أن المحاكم القبلية أو العشائرية تقريباً أو غالباً هي من أنزه المحاكم التي تستند على القوانين
الموضوعة التي وضعها الإنسان على مر التاريخ حيث أنها لم تسيس لقانون سياسي ولم
تخضع لنفوذ خارجي ,
و إنما مبنيه على الصلح و العرف المتداول بينهم الموروث عن الاباء و الاجداد اما المجتمعات
الذين يرجعون إلى هذه المحاكم هم البدو في النسبة الأكبر, و الذين ينتمون إلى عشائر وقبائل
ذات حسب و نسب, حيث ان أغلب القبائل العربية أعتمدت من ابنائها عوارف يحكمون بين الناس في الصلح
و يحلون مشاكلهم الاجتماعية , وبقي هذا الموروث ( السلم .. بفتح السين ) حاضراً إلى يومنا
هذا وله بصمة و حضور قوي في العراق و سوريا دون الرجوع إلى الحكومات أو القوانين الموضوعة للدولة
ومن أهم الذين اعتمدو هؤلاء العوارف هي قبيلة " شمر "
حيث تم تخصيص اناس من القبيلة يأمرون بالصلح بين الناس و يحلون مشاكلهم دون الرجوع
إلى الدولة أو القوانين الدستورية الموضوعة , و اقصد بذلك شمر الذين يسكنون " الجزيرة "
لأن شمر في السعودية الأن يرجعون إلى الدولة التي تحكم بكتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ومن أهم هؤلاء العوارف هو عيد بن جاسم ابن اعجيل ( منهاة شمر )
و تعود هذه الاسرة الكريمة إلى الصيداد من الصبحي من شمر حيث يقول أحد شعرائهم :
حنا ليامن يصفق السيل بالسيل = تلقى بشاشتنا بعجاج المعاركـ
عوارف صيداد من نسل اعجيل = من راس صبحي ما نهاب المداركـ
و الجدير بالذكر أن بعض العشائر الأن التي لا تنتمي لقبيلة شمر بصلة ترجع للعارفة عيد ابن اعجيل
للصلح بينهم وهذا ان دل يدل على الثقة و الاطمئنان لمنهاة و عارفة شمر أنه سيحكم بينهم بالعدل ,
وبالحقيقة هم غير مجبورين للمثول بين " عيد ابن اعجيل " ولا احد يستطيع ان يأمرهم بالجوء إلى
عارفة عشائرية ,, و المحاكم الحكومية فاتحة ابوابها , و الدولة موجودة .
اذكر نموذج من احدى الجلسات التي حلها العارفة عيد ابن اعجيل حيث تحاكموا اناس من فخذ
النمور من قبيلة الدليم و اناس من قبيلة الجنابيين بقضية خطف و قتل , وإيضاً حل قضية بين قبيلة الشيحة
وبين قبيلة الصقور و إيضاً حل مشكلة بين قبيلة الحمدان و بين قبيلة البقارة وتم الفصل بينهم
بالصلح و الدية من قبل عيد ابن اعجيل منهاة شمر .
واترككم مع الصور ادناه التي توضح عينة من الجلسات التي حكم فيها منهاة شمر عيد جاسم ابن اعجيل الشمري .