لا تعارضه فيما لا يضر المعارضة فيه ..تعرف على واقعه الاجتماعي والوظيفي أو الدراسي .. وما هي المشكلات التي يمر بها؟ .. كل هذا يعين على التعرف عليه و كسب قلبه والوصول إليه من أقصر الطرق .

أما التسرع في تكوين العلاقات وضرب الكثير من المواعيد قبل أن تترسخ العلاقات قد يسبب في بعض الأحيان نفرة لدى المدعو .. بل محاولة كسب مواقف مؤثرة في شخصية المدعو من عيادته مريضا أو إعانته على حل مشكلة ما أو تعليمه أمراً ما ستكون أكبر سبب للتأثير على قلبه وارتياحه لك . وكذا يقال في التعجل في الإنكار عليه – فيما يمكن تأخير الإنكار فيه- فقد يسبب نفرة منك مما يمنع وصولك إلى تقوية قلبه وإيمانه . وقد يكون من الأصلح تأجيل بعض المسائل حتى يكون متمسكا بأوامر الله وراغبا في ذلك ومجتنبا نواهيه ولعل هذا أولى دعويا.

إذا تعرفت على المدعو وعلى واقعه الاجتماعي .. وتعرفت على ما يحمله من خلفيات إيجابية أو سلبية وأفكار جيدة وسيئة .. وتعرفت على ما يحب ويبغض .. وعلى ما يحمله من معاناة .وبدأت تدخل الى قلبه ، يمكنك أن تعتبر نفسك أنك اجتزت مرحلة التعرف بنجاح ..

اما التوجيه والتعليم وغيرها من الوسائل فليس هناك ما يمنع منها في أي مرحلة إلا إذا كان هناك ردود فعل عكسية وكان يمكن تأجيل التوجيه إلى وقت لاحق ..


المرحلة الثانية : تكوين العلاقات


تكوين العلاقات : بعد مرحلة التعارف تبدأ مرحلة تكوين العلاقات ، يحاول فيها الداعية الدخول على المدعو من عدة زوايا يطمئن ويرتاح إليها المدعو وذلك لكي يبني العلاقة القوية به ، فالسؤال عنه مثلا والتعرف على أحواله ، والتعاون معه في مشكلاته ، وتكوين علاقة عائلية بين الأهالي ، وعيادته مريضا أو عند مرض أحد أقرباءه ، وزيارته صحيحا كلها وسائل تقوي العلاقة .

ومن الطرق الأخرى لتكوين العلاقة مع المدعو وتقويتها الاتصال به والسلام عليه بين الفينة والأخرى ، والهدية والدعاء له ، ونصحه فيما ينفعه ، وتعليمه بعض المسائل المناسبة الشرعية والدنيوية ، وتقديم بعض الكتب أو الأشرطة (المنتقاة انتقاء جيدا) أو عناوينها ، وكذلك الفرح معه في فرحه والحزن لمصابه وفتح الموضوعات الخاصة به ومناقشة المشكلات الداخلية له بأسلوب مؤثر وغيرها من الوسائل التي تزيد من قوة علاقته .

في هذه المرحلة يحرص الداعية على رفع إيمان المدعو بوسائل منها ربطه بالمسجد كأن تكون المواعيد التي تضرب معه يبدأ اللقاء في المسجد عند أحد الفروض ثم ينتقلون الى موعدهم ، ومن الوسائل ذكر بعض محاسن الدين الإسلامي ، وتقديم بعض الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، والبعد عن الجدال ، وذكر عجيب خلق الله تعالى في الفضاء أو في الكون عموما ، وربطه بالأذكار السهلة ذات الأجور العظيمة وأذكار التحصينات ، والحرص على صلاة الجماعة ، وكذا استغلال بعض المواقف في التأثير مثل حادث مروري أو وفاة قريب أو مرض صديق ، وذكر بعض الآيات والتعليق عليها ، والتنبيه على فتن آخر الزمان وغيرها من الطرق الإيمانية .. وأهم من ذلك كله أن يكون الداعية قدوة عالية يعجب بها المدعو ويفتخر بالتعرف عليها ..

ومن الوسائل في تقوية العلاقات تعريف المدعو ببعض أصحاب الداعية وزيارتهم معه وزيارته معهم ويحرص على تكوين صورة طيبة عن هذا الداعية ومن يعرف ..

فيحاط المدعو بالصحبة الصالحة ويشغل عن الصحبة الفاشلة ويستمر في تلك العلاقة حتى لا يستطيع قرناء السوء جذبة إليهم مرة أخرى ويتعلم أضرار الخلطة بأهل السوء وفضل صحبة الأخيار ومجالس الذكر وفضل العلماء وطلبة العلم والدعاة المصلحين ..

إذا تكونت هناك علاقة تمكن الداعية من الوصول الى المدعو ووصول المدعو الى الداعية بسهولة واستمرارية وتكونت هناك ارتباطات قوية وصلات جيدة مع الثقة المتبادلة والانفتاح في المناقشة وازدياد الترابط الإيماني ؛ فيمكننا أن نعتبر أننا تجاوزنا هذه المرحلة .

المرحلة الثالثة :الاقتناع

الاقتناع : وفي هذه المرحلة ينبغي أن يقتنع المدعو بهذا الدين قناعة كاملة راسخة وبمن يحملونه، ويمتلئ ثقة بهم . وأن هذا الدين هو أعظم وأجمل مما يتصور في كل ناحية .

وتزرع القناعة وتنمَّى بتعظيم الله سبحانه وتعالى والحرص الوقوف عند أوامره ونواهيه ، وارتباط الفرد بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وذكر حسن الشريعة الإسلامية في كل أمر وكل نهي . وكما يحرَّص على كتاب الله قراءة وتدبرا وتأثرا فيحرَّص على السنن النوافل لتكون زاده وقوته . ويشجع على أداء العمرة والحج ويتعاون معه على إزالة المنكرات المؤثرة عليه سلبا وعلى أهله من حياته.

وقد يعجب المدعو بالداعية ويتأثر به ولكن كثيرا من المدعوين يتأثر أكثر إذا تعرف على أصحاب الداعية بل قد يقتنع بأحدهم أو بمجموعة منهم لما فيهم من بعض الخصال المؤثرة فيزداد قناعة في الداعية وزملاءه ، وكثيرا من المدعوين يعجبون بعلاقة الداعية الأخوية مع زملاءه وحرصهم على بعضهم وحب أحدهم للآخر مما يجعله يتمنى أن يكون بينهم حتى ولو لم يبدُ ذلك عليه ، ويجب في هذه المرحلة أيضا أن يحاط المدعو بمحبة إخوانه وأن يشعر بذلك وإشراكهم له في بعض أمورهم الإسلامية دينية ودنيوية مما يجعله يشعر أنه أحدهم وأنه صار منهم ..
وتنمو القناعة وتزداد كلما كانت أدوات التعلم الصحيحة موجودة بين هؤلاء النفر ، ووجد عندهم ما يدعوه للحرص على الاستفادة منهم في أمور دينه ودنياه . فإذا كانوا يملكون العلم الشرعي ويحسنون فهمه وإفهامه سعى للاستفادة منهم ، شتان بينهم وبين من يقضي وقته في كلام فارغ أو لغو فهذا رخيص موجود في أغلب المجالس ..

