تـــــابـــع
][ سكري الحمل ][
السكري بجميع أنواعه هو اضطراب أو اعتلال جسدي يمنع الجسم من توظيف الطعام بعناصره الغذائية المختلفة أو يحول دون استفادة الجسم من الطعام بصورة
ملائمة . بطبيعة الحال ، يحصل الجسم على مصدره الرئيسي للطاقة من الجلوكوز ، وهو سكر بسيط يأتي من الطعام الغني بالكربوهيدرات البسيطة
( مثل : سكر المائدة أو محليات أخرى كالعسل والمربى ودبس السكر والمشروبات الغازية والبسكويت والجلي) أو من تحطيم الكربوهيدرات المعقدة
كالنشويات ( مثل : الخبز والبطاطا والمعكرونه ) .
بعد أن تهضم السكريات والنشويات في المعدة فإنها تدخل إلى مجرى الدم بصورة
الجلوكوز فيصبح الجلوكوز الموجود في مجرى الدم مصدراً متوفراً من الطاقة للجسم كله ، تماماً كما أن البنزين في مضخة محطة المحروقات هو المصدر
المتوفر من الطاقة لسيارتك . ولكن كما وأنه ينبغي لأحدهم أن يقوم بضخ البنزين في السيارة ، فإن الجسم بحاجة لبعض المساعدة حتى يتمكن من إدخال
الجلوكوز من مجرى الدم إلى العضلات والأنسجة الأخرى ، وتأتي تلك المساعدة في جسم الإنسان من هرمون يدعى بالأنسولين !
يصنع الأنسولين في خلايا ( بيتا ) في غدة البنكرياس وهي غدة تقع خلف المعدة . من دون الأنسولين لن يتمكن الجلوكوز من الدخول إلى خلايا الجسم
حيث سيستخدم كمصدر للطاقة ، فبغياب الأنسولين يتراكم الجلوكوز في مجرى الدم لمستويات مرتفعة ويرشح في البول عن طريق الكلى .
ما هو سكري الحمل ؟
سكري الحمل هو حالة من ارتفاع السكر في الدم وظهور أعراض أخرى من أعراض مرض السكري خلال فترة الحمل لدى المرأة التي لم يسبق لها وأن
شخصت بمرض السكري .
تلعب المشيمة الدور الرئيسي في تزويد الجنين النامي بالماء والعناصر الغذائية من الدورة الدموية للأم ، كما وأنها تنتج مجموعة متنوعة من الهرمونات
الحيوية والمهمة للحفاظ على استمرارية عملية الحمل .
لكن حقيقة الأمر هي أن العديد من هذه الهرمونات ( مثل الايستروجين والكورتيزول واللاكتوجين المشيمي البشري ) تقوم بالتأثير على الأنسولين
وإعاقة عمله ، وهذا ما نسميه ( بالتأثير المضاد للأنسولين ) . فكلما ازداد حجم المشيمة وازداد نموها ازداد إفراز المزيد من تلك الهرمونات وازدادت مقاومة
خلايا الأم للأنسولين أكثر فأكثر تدريجياً . عادة ما يبدأ هذا التأثير المضاد للأنسولين بالظهور لدى المرأة الحامل في منتصف فترة الحمل تقريباً أي ما بين
الأسبوع العشرين والرابع والعشرين من بدء الحمل ( الشهر الخامس والسادس ) كل أعراض مرض السكري تختفي بعد عملية الولادة .
يعد سكري الحمل من الأشكال الثانوية للسكري . عملية الحمل بشكل عام ترفع من المستوى الطبيعي للأنسولين في الدم وتغير من مقاومة الجسم للأنسولين
لدى جميع السيدات . ما يقارب 3-5% من كل النساء الحوامل يتم تشخيصهن بسكري الحمل . على خلاف المرأة المصابة بالسكري من النوع الأول ، فإن
المرأة الحامل لديها وفرة من الأنسولين .
بالواقع عادة ما يكون لدى المرأة الحامل كمية من الأنسولين في دمها أكبر من الكمية التي لدى المرأة غير الحامل .
ومن ناحية أخرى فإن تأثير الأنسولين في جسم المرأة الحامل يكون محصوراً جزئياً وذلك بسبب مجموعة مختلفة من الهرمونات التي يتم إفرازها من قبل
المشيمة ، وهذا ما ندعوه أحياناً بمقاومة الجسم للأنسولين .
كيف يختلف سكري الحمل عن الأنواع الأخرى من السكري ؟
هنالك عدة أنواع للسكري . سكري الحمل ويبدأ خلال فترة الحمل ويختفي بعد عملية الولادة .
هنالك نوع للسكري ويعرف بسكري الأطفال ( أو سكري النمط الأول ) فالمصابين به غالباً ما يصابون به قبل سن العشرين وينبغي عليهم أخذ حقن الأنسولين يومياً .
