العدوه هي بمثابة قاصمة الظهر للشمريون كافه بحث انها كانت نقطة تحول وتغيير الخارطه في تاريخ قبيلة شمر الطائيه فمنها تفرقت الجموع الشمريه وتغيرت الموازنه السكانيه بالجبل بعدما كانت الباديه هي القوه العظمى في جبل شمر لتصبح الحاضره مكانها وليقل عدد سكان الجبل فتمر بعض الازمات في تاريخ من بقى من شمر في الجبل اهمها حروب شمر وعنزه على الحدود غرب الجبل , وذهاب القوه الضاربه على بادية شمر والجبل والتي كان يتزعمها الفارس والشيخ الشجاع الكريم مطلق الجربا , أخوا جوزاء , هذا العلم والذي ارضخ البلاد من تيماء الى حدود القصيم تحت طاعته وسيطرته لتزول قوة الجربان الضاربه وقد توجد عليهم شاعر شمر الكبير التبيناوي بعد مواجهات لهم مع العنوز قائلاً :
يافاطري نقّـال هـمّ المقـادي
=قوطَرْ وخَلاّ من تَخَلّف على الدّار
إستشملَـتْ قِطعانهَـم للرّمـادي
=عَنّي فلا تَفرَحْ بترتيـع الاقفـار
أقفوا كما جيـلان قُـورٍ بعـاد
=والاّ ظلول الغيم بايّام الامطـار
أقفا وتبرالـه رهـاف التـوادي
=مع حملةٍ باطرافها تِقِـلْ نـوّار
مَحذا محَلْ مراحهـم والسّمـادي
=وبَثْلٍ لشرّاب القهاوي بالامجـار
وقال كذلك :
يانجد ناحي ضدنا بالجهام
=قوطر وخلانا بوجه الاجانيب
قوطر وكيف بالجزيرة ونامي
=وتنام عينن ماغدى له مطاليب
انحيت ياذباح عوجا سنامي
=دونك من الديان مايتلف الذيب
كما هو الحال عندما تمناهم ابن رمان حاكم تيماء وفي قصيده لاتزال محفوظه في صدور (الشمامره ) منها يقول :
ياقلـب يامقلـوب يـامـا يـامـا
=يما تشوف من الخساير والاربـاح
ياما تفـارق غالـي عقـب لامـا
=يما تشوف من الكدر عقب الافراح
لاواهني من جابهـم بـس عامـا
=من حطهم مابين تيما والاسيـاح
كسايت العيـدان ريـش النعامـا
=غلبا وعنهم تكع الاسلاف تنـزاح
كان عناد مسلطاً المطلق الجربا سبباً مهماً في ذاك الامر وان كان لايلام على ذلك فكل القبائل النجديه قد خضعت للأمام سعود العبدالعزيز منها عتيبه وحرب والعجمان وقحطان الا فرق صغيره منهم بينما بقى الشمامره بجانب المطيريون ضد هذه الدعوه او بالاصح الحركه وانخرطوا في جيش الشريف وقد انتصروا في باديء الامر نصر مبين وظاهر الا انهم قد اكتفوا بذلك وتفرقوا وعاد مطلق ومعه الشمريون الى الشمال وانحازوا المطران الى الشمامره بالقرب من العدوه فأستغل الفرصه ابن سعود واراد ضرب هذه القبائل البدويه الكبرى بجيشه الجرار فتوجه بقواته مره اخرى الى الشمال فوجد الدويش حسين ومعه قومه فأوقع بهم وهزمهم ونهب ثرواتهم وتوجه سريعاً الى شمر ومن بقى من مطير في العدوة ..
اوجس الشجاع الكريم مطلق الجربا الخطر والذي يحدق به وبقومه ورأى انه لايستطيع مواجهة جموع جيش المسلمين (كما زعموا ) فقد كانوا يتفوقون بالجند والعدد وكل شيء , عندها اراد مطلق ان يعقد هدنه ومن ثم يستجمع قواه لمباغتة ابن سعود ولكن كان لأبنه رأي اخر تماماً فجاء بكتاب عشائر العراق للمؤرخ العراقي النبيل عباس العزاوي الصفحه 67 (وهذا يقصد –مطلق- اراد مهادنة الامام ابن سعود ولكن ابنه مسلط لم يرضخ لمطالب الامام من زكاه وقص الشعاف فشوق اباه لمحاربة ابن سعود فحاربه ) وكانت تلك هي ام البلاوي على الشمريون !