وتنمو القناعة أيضا كلما كان هؤلاء النفر أقرب إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا مرتبطين بالعلماء العاملين . وكانوا مبتعدين عن أسباب الخلاف أو البدعة أو الجهل ومبتعدين أيضا عن أسباب التنافر بين المسلمين.

وفي هذه المرحلة ينتقي الداعية للمدعو الكتاب الشريط النافع السهل المفيد ويشجعه على حضور المحاضرات المؤثرة والنافعة والدروس والدورات العلمية ويزور المكتبات ودور التسجيلات وكل ذلك الترسيخ قناعته بالدين وحملته . ويتعلم في خلال هذه الفترة بعض أمور دينة الأساسية وينبه بأسلوب مباشر أو غير مباشر على بعض الأخطاء التي يقع فيها بأسلوب جميل ، ويحسَّن من سلوكه . كل ذلك يجب أن يتم بترتيب ونظام وبتدرج وغرس صحيح ، إضافة إلى أن الداعية مطالب بشرح ما لم يتم فهمه من الوسائل التي تم عرضها على المدعو من شريط أو كتاب أو غيرها.

وفي هذه المرحلة أيضا ينبغي أن يغرس في المدعو التضحية لهذا الدين والحرص عليه وذلك عن طريق القدوة .. فهؤلاء النفر الذين يعيش بينهم يتمتعون بالبذل لهذا الدين ويبحثون عن السبل لدعم الدعوة ونشر دين الله ونشر الإسلام ، مضحين بذلك بالجهد والوقت والمال .

وهكذا يكون التوازن في تنمية القناعة بالدين وبمن يحمله من الدعاة المخلصين . فيزداد قناعة بهم وبسلوكهم ومحبتهم وبعلمهم وتضحيتهم لدين الله عز وجل.

فإذا استشعر أنه أحدهم وأنه بدأ يتصرف مثلهم -مما يعطي مؤشرا على قناعته بهم وبما يحملون- وأصبح لا يرضى إلا أن يكون كأحدهم له مالهم وعليه ما عليهم يمكننا أن نعتبر أننا تجاوزنا هذه المرحلة .

المرحلة الرابعة : الاصطفاء

الاصطفاء: تعتبر هذه المرحلة بوابة المرحلة التي تليها .. ففيها يمكن النظر في حال المدعو وقبوله ما يوجه إليه وأن ذلك علامة القبول والنظر فيما يمكن أن يقدمه المدعو للدعوة من خلال قدراته ومواهبه ووزنه الاجتماعي ..

تبدأ هذه المرحلة بأن يوضح للمدعو شمولية هذه الدين وأنه لا يتوقف عند بعض الأعمال العبادية بل كل أمر من الأمور يجب أن تقاس بمقاييس الدين .. وأن جميع أعمال المدعو يجب أن ترد إلى أمر الله تعالى .. مع نصحه بالتي هي أحسن فيما يقوم به من أعمال لا تتناسب مع دينه أو سلوكه .

ويربط المدعو ببعض الأعمال الخيرية أو الدعوية ويعان عليها حتى يختلج قلبه حب العمل لله والبذل له ، فإن كان لها نتيجة ظاهرة كانت دافعا آخراً للتشجع لعمل آخر .. وفيها يتعلم الداعية الحرص على الأعمال الجماعية المثمرة ويتربى على الطاعة والإنتاج .. واستغلال الوقت فيما ينفع .. ويتعلم كيف يستغل جميع أعماله في أمر الدعوة ونشر الإسلام.

ويتعلم المدعو في هذه المرحلة ما لم يتعلمه من الأمور الأساسية في كتاب الله و العقيدة والفقه والسلوك وينظر في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته عليهم رضوان الله تعالى حتى ينمو لديه حب الدين ودعاته وعلى رأسهم سيد ولد آدم عليه السلام ..

وفي هذه المرحلة يتميز الجادون من المستأنسين ، والصادقون من المبطلين والأقوياء من الضعفاء وتتفجر مواهب البعض وتتغير سمات البعض الآخر .. ويمكن للداعية بعد أن يميز هؤلاء من يمكن أن يصطفيهم لبعض الأعمال دون بعض ، فهذا يتلمح منه الداعية أن يكون طالب علم جيد وآخر خطيبا مفوها وثالث للأعمال الخيرية ورابع داعية .. وهكذا يتميز هؤلاء بانضباطهم وحرصهم وإيمانهم وعلمهم وتوفيق الله لهم عن البعض الآخر الذي ليس له من العمل إلا الاعتذارات والتسويف وضعف الحرص ..

إذا استطاع الداعية أن يتعرف على خلق وسلوك المدعو من خلال واقعه وانضباطه ومواهبه وقدراته وحرصه على ما يقدم له من أمور الدعوة ، واستطاع الداعية أن يميز هؤلاء عن غيرهم واستطاع أن يصطفيهم ..والدعوة لا تقوم إلا على الجادين الأقوياء .

المرحلة الخامسة : صناعة الدعاة

صناعة الدعاة (التربية الجادة) : وبعد الاصطفاء يقوم المربي بتنمية العلم الشرعي والإيماني والخلقي والعملي والفكري والعاطفي والبدني وغيرها في نفس المدعو. وتعتبر التربية الجادة المستمرة المنظمة أكبر ركيزة لبناء الرجال وصقل المواهب ورفع الكفاءات التي ستكون بإذن الله قواعد المجتمع الإسلامي.

ومن الأمور التي يجب الاهتمام بها خلال التربية قضية التوازن بين الجماعية والفردية والتوازن بين واجبات الدعوة وواجباته الخاصة والتنسيق بين الاستفادة والإفادة وبين الجد والاجتهاد والبعد عن الاستعجال والتوازن أيضا بين أعمال الدنيا والآخرة وغيرها ..
كل هذه الأمور تكون تحت المنهج الذي حدده القرآن الكريم وسنة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم وما فهمه سلفنا الصالح ، منهج أهل السنة والجماعة والحرص على سلامة المعتقد مع النظر في آثارها الواقعية في التاريخ ومحاولة جمع الكلمة ونبذ الخلاف والكف عن أعراض الناس ما كان إلى ذلك سبيلا ..