حوالي ما نسبنه 10 % من جميع المصابين بالسكري هم من النمط الأول ( أي النوع المعتمد على الأنسولين ) .
النمط الثاني من السكري ( أي النمط الذي لا يعتمد عل الأنسولين ) ويتميز أيضاً بارتفاع مستويات السكر في الدم .
ولكن غالباً ما يميز المصابين به هو أنهم يعانون من الوزن الزائد ( السمنة المفرطة ) ومن الأعراض التقليدية
المتعارف عليها في مرض السكري كالعطش الشديد والإعياء أو التعب والتبول بكثرة وفقدان الوزن المفاجئ .
الكثيرون من الأشخاص المصابين بالنمط الثاني يمكنهم التحكم بمستويات السكر في الدم بإتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والتخلص من
الوزن الزائد أو باستخدام أدوية للسكري على شكل حبوب ( بتناول أدوية عن طريق الفم ) . فالبعض منهم وليس الكل يحتاجون إلى الأنسولين .
يشكل المصابون بالسكري من النمط الثاني ما نسبته 90 % من المصابين
بالسكري .
ما الذي يسبب الإصابة بسكري الحمل ؟
بالرغم من أن سبب الإصابة بسكري الحمل غير معروف إلا أن هنالك بعض النظريات التي تفسر حدوث هذه الحالة من ارتفاع السكر في الدم لدى المرأة
الحامل .
تزود المشيمة الجنين النامي بحاجته من العناصر الغذائية والماء كما وأنها تنتج مجموعة متنوعة من الهرمونات التي تلعب الدور في المحافظة على استمرارية
الحمل . بعض هذه الهرمونات ( الإستروجين والكورتيزول واللاكتوجين المشيمي البشري ) يمكن أن يكون لها تأثير يسد ويعيق عمل الأنسولين ، وهذا
ما يدعى بـ( التأثير المضاد لعمل الأنسولين ) والذي يبدأ عادة ما بين الأسبوع الـ 20 والأسبوع الـ 24 من بداية الحمل .
بينما تكبر المشيمة وتنمو يتم إنتاج المزيد من هذه الهرمونات فتزداد تبعاً لذلك مقاومة الأنسولين . بالطبيعة يكون البنكرياس قادراً على إفراز المزيد من
الأنسولين للتغلب على مقاومة الأنسولين ، لكن عندما لا تكفي كمية الأنسولين المنتجة للتغلب على التأثير الذي تحدثه هرمونات المشيمة فإن سكري الحمل
سيظهر في الحال .
في معظم النساء يكون البنكرياس قادراً على إفراز المزيد من الأنسولين للتغلب على مقاومة الأنسولين .
وبكلمات أخرى عندما يفرز بنكرياس الأم الحامل كل الكمية التي يستطيع إفرازها من الأنسولين ومع ذلك لا تزال كمية الأنسولين هذه غير كافية للتغلب على تأثير
الهرمونات التي تفرزها المشيمة ، عندها يظهر لدينا ما يسمى بالسكري الحمل .
إن استطعنا بطريقة ما إزالة جميع الهرمونات التي تفرزها المشيمة من دم الأم فإن هذه الحالة من السكري يمكن معالجتها . بالواقع هذا ما يحدث عادة بعد عملية
الولادة .
ما الذي يجب عليك فعله في حال إصابتك بسكري الحمل ؟
يجب عليك إتباع نظام غذائي خاص يتم تنسيقه من خلال التعاون المستمر مع أخصائية التغذية ، بالإضافة إلى القيام ببعض التمارين الرياضية ، وتنظيم برنامج
يومي لفحص السكر في الدم حسب الإرشادات التي يقدمها لك الطبيب ومرشدة مرضى السكري .
وإذا لم يتم التحكم بمستوى السكر من خلال الأمور السابقة وبقي السكر مرتفعاً في الدم لا بد من اللجوء إلى الأنسولين ، فعندها يجب عدم استعمال الحبوب
الخافضة للسكر أثناء الحمل وذلك لما من تأثيرات ضارة بصحة الجنين .
من الممكن أن يحدث إنخفاض في مستوى السمر في الدم إذا تناولت كمية غير
كافية من الطعام . لذلك من الضروري أن تتعرفي على علامات هبوط السكر في الدم
وأن تعالجيها بأسرع وقت ممكن ، وهي كالتالي :
1-جوع شديد
2-التعرق ( زيادة في العرق )
3-رعشة الأطراف
4-توتر وصعوبة في التركيز
5-خفقان القلب ( زيادة دقات القلب )
6-زغللة البصر
إذا لم تعالج هذه الأطراف فقد يحدث فقدان الوعي .
