وهنا نأتي لمشاركة قبيلة حرب في كون بقعاء الى جانب بن رشيد وذكر ابن خربوش لدورهم بالمعركه
بقعاء سنة 1257 هـ
خلاصة خبر هذه الوقعه أن أمراء القصيم أجمعوا على مهاجمة حائل وكسر شوكة ابن رشيد بعد ثلاث سنوات تقريبا من تأسيس الامارة الرشيديه على يد عبدالله بن رشيد وأخيه عبيد. فخرج يحي بين سليمان (أمير عنيزه) بأهل عنيزه وأتباعهم وخرج عبدالعزيز بن محمد بأهل بريده وجميع بلدان القصيم واجتمعوا على (بقيعاء) وهي شمال القصيم وهم نحو ستمتئة مظيه مردوفه ومعهم من عنزه غازي ابن ضبيان وعربانه من الدهامشه وقاعد بن مجلاد وعربانه وابن صقر من السلاطين والصقور. وسار الجميع من بقيعاء فأغاروا على وجعان الراس من شمر فأخذوا منهم كثيرا من الابل والغنم والأمتاع فأراد يحي بن سليمان أمير عنيزه الاكتفاء بالانتصار والرجوع بهذه الغنائم لكن أمير بريده أصر على مهاجمة ابن رشيد في حائل وقيل أنه حلف أن يطأ برجله في سوقها.
وسار أهل القصيم ونزلوا بقعاء المعروفه شمال شرق حائل ونزلت عربان عنزه على ماء ساعده في تلك النواحي ولهذا قسم ابن رشيد أتباعه من شمر وحرب وأهل الجبل الى قسمين واجه أحدهما بقيادة عبيد ابن رشيد بوادي عنيزه واستعد القسم الاخر بقيادة عبدالله ابن رشيد لملاقاة أهل القصيم.
أما عبيد ومن معه فقد التحموا مع بادية أهل القصيم قبل طلوع الفجر واشتد القتال بعد طلوع الشمس فخاف كبار أهل القصيم من وقوع الهزيمه على بواديهم ففزع يحي بن سليمان وعبدالعزيز بن محمد ورجالهما ماشين على أقدامهم لنجدة أصحابهم , وكان عبدالله ابن رشيد يرقبهم فانقض عليهم ومعه عدد من فرسان شمر وحرب وناشبوهم القتال.
فاستعجل عربان أهل القصيم الهزيمه على بواديهم وانسحب ابن مجلاد بأتباعه من عنزه, فلما أيقن أمير بريده بالهزيمه تراجع هو ورجاله, وتركوا يحى ومن معه في مكانهم بلا ماء ولا ركاب, فوقع قتال شديد بين يحى وأتباعه وبين ابن رشيد لكن العطش أدركهم بعد أن ارتفعت اشعة الشمس, وكان الوقت صيفا فلم ينهج منهم الا القليل حيث قتلهم فرسان ابن رشيد في ميدان المعركه ما عدا يحى فقتله عبدالله ابن رشيد (خطأ) بعد أن سلم نفسه.
وغنم أهل الجبل الكثير من ركاب أهل القصيم وأموالهم وصارت كسره شديده على أتباع أهل القصيم من عنزه. وبعد هذه الوقعه انزاح كثير من بادية عنزه شمالا , وانتهى تقريبا تحالفهم مع أهل القصيم.
وفي هذه الوقعه قال ابن رشيد قصيدته التي منها:
يا من لقلب بين خمسة وعشرين ** هجس وهاجوس وعدل ومايل
يديرهن دولاب الافكار تسعين ** بالصدر ينشر دقهن والجلايل
أصبحت منهن خالي ثنتين ** سعدي ومصقول بداوي الغلايل
وخماسي غمق ثوابه وجوزين ** ليا جذبوا شروا بروق المخايل
يا دارنا من جاك جيناه عجلين ** بالليل نمشي والصفروالقوايل
فان كان هم عنا بالانشاد محفين ** من الراس ما يحتاج رد الرسايل
جينا مع أول سربة فوق الالفين ** كن الشهر به ديدحان المسايل
حضر الجبل والبدو ناتي صليبين ** يتلننا حجلات سود الجدايل
---------
عجاجة تجلي صدى القلب يا حسين ** دبيله ماهي بكل الدبايل
واللي ذبحت بشذرة السيف تسعين ** منهم ولاني عن طردهم بسايل
جونا يبون ديارنا والبساتين ** يطرون منزلهم قفار وحايل
وكما يلاحظ أن عبيد الرشيد لم يشر بشكل صريح الى دور الحروب في هذه الوقعه !!!
ولكن الحقيقه لابد لها من الظهور فقد جاء الشاعر الكبير فرج بن خربوش الشمري يرحمه الله, الذي يقول في قصيده يمدح بها شيوخ حرب ويذكر موقفهم هذا مع شمر
حرب من القبله الى أقصى تخاديد ** ياما بحرب من رجال الشكاله
ياما بحرب من كرام صناديد ** شيوخ تنفد مالها دون حاله
ابن نحيت ينفد الملح تنفيد ** في كون (بقعا) عندنا له جماله
مع شمر ورّد على الموت توريد ** ارخى على حوض المنايا حباله
ربعه بني سالم على كيف ما يريد ** يوم ابو ضيف الله براي عباله
وهي أطول من هذا 00000000
وقيل أن الذين اشتركوا في هذه الوقعه هم بعض قبائل مزينه برئاسة الشيخ ثواب بن نحيت , وجماعة ابن مضيان وكلهم من بني سالم. وقد قطع ابن رشيد على نفسه عهدا أن لحرب ما لشمر وعليهم ما عليهم, لكن هذا التحالف لم يلبث طويلا, وذلك لحصول خلاف بين ابن مضيان وابن رشيد فيما بعد.