وفي هذه ابيات من شعر يتناقلها الرواه تحكي هذه القصه بالتفصيل واوصي الجميع بالرجوع اليها حيث انها كانت ممتعه وموجعه ومؤلمه ..
وقد وقعت الواقعه وبالفعل حدث ماكان يتوقعه الجربا فلقد انتصر ابن سعود رغم شجاعة الشمريون وقائدهم مطلق وابنه مسلط وحصان ابليس ومن معه من مطير فأنهزمت الجموع وتفرقت وبقى ابن سعود يوزع الغنائم على العدوه , عندها قرر اخو جوزاء ان ينسحب ومن ثم يعيد الكره على ابن سعود ويسترد الثأر ولكن كان لأبنه ايضاً رأي اخر وهو مهاجمتهم وهم يوزعون هذه الغنائم وقد كان قراراً خائباً لم يؤيده مطلق الجربا واراد التريث قليلاً حتى تتساوى القوى عندها نذر مسلطاً على نفسه انه سيدخل وسيكسر صيوان ابن سعود وقد قال المؤرخ النجدي المعروف بمؤرخ ابن سعود عثمان البشر ( ثم اعادوا الكره على جموع سعود وكان مقدمهم مسلط بن مطلق الجربا وكان قد نذر ان يجشم فرسه صيوان سعود فأراد ان يتم نذره فقتل ) انظر عنوان المجد.
وما زاد الطين بله في ذلك اليوم حسب اقوال بعض المؤرخين والرواه الثقات هي الخيانه والتي قام بها ابن هذال شيخ قبيلة عنزه ضد الجربا فقد تعاهدا على الأمان وعدم اغارة طرف ضد اخر ولكن ما ان اقبل ابن سعود حتى خان ابن هذال العهد ونقض الاتفاق وانضم تحت راية ابن سعود !
وقد قيل حسب تبرير بعض الرواه ان ابن هذال انضم بالقوه تحت راية ابن سعود ونقول ان هذا رأي جائز ولكنه ليس مبرراً كافياً لنقض العهد والخيانه وانظروا الى ماقال المؤرخ والشيخ عثمان ابن سند البصري ( العدوه لسعود ابن عبدالعزيز عليه – أي على مطلق الجربا – وفي ذلك اليوم قتل ابنه مسلط وكان شجاعاً طاعن ذلك اليوم حتى كف كل رعيل وقرى كل ذابل وصقيل كيف لا ومطلق ابوه ذلك الباسل واما مطلق فأنه في ذلك اليوم هزم الكتائب واروى من دم الفرسان كل سنان وقاضب فلما ضاقت على ابن سعود الأوهاد والنجود خان ابن هذال -شيخ قبيلة عنزه – فلم يكن لمطلق مجال فنكص على العقب وهو يطاعن ذلك الجيش اللجب فمازالوا معه على كر وفر ومضاربه بكل صارم ذكر حتى سئموا من المضاربه ورجعوا بصفقه خائبه فنجا هو وبنو عمه وباء الخائن بخزيه واثمه واناخ رحاله في بادية العراق ) انتهى .
كان يوماً عصيباً على قبيلة شمر لاسيما وان عرفنا وزياده عما سبق التاييد من قبل ابن علي والطواله لــ ابن سعود فأبن سعود قضى على الزعيم الأكبر لقبيلة شمر وهذا مارادوه من ناحيه ومن ناحيه اخرى كان ابن علي من المؤيدين للدعوه الاصلاحيه ولم يفعل أي شيء تجاه الشمامره في العدوه بل كان الأمر بمباركه من ابن علي وتلك هي طامه قد وقعت على مطلق ومن معه ...
وكان ابن سعود قد تتبع الجربا (اخو جوزاء ) وبعض بوادي العراق بعد تلك الحادثه بسبع سنين في الشمال تحديداً الابيض وكان الظفير قد انهزموا في باديء الامر واحتموا عند الشمامره في الابيض يقول المؤرخ الشيخ عثمان ابن سند البصري ( وكان له مع ابن سعود حادثه اغار في سنة 1212 سعود بن عبدالعزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلق ابن محمد الجربا نازلاً على بادية العراق فلما صبحهم سعود فر منهم من فر وثبت منهم من ثبت وكان ممن ثبتوا وقاتلوا جيش سعود مطلق الجربا فكر على الفرسان كره بعد اخرى فكلما كر على كتيبه هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان فعثرت فرسه في شاه فسقط من ظهر فرسه فقتل ..وكان قتله عند ابن سعود من اعظم الفتوحات الا انه ود اسره دون قتله هذا ومطلق من كرام العرب عريق النجار شريف النسب من الشجعان والفرسان الذين لايمتري بشجاعتهم انسان له مواقف يشهد له السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبساله العدو قبل الصاحب ) انتهى .