وتتم معالجة أعراض الهبوط من خلال تناول كأس من العصير المحلى أو معلقتين من السكر المذاب في الماء أو بتناول قطعة من الحلوى .
التمارين الرياضية :
ينصح بممارسة بعض التمارين الرياضية الآمنة خلال فترة الحمل ، حيث أن هذا يساعدك على ضبط معدلات السكر في الدم ويشعرك بالراحة . والمشي هوالرياضة الأنسب للسيدة الحامل .
وإذا كانت التمارين تسبب لك التعب بسبب عدم الاعتياد عليها من قبل فيمكنك البدء بتمارين خفيفة لمدة عشر دقائق يومياً ثم زيادة مدة التمرين عند الاعتياد
على ذلك . ولا بد من الحرص والانتباه أثناء التمرين كي لا تجهدي نفسك كثيراً ، وسوف يرشدك الطبيب ومرشدة مرضى السكري إلى أنواع التمارين الآمنة
والمناسبة لك ولعمرك ولعدد شهور الحمل . بالإضافة إلى ذلك فان الرياضة تسهل عليك عملية الولادة .
أسباب ارتفاع السكر في الدم :
قد تكون معدلات السكر في الدم لديك مرتفعة ، وهذا يرجع إلى عدة أسباب منها : زيادة كميات الطعام ، أو نقص كميات الأنسولين ، أو قلة الحركة وعدم الانتظام
في برنامج رياضي .
ماذا يحدث بعد الولادة ؟
غالباً ما يختفي سكر الحمل بعد الوالدة . لكن عليك بمراقبة دورية للسكر في الدم حسب إرشادات طبيبك لتتأكدي من عدم ارتفاع السكر في الدم من جديد ، وعليك
المحافظة على الوزن المثالي والتقيد بنظام غذائي مناسب حتى تتجنبي حدوث مرض السكر أو تأخير حدوثه .
من الأكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل من غيرها من النساء ؟
وكيف يتم الكشف عن إصابتها والتحقق منها ؟
من المحتمل جداً أن تصاب أية امرأة حامل بسكري الحمل .
بعض العوامل المتعلقة بالنساء الأكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل هي :
1-السمنة ( الزيادة الكبيرة في وزن المرأة الحامل ) .
2-وجود أفراد من عائلتها ممن هم مصابون بالسكري .
3-من أنجبت طفلاً يزن 4 كيلوغرامات أو أكثر .
4-من ولدت طفلاً ميتاً في السابق أو ولادة طفل لديه خلل ولادي .
5-وجود كمية كبيرة من السائل الأمنيوني المحيط بالجنين .
6-أيضاً تعد من يزيد عمرها عن 25 عاماً أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل من غيرها .
7-الحمل المتكرر .
8-الإصابة بسكري الحمل في مرات حمل سابقة .
بالرغم من أن وجود زيادة في نسبة الجلوكوز في البول عادة ما يضم إلى قائمة الأخطار السابقة ، إلا أنه لا يعتقد بأنه مؤشر يعتمد عليه في الإشارة للإصابة
بمرض السكري ، كما وأن بعض النساء الحوامل واللاتي لديهن مستويات طبيعية جداً للسكر في الدم ، سيتعرض ( بين الحين والآخر ) لوجود كميات من
السكر في البول .
ينصح بشدة أن يجرى فحص لسكري الحمل لكل امرأة حامل . فهنالك العديد من طرق الفحص والتي أشهرها هو فحص الـ 50 غراماً من الجلوكوز ، وهو فحص
لا يتطلب أي عمل أو إجراء إعدادي مسبق له وليس هنالك حاجة للإنقطاع عن الطعام قبل الخضوع للفحص .
يجري الفحص بإعطاء السيدة محلولاً للشرب يحتوي على 50 غراماً ومن ثم شرب مستوى السكر في الدم بعد ساعة من شرب المحلول . السيدة التي تبين أن
مستوى السكر في دمها أقل من 140 ملغم / دسلتر بعد ساعة من تناول المحلول يفترض أنها غير مصابة بسكري الحمل ولا تحتاج لإجراء المزيد من الفحوصات .
إذا كان مستوى السكر في الدم أكثر من 140 ملغم / دسلتر يعتبر الفحص غير
طبيعي أو إيجابي النتيجة .
لكن ليس كل امرأة تخرج بنتيجة إيجابية في هذا الفحص هي امرأة تعاني من السكري ، لكن بناء على ذلك ينبغي أن تجري لها اختبار تحمل الجلوكوز لتأكيد
التشخيص بسكري الدم .
إذا قرر طبيبك بأنه ينبغي عليك الخضوع لاختبار تحمل الجلوكوز بالكامل فسوف يطلب منك إتباع بعض التعليمات الخاصة استعداداً للاختبار .
