موقفان في حياة هطليس المايق رحمه الله استدركهما في هذا التعقيب .
الأول لطرافته , والثاني لما له دلالة على تأصل عزة النفس في هذا الرجل الكبير.
الأول هو زيارة هطليس للرياض حيث كانت له معاملة في وزارة الداخلية .
كان ذلك في عام 1399هـ
هطليس رحمه الله هو خال الشيخ بندر بن نايف بن حميد , وهو أشهر من أن يعرف به .
وقد شارك شمر- مؤخرا - في حفر الباطن في حفلهم للسويدي وألقى كلمة أثنى فيها على أخواله شمر.
هطليس رحمه الله لما وصل للرياض سنة 1399هـ وحل ضيفا على ابنة أخته شيخة بنت نايف بن حميد , فاتصلت بأخيها الشيخ بندر تخبره أن خالها قد جاء من الشمال.
وكان الشيخ بندر لتوه قد أصبح (خوي) مع الأمير خالد الفيصل .
كان ذلك في ليلة من ليالي شهر (إبريل) وكان الأمير يحدثهم أن هذا الشهر فيه كذبة تسمى كذبة (أبريل) .
فكلم الشيخ بندر الأمير يطلب منه (خرجية )لخاله فأعطاه الأمير 50 ألف ريال , وقال للشيخ بندر :سلم لي على خالك و لا تقول إن هذا المبلغ مني .
لكن الشيخ بندر خشي من أن يُظن أن طلبه (خرجية ) لخاله هي من باب كذبة(إبريل), فتعمد الشيخ بندر أن يأخذ معه أحد (الخويا) , وكان هذا (الخوي ) يخبر الأمير بجميع ما يحدث .
فلما وصل الشيخ بندر ومعه (الخوي) عرفه على خاله وأعطى المبلغ لخاله أما (الخوي) حتى يكون شاهدا .
كان موقف الشيخ بندر من باب:" على رسلكما , إنها صفية بنت حيي" .
فقال هطليس : (لا صار من خالد مقبولة) .
الموقف الثاني : جاء أيضا رحمه الله للرياض سنة 1406هـ في شهر رمضان
وكان ابنه عبد الله موظف في الحرس .
ولم يكن عند هطليس سيارة في ذلك الوقت , لأن سيارته قد أعطاها للشمري كما ذكر سابقا .
فلما وصل الرياض , جاء للشيخ بندر بن نايف بن حميد , وقضى عنده عدة أيام , فلما أراد أن يسافر مد له ابن حميد مبلغا كبيرا جدا من المال فرفض , فحاول الشيخ ابن حميد أن خاله يأخذه فأبى , وابن حميد يردد يا خالي يا خالي خذ المال فرفض هطليس رحمه الله مبينا للشيخ بندر أنه ليس بحاجة له .
ولم يأتي رحمه الله للرياض إلا لحاجته للمال ولكنه لعزة نفسه لم يأخذ إلا من ابنه عبد الله الذي استطاع أن يعطيه ما يقدر عليه .
رحمه الله فأي عزة كان يحملها بين جنبيه ؟
علما بأن الشيخ بندر قد خصص لأخواله (الهيشان) رجالا ونساء (خرجية ) سنوية تصرف لهم في شهر رمضان منذ وفاة خاله هطليس إلى اليوم .