خليف بن صحن بن سويد
من فخذ الملحم من عشيرة السلمه من الأسلم من شمر رجل أمي لايحمل أي شهاده أو تحصيل علمي لكن لديه من لباقة اللسان بما تكفيه لمواجهة كبار المسئولين في وقتنا هذا .. جعل لنفسه مكانا بين ربعه وفرض عليهم احترامه بطيب افعاله , (( بالفعل وليس بالقول )) . وهو نشأ وترعرع وسط قبيلة الكل يحسب لها ألف حساب فكان لها دور فعال بين قبائل الأسلم وقد أصبحت مجلاء باتفاق عدة شيوخ من شمر وغيرها ...
أخوانـــــي الأعــــــزاء ..... سبق وان ذكرنا لكم قصة صمود قبيلة السلمه بوجه الزحف الكردي بعد سقوط العراق بيد المحتل .. وذكرت لكم عدة أسماء من ابرز اللذين صمدوا في ذلك الوقت ... ولكي أكون منصفا في سرد مثل هذه القصص . وأكون أمينا في نقلها على مر الزمن . حدث هنالك موقف كنت اجهله أثناء الأشتباكات الكردية مع قبيلة ((( السلمــــــه ))) .. فلكم تلك الواقعة .... فبعد سقوط العراق وزحف الأكراد على قرى العرب وأثناء اشتباك الأكراد مع قبيلة السلمه وعجزهم عن دخول قراهم اخذوا يتربصون برجالها على انفراد أثناء ذهابهم إلى الأسواق لغرض التسوق أو عندما ذهابهم إلى المستشفى لغرض العلاج .. ففي أحد الأيام العصيبه وأثناء عودة احد رجال السلمه وهو (( محمد بن فراج )) من قرية سعد بن أبي الوقاص إلى قرية عمر بن الخطاب بسيارته نوع نيسان (( وانيــــــت )) موديل (( 2002 )) وإذا بثلاث سيارات نو ع أوبل محمله بالرجال والسلاح تحاصره . وبعد شد وضرب وكما قال المثل (( الكثرة تغلب الشجاعة )) اخذوا سيارته وتركوه على قيد الحياة . وعندها ذهب إلى قريته مشيا على الأقدام وعند وصوله علمت جميع أفراد القبيلة بهذا الأمر . وكثرة الآراء والمشاورات في ذلك الوقت . وفي اليوم الثاني لتلك الحادثة فعـــــل مـــــا فعــــل (( خليف بن صحن بن سويـــــد )) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اخذ سيارته الخاصة ومعه من ربعه (( محمد بن فراج )) صاحب السيارة المسروقة و (( محمد بن جمعه )) وحملوا معهم السلاح وتوجها إلى قلب محافظة كركوك اللتي كانت مزدحمة بقوات الأكراد من جميع أنواعها ..... وبالقرب من بناية محافظة كركوك راء أبو زيدان (( خليف بن صحن ))
رتل بسيارات مصفحة وباختلاف أنواعها وكان الرتل لكبار المسئولين الأكراد . وفي عجلة من أمره قام أبو زيدان (( خليف بن صحن )) بإدخال سيارته ببناية المحافظة بين صيحات الحماية لذلك المسئول وسحب السلاح وإطلاق النار في الهواء . نزل أبو زيدان من سيارته مطبقا للمثل (( انطح الصياح بصياح تسلم )) وبصوته العالي أخذ يقـــول انتم ميلشيات وحرامية وقبل أن نراكم كنا في أمان .. وإذا بأحد أفراد الحماية يقول لخليف بن صحن إن هذا وزير داخلية كردستان ((( الأستاذ ..... أفريدون ))) ولكن ((( أبو زيدان ))) لم يثنيه سماع هذا الاسم واسمعهم من الكلام مـــالــــم يودون سماعه فوقف ذلك الوزير على قدميه وفي عيونه الغضب , فكان جالس بجنبه أحد شيوخ العبيد وهو أحد أبناء العاصي وكانت تربطه علاقة طيبه مع الأكراد فقال له ياسيادته الوزير هذا ((( من الطنايا )) فلم يفهم الوزير معنا هذه الكلمة فقال له (( ابن العاصي )) إن هذا من قبيلة شمر , فلم سمع الوزير بنسبه وانتمائه لهذه القبيلة قال لحمايته اتركوه فتقدم (( خليف بن صحن )) إلى الوزير وقال له الوزير اطرح ماعندك من مشاكل وأنا مستعد لحلها لك بأقصى سرعه , فطرح عليه سرقة السيارة فقال الوزير لحمايته خذوا مواصفات السيارة وابلغوا المسئولين , وقال الوزير لخليف بن صحن هل هنالك أمر آخر تود طرحه , فرد عليه هنالك أمر يحدد مصيركم ومصيرنا في هذه المحافظة فقال له الوزير ما هو الأمر , فرد عليه خليف بن صحن (( قضية عرب داقوق )) فقال الوزير مابها فقال له لا تعلم بأن الأشتباكات بيننا قائمه منذ عدة أيام فقال الوزير ليس لي أي علم فماذا تريد فرد عليه (( خليف بن صحن )) إن كنت وزير بحق وحكومة داقووق تنفذ أمركم زودني بكتاب رسمي تأمر به قواتكم بداقوق بوقف مظاهرها المسلحة هنالك , فأمر الوزير بتحرير كتاب إلى قائم مقاميه داقوق يأمرهم بوقف أي نشاط مسلح بتلك المنطقة وإرساله بيد ((( خليف بن صحن ))) وكان الوزير متعمدا بإرساله باليد لكي يبين للمسئولين بقضاء داقوق أهمية حامل الورقة .... وبعدها أعطى الوزير موعدا لخليف بن صحن لمراجعته للتناقش بهذا الخصوص . فذهب ((( خليف بن صحن ))) هـــو ومن معه إلى مبنى قائم مقاميه قضاء داقوق وكان يحملون بأيديهم أسلحتهم , فكانوا عرضتا للفت النظر لان داقوق كان لا يتجول فيها إلى الكردي في ذلك الوقت وعند مبنى القائم مقاميه أسرعوا حراس المبنى إلى تصويب سلاحهم باتجاه خليف وربعه وظهر القائم مقام من مكتبه بسرعة ليرى ما يحصل وإذا بثلاث أشخاص عرب واقفين أمام المبنى وهم مسلحون وقال لهم من انتم وكيف تدخلون البناية وانتم عرب وداقوق كرديه , فقام (( خليف بن صحن )) ورمى بوجهه كتاب وزير داخلية كردستان وقال له ((( هذا عقدنا على داقوق ))) وأصبحت هذه الكلمة معروفه لدي العرب في كركوك ...
وبعد ذلك بقية قوات الأكراد مرابطة في مكانها لكن بدون أي عمليه تذكر ,, وبعد فتره أتى ذلك الوزير ومعه قوة من الأمريكان للإطلاع على الوضع فأمر الوزير بسحب قوات الأكراد وبقية القرى لأهلها .....
فأصبح خليف بن صحن هو صاحب الحظ الأوفر بهذا الصمود ..................
فله منا بالغ الشكر والتقدير على هذا الموقف البطولي المشرف اللذي سجل له بالتاريخ .................