قبل موعد إجراء الفحص أو الاختبار ب 3 أيام ينبغي إتباع نظام غذائي أو حمية
غذائية تحتوي على 150 غراماً من الكربوهيدرات يومياً على الأقل . يمكنك تحقيق ذلك بتناول كوب من المعكرونة وحبيتين من الفاكهة ورغيفين من الخبز
و3 أكواب من الحليب يومياً .
ينبغي الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب قبل إجراء الفحص ب 10 إلى 14 ساعة ما عدا تناول الماء فهو مسموح به . غالباً ما يتم إجراء الفحص في
ساعات الصباح الباكر في عيادة طبيبك أو في المختبر .
خطوات إجراء الفحص :
أولاً يتم سحب عينة من الدم لقياس مستوى السكر الصباحي في دمك ثم يطلب منك شرب زجاجة كاملة من شراب الجلوكوز (100 غرام ) . شراب الجلوكوز
هذا شديد الحلاوة وبين الحين والآخر يصيب بعض الناس بالغثيان .
أخيراً يتم سحب عينات من الدم كل ساعة وذلك لمدة 3 ساعات من بعد شربك لشراب الجلوكوز .
إختبار تحمل على مدار 3 ساعات لسكري الحمل
إن كانت اثنتان او أكثر من نتائج فحص مستوى السكر في دمك أعلى من قيم المقاييس التشخيصية فأنت مصابة بسري الحمل .
عادة ما تجرى هذه القحوصات في نهاية الشهر السادس أو في بداية الشهر السابع ، أي ما بين الأسبوع الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل وهو
نفس الوقت الذي تبدأ فيه عادة مقاومة الأنسولين بالظهور . إن أصابك شمري الحمل في حمل سابق أو إن كان هنالك سبب يجعل طبيبك قلق على غير العادة بشأن إمكانية إصابتك بسكري الحمل فمن المحتمل أن يطلب منك إجراء الفحص
الأول ( أي فحص ال 50 غراما من الجلوكوز ) خلال الأشهر الثلاثة الأولى أي قبل الأسبوع ال 13 من الحمل .
لكن تذكري أنه بمجرد أن تظهر لديك نسبة جلوكوز في البول أو حتى أن تكون نتيجة فحص اختبار السكر (فحص ال50 غراماً من الجلوكوز ) غير طبيعية ،
فهذا لا يعني بالضرورة أنك مصابة بسكري الحمل .
إن اختبار تحمل جسمك للجلوكوز ( الفحص الذي مدته 3 ساعات ) هو الذي ينبغي أن يكون غير كبيعي حتى يتم الحكم والتشخيص المؤكد للحالة .
كيف يؤثر سكري الحمل على عملية الحمل ؟
وهل سيضر بطفلي ؟
أنه من الممكن منع حدوث مضاعفات سكري الحمل أو حتى السيطرة عليها في حال ظهورها . إن مفتاح منع حدوثها هو السيطرة الدقيقة على مستويات السكر
في الدم مباشرة بعد أن يتم تشخيص الإصابة بسكري الحمل . ينبغي أن تعاد طمأنتك بأن هنالك أمور محددة لا يسببها سكري الحمل . بخلاف النوع الأول من
السكري ، فإن سكري الحمل بشكل عام لا يتسبب بحدوث إعاقات جينية . في معظم الحالات تنشأ الإعاقات الجينية في وقت ما خلال الأشهر الثلاثة الأولى من
الحمل ( أي قبل الأسبوع ال 13 ) . إن مقاومة الأنسولين من قبل الهرمونات المضادة للأنسولين والمصنعة في المشيمة غالباً ما لا تظهر حتى الأسبوع ال
24 تقريباً . لهذا السبب فإن النساء المصابات بسكري الحمل عموماً يكون لديهن مستويات طبيعية من سكر الدم خلال الأشهر الثلاثة الأولى الحاسمة من الحمل .
إحدى أهم المشكلات الرئيسية التي تواجهها المرأة الحامل المصابة بسكري الحمل هي حالة من الزيادة الكبيرة التي تنشأ في وزن الطفل . أي ولادة طفل كبير
الحجم يزن 4 كلغم أو أكثر وتعرف هذه الحالة بال ماكروسوميا .
كلمة ماكروسوميا تعني مولود ذو حجم كبير وتشير إلى مولود حجمه أكبر من الأحجام الطبيعية للأطفال حديثي الولادة .
