التدبر :هو التفكُّر والتـــــأمل في آيـــــــــات القرآن من أجل فهمه، وإدراك معانيــــه، وحكمه، والمراد منه
وقد يطلق التدبر على العمل بالقرآن؛
ﻷنه ثمرته وللتﻼزم القوي بينهما ..
كما في قول علي بن أبي طالب
"يا حملة القرآن أو يا حملة العلم؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم"
وقول الحسن بن علي
" اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فليست بقراءة"
__
عﻼمـــــــات تدبُّر القرآنوهي سبــــع عﻼمــــــات كما ورد في كتـــــاب الله عزَّ وجل
__
1-•• اجتماع القلب والفكر حين القراءة، ودليله التوقف تعجبًا وتعظيمًا ..يقول سبحانه وتعالى
{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}
[الفرقان: 73]2)
2-••البكاء من خشية الله .. يقول الله تعالى
{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِمِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}
[المائدة: 83]3)
3-••زيادة الخشوع .. يقول الله عزَّ وجل
َّ{قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا *وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا *وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}
[اﻹسراء: 107,109]4)
4-•• زيـــادة اﻹيمان، ودليله التكرار العفوي لﻶيات ..يقول تعالى
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْوَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
[اﻷنفال: 2]5)
5-••الفرح واﻻستبشار .. قال تعالى
{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًافَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
[التوبة: 124]6)
6-•• القشعريرة خوفا من الله تعالى ثمَّ غلبة الرجاء والسكينة .. يقول تعالى
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُالَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
[الزمر: 23]7)
7-••السجود تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ .. يقول جلَّ جﻼله**.. {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
[مريم: 58]
فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكـــر ، أما من لم يحصل أياً من هذه العﻼمات فهو محروم من تدبر القرآن، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره ..
قال إبراهيم التيمي
"من أوتي من العلم ما ﻻ يبكيه لخليق أﻻ يكون أوتي علما ﻷن الله نعت العلماء فقال:
{ قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا *وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا *وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}
[اﻹسراء: 107,109]
[حلية اﻷولياء : 5-88]
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهاقالت:
"كان أصحاب النبي إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم
[تفسيرالقرطبي (15:149)]
إن كل يوم يمر بك وﻻ يكون لك نصيب ورزق من هذه العﻼمات، فقد فاتك فيه ربحٌ عظيم، وهو يوم حري أن يُبكى على خسارته
_ مما قرأته وأثر بي إلى حد كبير ...فـ/نقلته لكم