::
*/ عن الأحنف :
هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين أبو بحر التميمي ,
وكان من أهل البصرة ، ذكر عنه الحافظ الذهبي في سير “أعلام النبلاء” ,
أنه أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يره ،!
واشتهر باسم الأحنف لحنف رجليه وهو العوج والميل ،
,
*/ مقتطفات من حيآته :
ذكر عنه ابن الأثير في كتابه “ أسد الغابة في معرفة الصحابة ”
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا له ،
يقول الأحنف بن قيس : بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان بن عفان ,
إذ جاء رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال : ألا أبشرك ؟
فقلت: بلى , قال : هل تذكر إذ بعثني رسول الله إلى قومك بني سعد ؟
فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه ، فقلت أنت : إنه ليدعوكم إلى خير ،
وما حسن إلا حسناً ، فبلغت ذلك إلى رسول الله فقال رسول الله :
“ اللهم اغفر للأحنف ” , فقال الأحنف : ” هذا من أرجى عملي عندي ” .
::
حقد عليه قوم فأقبلوا إلى سفيه من سفهائهم وقالوا له :
هذه ألف درهم على أن تذهب إلى سيد بني تميم , الأحنف بن قيس , فتلطمه على وجهه ,
مضى السفيه , فإذا الأحنف جالس مع رجال , محتبياً بكل رزانة , قد ضم ركبتيه إلى صدره , وجعل يحدث قومه ,
اقترب السفيه منه , ودنا .. ودنا .. فلما وقف عنده , مد الأحنف إليه رأسه ظاناً أنه سيسر إليه بشيء ,
فإذا بالسفيه يرفع يده ويلطم الأحنف على وجهه لطمة كادت تمزق خده !!
نظر الأحنف إليه , ولم يحل حبوته , بل قال بكل هدوووء : لماذا لطمتني ؟!!
قال : قوم أعطوني ألف درهم على أن ألطم سيد بني تميم ,
فقال الأحنف : آآآه .. ماصنعت شيئاً , لست سيد بني تميم ..!
قال عجباً !! فأين سيد بني تميم ,!
قال هل ترى ذاك الرجل الجالس وحده , وسيفه بجانبه ؟
وأشار إلى رجل اسمه حارثة بن قدامة , امتلأ غضباً وغيضاً , لو قُسم غضبه على أمة لكفاهم ,
قال : نعم أراه , الجالس هناك ؟! نعم فأذهب والطمه لطمة , فذاك سيد بني تميم ,
مضى الرجل إليه واقترب من حارثة , فإذا عينا حارثة تلتمع شرراً ,
وقف السفيه عليه , ورفع يده ولطمه على وجهه , فما كادت يده تفارق خده حتى التقط حارثة سيفه وقطع يده ..!!
فقال له الرجل : ما أنت قطعت يدي , إنما قطعها الأحنف بن قيس ,
::
قال ابن الجوزي في “ صفة الصفوة ” وابن الأثير في “ أسد الغابة ”
إن الأحنف كان قواماً كثير الصلاة بالليل ، كما كان كثير الصيام ,
وقد قيل له : يا أحنف إنك شيخ كبير ، وإن الصيام يضعفك ،
فقال : إني أعده لسفر طويل ، والصبر على طاعة الله سبحانه , أهون من الصبر على عذابه .
::
اتصف الأحنف كذلك بـ رجاحة العقل ويرصد الحافظ الذهبي في “ السير ”
قول هشام بن عقبة : شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم ,
فتكلم فيه وقال : احتكموا , قالوا: نحتكم ديتين , قال : ذاك لكم ,
فلما سكتوا قال : أنا أعطيكم ما سألتم ، فاسمعوا إن الله قضى بـ دية واحدة ،
وإن النبي قضى بـ دية واحدة ، وإن العرب تعاطى بينها دية واحدة ،
وأنتم اليوم تطالبون ، وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين ,
فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم , قالوا: ردها إلى دية .
::
وقيل إن رجلا قال للأحنف بم سدت , وأراد أن يعيبه ,
قال الأحنف : بـ تركي ما لا يعنيني , كما عناك من أمري ما لا يعنيك .!
::
في أحد الايام كان جالسا في مجلس الخليفة معاوية بن ابي سفيان ,
فعاتبه معاوية لوقوفه في صف علي بن ابي طالب ,
وخاطبه بـ يا أحنف ، فرد عليه الأحنف بـ يا معاوية ,
فلما ترفق معه معاوية وقال له : عهدتك حليماً يا أبا صخر ,!
فرد عليه الاحنف : ليس على الند يا امير المؤمنين ,
وكانت ابنة معاوية تسمع حوارهما ,
وتتعجب من هذا الرجل الذي يرد على الخليفة بهذا الأسلوب ,
فقال لها معاوية : هذا الذي إذا غضب , غضب لغضبه مئة الف فارس من بني تميم ,
لا يسألونه فيما غضب .!
,
*/ من أقوآل الأحنف :
- من أسرع إلى الناس بما يكرهون , قالوا فيه ما لا يعلمون ,
- سُئِل ما المروءة ؟ قال : كتمان السر , والبعد عن الشر , والكامل من عُدّت سقطآته ,
- إن عجبت لشيء فـ عجبي لـ رجال تنمو أجسامهم و تصغر عقولهم ,
- حتف الرجل مخبوء تحت لسانه .
- كان إذا تعجّب الناس من حلمه يقول : والله إني لأجد ما تجدون ولكني صبور. ,
,
*/ حلم الأحنف :
شتم رجل الأحنف بن قيس ، وجعل يتبعه حتى بلغ حيه ( المكان الذي يقيم فيه الأحنف ) .
فقال الأحنف : يا هذا إن كان بقى في نفسك شيء فهاته ,
وانصرف لا يسمعك بعض سفهائنا , فتلقى ما تكره .
::
شتم بعض السفهاء الأحنف بن قيس شتماً قبيحاً فـ حلم عنه ، فقيل له في ذلك .
فقال : دعوه فإني قد قتلته بالحلم عنه ، وسيقتل نفسه بجرأته !
فلما كان بعد أيام , جاء ذلك السفيه وشتم زياداً وهو أمير البصرة ،
وظن أنه كالأحنف في حلمه ، إلا أن زياداً أمر به فقطع لسانه ويده .
::
وقيل : إن رجلاً خاصم الأحنف وقال : “ لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً ” .
فقال الأحنف : “ لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدة ”
,
*/ متى يغضب الأحنف ؟
حكى صاحب عيون الأخبار : أن أغضب زيد بن جبلة الأحنف ,
فوثب إليه فأخذ بعمامته وتناصبا , فـ قيل للأحنف : أين الحلم اليوم ؟
فقال : لو كان مثلى أو دونى لم أفعل هذا به , فـ في سكوته فى مثل هذا الموقف ضعف
لأن زيدا هنا هو الأقوى والأشرف ففى تنازل الأحنف عن حقه ضعة وذلة . وكان يقال آفة الحلم الضعف ,
,
*/ وفآته :
مات الأحنف سنة 67 هـ وقيل : مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق .
عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة , قال : حضرت جنازة الأحنف بالكوفة ,
فكنت فيمن نزل قبره , فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري ,
فأخبرت بذلك أصحابي , فلم يروا ما رأيت .!
منقول بـ تصرّف :) ,
,