وبقدر ما يكون المربي قويا في جميع نواحي التربية وأمينا أيضا قادرا على الاستمرار قويا في العطاء متدرجا فيه من خلال بيئة إسلامية مصغرة فسيكون قادرا على إيصال أكبر قدر من جوانب التربية إليه بإذن الله..

و الارتباط القوي بين المربي وبين المصطفَين من المدعوين من أقوى أسباب التربية وأقرب الطرق لحل المشكلات التربوية . ويعين على ذلك تكوين البيئة التربوية المناسبة واستغلال حلق الذكر والسفر الإيماني وأعمال الدعوة والتواصي والتناصح وحياة الزهد والتقشف والمجاهدة وغيرها وسائل تربوية عظيمة لبناء الرجال ورفع الوهن ..

ويجب في هذه المرحلة الحرص تنمية حب التعلم بإعطاء المتربي ما يحتاجه ويقدر عليه من العلوم ويتوازن فيها مع إبعاد الملالة والسآمة ..
كما ينبغي أن يتربى على حب الدعوة بالنظر في سير الدعاة والاستفادة منها وعلى رأسهم سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم ، والتذكير بأجر الدعاة العاملين مع الاطلاع على بعض كتب الدعوة ووسائلها والتعريف بمآسي المسلمين الدينية والدنيوية . كل هذا مع التدريب العملي على بعض الأمور الدعوية السهلة والمناسبة وما يكون له نتائج ظاهرة .. ثم يتم التدرج معه في تشجيعه وإعانته على القيام بالأمور الدعوية الأكبر تأثيرا مع عرض لبعض أمور الدعوة ومناقشة بعض مشكلاتها ..

وعندها إذا رأينا أن المدعو قد تغيرت ملامح حياته وسلوكه وارتباطاته حريصا على التعلم .. بدأ يضحي من أجل الدعوة إلى الله تعالى ويحرص على تغيير بيته ومن حوله مناصحا إخوانه الدعاة مرتبطا معهم .. جاعلا نصب عينيه علما صحيحا يخط له طريقه .. مستغلا طاقاته في إصلاح نفسه وغيره .. يوازن بين دعوته ونفسه وأهله ..

إذا كنت في الدعوة رأيته داعيا نشيطا وإذا دخلت محرابه وجدته قائماً تالياً وإن دخلت مكتبته فهو يقرأ ويبحث ويحفظ وإذا رأيت إخوانه رأيته أحدهم لا يميز نفسه عليهم وإذا رأيت قبيلته رأيته مصلحهم وإن كان بين أهله وأبناءهم وجدته مربيهم والحنون عليهم وفي وظيفته يمثل السلوك المشرف لدينه وإخوانه وإذا ذكرت له مصائب المسلمين تحرك قلبه مقتديا بالعلماء العاملين ،حذرا من مكر الماكرين ومن تربص الحاقدين ومن مداخل الشياطين ..

إذا استطاع المدعو أن يصل إلى ذلك فإننا نعتبر أننا بدأنا طريق التربية الصحيحة وعليه أن يستمر ..

كل ذلك العمل من خلاله وقبله وبعده يرجو المربي والمدعو التوفيق من الله تعالى ويرجو الإعانة والهداية والتسهيل منه سبحانه متوكلا عليه ، يدعوه صباح مساء يذكره في جميع أحواله .. فلا توفيق ولا سعادة ونجاح إلا بالله العلي العظيم .. فالدعوة لله والتربية لله والتوجيه لله ..

فلا نجاح إلا بتوفيق الله ولا رفعة إلا بالله ولا نصر إلا من الله .. وإن بدا شيئا للناس فإن العاقبة للمؤمنين الصادقين في الدنيا وفي الآخرة .. قال تعالى (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المؤمنين إنهم لهم المنصورون* وإن جندنا لهم الغالبون) (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة) (أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون) (أم نجعل الذين أمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) (قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال هذا صراط على مستقيم * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين) (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)

؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 05:38 PM   رقم المشاركة : 8

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




كيف تجعل الناس ينصتون

ألا تشعر بالضيق والانزعاج عندما تسترسل في حديث ما لتجد أن من تحدثه أبعد ما يكون عن ما تقول، لا يسمع ولا يتفاعل؟ لماذا لا ينصت الناس إلينا أحياناً؟ ماذا نفعل لدفعهم إلى الإنصات المثالي؟ إليك عزيزي القارئ ثمان طرق أساسية تجعل الآخرين ينصتون إليك:

1. وضوح هدف الحديث :

قد يؤدي عدم وضوح هدف المتحدث من كلامه إلى انصراف المستمعين عن حديثه، بطريقة أو بأخرى. وستكون مهمة المنصت مستحيلة، إذا كان المتحدث نفسه لا يعرف عن ماذا يتحدث. عدم وضوح الهدف ربما يولد فهماً مغلوطاً لدى المستمع، ومثال ذلك عندما يناديك شخص ما وأنت على وشك القيام من المجلس ويقول: أريد معرفة رأيك في موضوع معين" دون أن يوضح ماذا يريد، فإن ذلك يؤدي إلى مللك وشرودك عن حديثه

2. حركات العين:

توزيع النظر أثناء الحديث يشحذ انتباه المستمعين، لذا ينصح بإمعان النظر فيمن تشعر بأنه قد شرد ذهنه قليلاً، فمن شأن ذلك أن يعيده إلى تركيزه عليك. ولقد أثبتت الدراسات العلمية أن حركات العينين الانتقالية للمتحدث هي أكثر وسيلة لإظهار التفاعل مع المستمعين. يقول السيد تشولار في مقال له بعنوان "في رمشة عين" أن "زيادة الرمش بالعين قد يعني أن المستمع يمر في مرحلة ضغط نفسي أو جسماني مثل القلق أو الغضب أو الملل". أما انخفاض معدل الرمش فإنه "يشير أحياناً إلى أن المنصت في حاجة إلى مزيد من المعلومات أو أنه ينصت إلى شيء يحتاج إلى تركيز عيني أكبر". وبما أن التجربة خير برهان، لاحظ كيف تتوقف رموش عيني من نمتدحه عن الحركة بطريقة توحي إلينا برغبته بالمزيد من الإطراء والمدح، جرب ولاحظ الفرق.

3. الحديث المقبول والسهل الفهم:

التحدث بطريقة مقبولة وسهلة الفهم للآخرين تؤدي إلى إنصاتهم بشكل أفضل. لقد وعد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام من يتحدثون بالأحاديث الطيبة والرقيقة بمنزلة عظيمة، فقال "إن في الجنة غرفاً ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، فقال أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام". سنن الترمذي. وغالباً ما تكون الشخصيات التي تتمتع بهذه الصفة محببة إلى الناس.