كل العناصر الغذائية التي يحصل عليها تأتي مباشرة من دم الأم . إذا كان دم الأم
يحتوي على الكثير من الجلوكوز ، فإن بنكرياس الجنين يشعر بمستويات السكر المرتفعة وبالتالي يقوم بإفراز المزيد من الأنسولين في محاولة لاستخدام
الجلوكوز المتوفر والاستفادة منه ، فيقوم الجنين بتحويل الجلوكوز الفائض إلى الدهون .
حتى عندما تكون الأم الحامل مصابة بسكري الحمل ، فإن الجنين قادر على إنتاج
كل الأنسولين الذي يحتاج إليه .
إن اجتماع مستويات مرتفعة من السكر في دم الأم مع مستويات مرتفعة من الأنسولين في دم الجنين يؤدي إلى تخزين لكميات كبيرة من الدهون مما يؤدي
إلى نمو الجنين بصورة ضخمة جداً وهذا ما يعرف بال ماكروسوميا .
أحياناً يكبر الطفل كثيرابحيث يصبح من الصعب إنجابه بولادة طبيعية من المهبل فعندما تصبح عملية الولادة القيصرية عملية حتمية ضرورية . عادة ما يستطيع
الطبيب المولد التحديد ما إذا كان الجنين كبير الحجم أم لا وذلك عن طريق فحصه للأم الحامل .
وفي كثير من الحالات ، يستخدم فحص ( الألتراساوند ) أي ما يدعى ب فحص الموجات فوق الصوتية .
بالإضافة للماكروسوميا فإن سكري الحمل يزيد من خطورة الإصابة بالهايبوجلايسيما ، أي انخفاض مستوى السكر في الدم لدى الجنين ( المولود )
مباشرة بعد عملية الولادة .
تحدث هذه المشكلة إذا كانت مستويات السكر في دم الأم الحامل مرتفعة بصورة متكررة ومستمرة ، مما أدى إلى إفراز بنكرياس الجنين لكميات كبيرة من الأنسولين .
بعد عملية الولادة يستمر المولود بامتلاك مستوى مرتفع من الأنسولين ولكن لا يعود متوفراً لديه مستوى عال من السكر والذي مصدره الأم مما يؤدي إلى
انخفاض شديد في مستوى السكر في دم الطفل حديث الولادة .
سيتم الكشف عن مستوى السكر في دم طفلك في قسم حضانة المستشفى وإن كان المستوى متدن جدأ قد يكون من الضروري إعطاء طفلك محلول الجلوكوز
عن طريق الوريد .
الأطفال المولودون لأمهات يعانين من سكري الحمل هم أيضاً عرضة لمزيد من الاختلالات الكيميائية العديدة الأخرى مثل تدني مستويات الكالسيوم والمغنيسيوم
في المصل
كل هذه المشكلات يمكن التعامل معها ويمكن منع حدوثها . مفتاح منع حدوثها هو السيطرة الدقيقة على مستويات السكر في دم الأم مباشرة بعد تشخيص إصابة
الأم بسكري الحمل . بالمحافظة على مستويات طبيعية للسكر في الدم ، فإنه من أضعف الاحتمالات عندها أن يولد الطفل كبير الحجم أو أن يصاب بانخفاض
مستوى السكر في الدم أو أن يصاب باختلالات كيميائية أخرى .
ما الذي يمكن عمله للتقليل من المشاكل المتعلقة بسكري الحمل ؟
بالإضافة لطبيبك هنالك العديد من الأخصائيين المحترفين والمتخصصين برعاية مرض السكري ومتابعته خلال فترة الحمل بالإضافة إلى أطباء الأمراض الباطنية
أو المختصين في مرض السكري وأخصائيي التغذية المرخصين وعلماء التغذية المؤهلين ومرشدة مرضى السكري . قد يوصي طبيبك بأن تذهبي لزيارة أحد
هؤلاء المختصين أو أكثر خلال فترة الحمل . إضافة إلى ذلك ينبغي استدعاء الطبيب المختص برعاية الأطفال حديثي الولادة ليتولى أمر أية مضاعفات قد
يواجهها المولود بعد عملية الولادة .
أحد أهم العناصر في رعاية المرأة الحامل المصابة بسكري الحمل هو وجود نظام غذائي من تم تخطيطه خصيصاً لأجلها حتى يمنحها ما يكفي احتياجاتها
واحيتاجات الجنين العناصر الغذائية . وبنفس الوقت ينبغي أن يكون النظام الغذائي مخطط بطريقة تحفظ مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية
( من 60 إلى 120 ملغم / دسلتر ) .
يمكن لطبيبك الذي سيجري لك عملية الولادة ( أو لمرشدك ) بتثقيفك في مجال السكري أو أن يعلمك كيف تقيسين مستويات السكر في دمك في المنزل لتري إن
كانت مستويات السكر في دمك تبقى ضمن الحدود المعقولة باتباعك الحمية الغذائية الحالية .
