الاخ صقور حائل
القصة من اولها الى اخرها خطأ, وقد ردوا كتاب شمر الكبار امثال الصريح والاصمعي على هذه القصة وفندوها بالادلة
وسادلي بدلوي معهم واقول:
اولا:- وهو الاهم
1- شمر قبيلة عربية اصيلة, فلا يطلب منها نساء
2- الاتراك مسلمون, ولا يطلبون هذا الامر
3- الاتراك لا يسمون النساء خاكور. وانا استفسرت مِن مَنْ يجيدون اللغة التركية ونفوا نفيا قاطعا ان النساء تعني خاكور بالتركي
ثانيا:- الذي يوضح خطأ الكاتب انه جعل شمر قبيلة ضعيفة خاضعة وجيرانها طامعون فيها
والحقيقة عكس ما ذكر, فشمر من اول دخولهم للجزيرة في عهد فارس الاول اخضعت جميع القبائل في الجزيرة وفرضت عليهم الضرائب
1. قال اوبنهايم عن دخول شمر الى الجزيرة في كتابه رحلة الى ديار شمر (ص44) "ثم دخلوا شوطا جديدا من الترحال فعبروا نهر الفرات فاخضعوا شيئا فشيئا كامل بلاد ما بين النهرين من خط عرض بغداد الى سلاسل الجبال الكردية في الشمال"
2. يقول عبد الجبار الراوي بعد هزيمة العبيد وحلفائهم على يد شمر في الجزيرة "وهكذا خلا الجو لشمر في الجزيرة، وتمت لها السيطرة على أطرافها ونواحيها، حتى آل بها الأمر إلى أن تفرض نوعاً من الضرائب يسمى (الخوة) تأخذها من كل عشيرة تنزل منطقتها، واضطر كل من يعبر الجزيرة إلى أدائها صاغراً، وظلت هذه (الخوة) نافذة الَمْفعول، وشملت جميع القرى الَمْجاورة للبادية"
3. وقال وليمسون في اطروحته (ص51) "اصبحت شمر الجرباء العشيرة الرئيسية في الجزيرة فقط"
وازدادت قوة في عهد صفوق بن فارس الجربا
1- قال جون وليمسون (استاذ التاريخ في جامعة انديانا) في أطروحته (قبيلة شمر العربية مكانتها وتاريخها السياسي 1800-1958) (ص80) عن صفوق الجربا "وقد لقب بسلطان البر أي ملك البادية وحكم أقسام من العراق وسورية وتركية الحديثة وأصبح اسمه مخيفا ورغباته نافذة وكلمته قانونا"
2- قال لونكريك في اربع قرون من تاريخ العراق (ص349) عن شيخ شمر صفوق الجربا "فنشر نفوذه على العراق من ماردين الى بغداد وبقي كذلك حتى عام 1847م فامر نجيب باشا بقتله بمكيدة"
واستمرت قوة شمر في عهد فرحان باشا
1- وصف شمر جمس فيلكس جونز سنة ( 1853م) بقوله: "وهم يمثلون الرعب بالنسبة إلى السلطات التركية للأهلين" وقال ايضا "ولما عجزت السلطات التركية عن صدهم فقد رضيت في الا خير ان تدفع إلى زعيمهم راتبا شهريأ لكي يضمون ولاءه"
2- وقالت الرحالة الليدي آن بلنت في قبائل بدو الفرات (ص414) "اما شمر فكانت سيدة الجزيرة" وقالت ايضا (ص218) "وربما تستطيع شمر ان تدفع 20 الف رمح الى ساحة المعركة اذا اجتمعت كلها"
وما زالت قوتها عهد عبد الكريم الجربا
1- قالت الليدي آن بلنت في قبائل بدو الفرات (ص113) عن عبد الكريم الجربا "لم يعقد صلحا مع الاتراك, بل اذاقهم طعم البطش والقسوة والهزيمة اكثر من مرة" وقالت في الصفحة التالية "كان عبد الكريم مزهوا في قومه, ويضايق الاتراك في كل مناسبة, وهو الذي اعاد والي بغداد من حيث اتى بعد ان قدم لزيارته"
2- يقول صديق الدملوجي في كتابه مدحت باشا عن عبد الكريم الجربا "وكان يركب فرسه ويبعث رجالا يسبرون له الاتراك وقتل منهم الكثير وشتت جموعهم حيثما حلوا وحيثما وجدوا"
وحتى عهد فارس الثاني يقول ابنهايم في رحلة الى ديار شمر (ص59) "ويتمتع شمر اليوم بسيادة مطلقة على بلاد ما بين النهرين من اورفة إلى منطقة بغداد وتدفع اغلب هذه القبائل الخوة لشمر"
ثالثا:- طير شلوى تقال للشخص الطيب الشجاع والعجارشة والف نعم اشتهروا بالشجاعة واستحقوا هذا اللقب بجدارة منذ القدم وقبل نزوح الجربا للجزيرة
رابعا:- هذه القصة لم نسمع بها في الجزيرة الا من خلال الانترنيت
فمن خلال ما تقدم يتبين لنا تلفيق قصة طيور شلوى وانها من اولها الى اخرها مكذوبة
مع التقدير