4. استخدام المستمع كمثال:

تخيل لو أنك سمعت اسمك أثناء حديث جانبي لاثنين في طرف المجلس ... ماذا ستفعل؟ لا شك أن فضولك سيدفعك إلى الالتفات التلقائي لمعرفة ما يقال عنك. تلك الاستجابة الفطرية عند سماع الاسم يجب أن تستغل لشد انتباه من يراد جرهم إلى حديث ما، فاستخدام المستمع كمثال أثناء الحديث هو بمثابة ضوء أحمر لامع لشد انتباهه. ولزيادة الانتباه يفضل أن يرافق المناداة بالاسم الإشارة باليد أو الاكتفاء بالنظر المباشر إلى العين بعد إدارة كامل الجسم إلى الشخص المعني، فذلك يزيد التفاعل. تجذب هذه الطريقة شاردي الذهن إلى الحديث، وهي طريقة مهذبة لإنهاء الأحاديث الجانبية وتحويل إنصاتهم إلى ما يقوله المتحدث.

5. البدء بذكر الحقائق أو القصص:

إن ذكر الحقائق والقصص في بداية الحديث يجذب الانتباه، فعندما تتعالى الأصوات في نقاش حاد عن "سبب الأمية في الدول العربية" مثلاً، تكون أفضل طريقة لجذب الانتباه هي أن تقول: هل تعلمون أن الأمية انخفضت إلى نسبة كذا في عام كذا حسب آخر تقرير رسمي نشر مؤخراً"؟ وستجد أن الرؤوس اشرأبت إليك لمعرفة المزيد. وهنا يأتي دورك في مدهم بجمل سريعة وقصيرة من الحقائق لضمان المحافظة على انتباه المستمعين ومن ثمة دفعهم إلى الإنصات بجدية أكبر.

6. إعادة الجمل والأفكار:

يؤدي إعادة بعض جمل أو أفكار المتحدثين إلى تفاعل أكثر للمستمعين مع ما تقول. مثال ذلك أن تقول "إنني أتفق مع نقطة محمد ..." أو "أعجبتني فكرة خالد ...". فالجملة الأخيرة لا تشد خالد فقط بل الآخرين الذين سيكونون أكثر فضولاً لمعرفة ما الذي أعجبك في فكرة خالد. ما تعيده من جمل لا يعني تسليمك أو اتفاقك التام معها، ولكنه أحد الأساليب المعينة على تحقيق الإنصات الإيجابي.

7. تشجعيك الآخرين على المشاركة:

إن تشجيع المستمعين على المشاركة في الحديث يجعلهم أكثر تفاعلاً مع ما تقول. يمكن التشجيع بتوجيه أسئلة للمستمعين للتأكد من متابعتهم لحديثك، كأن تقول "كيف ترى ذلك يا أحمد؟" أو "هل تتفق معي يا علي أم لا"؟ وحتى لو كانوا غافلين عما تقول، فإن سؤالك سيعيد إليهم أهميتهم ويوجههم إلى الإنصات إليك. كما يمكن أن تشجع المستمعين على المشاركة عبر طلب أفكار إضافية أو اقتراحات منهم. احرص على أن تعطي المستمع الفرصة الكافية للتعليق فذلك يجعله يقظاً ومتابعاً.

8. استخدام الأيدي:

كان استخدام الأيدي، وما زال، سمة أساسية للمتحدثين المؤثرين –وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم. إذ كان كثيراً ما يستخدم يديه لشد انتباه المستمعين، على سبيل المثال قوله: يقول الله تبارك وتعالى "من تواضع لي هكذا" وظل النبي عليه الصلاة والسلام يشير بباطن كفه إلى الأرض ويهوي به إلى الأرض (يقولون فظل يخفض يده حتى أدناها إلى الأرض)، "رفعته هكذا"، وقلب ظاهر كفه إلى السماء حتى جعله في السماء. رواه أحمد. إن استخدام الأيدي بمهارة هو أحد أسباب شد انتباه المستمعين.
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 06:33 PM   رقم المشاركة : 9

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




سهام لصيد القلوب

أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله.

الوسيلة الأول: الابتسامة :

قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة، ( فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم).

الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :

سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ). وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها.

الوسيلة الثالثة : الهدية :

ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه ؟ قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه.

انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك.

الوسيلة الرابعة : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :

وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما ) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما.

قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنه لمفوه

الوسيلة الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات :

وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).

الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر:

وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله جميل يحب الجمال ) كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح )، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل ( إني ما رأيت أحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل).

الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج :

سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس )، والله عز وجل يقول { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }.

إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكل رفيق
وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق
عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه.

الوسيلة الثامن: بذل المال :

فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار ) كما في البخاري.

صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك تسير أربعة أشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين والطائف كافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء.
فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟
قال نعم، قال له النبي صلى الله عليه وسلم هو لك وما فيه.
فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه.

فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق.

الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم :

فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي:

إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده من توهم
عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ).

الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :

فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه ) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).

والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب. فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف، لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين والأنصار، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان، وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات.، بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم.

وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ، فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.

الوسيلة الحادي عشر: المداراة :

فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في الفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي ( والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ).

إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة، أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مداراة الناس صدقة ) أخرجه الطبراني وابن السني، وقال ابن بطال ( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

قديم 2010-12-05, 06:59 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو يوسف
 

 

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 961
ابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to beholdابو يوسف is a splendid one to behold

 

 

افتراضي رد: `~'*¤!|مــوســوعــة فــن الــدعــوة ووســائــل الــتأ ثــير |!¤*'~`




وصايا للداعية الجديد

استيقظ الإيمان في قلوب الكثيرين , فكان أن عادوا إلى الله , واستقاموا على دينه , وتحركت الغيرة عندهم من تجاوز استقامة النفس إلى السعي في الإصلاح والدعوة إلى الله .
وهذا دليل قوة قناعتهم بأهمية الالتزام بشرع الله , كما أنه علامة على صدق أخوتهم ونصحهم للأمة بعامة .
ولكن كعادة كل مستجد في ميدان لا يدركه , وكل مبتدى في فن لا يحسنه تجد هؤلاء الجدد في ميدان الدعوة يحسنون تارة ويخطئون أخرى , وذلك لضعف علمهم وقلة خبرتهم , لذا كان لزاما
على من كان له قدم سبق في هذا المضمار أن يدلي بدلوه , فيهدي لهم الوصايا والإرشادات , والتي جمعت من كتابات تناثرت في كتب الدعاة ومقالاتهم , وغايتنا من هذا الجمع تقريبها وتيسيرها للدعاة الجدد –وفقهم الله- وكلها تحت مظلة قوله تعالى ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) يوسف108
وقوله تعالى ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل 125

ومن جملة هذه الوصايا الرائعة ما يلي :

1) صاحب الإخلاص في دعوتك :

فالواجب على الداعية الجديد فضلا عن غيره أن يستشعر دوما أن الدعوة إلى الله عبادة يتقرب بها إليه , وكل عبادة لا تقبل إلا إذا أخلص صاحبها فيها كما قال الله في الحديث القدسي :" أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه " رواه مسلم .