إن مقدرة المرأة الحامل على تحديد مستويات السكر في دمها وقياسها بأجهزة دقيقة وسهلة في المنزل يشكل حدثاً هاماً في مجال التعامل مع السكري خصوصاً
أثناء فترة الحمل .
التقنية التي تدعى ب مراقبة السكر في الدم ذاتياً تسمح لك بالتحري عن مستويات السكر في دمك في المنزل أو في العمل دون الحاجة لزيارات مكلفة
ومضيعة للوقت عند طبيبك .
إن مراقبة نتائج فحص السكر في الدم وتدوينك لها يسمح لطبيبك بالتحديد إن كنت بحاجة للبدء باستخدام حقن الأنسولين ) خلال فترة الحمل أم لا .
كما وأن الزيارات القصيرة والمتكررة لمختبر فحص الدم هي الطريقة الوحيدة التي يمكنها أن تبين لك إن كانت مستويات السكر في دمك تحت سيطرة جيدة
.
علاج سكري الحمل :
سيتم إتباع أسلوب علاجي خاص من قبل طبيبك بالإعتماد على :
عمرك وصحتك بشكل عام وتاريخك الصحي ، ودرجة الإصابة بالسكري ( أو حدة المرض ) ، وتحملك للأنواع المختلفة من الأدوية العلاجية والإجراءات ، وتوقعات طبيبك لمجرى سريان المرض والعلاجات ، بالإضافة إلى رأيك أنت وما تفضلينه .
علاج سكري الحمل يركز على الإبقاء على مستويات السكر في الدم ضمن المعدلات والحدود الطبيعية له ، وقد يتضمن العلاج ما يلي :
1-حمية غذائية أو نظام غذائي خاص بك .
2-وممارسة التمارين الرياضية .
3-ومراقبة يومية لمستويات السكر في الدم .
4-أخذ حقن من الأنسولين .
مفاهيم و افكار خاطئة في التعامل مع السكري
السكري من الامراض الشائعة في بلادنا، وقد انتشرت افكار و انطباعات عثيرة عنه ، وطرق التعامل معه قد لا تكون مطابقة للحقائق العلمية، وقد تجمعت لدي
من خلال الممارسة الطبية مجموعة من الافكار و الممارسات الخاطئة بالتعامل مع السكري. كان لهذه الممارسات الخاطئة آثار بالغة على
صحة السكريين و سلامتهم، وقد رايت ان اكتب هذه المقالة في مجال تثقيف السكريين لتلافي هذه
الاخطاء.
السكر و الطعام:
ما يزال الانطباع الشائع عند السكريين ان تناول الاطعمة النشوية ممنوع، و بذلك يكثرون من تناول انواع الاطعمة الاخرى لا سيما الدهون و البروتينات مما
يسبب لهم مشاكل طبية كامراض القلب و الشرايين، و تبين انه يسمح لمرضى السكري بتناول 50%-60% من غذائهم من النشويات بما فيها الفواكه طالما
ان عدد السعرات الحرارية الاجمالي لا تتجاوز الحمية الغذائية التي يقررها الطبيب المعالج و اخصائية التغ>ية اعتمادا على اعتبارات الوزن و النشاط
الحركي.
ان بعض الناس يظنون ان تناول وجبة واحدة في اليوم يساعدهم على تخفيض من نسبة السكر في الدم و انقاص الوزن، لكن الافضل هو تناول ثلاثة وجبات
متوازنة و الاكثار من الاطعمة التي تحتوي على الياف طبيعية و اعتماد نظام سليم للحركة و الرياضة البدنية.
يعتقد بعض مرضى السكري ان الارز، الخبز المحمص يحتويان على كميات اقل من النشويات وهو اعتقاد غير صحيح حيث ان الخبز المحمص لا يختلف عن
الخبز العادي الا بكمية الماء التي تقل بالتحميص وبفرق بسيط في السعرات الحرارية.
الممارسات غير السليمة في مجال الطعام هو التعامل مع الدعوات و الولائم و السفر، وقد يضعف البعض امام اكداس الطعام في الولائم او يعتذرون عن تلبيتها
بسبب السكري وهم في كلتا الحالتين غير مصبيين اذ انه ما من ضرر في تقبل الدعوات، وتناول كميات ونوعيات من الطعام تتناسب و حالاتهم مع الانظمة
الموصوفة لهم اما في حالات السفر فينطبق اختيار بدائل الاطعمة المناسبة.
المحليات الصناعية:
بفرط البعض في تناول سكر الفواكه ( الفركتوز) المتوفر بالاسواق ظانين انه خال من السعرات الحرارية و الواقع ان قوة هذا السكر في التحلية هي ضعف قوة
السكر العادي كما ان قيمته الغذائية هي نصف قيمة السكر العادي ويتعين على ذلك استعماله بكميات قليلة حسب النظام الغذائي لكل حالة.
