عمار القليبي السويدي الشمري.
كان عمار بن مسلم القليبي ( رحمه الله ) يملك ذود من الأبل . مثله من غيره من أبناء عمومته أولاد صقر ( السويد ) . وكان في ذلك الوقت لايوجد حكم شامل لأبناء الجزيرة العربية . وكانت القبائل تتقاتل فيما بينها للحصول على المال. ويتربع على عرش المال في ذلك الوقت ( الإبل ) فمن يكسبها فقد ظفر.وفي ذات يوم حصل هجوم من أحد القبائل المجاورة لقبيلة السويد على إبلهم ونهب المهاجمون إبل أغلب أسر قبيلة السويد وقتلوا أحد أبنائها ويدعى / مذود بن ضاحي بن مقبل العميم السويدي. وكانت إبل عمار بن مسلم القليبي وبعض أسر القبيلة في إتجاه آخر وسلمت من النهب. وعندما وردت الأبل حجزها عمار وأرسل أبنيه حمد وحمود لكل من نهبت إبلهم من أسر القبيلة. وعند إجتماعهم قام عمار ووزع عليهم إبله . ثم أرسل لزوجة المقتول / مذود بن ضاحي وتدعى وحيشة السويدية. وكانت في وقت حداد على زوجها. حيث لا يوجد لمذود ولا لزوجته وحيشة أبناء كونهم حديثي الزواج. إلا إنها كانت حاملاً . وقام عمار وأعطاها جمل وناقة وقال هذا الجمل ليحملك مع جماعتك والناقة لتحلبيها. فإن كان ما في بطنك ولداً فهي عطية له مع جماعته وإن كانت بنت فهي منيحة لها حتى تستغني عنها ( أي الطفلة التي ستولد ). وهو يقصد إعطائها لها ولكن وضع هذا الشرط حتى لا يقع في حرج مع بقية نساء القبيلة. إلا أن وحيشة أنجبت ولداً وسمته مذود ( على أسم أبيه الذي قتل ) وبقيت عطية عمار له مع جماعته. وقيل أن عدد ما وزعه عمار بن مسلم القليبي في ذلك اليوم 40 بعيراً.
تقول وحيشة السويدية
مريـت قبـرٍ اتوجـد لراعـيـه=مرحوم ياللي منقع الطيـب نقعـه
كريـم سبـل ماضيـات حسانيـه=اصل الكرم والجود ساسه وطبعـه
من يقـدر يقسـم حلالـه ويهديـه=حتى الحمل اعطاه من عرض ربعه
غير القليبي يشري الطيب يعطيـه=يعطيـه ربعـه ويتبـارك بنفعـه
ويما نزل حوله ضعوف تراعيه=ومن المنايح والمنافيع شبعة
وكم مرة جهز حجيج تواليه=جن الركايب مع ثلاثين سبعة
مهي غريبة هذي ادنى مواريه=لياشرت تشر على الخير صبعه
ويقول عيادة بن شطب الفداغي في معلقته الشمرية
ولد القليبي اللي يقولون عمار=اعطى مجاهيمة عذيات الاوبار
للابة اللي تاخذ الحـق الثـار=يوم الحمر بين القبيلين خثران
وقال فيه الشاعر بشير الغزاي
واللي قسم ذوده على الناس عمار=عشرين مع عشرين بالعد محصاة
فرق على ربعه معاشير وبكـار=قال العوض عندي ولابه مراواة
وقال فيه الشاعر زيد الشمري
عمار يوم الكود للـذود قسـام=انطابه الشايب ومن يرضع الديد
بعض النقاط من شخصية هذا الرجل رحمه الله تعالى :
عرف القليبي بالكرم وحب الخير والعطف على الفقراء والمساكين ، كماعرف بالطاعة والتدين حيث رزقه الله بالمال والحلال!!
فله من الابل ذودين المغاتير والمجاهيم ومجموعتين من الاغنام كسب من خلالها الاجر والثواب في الاخرة والعلم الغانم في الدنيا !!
عندما كانت تعيش البادية على الحلال ويعتبر هو المصدر الرئيسي والاساسي في حياتهم ، ومن خلال ذلك كان لعمار القليبي قصص تعتبر مضرب مثل في الكرم والطاعة وحب الخير والرافة بالفقراء والمحتاجين من اهمها بختصار :
ـ نزول المعوزين والمحتاجين حوله وكان يمنحهم المنايح من الاغنام ليقتاتوا من البانها ومشتقاته ويستفيدوا من اصوافها وعند الرحيل من موقع لاخر يزملهم الركايب لنقلهم ونقل امتعتهم وقيل أنه استمر في ذلك طيلة حياته احتسابا للاجر والثواب من الله حتى بارك الله له في ماله وحلاله.
ـ اهتم بفريضة الحج وكان يزمل من يرغبون الحج وليس لديهم ابل من اقاربه وجيرانه وأهل القرى الذين لايوجد لديهم الا المعاويد لسقيا الزرع وجميع من يطلبه المساعدة على اداء هذه الركن العظيم ولاياخذ عليهم اجرًا بل كان يطلب الثواب والاجر من الله !!
حتى قيل انها زادت على ثلاثين مركوبة كل واحده منها مردوف بحاجين . وقيل أكثر من ذلك
ـ توزيعه لاحد اذواده على جماعته وهي القصة التي اوردتها .