ومما ينافي إخلاص الداعية أو يعكر عليه صدق نيته :

1- أن يبتغي بدعوته طمعا دنيويا أو رفعة وجاها ً.
2- أن يبتغي بدعوته طلب محمدة الناس ولفت أنظارهم إليه .
3- أن يطلب من وراء بذله الدعوي الرئاسة وتكثير الأتباع بين يديه .
4- أن يبتغي بدعوته إثبات وجوده ومنافسة أقرانه .

والداعية الجديد قد لا يقصد هذه الأمور , لكنه يصاب بها في مواضع ويهمل إصلاح قلبه فيصل إليها ويتدهور أمره .
أما كيف يبتلى بهذه الآفات ؟ فالجواب : أن لذلك صورا عديدة منها :
ذكر عن شاب في تجمع دعوي أنه كان يغار من زميله الداعية , ولأنه يلحظ استجابة الآخرين لهذا الصاحب , صار يجتهد في الدعوة ليثبت للمربين الذين يعرفونهما أنه ذو قدرات مماثلة لزميلة , إضافة إلى إرضاء نفسه وإشباع غروره , وهذه صورة متكررة نعلم منها أن الغيرة من الآخرين قد تفسد نية الداعية وهو لا يدري .

ومن أسباب مداومة استشعار الإخلاص ما يلي :

1- أن تحرص على أن يكون تعلمك لدينك الذي ستدعو إليه خالصا لوجه الله , وقد قال صلى الله عليه وسلم :" من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله يريد به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها من مسيرة كذا وكذا .." رواه الترمذي والحاكم وصححه .

استشعار فضل الدعوة إلى الله فبذلك يرتقي همّ الداعية إلى تحصيل ما هو أكبر وأفضل من ثناء الناس المؤقت .
قال صلى الله عليه وسلم :" من دل على خير فله أجر فاعله " .
وقال صلى الله عليه وسلم :" لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمر النعم " .

3- لا يليق بالداعية أن يكون كالشمعة يضيء للآخرين ويحرق نفسه , فإن الناس ينتفعون بعلم الداعية ونصحه ويقبلون قوله وفعله وهم يخلصون لله في ذلك كله فيؤجرون ويتقبل الله منهم صالح أعمالهم وهذا الداعية ينسى الإخلاص ويسعى للمحمدة فيرد عليه عمله ودعوته وتذهب حسناته هذه في مهب الريح .

2) وكن مخلصا لدعوتك :

وهذا يعني بذل النفس والنفيس في سبيلها , وعدم الاكتفاء بالكلام وترديده فإن هذه علامة التناقض وعدم الحرص , ومن ذلك أن تجد :" أننا نظهر الاهتمام في الأمر ونحن في أعماق نفوسنا معرضون عنه كارهون له , ولا يستطيع الأكثرون أن يصلوا إلى إدراك ما هو مستقر في أعماق نفوسنا ولذلك يأتون بالأمور المتناقضة ولا يشعرون " .
ونجاح الداعية لا يكون إلا بإخلاصه لدعوته , ( فإن العامل الأساسي للنجاح ليس هو كثرة علم الداعية ولا قوة بيانه وسحره , ولكن هنالك عاملا قبل كل هذه الأمور : هو الإيمان بالدعوة التي يدعو إليها , والخوف الشديد مما يعتريها والشعور بالأخطاء التي تقع بسبب إهمال الدعوة , إن مثل هذا الإنسان يصبح بالناس ويترك أقوى الآثار ولو كان أبكم ) ..
ولذا يحسن بنا أن نتذكر دائما أنه ( إنما يوصل الداعية إلى غايته : شغفه بدعوته وإيمانه , واقتناعه بها وتفانيه فيها , وانقطاعه إليها بجميع مواهبه وطاقاته ووسائله , وذلك هو الشرط الأساسي والسمة الرئيسية للدعاة ( الناجحين ) , و "والله لا نجاح للدعوة , ولا وصول , إن أعطيناها فضول الأوقات ولم ننس أنفسنا وطعامنا " ويظهر جليا هذا المعنى في سير الأنبياء والمصلحين , فها هو نوح عليه السلام يقول ( رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً ) ويقول ( ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً{8} ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً ) وبقي مخلصا في ذلك السنوات الطوال ( ألف سنة إلا خمسين عاما ) لم ينقطع عن ذلك إلا لحضور منيته عليه صلوات الله وسلامه .

ومن الصور التي يظهر فيها عدم إخلاص الداعية لدعوته :

1- إعطاء الدعوة فضول وقته فحسب .
2- التثاقل عن الأنشطة الدعوية , ولذا تجد الداعية لا يداوم على البذل , بل يعطي تارة ويشح تارة , ويحضر مرة ويتغيب مرات .
3- محاولة الداعية أن يرمي بثقل الواجبات الدعوية على الآخرين وأن يتملص منها قدر الإمكان .
4- التلفيق في إعداد الأنشطة الدعوية , وعدم الاجتهاد في إخراجها بصورة حسنة .

3) لا تنس فضل الدعوة :

فإن مما يعين على مواصلة الطريق , ويشحذ الهمم لدوام التحرك الدعوي , أن يتذكر الداعية فضل الدعوة وأجرها العظيم .
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أصحابه بهذا الفضل ليشجعهم , ومن ذلك أنه قال يوما لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه –من حديث طويل- قال صلى الله عليه وسلم :" فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمر النعم " رواه البخاري ومسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" نضَّر الله تعالى عبدا سمع مقالتي فحفظها , ووعاها وأداها , فرُب حاملِ فقهٍ غيرُ فقيه , ورُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقه منه " رواه أحمد وغيره
ومما يدل على دوام فضل الدعوة وبقاء أجرها للداعية قوله صلى الله عليه وسلم :" من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ... " رواه مسلم بتمامه.