اما المحليات الصناعية الاخرى الخالية تقريبا من السعرات الحرارية مثل:
• الاسبرتام: ننصح باستعمالها لانها تثبط اي مضاعفات او اضرار صحية
• مادة السكريين: وقد ذهبت سمعته بانه يسبب سرطان المثانة، لكن ذلك لم يثبت عمليا حتى الان.
بقلم د. نوري العرب
اختصاصي في الغدد الصماء – سوريا
مجلة حياة ملؤها الحياة العدد الخامس
سكري كبار السن
راجعني في عيادتي احد القضاة، كان عمره اثنان وستون عاما وكان يخشى من اصابته بالسكري حيث ان لديه استعداد وراثيا للمرض من جهة والده ومن جهة
والدته. كان قد اجرى عدة فحوصات لسكر الدم صائما (اي على الريق) وكانت نتائج فحوصاته على الحافة العليا للقيام الطبيعية المقبولة وكان محتارا في امره.
قلت له ان الحل يكمن في فحص السكر بعد وجبه غذائية او عمل تخطيط للسكر بعد ذلك (وهو ان يشرب كمية كبيرة محددة من سكر الجلوكوز المذاب في الماء
ثم يفحص السكر على فترات محددة). بنفس المناسبة فقد طلبت منه عمل بعض الفحوصات الكيماوية الاخرى مثل شحوم الدم الثلاثية و الكوليسترول ووظيفة
الكلى.
وحضر القاضي بعد ايام مع نتائج فحوصاته، كان سكر الدم قد ارتفع بعد شرب الجلوكوز الى مستوى عال بشكل واضح مما يشخص اصابته بالسكري كما كان
لديه ارتفاع في الشحوم الثلاثية، اوضحت له انه بذلك يعتبر مصابا بمرض السكري وان عليه اتباع حمية غذائية باشرت في تفصيلها له حينما قاطعني قائلا
: ولكني لا اشكو شيئا، اصدقائي واقربائي المصابون بالسكري يتحدثون عن فرط تبول و شرب زائد للماء. ولكنني لا اشعر بشئ من هذا القبيل فلماذا اضطر الى
اتباع نظام غذائي؟
كان سؤاله وجيها ومن المعلوم ان المريض مالم يتفهم مرضه ودواعي علاجه فلن يتعاون مع طبيبه، وقد شرحت له لماذا نعتبره مريض بالسكري. ولماذ
ا يتوجب عليه اتباع نطام غذائي, واوضحت له ان سكري الكبار مرض صامت.
بالواقع ان الكلى تحتجز السكر وتمنعه من الوصول الى البول ولذلك لا يوجد سكر في بول الانسان غير المصاب، ولكن اذا ارتفع سكر الدم الى نسبة معينة (لنقل
180ملغم/ دسلتر) فان الكلية تعجز عن احتجازه فيظهر في البول. وظهور السكر في البول يجر معه مزيدا من البول لاذابته وهكذا يزداد التبول ويزداد العطش مم
ايثير قلق المريض ونتهي الامر بتشخيصه بالسكري. ولو لم يكن مرض السكري الا نزول السكر في البول لما كانت له تلك الخطورة التي نعلمها جميعا،
بعض نعلمها جميعا، بعض المرضى تعجز كليتهم عن احتجاز السكر على نسب طبيعية (مثلا 100 ملغم / دسلتر) ولذلك يكون لديهم سكر الدم مرتفعا وتكثر هذه
الحالة عند النساء الحوامل ولكنها لا تقضي علاجا لان وجود السكر في البول لا يستتبع الا استعداد او زيادة التهابات المسالك البولية وهذه فقط تقتضي العلاج
والمتابعة.
خطورة مرض السكري هي في ارتفاع سكر الدم عن الحد الطبيعي له حتى لو لم يصل الى الحد الذي يتجاوز العتبة الكلوية اي حتى اذا لم يظهر السكر في البول،
او بمعنى آخر من الانسولين لدى الكبار، هذه الكمية نستطيع السيطرة على كمية الجلوكوز التي يفرزها الكبد قبل تناول الطعام ولكنها لا تستطيع السيطرة على
كمية الجلوكوز التي تاتي من الطعام وخاصة اذا كان غنيا بالسكريات وعليه يكون مستوى السكر في الدم قبل الاكل طبيعيا ولكنه يرتفع كثيرا بعد الاكل، وهذه
كانت حال صديقنا القاضي، وعليه فهذا المريض تتوجب متابعته على فحص سكر الدم قبل الطعام كان طبيعيا. وبالطبع مع تطور المرض سيرتفع السكر قبل
الطعام ايضا ولكن هذه مرحلة لاحقة.