تلك هي العدوه ورحم الله الشيخ الفارس مطلق الجربا ورحم الله ابنه وكل فرسان شمر والذين قتلوا في العدوه وبعد ذلك في الابيض وماكان ليحدث هذا لولا القوه والتي كان يتباهى بها ابن سعود فقد تبعه امم لاحصر لها فكانت الظروف كل الظروف ضد شمر في العدوه وبعد ذلك في الابيض حيث انه تعاهد القريب مع العدو وانتصر البعيد للقريب وخلط الحابل بالنابل ليسجل التاريخ اكبر نزوح لقبيلة شمر الى الجزيره والعراق وارض الشام ..وبهذا النزوح فقد الجبل الكماشه الكبرى والتي تنقض على الاعداء والمتربصين بالقبيله واهل الجبل واصبحت القبيله في فراغ كبير وفي صراع مع الذات لاثبات الوجود وكانت تلك البقيه الباقيه استطاعت وبفضل من الله حماية الجبل وكانت لهم مواجهات كبرى بغياب الزعيم الاكبر للقبيله الجربا (بعد تآمر بعض الزعماء الاخرين عليه ) من شمر وغير شمر ...حتى اخيه فارساً الجربا لم يسلم من تلك المؤامرات
من هنا نستنتج ومن خلال قراءه بسيطه ولكنها عميقه نرى ان تأثير العدوه كان جوهرياً فمن نتائج العدوه :
1 / تآمر العنوز ولد سليمان وولد علي وبعض البطون العنزيه الاخرى على القله الباقيه من شمر في الجبل وارادوا ان يسيطروا على الجبل ومراعي الجبل خصوصاً اذا ماعرفنا ان شمر قد رحلت مع الجربان وكذلك عشيرتي الزميل والتومان كانتا مترحلتين ولم تستقرا بالمنطقه الا متاخراً حيث استقروا الزميل بعام 1250 هجريه والتومان عادوا الى نجد بعد مناخ حجلان ومن ثم رجعوا مره اخرى للعراق..اما الفداغه والسويد فقسم كبير منهم نزح مع ابن وتيد واخرى مع ابن قدور واما البقيه الباقيه فقد بغيت في ديارها الغوطه وكانت قد حافظت عليها منذ ذلك الوقت الى الآن فلم يبقى الا القليل من السويد والغفيله والدغيرات.
وقد خاضت القبيله موجهات كبرى مع العنوز (قمعه , ظفره , بيضاء نثيل , روضة التنهات , كحله , زبار وريك الخ )
2 / نزوح القسم الأكبر من قبيلة شمر نحو الجزيره الفراتيه (العراق ) ومن ثم توزعوا حسب ماوردنا من مصادر ومعطيات تاريخيه الى ارض الشام وعلى الحدود التركيه والى سنجار شمال العراق وكانت لهم احداث عظام ومواقف كبرى لايستهان بها ابداً فكانت حديث كل المؤرخين والمحققين هناك .
4 / سيطرة ابن سعود على حائل والجبل وتنصيب ابن علي على حائل والمنطقه وهذا ابن علي كان من المؤيدين للدعوه الاصلاحيه ومن المباركين لغزوة ابن سعود على الجربا في العدوه وكان نصيبه انه تم تعيينه اميراً على الجبل حارب بعض القبائل الغير مواليه وذكر لدينا حسب المصادر مواجهه له مع الشرارات استطاعوا ان ينتصروا عليه في باديء الامر واعاد الكره حتى استطاع ان يكسرهم ويأخذهم بسم ابن سعود !
ملاحظه :
نرحب ايما ترحيب بالنقاشات التاريخيه المدعومهم على الاقل بالقراءه التاريخيه السليمه المعتمده على المصادر والتي سنعود لها عند اي معلومه جديده .