4) دعوتك واجبٌ عليك :

فينبغي على الداعية الجديد أن يعلم أن نشاطه الدعوي ليس نفلاً يتفضلُ به على دينه , بل هو واجب لا تبرأ الذمةُ إلا به , وحقٌ للمسلمين لا يجوزُ التقصير فيه , قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله :" فعند قلة الدعاة , وعند كثرة المنكرات , وعند غلبة الجهل كحالنا اليوم , تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته " .
وقال في موضع آخر :" ونظرا إلى انتشار الدعوة إلى المبادئ الهدامة وإلى الإلحاد , وإنكار رب العباد , وإنكار الرسالات , وإنكار الآخرة وانتشار الدعوة النصرانية في الكثير من البلدان , وغير ذلك من الدعوات المضللة , نظرا إلى هذا فإن الدعوة إلى الله عز وجل اليوم أصبحت فرضا عاما , وواجبا على جميع العلماء " .
وبهذا نعلم أن " كل واحد من الأمة يجب عليه أن يقوم من الدعوة بما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره وهو قادر عليه فعليه أن يقوم به , ولهذا يجب على هذا أن يقوم بما لا يجب على ذاك , وقد تقسطت الدعوة على الأمة بحسب ذلك تارة وبحسب غيره أخرى , فقد يدعو هذا إلى اعتقاد الواجب , وهذا إلى عمل ظاهر واجب , وهذا إلى عمل باطن واجب , فتنوع الدعوة يكون في الوجوب تارة , وفي الوقوع تارة " .

والأدلة على ذلك من نصوص الكتاب والسنة كثيرة , منها :
قوله تعالى ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران104
وفي هذه الآية " حمَّل الله هذه الأمة واجب الدّعوة إلى الخير , نظرا إلى أن هذا الدين قد أشتمل على الخير الذي تدركه العقول السليمة .. , وحمّلها واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل جماعات المسلمين الذين عرفوا أوامر الدين وعرفوا حُسنها .. وعرفوا نواهي الدين وعرفوا قُبْحَها .. "

5) لا تنس نفسك من الهُدى :

فإن الداعية في زحمة الهموم الدعوية والمشاغل اليومية قد يهتم بالآخرين لكنه ينسى نفسه , ويغفل عن تربيتها على الخير والهُدى , " وهنا تحدث له آفات لا يشعر بها إلا بعد حين , ومنها خواء النفس وقسوة القلب وفتور الهمة , بل وانحراف النية أحيانا .."

فعليك يا أيها الداعية أن تستشعر أن مهمتك الأولى أن تربح نفسك وتنقذها من الضلال .. وقد ندد الله بمن يسترسل في الغفلة فقال ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) البقرة44
وهذا ما أوصى به علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال :" من نصّب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه , ومعلم نفسه ومهذبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومهذبهم " ..
وقال أحد الدعاة :" يجب أن يبقي رجال الصفوة بعض أوقاتهم لمواصلة تربية أنفسهم بالعلم والعبادة , وإلا قست قلوبهم من بعد لذة الابتداء " .

وليعلم الداعية أن زاده الذي يتقوى به على طريق الدعوة , إنما هو بإقامة الفرائض والاستكثار من النوافل , والاشتغال بالأذكار , والمداومة على الاستغفار وكثرة التلاوة القرآنية , والحرص على المناجاة الربانية , وغير ذلك من القربات والطاعات " .
وقرب الداعية من كتاب الله يجب أن يكون متعة لروحه وسكنا لفؤاده وشعاعا لعقله ووقودا لحركته ومرقاة لدرجته " .

6) كـُـــن قدوة حسنة :

وهذا يعني أن يكون الداعية صورة صادقة لكل ما يدعو إليه ويريد غرسه في المدعوين , بل أن يكون فعله وسلوكه قبل قوله وكلامه .
والاقتران بين الداعية والدعوة قائم في أذهان الناس , والداعية نفسه شهادة للدعوة , وهذه الشهادة قد تحمل الناس على قبول الدعوة , وقد تحملهم على ردها ورفضها والداعية عندما يكون بعيدا ً عن الالتزام بواجبات الإسلام وتكاليفه فإنه يكون فتنة للناس يصرفهم بسلوكه عن دين الله ويصير مثله كمل قاطع الطريق بل هو أسوأ .
ومما يرهب من مخالفة القول العمل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :" يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه , فيدور فيها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون : يا فلان , الم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه " .

7) خاطب الناس على قدر عقولهم :

فالواجب على الداعية أن يرعِ جهل الناس واختلاف بيئتهم حتى لا تكون دعوته فيهم فتنة لهم ... قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" حدثوا الناس بما يعرفون , ودعوا ما ينكرون , أتحبون أن يكذّب الله ورسوله " رواه البخــــــــــاري .

ومن صور عدم مراعاة ما يفهمه الناس ما يلي :-

1- أن يطرح الداعية الخلافات الفقهية بتوسع بحيث لا يفقه الناس الراجح من المرجوح فيختلط عليهم الأمر .
2- أن يتكلم الداعية في مسائل دقيقة مثل القضاء والقدر مما يسبب للسامعين إشكالات هم في غنى عنها .

8) إنما أنت مُذكر :

وجه الله تعالى رسوله محمدا ً صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى عندما أمره بالدعوة والتبليغ ولم يطالبه بالنتيجة , فقال ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ) الشورى48
فالمطلوب من الداعية أن يبذل قصارى جهده , وأن يستخدم أحسن ما يستطيع من الأساليب ووسائل الدعوة , وأما استجابة المدعوين وقبولهم للحق وتركهم للمنكر فكل ذلك إلى الله يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله , ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما ربك بظلاّم للعبيد .
ومن فوائد استشعار الداعية لذلك أن لا يصاب بالإحباط عند إعراض المدعوين عنه , وفيه حفظ لمشاعره وصون لنفسه , ومن ذلك قول الله لنبيه ( فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) فاطر8

9) لا دعوة إلا بعلم :

فعلى الداعية أن يعتقد أن لا دعوة بلا علم , والله تبارك وتعالى قال ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء36
فلا يجوز لأيٍّ كان أن يقوم , بما ليس مؤهلا ً له , لئلا يفتي بغير علم أو يدعو بغي الأسلوب الحكيم , فيكون في الدين محرما ً , أو من الإسلام منفرا , ثم إن الدعوة على الله على غير علم خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم , ومن تبعه .. والله أمر نبيه محمدا ً صلى الله عليه وسلم فقال ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف108
ولذا , دعوتك لا بد أن ترتكز على معرفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأن كل علم يتلقى عن سواهما فإنه يجب أن يعرض عليهما أولا ً وبعد عرضه فإما أن يكون موافقا ً أو مخالفا ً , فإن كان موافقا ً قـُـــبل , وإن كان مخالفا ً وجب رده على قائله كائنا ما كان .