بعد هذا الشرح الطويل استطاع القاضي ان يضع نفسه ضمن مادة من مواد القانون الطبي ويدرك سبب تشخيص حالته، ويدرك طبعا ان العقوبة ( واقصد بها
العلاج) هي الحيمة الغذائية اي تخفيف كمية السكريات و النشويات في الوجبه الواحدة و توزيعها على عدة وجبات لكي ر تشكل تحديا كبيرا على البنكرياس اي
تحديا لا يستطيع مواجهته، ولكنه مع احترامه للقانون و ارادة تطبيقة، اراد ان يفهم ما هي اضرار الجريمة على المجتمع اقصد لماذا سمينا هذا الارتفاع ضررا
وما هي اضراره على الجسم؟
اوضحت له ان مرض السركي مجرم صامت ويتلف اجهزة الجسم كلها وهو يشترك في هذه الصفة مع ارتفاع ضغط الدم و ارتفاع الكولسترول وهي نسب لا
يمكن العثور عليه بالصدفة ولكن لا بد من البحث عنها، وهذا عمل جهاز الامن الوقائي( واقصد بها طبيب العائلة) الذي يجب ان يفحص هذه النسب الخفية بشكل
دوري لكل مراجع تجاوز سنا معينة.
بالنسبة للمضاعفات المزمنة فان السكري سواء سكري النمط الاول او الثاني، مضاعفات خاصة ومميزة وهي اصابة العين و الكلية و الاعصاب ومضاعفات
اخرى يشكل السكري عاملا لها مع عوامل اخرى وهي تصلب الشرايين بشكل عام.
ولا يمكننا هنا الخوض في تفاصيل هذه المضاعفات ولكن يجب ان نتذكر ان زيادة السكر التي تتعرض لها كل خلايا الجسم و انسجته تضعفها وتجعلها قابلة للتهتك
و التلف. وعليه فالسكري مرض عام يصيب كل انسجة الجسم وان نتذكر كذلك ان السكري مرض صامت بحيث يمكن ان يشخص السكري لاول مرة بناء عل
حدوث مصاعفات للسكري مما يجعل الطبيب الماهر يتوقع ان يكون هذا الشخص مصابا بالسكري فيصيب توقعه، وعليه لابد من الفحص الدوري لكل اجهزة
الجسم عند المريض وهذا يعني ان الاستشارة الطبية الحقيقية للشخص السكري تقتضي زمن استشارة مطولا وليس مجرد قياس سكر الدم وزيادة العلاج او
تخفيفه كما يجري في معظم الاحيان.
اجريت للقاضي الفحوصات السريرية و المخبرية اللازمة وشرحت له الحمية المطلوبة ولحسن الحظه لم يكن لديه زيادة في ضغط الدم و لا الكلوليسترول ولكن
كان لديه مرض آخر مماثل لهما في الفتك:مرض ارادي مع سبق الاصرار و الترصد. كان القاضي مدخنا شرها او شرسا وكان لابد من اقناعه من ترك
التدخين حيث ان السبب الاول للمرضى و الوفاة في العالم اليوم هو تصلب الشرايين وما يستتبعه من ذبحة وجلطة صدرية، وان لهذا التصلب خمسة اسباب
رئيسية هي ارتفاع الكوليسترول و ارتفاع ضغط الدم و التدخين و السكري وزيادة الوزن. واذا كان الله عز وجل قد عافك من ثلاثة منها و ابتلاك بواحدة الا
وهي السكري فقد اضفت له طوعا عادلا آخر الا وهو التدخين. و التدخين جرعة اجتماعية لا فردية. فعندما تدخن يدخن معك كل اهلك وكل طاقم محكمتك ومن تجالس.
طأطأ صديقي القاضي راسه اذ ان الحمية الغذائية ازعجته لكنه كان مستعدا لتطبيق ما يستطيع منها ، الم التدخين كان التفكير في تركه صعبا خاصة وقد
اوضحت له ان تخفيض كمية السجائر ذو منفعة محدودة وان الاولى تركه كلياً.
في المرة القادمة ساعاود الكرة وانصحه مجددا بترك التدخين فهذه وظيفتي على
كل حال ولكنني ارجو ان تقوم القرارت الاجتماعية بمنع التدخين في الاماكن العامة كذلك .
د. محمد هلال
استشاري امراض الغدد الصماء و السكري والعقم
مستشفى الاسراء – عمان الاردن
وبهذا نصل الي ختام تقريرنا لهذا اليوم عن مرض السكري
اتمنى من الله ان يشفي كل من اصيب بهذا المرض
نلتقي ان شالله في تقريرا جديد
لكم مني اجمل وارقى تحيه