ومن صور الدعوة إلى الله بغير علم ما يلي :-

1- نقل الفتاوى بغير منهج صحيح .
2- ذكر الأحاديث الضعيفة والمكذوبة دون معرفة بها .
3- توزيع المطويات التي تتضمن أذكارا ً أو أحاديث مختلقة , أو إهداء أشرطة تتضمن أقوالا ً مرجوحةً أو خاطئة .

10) جدد علمك وطور مهاراتك :

فالداعية لا يليق به أن يقف عند حد من العلم الشرعي بل عليه أن يستزيد منه يوما بعد يوم , فكلما زاد نفسه فقه في الدين كلما استطاع أن ينفع ذاته والآخريـــن .
ولا يصح مبررا ً للتوقف عن طلب العلم كثرة الانشغال بالأمور الدعوية فإن الناس لن يعذروا الداعية عند وقوعه في الزلل واخطأ ولن يقبلوا منه اعتذاره بالجهل .

ومن أسباب تطوير الذات ما يلي :-

1- حضور الدروس الشرعية المناسبة عند العلماء .
2- سماع الأشرطة النافعة في الوعظ والتربية وفقه الواقع .
3- تلخيص الكتب الشرعية والثقافية واقتطاف الثمرات منها .. وغيرها

11 ) لتكن جهودك الدعوية مكملة لبقية الدعاة :

ويمكن استفادة هذا المعنى من دعوة الله للمؤمنين في قوله ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ... ) آل عمران104
فلقد سمى الله فئة الدعاة أمة للإيماء إلى وجوب كونهم مجتمعين على صفات وخصائص روابط متميزة تجعلهم ظاهرين في الناس كأمة واحدة لا تغرق بين أفرادها ولا اختلاف ولا تنازع على الدنيا التي تغذيها الشهوات والهوى .

ومن صور التكامل مع الدعاة ما يلي :-

1- أن يشارك الداعية المتميز بطلب العلم الشرعي في إلقاء دروس مكثفة أو محاضرات في المراكز الصيفية التربوية .
2- أن يشارك الداعية مراكز الدعوة والإرشاد في توزيع المطويات والكتب والأشرطة وجمع التبرعات لذلك ...وغيرها

ومن فوائد هذا التكامل ما يلي :-

1- تنشيط الدعاة كلهم .
2- تبادل التجارب والخبرات بين الدعاة قديمهم وجديدهم .
3- قوة الأنشطة الدعوية ونجاحها .
4- تآلف الدعاة ومد الجسور بينهم ... وغيرها

12) كن مدركا لواقعك :

فإن معرفة الواقع العام للمجتمع يساعد الداعية على الاستفادة من كل فرصة سانحة , وحال الدعاة يشهد على أن فقه واقعهم سبيلٌ متأكد لنجاحهم في تحديد الأولويات فيما يدعون إليه .

13) ولا تتبع الهوى :

قد جعل الله إتباع الهوى مضادا ً للحق , وعدّه قسيما ً له كما في قوله تعالى ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) ص26
قال الشاطبي : فقد حصر الأمر في شيئين : الوحي , وهو الشريعة والهوى فلا ثالث بينهما وإذا كان الأمر كذلك فهما متضادات .. فإتباع الهوى مضاد للحق .

14) فاصبر صبرا ً جميلا ً :

فإن اعتياد الناس على معاصيهم , ودوام غفلتهم يحتاج إلى جهد دعوي مستمر , ولا يكون ذلك إلا بالصبر والمصابرة .
وعلى الداعية أن يوطن نفسه على تحمل كل ما يصيبه من أذى في ذات الله ويصبر ويحتسب لأنه يدعو إلى الانخلاع عن أخلاق وعادات وأعراف وتقاليد تأصلت في الناس حتى صارت كأنها جزء من حياتهم وما أنزل الله بها من سلطان , وهذا يؤدي إلى معارضته معارضة شديدة .
وصبر الداعية لا بد أن يشمل ثلاثة أمور وهي : الصبر على الدعوة , والصبر على من يعترض الدعوة , والصبر على ما يتعرضه من الأذى .

15) عليــك بمــا تطيـــق:


فإن الله لا يكلف المرء إلا ما يطيق قال تعالى ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) البقرة286
ومن فوائد بذل الداعية لدعوته بحسب وسعه ما يلي :
1- استمرار دعوته ونجاحها .
2- قوة نشاطه الدعوي وإتقانه .
3- التوازن في إعطاء كل ذي حقٍّ حقه .
4- تجنب الفوضوية والتلفيق الدعوي .
5- تجنب المركزية في العمل الدعوي , والتكامل مع الآخرين وتنشيطهم .

16) تخول الناس بالموعظة :

قال رجل لابن مسعود رضي الله عنه :" يا أبا عبدالرحمن , لوددت أنك تذكرنا كل يوم , وكان يذكر الناس في كل خميس – فرد عليه – فقال : " أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أُملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا " .
وأهمية هذا الأسلوب يمكن تلخيصه في فائدتين وهما :
1- المحافظة على محبة الناس للخير ودعاته .
2- التدرج في دعوة الناس ومراعاة ضعفهم البشري في التلقي .

17 ) لا تكن فظا ً غليظا :

فلقد بين الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فقال ( وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران159
فعلى الداعية الذي يهدف إلى استمالة القلوب وهدايتها أن لا يقسوا لأن القسوة التي استنكرها الإسلام جفاف في النفس لا يرتبط بمنطق ولا عدالة .
والناس في حاجة إلى كنف رحيم وإلى رعاية فائقة وإلى بشاشة سمحة وإلى ودٍّ يسعهم , وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم , ويجدون عنده دائما ً الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء , وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

18) لا تنتظر مجيء الناس إليــــــــك :

فشأن الداعية أن يحتك بالناس , ويتعرف عليهم , ويزورهم في مجالسهم , ومن انتظر مجيء الناس إليه فإن الأيام تبقيه وحيدا ً , ويتعلم فن التثاؤب .

وينبغي على الداعية الجديد أن يعلم أن اختلاطه بالناس وحضوره لمجالسهم ينبغي أن لا ينسيه الأمور التــــــــــــالية :

1- لا يجوز للداعية أن يسكت عن المنكرات الموجودة , بل لابد من البيــــان والإنكار قال تعالى ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ ) النساء140
2- كن على حذر عند مخالطة الفساق , فإن من الدعاة من يخالط الفساق بقصد دعوتهم , ثم لا يلبث ن يعتاد ما هم عليه من المعاصي , ولذا يقول الإمام الغزالي :" إن مشاهدة الفسق تهون أمر المعصية على القلب , وتبطل نفرة القلب عنها " .
3- إذا كان الداعية يعلم أن المجلس الذي يحضره ستذكر فيه شبهات حول الشريعة ودعاتها , وهو لا يجد في نفسه قدرة على تفنيدها والرد على قائلها , فإن في ذلك مفسدة ظهور الباطل والاستخفاف بالحق , ولذا يقال للداعية الجديد الأولى عدم الحضور بينهم درأ ً لهذه المفسدة .

19) لا تخف من الفشل :

فما لم يزجّ الداعية بنفسه في غمار دعوته بدون خوف من الفشل غير عابئ بما يوجه له من النقد , فإنه لن يتقدم ولن يصل إلى دفة التوجيه والتغيير .

والفشل في خطوة دعوته لا يعني الموت والشلل , بل الأمر كما قال أحدهم :
جرِّب من العزمِ سيفاً تستعين به *** إن الترددَ بابً الضعفِ والكسلِ
والسعيً حتى وإن أفضى إلى خطأ *** خيرٌ من الجُبن والتشكيكِ والوجلِ
ساءَ الفتور ولو سميتهُ حذراً *** ما أصغر الفرق بين الموت والشللِ
مجدً الحياة لمن يبغيه مقتنعا ً *** ما من نجاحٍ إذا فكرت بالفشلِ

ومما يهون على الداعية الجديد فشله في أمر ما أن يتذكر ما يلي :
1- يستشعر الداعية أنه إذا وجد إعراضا من مدعو ما وفشل في دعوته , فإن ذلك لحكمة يعلمها الله , وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) القصص56
2- قد يفشل الداعية في نشاط دعوي ما , لكن قد ييسر الله له نشاطا ً آخر يُحسن فيه ويبدع .
3- الفشل أحيانا يكون مكسبا ً لصاحبه , فقد يستفيد أمرا ً تجريبيا ً يتجنبه في محاولاته القادمة .

20) إياك والاستعجال المذموم :

فإن من الاستعجال ما يكون مذموما ً لعواقبه الوخيمة , ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :" التأني من الله والعجلة من الشيطان " وقد يقع الداعية الجديد في استعجال أمر فيجد عاقبة يندم عليها مدى الحيــــاة .

ومن صور الاستعجال المذموم ... ما يلي :

استعجال الداعية تحول الناس من معاصيهم إلى الحال التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم , وهذا محال فلابد من طول النفس والتدرج معهم شيئا ً فشيئا ً .

21) لتكن دعوتك شمولية :

وفي هذا المعنى يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :" وكل ما أحبه الله ورسوله من واجب ومستحب , من باطن وظاهر , فمن الدعوة إلى الله : الأمر به , وكل ما أبغضه الله ورسوله , من باطن وظاهر , فمن الدعوة إلى الله : النهي عنه , لا تتم الدعوة إلى الله إلا بالدعوة إلى أن يفعل ما أحبه الله , ويترك ما أبغضه الله سواء كان من الأقوال أو الأعمال الباطنة والظاهرة " .
وبهذا نعلم أن على الداعية أن يدعو إلى تصحيح العقائد ونبذ الفجور وترقيق القلوب , وتفقيه الناس بأمور دينهم , والتحذير من الذنوب والمعاصي , ومن لم يُحسن بعض هذه المهمات فليدعو غيره من الدعاة ليكمل نقصه وليتم ما عجز عنه .

22) إيــــاك ... والفوضوية :

بعض الدعاة المتحمسين يبذلون جهودا ً في مجالات عديدة , ويضربون في كل واد ٍ بسهم .. إلا أن هذه الجهود تثمر ثمارا ً هزيلة .. وسبب ذلك الفوضوية والدعوية !!
ولذا يقال للداعية عليك بتنظيم طريقتك الدعوية ومعرفية الأولويات , وإن التركيز على الأعمال التي يحسنها لهو خير له ولدعوته من العشوائية وتشتت الجهود .
قال الرافعي :" إن الخطأ الأكبر أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك " .

23) لا تنس استشارة أهل الخبرة والعلم :

يتناسى بعض الدعاة وهم في بداية الطريق أن الدعوة إلى الله وسيلةٌ تتعلق بأطراف كثيرة وتحتاج إلى خبرات عديدة , ولذا فإن على الدعاة الجدد استشارة أهل الخبر والعلم حتى يصلوا إلى أحسن النتائج .
ولعل من أسباب تجاهل الاستشارة ظن بعض الدعاة أن سؤالهم غيرهم ممن له باع في الدعوة يعني ضعفهم وجهلهم مما يؤدي بهم إلى المكابرة .

والداعية يحتاج إلى المشورة في أمور كثيرة , منها :

1- كيف يوازن بين الدعوة وطلب العلم إضافة إلى دراسته ووظيفته ؟
2- ما هي الرسائل أو الأشرطة المناسبة للتوزيع بين المدعوين ؟

24) أدومه وإن قل :

ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ , وأخبر صلى الله عليه وسلم :" أن أحب الدين إلى الله ما داوم عليه صاحبه " .

والمداومة في الدعوة تعني معاني عدة , منها :
1- أن يكون للدعوة – عموما ً – أهدافٌ واضحة محددة , لا أن تكون خطوات مرتجلة مبعثرة .
2- أن لا تكون الدعوة دعوة مراسيم ومناسبات , أو محصورة بأوقات فرغ الداعية وإجازته , بل ينبغي أن تكون جزءا ً أساسا ً من وقته , ليسمع الناس داعي الخير في كل زمان ومكان .

25) إياك وحب الرئاسة :

فإن هذا الحرص يوقعه في مفاسد عديدة منها :
1- بهذا الحرص قد يضيع الإخلاص أو يضعف .
2- قد يجره ذلك إلى إتباع الهوى وارتكاب المحرمات , قال الفضيل بن عياض :" ما من أحد أحب الرئاسة إلا حسد وبغى , وتتبع عيوب الناس , وكره أن يذكر أحد بخير " .

دمتم بحفظ الرحمن
؛؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التوقيع


حنا وصلنا الترند بالعز والطيب
ما هو بهـاشتاق التويتر وغيره

شمر سناعيس الفخر والمواجيب
شمر طنايا ..... العز في كل ديره

 

   

موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd allshmr
جميع الحقوق محفوظة لموقع قبيلة شمر الرسمي * منتديات الطنايا * ولتفعيل اشتراكك اخي العضو عليك بأرسال رسالة نـصية للرقم / 0545554555 موضحا ً الأسم الذي اشتركت به بالمنتدى وفي أقل من 6 ساعات ان شاء الله سوف يتم تفعيل اشتراكك لتتمكن من المشاركة معنا تحياتنا لك وشكرا لأختيارك منتديات الطنايا .... إدارة الموقع